ج : إذا توضأ الإنسان ونسي التسمية ، أو كان جاهلا فلا شيء عليه ، وضوؤه صحيح ، إنما الخلاف بين العلماء إذا كان تعمد مع العلم ، فالجمهور على أن وضوؤه صحيح ولو تعمد ؛ لأن الأحاديث عندهم ضعيفة في ذلك ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن وضوؤه غير صحيح إذا تعمد مع العلم ؛ لأن الأحاديث وإن كان في أسانيدها مقال لكن يشد بعضها بعضا ، كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين الآية من سورة المائدة ، قال : إن الأسانيد يشد بعضها بعضا ، وهي الحديث المعروف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه جاءت من عدة أحاديث عن عدد من الصحابة ، عن أبي سعيد وأبي هريرة وآخرين ، لكن في أسانيدها مقال . قال الحافظ : إنه يشد بعضها بعضا ، وقد تكون من قبيل الحسن لغيره . (الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 87) ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب هذه التسمية في أول الوضوء مع الذكر ، أما مع النسيان ومع الجهل فلا شيء عليه ، وضوؤه صحيح .