ج : الحائض والجنب والنفساء تعد كل شيء ، مثل غيرها من النساء الطاهرات ، تعد كل شيء ما عدا مس المصحف ، ما عدا قراءة القرآن في حق الجنب ، تمنع من ذلك ، وإلا فهي تطبخ وتقرب الطعام وتقرب القهوة والشاي ، وتقدم الماء وتقدم اللبن ، ما هي بنجسة ، طاهرة ، إنما هذا حدث ، وحدث الجنابة يوجب الغسل فقط ، وإلا عرقها طاهر ، وبدنها طاهر ، ويدها طاهرة ، ورأسها طاهرة ، وكذا الحائض والنفساء ، كلتاهما طاهرة ، وإنما النجاسة في الدم ، فما أصاب بدنها من الدم ، أو أصاب ثيابها غسلته ، وأما يدها إذا لم يكن فيها شيء من الدم فهي طاهرة ، عرقها طاهر ، شعرها طاهر ، ريقها طاهر ، كل ذلك طاهر ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعرض لأعمال من عائشة وهي حائض ، تأكل منه ويأكل منها عليه الصلاة والسلام ويأكل معها (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 421) وتأكل معه وهي حائض ، وتغسل رأسه عليه الصلاة والسلام وهي حائض ، كل ذلك لا حرج فيه ، والحمد لله . المقصود أن المرأة الحائض والنفساء والجنب كلهم طاهرون بالنسبة للحكم الشرعي ، عرقهم طاهر ، وثيابهم طاهرة ، وبدنهم طاهر ، ولو مس بيده ماء لا ينجسه ، ليس بنجس ، وليست بنجسه الحائض والنفساء ، إنما عليها الغسل ؛ غسل الواجب ، الجنب يغتسل رجلا كان أو امرأة ، والحائض والنفساء كذلك تغتسلان إذا رأتا الطهارة في وقت الطهارة ، وما أصاب الحائض من دم في ثيابها ويديها غسلته ، وهكذا النفساء ، وأما الجنب فعليه الغسل وعرقه طاهر ، وبدنه كله طاهر ، والحمد لله ، وترضع طفلها وهي جنب لا بأس ، كما ترضعه وهي حائض ، لا حرج في ذلك .