1-" والضحى " ووقت ارتفاع الشمس وتخصيصه لأن النهار يقوى فيه ، أو لأن فيه كلم موسى عليه الصلاة والسلام ربه وألقى السحرة سجداً ، أو النهار ويؤيده قوله تعالى : " أن يأتيهم بأسنا ضحى " في مقابلة " بياتاً " .
2-" والليل إذا سجى " سكن أهله أو ركد ظلامه من سجا البحر سجواً إذا سكنت أمواجه ، وتقديم " الليل " في السورة المتقدمة باعتبار الأصل ، وتقديم النهار ها هنا باعتبار الشرف .
3-" ما ودعك ربك " ما قطعك قطع المودع ، وقرئ بالتخفيف بمعنى ما تركك وهو جواب القسم . " وما قلى " وما أبغضك ، وحذف المفعول استغناء بذكره من قبل ومراعاة للفواصل . روي أن الوحي تاخر عنه أياماً لتركه الاستثناء كما مر في سورة الكهف ،أو لزجره سائلاً ملحاً ، أو لأن جرواً ميتاً كان تحت سريره أو لغيره فقال المشركون : إن محمداً ودعه ربه وقلاه فنزلت رداً عليهم .
4-" وللآخرة خير لك من الأولى " فإنها باقية خالصة عن الشوائب وهذه فانية مشوبة بالمضار ، كأنه لما بين أنه سبحانه وتعالى لا يزال يواصله بالوحي والكرامة في الدنيا وعد له ما هو أعلى وأجل من ذلك في الآخرة ، أو لنهاية أمرك خير من بدايته ،فإنه صلى الله عليه وسلم لا يزال يتصاعد في الرفعة والكمال .
5-" ولسوف يعطيك ربك فترضى " وعد شامل لما أعطاه من كمال النفس وظهور الأمر وإعلاء الدين ، ولما ادخر له مما يعرف كنهه سواء ، واللام للابتداء دخل الخبر بعد حذف المبتدأ والتقدير : ولأنت سوف يعطيك لا للقسم فإنها لا تدخل على المضارع إلا مع النون المؤكدة ، وجمعها مع سوف للدلالة على أن الإعطاء كائن لا محالة وإن تأخر لحكمه .
6-" ألم يجدك يتيماً فآوى " تعديد لما أنعم عليه تنبيهاً على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن إليه فيما يستقبل وإن تأخر . و " يجدك " من الوجود بمعنى العلم و " يتيماً " مفولك الثاني أو المصادقة و " يتيماً " حال .
7-" ووجدك ضالاً " على علم الحكم والأحكام . " فهدى " فعلمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر . وقيل وجدك ضالاً في الطريق حين خرج بك أبو طالب إلى الشام أو حين فطمتك حليمة وجاءت لتردك إلى جدك ، فأزال ضلالك عن عمك أو جدك .
8-" ووجدك عائلاً " فقيراً ذا عيال ." فأغنى " بما حصل لك من ربح التجارة .
9-" فأما اليتيم فلا تقهر " فلا تغلبه على ماله لضعفه ، وقرئ فلا تكهر أي فلا تعبس في وجهه .
10-" وأما السائل فلا تنهر " فلا تزجره .
11-" وأما بنعمة ربك فحدث " فإن التحدث بها شكرها . وقيل المراد بالنعمة النبوة التحديث بها تبليغها . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والضحى جعله الله سبحانه وتعالى فيمن يرضى لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يشفع له وعشر حسنات ، يكتبها الله سبحانه وتعالى بعدد كل يتيم وسائل " .