سُورَة الْمُنَافِقُونَ [ مَكِّيَّة وَآيَاتهَا إحْدَى عَشْرَة آيَة ] {إذَا جَاءَك الْمُنَافِقُونَ قَالُوا} بِأَلْسِنَتِهِمْ عَلَى خِلَاف مَا فِي قُلُوبهمْ {نَشْهَد إنَّك لَرَسُول اللَّه وَاَللَّه يَعْلَم إنَّك لَرَسُوله وَاَللَّه يَشْهَد} يَعْلَم {إنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } فِيمَا أَضْمَرُوهُ مُخَالِفًا لِمَا قَالُوهُ
{اتَّخَذُوا أَيْمَانهمْ جُنَّة} سُتْرَة عَلَى أَمْوَالهمْ وَدِمَائِهِمْ {فَصَدُّوا } بِهَا {عَنْ سَبِيل اللَّه } أَيْ عَنْ الْجِهَاد فِيهِمْ
{ذَلِكَ } أَيْ سُوء عَمَلهمْ {بِأَنَّهُمْ آمَنُوا } بِاللِّسَانِ {ثُمَّ كَفَرُوا } بِالْقَلْبِ أَيْ اسْتَمَرُّوا عَلَى كُفْرهمْ بِهِ {فَطُبِعَ } خُتِمَ {عَلَى قُلُوبهمْ } بِالْكُفْرِ {فَهُمْ لَا يَفْقُهُونَ} الْإِيمَان
{وَإِذَا رَأَيْتهمْ تُعْجِبك أَجْسَامهمْ} لِجَمَالِهَا {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَع لِقَوْلِهِمْ} لِفَصَاحَتِهِ {كَأَنَّهُمْ } مِنْ عِظَم أَجْسَامهمْ فِي تَرْك التَّفَهُّم {خُشْب } بِسُكُونِ الشِّين وَضَمّهَا {مُسَنَّدَة } مُمَالَة إلَى الْجِدَار {يَحْسَبُونَ كُلّ صَيْحَة } تُصَاح كَنِدَاءٍ فِي الْعَسْكَر وَإِنْشَاد ضَالَّة {عَلَيْهِمْ } لِمَا فِي قُلُوبهمْ مِنْ الرُّعْب أَنْ يَنْزِل فِيهِمْ مَا يُبِيح دِمَاءَهُمْ {هُمْ الْعَدُوّ فَاحْذَرْهُمْ } فَإِنَّهُمْ يُفْشُونَ سِرّك لِلْكُفَّارِ {قَاتَلَهُمْ اللَّه } أَهْلَكَهُمْ {أَنَّى يُؤْفَكُونَ } كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنْ الْإِيمَان بَعْد قِيَام الْبُرْهَان
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا } مُعْتَذِرِينَ {يَسْتَغْفِر لَكُمْ رَسُول اللَّه لَوَّوْا } بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف عَطَفُوا {رُءُوسهمْ وَرَأَيْتهمْ يَصُدُّونَ } يُعْرِضُونَ عَنْ ذَلِكَ
{سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْت لَهُمْ } اُسْتُغْنِيَ بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَام عَنْ هَمْزَة الْوَصْل
{هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ } لِأَصْحَابِهِمْ مِنْ الْأَنْصَار {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْد رَسُول اللَّه} مِنْ الْمُهَاجِرِينَ {حَتَّى يَنْفَضُّوا } يَتَفَرَّقُوا عَنْهُ {وَلِلَّهِ خَزَائِن السَّمَاوَات وَالْأَرْض } بِالرِّزْقِ فَهُوَ الرَّازِق لِلْمُهَاجِرِينَ وَغَيْرهمْ
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا} أَيْ مِنْ غَزْوَة بَنِي الْمُصْطَلِق {إلَى الْمَدِينَة لَيُخْرِجَن الْأَعَزّ } عَنَوْا بِهِ أَنْفُسهمْ {مِنْهَا الْأَذَلّ } عَنَوْا بِهِ الْمُؤْمِنِينَ {وَلِلَّهِ الْعِزَّة } الْغَلَبَة {وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ذَلِكَ
{يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ } تَشْغَلكُمْ {أَمْوَالكُمْ وَلَا أَوْلَادكُمْ عَنْ ذِكْر اللَّه } الصَّلَوَات الْخَمْس
{وَأَنْفِقُوا } فِي الزَّكَاة {مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْل أَنْ يَأْتِي أَحَدكُمْ الْمَوْت فَيَقُول رَبّ لَوْلَا} بِمَعْنَى هَلَّا أَوْ لَا زَائِدَة وَلَوْ لِلتَّمَنِّي {أَخَّرْتنِي إلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّق } بِإِدْغَامِ التَّاء فِي الْأَصْل فِي الصَّاد أَتَصَدَّق بِالزَّكَاةِ {وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ } بِأَنْ أَحُجّ قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا : مَا قَصَّرَ أَحَد فِي الزَّكَاة وَالْحَجّ إلَّا سَأَلَ الرَّجْعَة عِنْد الْمَوْت
{وَلَنْ يُؤَخِّر اللَّه نَفْسًا إذَا جَاءَ أَجَلهَا وَاَللَّه خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ } بِالتَّاءِ وَالْيَاء