{ اِقْرَأْ } أَوْجِدْ الْقِرَاءَة مُبْتَدِئًا { بِاسْمِ رَبّك الَّذِي خَلَقَ } الْخَلَائِق
{ خَلَقَ الْإِنْسَان } الْجِنْس { مِنْ عَلَق } جَمْع عَلَقَة وَهِيَ الْقِطْعَة الْيَسِيرَة مِنْ الدَّم الْغَلِيظ
{ اِقْرَأْ } تَأْكِيد لِلْأَوَّلِ { وَرَبّك الْأَكْرَم } الَّذِي لَا يُوَازِيه كَرِيم , حَال مِنْ الضَّمِير فِي اِقْرَأْ
{ الَّذِي عَلَّمَ } الْخَطّ { بِالْقَلَمِ } وَأَوَّل مَنْ خَطَّ بِهِ إِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام
{ عَلَّمَ الْإِنْسَان } الْجِنْس { مَا لَمْ يَعْلَم } قَبْل تَعْلِيمه مِنْ الْهُدَى وَالْكِتَابَة وَالصِّنَاعَة وَغَيْرهَا
{ كَلَّا } حَقًّا { إِنَّ الْإِنْسَان لَيَطْغَى }
{ أَنْ رَآهُ } أَيْ نَفْسه { اِسْتَغْنَى } بِالْمَالِ , نَزَلَ فِي أَبِي جَهْل , وَرَأَى عِلْمِيَّة وَاسْتَغْنَى مَفْعُول ثَانٍ وَأَنْ رَآهُ مَفْعُول لَهُ
{ إِنَّ إِلَى رَبّك } يَا إِنْسَان { الرُّجْعَى } أَيْ الرُّجُوع تَخْوِيف لَهُ فَيُجَازِي الطَّاغِي بِمَا يَسْتَحِقّهُ
{ أَرَأَيْت } فِي الثَّلَاثَة مَوَاضِع لِلتَّعَجُّبِ { الَّذِي يَنْهَى } هُوَ أَبُو جَهْل
{ عَبْدًا } هُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِذَا صَلَّى }
{ أَرَأَيْت إِنْ كَانَ } الْمَنْهِيّ { عَلَى الْهُدَى }
{ أَوْ } لِلتَّقْسِيمِ { أَمَرَ بِالتَّقْوَى }
{ أَرَأَيْت إِنْ كَذَّبَ } أَيْ النَّاهِي النَّبِيّ { وَتَوَلَّى } عَنْ الْإِيمَان
{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّه يَرَى } مَا صَدَرَ مِنْهُ , أَيْ يَعْلَمهُ فَيُجَازِيه عَلَيْهِ , أَيْ اِعْجَبْ مِنْهُ يَا مُخَاطَب مِنْ حَيْثُ نَهْيه عَنْ الصَّلَاة وَمِنْ حَيْثُ أَنَّ الْمَنْهِيّ عَلَى الْهُدَى آمِر بِالتَّقْوَى وَمِنْ حَيْثُ أَنَّ النَّاهِي مُكَذِّب مُتَوَلٍّ عَنْ الْإِيمَان
{ كَلَّا } رَدْع لَهُ { لَئِنْ } لَام قَسَم { لَمْ يَنْتَهِ } عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْر { لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ } لَأَجُرَّنَّ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى النَّار
{ نَاصِيَة } بَدَل نَكِرَة مِنْ مَعْرِفَة { كَاذِبَة خَاطِئَة } وَصَفَهَا بِذَلِكَ مَجَاز وَالْمُرَاد صَاحِبهَا
{ فَلْيَدْعُ نَادِيهِ } أَيْ أَهْل نَادِيهِ وَهُوَ الْمَجْلِس يُنْتَدَى يَتَحَدَّث فِيهِ الْقَوْم وَكَانَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا اِنْتَهَرَهُ حَيْثُ نَهَاهُ عَنْ الصَّلَاة : لَقَدْ عَلِمْت مَا بِهَا رَجُل أَكْثَر نَادِيًا مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ عَلَيْك هَذَا الْوَادِي إِنْ شِئْت خَيْلًا جُرْدًا وَرِجَالًا مُرْدًا
{ سَنَدَعُ الزَّبَانِيَة } الْمَلَائِكَة الْغِلَاظ الشِّدَاد لِإِهْلَاكِهِ كَمَا فِي الْحَدِيث { لَوْ دَعَا نَادِيهِ لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَة عِيَانًا }
{ كَلَّا } رَدْع لَهُ { لَا تُطِعْهُ } يَا مُحَمَّد فِي تَرْك الصَّلَاة { وَاسْجُدْ } صَلِّ لِلَّهِ { وَاقْتَرِبْ } مِنْهُ بِطَاعَتِهِ .