ج: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وهو عاشوراء، والمعنى أن يصومه كله من أوله إلى آخره، من أول يوم منه إلى نهايته، هذا معنى الحديث، ولكن يخص منه يوم التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، لمن لم يصمه كله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصوم عاشوراء في الجاهلية ، وكانت تصومه قريش أيضا، فلما قدم المدينة عليه الصلاة والسلام، وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن ذلك، فقالوا: يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه شكرا لله، ونحن نصومه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق (الجزء رقم : 16، الصفحة رقم: 456) وأولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه، فالسنة أن يصام هذا اليوم يوم عاشوراء والسنة أن يصام قبله يوم أو بعده يوم، لما روي عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: صوموا يوما قبله ويوما بعده وفي لفظ: يوما قبله أو يوما بعده وفي حديث آخر: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني مع العاشر، فهذا هو الأفضل، أن يصام العاشر؛ لأنه يوم عظيم حصل فيه الخير العظيم لموسى والمسلمين، وصامه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فنحن نصومه تأسيا بنبينا عليه الصلاة والسلام، وعملا بما شرع عليه الصلاة والسلام، ونصوم معه يوما قبله أو يوما بعده مخالفة لليهود، والأفضل التاسع مع العاشر، للحديث: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ، فإن صام العاشر والحادي عشر، أو صام الثلاثة فكلها حسن، وإن صام التاسع والعاشر والحادي عشر، كله طيب، وفيه مخالفة لليهود فإن صام الشهر كله، فهو أفضل وأفضل