{ وَالضُّحَى } أَيْ أَوَّل النَّهَار أَوْ كُلّه
{ وَاللَّيْل إِذَا سَجَى } غَطَّى بِظَلَامِهِ أَوْ سَكَنَ
{ مَا وَدَّعَك } تَرَكَك يَا مُحَمَّد { رَبّك وَمَا قَلَى } أَبْغَضك نَزَلَ هَذَا لَمَّا قَالَ الْكُفَّار عِنْد تَأَخُّر الْوَحْي عَنْهُ خَمْسَة عَشَر يَوْمًا : إِنَّ رَبّه وَدَّعَهُ وَقَلَاهُ
{ وَلَلْآخِرَة خَيْر لَك } لِمَا فِيهَا مِنْ الْكَرَامَات لَك { مِنْ الْأُولَى } الدُّنْيَا
{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك } فِي الْآخِرَة مِنْ الْخَيْرَات عَطَاء جَزِيلًا { فَتَرْضَى } بِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِذْن لَا أَرْضَى وَوَاحِد مِنْ أُمَّتِي فِي النَّار } إِلَى هُنَا تَمَّ جَوَاب الْقَسَم بِمُثْبَتَيْنِ بَعْد مَنْفِيَّيْنِ
{ أَلَمْ يَجِدك } اِسْتِفْهَام تَقْرِير أَيْ وَجَدَك { يَتِيمًا } بِفَقْدِ أَبِيك قَبْل وِلَادَتك أَوْ بَعْدهَا { فَآوَى } بِأَنْ ضَمَّك إِلَى عَمّك أَبِي طَالِب
{ وَوَجَدَك ضَالًّا } عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة { فَهَدَى } أَيْ هَدَاك إِلَيْهَا
{ وَوَجَدَك عَائِلًا } فَقِيرًا { فَأَغْنَى } أَغْنَاك بِمَا قَنَّعَك بِهِ مِنْ الْغَنِيمَة وَغَيْرهَا وَفِي الْحَدِيث : { لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَة الْعَرَض وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس }
{ فَأَمَّا الْيَتِيم فَلَا تَقْهَر } بِأَخْذِ مَاله أَوْ غَيْر ذَلِكَ
{ وَأَمَّا السَّائِل فَلَا تَنْهَر } تَزْجُرهُ لِفَقْرِهِ
{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّك } عَلَيْك بِالنُّبُوَّةِ وَغَيْرهَا { فَحَدِّثْ } أَخْبِرْ , وَحُذِفَ ضَمِيره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْض الْأَفْعَال رِعَايَة لِلْفَوَاصِلِ .