ج : الخشوع في الصلاة من أفضل القربات ، ومن أسباب القبول ومن (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 31) صفات أهل الإيمان ، قال تعالى في كتابه العظيم : قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ولكن لو عرض للإنسان شيء من التفكير وشيء من عدم الخشوع ، فصلاته صحيحة لا تبطل بذلك ؛ لأن الإنسان عرضة للوساوس والأقدار ، التي تعرض له في الصلاة ، فلا تبطل صلاته ولا تلزم عليه الإعادة ، بل صلاته صحيحة وعليه المجاهدة لنفسه ، إذا دخل في الصلاة ، وأن يستحضر أنه بين يدي الله ، وأن الله شرع له الخشوع ، فيجتهد في ذلك ويستعين بالله على ذلك ، وإذا كثر عليه الوساوس استعاذ بالله من الشيطان ، ونفث عن يساره ثلاثا . يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهو في الصلاة لا حرج في ذلك ، فقد سأل عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأنه غلبت عليه الوساوس ، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يستعيذ بالله من الشيطان ، إذا عرضت له في الصلاة ، ففعل ذلك فعافاه الله من ذلك . فالمقصود أن المؤمن والمؤمنة كلاهما يجتهدان في إحضار القلب في الصلاة ، والخشوع والإقبال على الصلاة ، والتذكر بأن العبد بين يدي (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 32) الله ، وأنه يناجيه سبحانه وتعالى ، وأن الصلاة عمود الإسلام ، وأنها أعظم الفرائض بعد الشهادتين ، فإن هذا التذكر يعينه على الخشوع وعلى حضور القلب ، وعلى الإقبال على الصلاة ، ولكن متى لم يحضر الخشوع ، ولم يستكمل ذلك فإنه لا يضر وصلاته صحيحة والحمد لله ، ولا شيء عليه فيما مضى من صلوات ، كلها صحيحة ، وإنما عليه المجاهدة والاستعانة بالله على ذلك ، وسؤاله التوفيق ، والله سبحانه وتعالى يقول : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ، وهو القائل سبحانه : ادعوني أستجب لكم ، فنوصيك أيتها الأخت في الله بكثرة الضراعة إلى الله ، ودعائه أن يعينك على ذكره والخشوع في الصلاة ، وأن يعيذك من نزغات الشيطان وهمزاته ووساوسه ، وهكذا نوصي كل مؤمن وكل مؤمنة بالإقبال على الصلاة ، وإحضار القلب فيها والخشوع فيها ، والحرص على السلامة من الوساوس ، وسائر ما يقدح في الصلاة أو يضعف أجرها . والله ولي التوفيق .