مَنْ منا لا يريد أن تكون صلاته كصلاة النبي ﷺ ؟ وقد قال ﷺ: «صَلَّوْا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (رواه البخاري). والصلاة سهلة ميسورة، وكيفية الصلاة على النحو التالي:
1- أن يستقبل المصلي القبلة؛ لقوله تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ
شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
)
[البقرة: 144]؛ ولقوله ﷺ - في
حديث المسيء صلاته: «ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ» (رواه
البخاري). على أن يستحضر أنه واقف في حضرة الله عز وجل، مطمئنًا في صلاته كلها،
فالاطمئنان ركن من أركان الصلاة، وفي تمام الخشوع له سبحانه؛ لقوله تعالى:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
) [المؤمنون: 1، 2].
2- أن ينوي بقلبه الصلاة؛ لقولهﷺ : «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» متفق عليه؛ إذ النية محلها القلب، وتلفظ اللسان بها بدعة. 3- أن يرفع يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه،مكبرًا تكبيرة الإحرام، قائلا: «الله أكبر» (رواه مسلم). |
يرفع يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه |
4- «أن يجعل يده اليمنى على اليسرى على صدره، أو يقبض اليسرى باليمنى». (رواه أحمد).خافضًا رأسه، جاعلا نظره إلى موضع سجوده. 5- أن يقول دعاء الاستفتاح بأي صيغة من الصيغ الواردة في السنة، ومنها قوله ﷺ: |
يقول دعاء الاستفتاح بأي صيغة من الصيغ الواردة في السنة |
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» (رواه مسلم).
6- أن يقول سرًا الاستعاذة، أي: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»،ثم البسملة، أي: «بسم الله الرحمن الرحيم».
7- أن يقرأ سورة الفاتحة؛ لقولهﷺ :«لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ» (متفق عليه).
8- أن يقول بعد الفراغ من قراءة الفاتحة: (آمين) أي: اللهم استجب، وأن يؤمن مع الإمام إذا كان في جماعة؛ لقولهﷺ : «إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه).
9- أن يقرأ بعد ذلك سورة، أو ما تيسر من القرآن في الركعتين الأوليين،شريطة أن يجهر بالقراءة في صلاة الصبح، وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء.
10- أن يرفع يديه ويكبر راكعاً، جاعلا يديه على ركبتيه، على أن تكون اليدان مفرجتي الأصابع كالقابض عليهما، وأن بُسوِي ظهره ورأسه، قائلًا: «سبحان ربي العظيم ثلاثاً».(رواه الترمذي). |
يرفع من الركوع قائلا: «سمع الله لمن حمده» |
11-أن يرفع من الركوع قائلا: «سمع الله لمن حمده»، سواء أكان إمامًا أو منفردًا، ويقول الجميع:«رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» (رواه أبو داود)، على أن يستحب أن يضع يديه على صدره كحاله قبل الركوع.
12-أن يكبر، ثم ينزل ساجدًا بركبتيه أولاً، ثم يديه، ثم جبهته وأنفه، باسطًا كفيه على الأرض بحذاء أذنيه أو كتفيه، جاعلا أصابعهما إِلى جهة القبلة، رافعًا ساعديه - الساعد:مابين الكف إلى المرفق - عن الأرض، مبعدًا عضديه-العضد:ما بين المرفق إلى الكتف- عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، قائلاً: «سبحان ربي الأعلى» ثلاثاً، ويستحب أن يكثر من الدعاء حال سجوده (رواه مسلم). |
ينزل ساجدًا بركبتيه أولاً |
13- أن يرفع رأسه مكبراً، دون رفع يديه، وأن يجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى، ناصباً الرجل اليمنى جاعلاً أصابعها إِلى القبلة، وأن يجعل يديه على فخذيه مبسوطتين وأصابعهما للقبلة، قائلاً: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي» (رواه الترمذي). |
يرفع رأسه مكبراً، دون رفع يديه |
14- أن يكبر ويسجد السجدة الثانية كما فعل بالأولى.
15- أن يرفع رأسه مكبرًا، وأن يجلس جلسة خفيفة حتى يرجع كل عظم في موضعه ؛ لحديث مالك بن الحويرث في وصف صلاته ﷺ أنه «لم ينهض حتى يستوي قاعدًا» رواه البخاري، وتسمى: جلسة الاستراحة.
16- أن ينهض- وهو معتمد على يديه- مكبراً للركعة الثانية.
17- أن يأتي بالركعة الثانية كما فعل بالأولى، دون دعاء الاستفتاح.
18- أن يجلس للتشهد الأول بعد الفراغ من الركعتين الأوليين ، على أن يفترش رجله يسراه وينصب اليمنى، جاعلا يديه على فخذيه، باسطًا اليد اليسرى، وأن يقبض الخِنصِر والبِنصِر من يده اليمنى، وأن يحلق بالوسطى مع الإِبهام، رافعًا السبابة، مشيرًا بسبابته عند التشهد، وأن يرمي ببصره إليها، قائلا: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» (متفق عليه). |
يجلس للتشهد الأول بعد الفراغ من الركعتين الأوليين |
19-أن ينهض للركعة الثالثة مكبراً إِن كانت الصلاة أكثر من ركعتين، رافعًا يديه مع التكبير، دون أن يقرأ الفاتحة في باقي الركعات، ثم يأتي بالركعة الرابعة.
20-أن يجلس على هيئة التورك في التشهد الأخير، أي: يخرج رجله اليسرى من الجانب الأيمن مفروشة، وأن يجلس على مقعدته، بحيث تكون رجله اليمنى منصوبة، قائلا ما ذكره في التشهد الأول، وأن يضيف: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (رواه البخاري) أو بأي صيغة أخرى من الصيغ الواردة في السنة.
وإن كانت الصلاة ركعتين كصلاة الصبح فيجلس فيها جلسة واحدة للتشهد بعد الركعتين، ويذكر ما ورد في التشهد الأول، مضيفًا إليه صيغة من صيغ الصلاة على النبيﷺ.
21-ثم يدعو: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» (رواه مسلم).
22- أن يسلم أولاً عن يمينه: «السلام عليكم ورحمة الله»، ثم عن يساره؛ لما روى النسائي (1329) عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ النبيﷺ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْمَنِ، وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْسَرِ. صححه الألباني في صحيح النسائي .وكانﷺ أحيانا يزيد في التسليمة الأولى: (وبركاته)». (رواه النسائي وأحمد والسراج بسند صحيح) |
يسلم أولاً عن يمينه: «السلام عليكم ورحمة الله» |