{ لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ } لِلْبَيَانِ { أَهْل الْكِتَاب وَالْمُشْرِكِينَ } أَيْ عَبَدَة الْأَصْنَام عَطْف عَلَى أَهْل { مُنْفَكِّينَ } خَبَر يَكُنْ , أَيْ زَائِلِينَ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ { حَتَّى تَأْتِيهِمْ } أَيْ أَتَتْهُمْ { الْبَيِّنَة } أَيْ الْحُجَّة الْوَاضِحَة وَهِيَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ رَسُول مِنْ اللَّه } بَدَل مِنْ الْبَيِّنَة وَهُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَة } مِنْ الْبَاطِل
{ فِيهَا كُتُب } أَحْكَام مَكْتُوبَة { قَيِّمَة } مُسْتَقِيمَة , أَيْ يَتْلُو مَضْمُون ذَلِكَ وَهُوَ الْقُرْآن , فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ
{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب } فِي الْإِيمَان بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَة } أَيْ هُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ الْقُرْآن الْجَائِي بِهِ مُعْجِزَة لَهُ وَقَبْل مَجِيئِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى الْإِيمَان بِهِ إِذَا جَاءَهُ فَحَسَدَهُ مَنْ كَفَرَ بِهِ مِنْهُمْ
{ وَمَا أُمِرُوا } فِي كِتَابهمْ التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل { إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّه } أَيْ أَنْ يَعْبُدُوهُ فَحُذِفَتْ أَنْ وَزِيدَتْ اللَّام { مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين } مِنْ الشِّرْك { حُنَفَاء } مُسْتَقِيمِينَ عَلَى دِين إِبْرَاهِيم وَدِين مُحَمَّد إِذَا جَاءَ فَكَيْف كَفَرُوا بِهِ { وَيُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة وَذَلِكَ دِين } الْمِلَّة { الْقَيِّمَة } الْمُسْتَقِيمَة
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَار جَهَنَّم خَالِدِينَ فِيهَا } حَال مُقَدَّرَة , أَيْ مُقَدَّرًا خُلُودهمْ فِيهَا مِنْ اللَّه تَعَالَى { أُولَئِكَ هُمْ شَرّ الْبَرِيَّة }
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ هُمْ خَيْر الْبَرِيَّة } الْخَلِيقَة
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْد رَبّهمْ جَنَّات عَدْن } إِقَامَة { رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ } بِطَاعَتِهِ { وَرَضُوا عَنْهُ } بِثَوَابِهِ { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبّه } خَافَ عِقَابه فَانْتَهَى عَنْ مَعْصِيَته تَعَالَى .