{ وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى } بِظُلْمَتِهِ كُلّ مَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض
{ وَالنَّهَار إِذَا تَجَلَّى } تَكَشَّفَ وَظَهَرَ وَإِذَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِمُجَرَّدِ الظَّرْفِيَّة وَالْعَامِل فِيهَا فِعْل الْقَسَم
{ وَمَا } بِمَعْنَى مَنْ أَوْ مَصْدَرِيَّة { خَلَقَ الذَّكَر وَالْأُنْثَى } آدَم وَحَوَّاء وَكُلّ ذَكَر وَكُلّ أُنْثَى , وَالْخُنْثَى الْمُشْكِل عِنْدنَا ذَكَر أَوْ أُنْثَى عِنْد اللَّه تَعَالَى فَيَحْنَث بِتَكْلِيمِهِ مَنْ حَلَفَ لَا يُكَلِّم ذَكَرًا وَلَا أُنْثَى
{ إِنَّ سَعْيكُمْ } عَمَلكُمْ { لَشَتَّى } مُخْتَلِف فَعَامِل لِلْجَنَّةِ بِالطَّاعَةِ وَعَامِل لِلنَّارِ بِالْمَعْصِيَةِ
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } حَقّ اللَّه { وَاتَّقَى } اللَّه
{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } أَيْ بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه فِي الْمَوْضِعَيْنِ
{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } لِلْجَنَّةِ
{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } بِحَقِّ اللَّه { وَاسْتَغْنَى } عَنْ ثَوَابه
لم يرد في لهذه الأية تفسير
{ فَسَنُيَسِّرُهُ } نُهَيِّئهُ { لِلْعُسْرَى } لِلنَّارِ
{ وَمَا } نَافِيَة { يُغْنِي عَنْهُ مَاله إِذَا تَرَدَّى } فِي النَّار
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } لَتَبْيِين طَرِيق الْهُدَى مِنْ طَرِيق الضَّلَال لِيَمْتَثِل أَمْرنَا بِسُلُوكِ الْأَوَّل وَنَهْينَا عَنْ اِرْتِكَاب الثَّانِي
{ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَة وَالْأُولَى } أَيْ الدُّنْيَا فَمَنْ طَلَبَهُمَا مِنْ غَيْرنَا فَقَدْ أَخْطَأَ
{ فَأَنْذَرْتُكُمْ } خَوَّفْتُكُمْ يَا أَهْل مَكَّة { نَارًا تَلَظَّى } بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل وَقُرِئَ بِثُبُوتِهَا , أَيْ تَتَوَقَّد
{ لَا يَصْلَاهَا } يَدْخُلهَا { إِلَّا الْأَشْقَى } بِمَعْنَى الشَّقِيّ
{ الَّذِي كَذَّبَ } النَّبِيّ { وَتَوَلَّى } عَنْ الْإِيمَان وَهَذَا الْحَصْر مُؤَوَّل لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء } فَيَكُون الْمُرَاد الصِّلِيّ الْمُؤَبَّد
{ وَسَيُجَنَّبُهَا } يُبْعَد عَنْهَا { الْأَتْقَى } بِمَعْنَى التَّقِيّ
{ الَّذِي يُؤْتِي مَاله يَتَزَكَّى } مُتَزَكِّيًا بِهِ عِنْد اللَّه تَعَالَى بِأَنْ يُخْرِجهُ لِلَّهِ تَعَالَى لَا رِيَاء وَلَا سُمْعَة , فَيَكُون زَاكِيًا عِنْد اللَّه , وَهَذَا نَزَلَ فِي الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَمَّا اِشْتَرَى بِلَالًا الْمُعَذَّب عَلَى إِيمَانه وَأَعْتَقَهُ , فَقَالَ الْكُفَّار : إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَدٍ كَانَتْ لَهُ عِنْده فَنَزَلَتْ . { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْده مِنْ نِعْمَة تُجْزَى }
لم يرد في لهذه الأية تفسير
{ إِلَّا } لَكِنْ فَعَلَ ذَلِكَ { اِبْتِغَاء وَجْه رَبّه الْأَعْلَى } أَيْ طَلَب ثَوَاب اللَّه
{ وَلَسَوْفَ يَرْضَى } بِمَا يُعْطَاهُ مِنْ الثَّوَاب فِي الْجَنَّة وَالْآيَة تَشْمَل مَنْ فَعَلَ مِثْل فِعْله رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فَيُبْعَد عَنْ النَّار وَيُثَاب .