{ وَيْل } كَلِمَة عَذَاب , أَوْ وَادٍ فِي جَهَنَّم { لِلْمُطَفِّفِينَ }
{ الَّذِينَ إِذَا اِكْتَالُوا عَلَى } أَيْ مِنْ { النَّاس يَسْتَوْفُونَ } الْكَيْل
{ وَإِذَا كَالُوهُمْ } أَيْ كَالُوا لَهُمْ { أَوْ وَزَنُوهُمْ } أَيْ وَزَنُوا لَهُمْ { يُخْسِرُونَ } يُنْقِصُونَ الْكَيْل أَوْ الْوَزْن
{ أَلَا } اِسْتِفْهَام تَوْبِيخ { يَظُنّ } يَتَيَقَّن { أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ }
{ لِيَوْمٍ عَظِيم } أَيْ فِيهِ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
{ يَوْم } بَدَل مِنْ مَحَلّ لِيَوْمٍ فَنَاصِبه مَبْعُوثُونَ { يَقُوم النَّاس } مِنْ قُبُورهمْ { لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } الْخَلَائِق لِأَجْلِ أَمْره وَحِسَابه وَجَزَائِهِ
{ كَلَّا } حَقًّا { إِنَّ كِتَاب الْفُجَّار } أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْكُفَّار { لَفِي سِجِّين } قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الشَّيَاطِين وَالْكَفَرَة , وَقِيلَ هُوَ مَكَان أَسْفَل الْأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ مَحَلّ إِبْلِيس وَجُنُوده
{ وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين } مَا كِتَاب سِجِّين
{ كِتَاب مَرْقُوم } مَخْتُوم
لم يرد في لهذه الأية تفسير
{ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّين } الْجَزَاء بَدَل أَوْ بَيَان لِلْمُكَذِّبِينَ
{ وَمَا يُكَذِّب بِهِ إِلَّا كُلّ مُعْتَدٍ } مُتَجَاوِز الْحَدّ { أَثِيم } صِيغَة مُبَالَغَة
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتنَا } الْقُرْآن { قَالَ أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ } الْحِكَايَات الَّتِي سُطِّرَتْ قَدِيمًا جَمَعَ أُسْطُورَة بِالضَّمِّ أَوْ إِسْطَارَة بِالْكَسْرِ
{ كَلَّا } رَدْع وَزَجْر لِقَوْلِهِمْ ذَلِكَ { بَلْ رَانَ } غَلَبَ { عَلَى قُلُوبهمْ } فَغَشِيَهَا { مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } مِنْ الْمَعَاصِي فَهُوَ كَالصَّدَأِ
{ كَلَّا } حَقًّا { إِنَّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمئِذٍ } يَوْم الْقِيَامَة { لَمَحْجُوبُونَ } فَلَا يَرَوْنَهُ
{ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيم } لَدَاخِلُو النَّار الْمُحْرِقَة
{ ثُمَّ يُقَال } لَهُمْ { هَذَا } أَيْ الْعَذَاب { الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }
{ كَلَّا } حَقًّا { إِنَّ كِتَاب الْأَبْرَار } أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ فِي إِيمَانهمْ { لَفِي عِلِّيِّينَ } قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الْخَيْر مِنْ الْمَلَائِكَة وَمُؤْمِنِي الثَّقَلَيْنِ , وَقِيلَ هُوَ مَكَان فِي السَّمَاء السَّابِعَة تَحْت الْعَرْش
{ وَمَا أَدْرَاك } أَعْلَمَك { مَا عِلِّيُّونَ } مَا كِتَاب عِلِّيِّينَ
{ كِتَاب مَرْقُوم } مَخْتُوم
{ يَشْهَدهُ الْمُقَرَّبُونَ } مِنْ الْمَلَائِكَة
{ إِنَّ الْأَبْرَار لَفِي نَعِيم } جَنَّة
{ عَلَى الْأَرَائِك } السُّرَر فِي الْحِجَال { يَنْظُرُونَ } مَا أُعْطُوا مِنْ النَّعِيم
{ تَعْرِف فِي وُجُوههمْ نَضْرَة النَّعِيم } بَهْجَة التَّنَعُّم وَحُسْنه
{ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيق } خَمْر خَالِصَة مِنْ الدَّنَس { مَخْتُوم } عَلَى إِنَائِهَا لَا يَفُكّ خَتْمه غَيْرهمْ
{ خِتَامه مِسْك } أَيْ آخِر شُرْبه تَفُوح مِنْهُ رَائِحَة الْمِسْك { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ } فَلْيَرْغَبُوا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى طَاعَة اللَّه
{ وَمِزَاجه } أَيْ مَا يُمْزَج بِهِ { مِنْ تَسْنِيم } فُسِّرَ بِقَوْلِهِ { عَيْنًا }
{ عَيْنًا } فَنَصَبَهُ بِأَمْدَحَ مُقَدَّرًا { يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } مِنْهَا , أَوْ ضَمَّنَ يَشْرَب مَعْنَى يَلْتَذّ
{ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا } كَأَبِي جَهْل وَنَحْوه { كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا } كَعَمَّارٍ وَبِلَال وَنَحْوهمَا { يَضْحَكُونَ } اِسْتِهْزَاء بِهِمْ
{ وَإِذَا مَرُّوا } أَيْ الْمُؤْمِنُونَ { بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } يُشِير الْمُجْرِمُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَفْنِ وَالْحَاجِب اِسْتِهْزَاء
{ وَإِذَا اِنْقَلَبُوا } رَجَعُوا { إِلَى أَهْلهمْ اِنْقَلَبُوا فَكِهِينَ } وَفِي قِرَاءَة فَكِهِينَ مُعْجَبِينَ بِذِكْرِهِمْ الْمُؤْمِنِينَ
{ وَإِذَا رَأَوْهُمْ } أَيْ الْمُؤْمِنِينَ { قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ } لِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ وَمَا أُرْسِلُوا } أَيْ الْكُفَّار { عَلَيْهِمْ } عَلَى الْمُؤْمِنِينَ { حَافِظِينَ } لَهُمْ أَوْ لِأَعْمَالِهِمْ حَتَّى يُدْرُوهُمْ إِلَى مَصَالِحهمْ
{ فَالْيَوْم } أَيْ يَوْم الْقِيَامَة { الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ }
{ عَلَى الْأَرَائِك } فِي الْجَنَّة { يَنْظُرُونَ } مِنْ مَنَازِلهمْ إِلَى الْكُفَّار وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَيَضْحَكُونَ مِنْهُمْ كَمَا ضَحِكَ الْكُفَّار مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا
{ هَلْ ثُوِّبَ } جُوزِيَ { الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } نَعَمْ .