ج: عليك وعلى أمك أن تصوما ما تركتما من الصيام مع التوبة والاستغفار؛ لأنكما أخطأتما في إضاعة هذا الصوم وتأخيره، فالواجب عليكما جميعا التوبة إلى الله سبحانه والندم على ما مضى مع الاستغفار، وسؤال الله العفو سبحانه وتعالى، والعزم الصادق ألا تعودا لمثل هذا، وعليك أن تقضي الأيام التي تركت مع إطعام مسكين عن كل يوم، نصف صاع من التمر أو من الأرز عن كل يوم مع القدرة، فإن كنت فقيرة فلا شيء عليك من الإطعام، ولكن عليك الصيام؛ لأن الله يقول: ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر . وأنت لا مريضة ولا مسافرة، فالوجوب عليك من باب أولى، إنما هو التساهل، وهكذا أمك عليها أن تقضي الأيام (الجزء رقم : 16، الصفحة رقم: 215) ولو موزعة، تقضي أياما وتفطر أياما، وهكذا حتى تقضي ما عليها بعد شفائها من المرض، أما إن كانت عاجزة لكبر السن عجزا، لا تستطيع معه صيام رمضان فإنها تطعم عن كل يوم مسكينا والحمد لله، أما ما دامت تستطيع الصوم فإنها تصوم، وإذا كانت في الوقت الحاضر عندها مرض فإن القضاء يؤجل حتى يشفيها الله، ثم تصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم مثلك سواء بسواء، وهذا الطعام يعطى بعض الفقراء، وليس لهم عدد محصور، ولو فقيرا واحدا، والحمد لله.