{ إِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ } لُفِّفَتْ وَذُهِبَ بِنُورِهَا
{ وَإِذَا النُّجُوم اِنْكَدَرَتْ } اِنْقَضَّتْ وَتَسَاقَطَتْ عَلَى الْأَرْض
{ وَإِذَا الْجِبَال سُيِّرَتْ } ذُهِبَ بِهَا عَنْ وَجْه الْأَرْض فَصَارَتْ هَبَاء مُنْبَثًّا
{ وَإِذَا الْعِشَار } النُّوق الْحَوَامِل { عُطِّلَتْ } تُرِكَتْ بِلَا رَاعٍ أَوْ بِلَا حَلْب لِمَا دَهَاهُمْ مِنْ الْأَمْر , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَال أَعْجَب إِلَيْهِمْ مِنْهَا
{ وَإِذَا الْوُحُوش حُشِرَتْ } جُمِعَتْ بَعْد الْبَعْث لِيَقْتَصّ لِبَعْضٍ مِنْ بَعْض ثُمَّ تَصِير تُرَابًا
{ وَإِذَا الْبِحَار سُجِّرَتْ } بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد : أُوقِدَتْ فَصَارَتْ نَارًا
{ وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ } قُرِنَتْ بِأَجْسَادِهَا
{ وَإِذَا الْمَوْءُودَة } الْجَارِيَة تُدْفَن حَيَّة خَوْف الْعَار وَالْحَاجَة { سُئِلَتْ } تَبْكِيتًا لِقَاتِلِهَا
{ بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ } وَقُرِئَ بِكَسْرِ التَّاء حِكَايَة لِمَا تُخَاطَب بِهِ وَجَوَابهَا أَنْ تَقُول : قُتِلْت بِلَا ذَنْب
{ وَإِذَا الصُّحُف } صُحُف الْأَعْمَال { نُشِرَتْ } بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد فُتِحَتْ وَبُسِطَتْ
{ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ } نُزِعَتْ عَنْ أَمَاكِنهَا كَمَا يُنْزَع الْجِلْد عَنْ الشَّاة
{ وَإِذَا الْجَحِيم } النَّار { سُعِّرَتْ } بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد أُجِّجَتْ
{ وَإِذَا الْجَنَّة أُزْلِفَتْ } قُرِّبَتْ لِأَهْلِهَا لِيَدْخُلُوهَا وَجَوَاب إِذَا أَوَّل السُّورَة وَمَا عُطِفَ عَلَيْهَا
{ عَلِمَتْ نَفْس } كُلّ نَفْس وَقْت هَذِهِ الْمَذْكُورَات وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة { مَا أَحْضَرَتْ } مِنْ خَيْر وَشَرّ
{ فَلَا أُقْسِم } لَا زَائِدَة { بِالْخُنَّسِ }
{ الْجَوَارِي الْكُنَّس } هِيَ النُّجُوم الْخَمْسَة : زُحَل وَالْمُشْتَرَى وَالْمَرِّيخ وَالزُّهَرَة وَعُطَارِد , تَخْنُس بِضَمِّ النُّون , أَيْ تَرْجِع فِي مَجْرَاهَا وَرَاءَهَا , بَيْنَمَا نَرَى النَّجْم فِي آخِر الْبُرْج إِذْ كَرَّ رَاجِعًا إِلَى أَوَّله , وَتَكْنِس بِكَسْرِ النُّون : تَدْخُل فِي كِنَاسهَا , أَيْ تَغِيب فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تَغِيب فِيهَا
{ وَاللَّيْل إِذَا عَسْعَسَ } أَقْبَلَ بِظَلَامِهِ أَوْ أَدْبَرَ
{ وَالصُّبْح إِذَا تَنَفَّسَ } اِمْتَدَّ حَتَّى يَصِير نَهَارًا بَيِّنًا
{ إِنَّهُ } أَيْ الْقُرْآن { لَقَوْل رَسُول كَرِيم } عَلَى اللَّه تَعَالَى وَهُوَ جِبْرِيل أُضِيفَ إِلَيْهِ لِنُزُولِهِ بِهِ
{ ذِي قُوَّة } أَيْ شَدِيد الْقُوَى { عِنْد ذِي الْعَرْش } أَيْ اللَّه تَعَالَى { مَكِين } ذِي مَكَانَة مُتَعَلِّق بِهِ عِنْد
{ مُطَاع ثَمَّ } تُطِيعهُ الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاوَات { أَمِين } عَلَى الْوَحْي
{ وَمَا صَاحِبكُمْ } مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُطِفَ عَلَى إِنَّهُ إِلَى آخِر الْمُقْسَم عَلَيْهِ { بِمَجْنُونٍ } كَمَا زَعَمْتُمْ
{ وَلَقَدْ رَآهُ } رَأَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل عَلَى صُورَته الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا { بِالْأُفُقِ الْمُبِين } الْبَيِّن وَهُوَ الْأَعْلَى بِنَاحِيَةِ الْمَشْرِق
{ وَمَا هُوَ } مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { عَلَى الْغَيْب } مَا غَابَ مِنْ الْوَحْي وَخَبَر السَّمَاء { بِضَنِينِ } أَيْ بِمُتَّهَمٍ , وَفِي قِرَاءَة بِالضَّادِ , أَيْ بِبَخِيلٍ فَيَنْتَقِص شَيْئًا مِنْهُ
{ وَمَا هُوَ } أَيْ الْقُرْآن { بِقَوْلِ شَيْطَان } مُسْتَرِق السَّمْع { رَجِيم } مَرْجُوم
{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } فَبِأَيِّ طَرِيق تَسْلُكُونَ فِي إِنْكَاركُمْ الْقُرْآن وَإِعْرَاضكُمْ عَنْهُ
{ إِنْ } مَا { هُوَ إِلَّا ذِكْر } عِظَة { لِلْعَالَمِينَ } الْإِنْس وَالْجِنّ
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ } بَدَل مِنْ الْعَالَمِينَ بِإِعَادَةِ الْجَارّ { أَنْ يَسْتَقِيم } بِاتِّبَاعِ الْحَقّ
{ وَمَا تَشَاءُونَ } الِاسْتِقَامَة عَلَى الْحَقّ { إِلَّا أَنْ يَشَاء اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ } الْخَلَائِق اِسْتِقَامَتكُمْ عَلَيْهِ .