islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الجلالين
13393

79-النازعات

وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا

{ وَالنَّازِعَات } الْمَلَائِكَة تَنْزِع أَرْوَاح الْكُفَّار { غَرْقًا } نَزْعًا بِشِدَّةٍ

وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا

{ وَالنَّاشِطَات نَشْطًا } الْمَلَائِكَة تَنْشِط أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ , أَيْ تَسُلّهَا بِرِفْقٍ

وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا

{ وَالسَّابِحَات سَبْحًا } الْمَلَائِكَة تَسْبَح مِنْ السَّمَاء بِأَمْرِهِ تَعَالَى , أَيْ تَنْزِل

فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا

{ فَالسَّابِقَات سَبْقًا } الْمَلَائِكَة تَسْبِق بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّة

فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا

{ فَالْمُدَبِّرَات أَمْرًا } الْمَلَائِكَة تُدَبِّر أَمْر الدُّنْيَا , أَيْ تَنْزِل بِتَدْبِيرِهِ , وَجَوَاب هَذِهِ الْأَقْسَام مَحْذُوف , أَيْ لَتُبْعَثُنَّ يَا كُفَّار مَكَّة وَهُوَ عَامِل فِي { يَوْم تَرْجُف الرَّاجِفَة }

يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ

{ يَوْم تَرْجُف الرَّاجِفَة } النَّفْخَة الْأُولَى بِهَا يَرْجُف كُلّ شَيْء , أَيْ يَتَزَلْزَل فَوُصِفَتْ بِمَا يَحْدُث مِنْهَا

تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ

{ تَتْبَعهَا الرَّادِفَة } النَّفْخَة الثَّانِيَة وَبَيْنهمَا أَرْبَعُونَ سَنَة , وَالْجُمْلَة حَال مِنْ الرَّاجِفَة , فَالْيَوْم وَاسِع لِلنَّفْخَتَيْنِ وَغَيْرهمَا فَصَحَّ ظَرْفِيَّته لِلْبَعْثِ الْوَاقِع عَقِب الثَّانِيَة

قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ

{ قُلُوب يَوْمئِذٍ وَاجِفَة } خَائِفَة قَلِقَة

أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ

{ أَبْصَارهَا خَاشِعَة } ذَلِيلَة لِهَوْلِ مَا تَرَى

يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ

{ يَقُولُونَ } أَيْ أَرْبَاب الْقُلُوب وَالْأَبْصَار اِسْتِهْزَاء وَإِنْكَارًا لِلْبَعْثِ { أَئِنَّا } بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَتَسْهِيل الثَّانِيَة وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ { لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَة } أَيْ أَنُرَدُّ بَعْد الْمَوْت إِلَى الْحَيَاة , وَالْحَافِرَة : اِسْم لِأَوَّلِ الْأَمْر , وَمِنْهُ رَجَعَ فُلَان فِي حَافِرَته : إِذَا رَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ

أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً

{ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَة } وَفِي قِرَاءَة نَاخِرَة بَالِيَة مُتَفَتِّتَة نَحْيَا

قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ

{ قَالُوا تِلْكَ } أَيْ رَجْعَتنَا إِلَى الْحَيَاة { إِذًا } إِنْ صَحَّتْ { كَرَّة } رَجْعَة { خَاسِرَة } ذَات خُسْرَان

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ

{ فَإِنَّمَا هِيَ } أَيْ الرَّادِفَة الَّتِي يَعْقُبهَا الْبَعْث { زَجْرَة } نَفْخَة { وَاحِدَة } فَإِذَا نُفِخَتْ

فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ

{ فَإِذَا هُمْ } أَيْ كُلّ الْخَلَائِق { بِالسَّاهِرَةِ } بِوَجْهِ الْأَرْض أَحْيَاء بَعْدَمَا كَانُوا بِبَطْنِهَا أَمْوَاتًا

هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى

{ هَلْ أَتَاك } يَا مُحَمَّد { حَدِيث مُوسَى } عَامِل فِي { إِذْ نَادَاهُ رَبّه بِالْوَادِ الْمُقَدَّس طُوًى }

إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى

{ إِذْ نَادَاهُ رَبّه بِالْوَادِ الْمُقَدَّس طُوًى } اِسْم الْوَادِي بِالتَّنْوِينِ وَتَرْكه

اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى

{ اِذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْن إِنَّهُ طَغَى } تَجَاوَزَ الْحَدّ فِي الْكُفْر

فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى

{ فَقُلْ هَلْ لَك } أَدْعُوك { إِلَى أَنْ تَزَكَّى } وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ الزَّاي بِإِدْغَامِ التَّاء الثَّانِيَة فِي الْأَصْل فِيهَا : تَتَطَهَّر مِنْ الشِّرْك بِأَنْ تَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه

وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى

{ وَأَهْدِيَك إِلَى رَبّك } أَدُلّك عَلَى مَعْرِفَته بِبُرْهَانٍ { فَتَخْشَى } فَتَخَافهُ

فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى

{ فَأَرَاهُ الْآيَة الْكُبْرَى } مِنْ آيَاته السَّبْع وَهِيَ الْيَد أَوْ الْعَصَا

فَكَذَّبَ وَعَصَى

{ فَكَذَّبَ } فِرْعَوْن مُوسَى { وَعَصَى } اللَّه تَعَالَى

ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى

{ ثُمَّ أَدْبَرَ } عَنْ الْإِيمَان { يَسْعَى } فِي الْأَرْض بِالْفَسَادِ

فَحَشَرَ فَنَادَى

{ فَحَشَرَ } جَمَعَ السَّحَرَة وَجُنْده { فَنَادَى }

فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى

{ فَقَالَ أَنَا رَبّكُمْ الْأَعْلَى } لَا رَبّ فَوْقِي

فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى

{ فَأَخَذَهُ اللَّه } أَهْلَكَهُ بِالْغَرَقِ { نَكَال } عُقُوبَة { الْآخِرَة } أَيْ هَذِهِ الْكَلِمَة { وَالْأُولَى } أَيْ قَوْله قَبْلهَا : { مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي } وَكَانَ بَيْنهمَا أَرْبَعُونَ سَنَة

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } الْمَذْكُور { لَعِبْرَةٌ لِمَنْ يَخْشَى } اللَّه تَعَالَى

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا

{ أَأَنَتُّمْ } بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَإِبْدَال الثَّانِيَة أَلِفًا وَتَسْهِيلهَا وَإِدْخَال أَلِف بَيْن الْمُسَهَّلَة وَالْأُخْرَى وَتَرْكه , أَيْ مُنْكِرُو الْبَعْث { أَشَدّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاء } أَشَدّ خَلْقًا { بَنَاهَا } بَيَان لِكَيْفِيَّةِ خَلْقهَا

رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا

{ رَفَعَ سَمْكهَا } تَفْسِير لِكَيْفِيَّةِ الْبِنَاء , أَيْ جَعَلَ سَمْتهَا فِي جِهَة الْعُلُوّ رَفِيعًا , وَقِيلَ سَمْكهَا سَقْفهَا { فَسَوَّاهَا } جَعَلَهَا مُسْتَوِيَة بِلَا عَيْب

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا

{ وَأَغْطَشَ لَيْلهَا } أَظْلَمَهُ { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أَبْرَزَ نُور شَمْسهَا وَأُضِيفَ إِلَيْهَا اللَّيْل لِأَنَّهُ ظِلّهَا وَالشَّمْس لِأَنَّهَا سِرَاجهَا

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا

{ وَالْأَرْض بَعْد ذَلِكَ دَحَاهَا } بَسَطَهَا وَكَانَتْ مَخْلُوقَة قَبْل السَّمَاء مِنْ غَيْر دَحْو

أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

{ أَخْرَجَ } حَال بِإِضْمَارِ قَدْ أَيْ مُخْرِجًا { مِنْهَا مَاءَهَا } بِتَفْجِيرِ عُيُونهَا { وَمَرْعَاهَا } مَا تَرْعَاهُ النَّعَم مِنْ الشَّجَر وَالْعُشْب وَمَا يَأْكُلهُ النَّاس مِنْ الْأَقْوَات وَالثِّمَار , وَإِطْلَاق الْمَرْعَى عَلَيْهِ اِسْتِعَارَة

وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

{ وَالْجِبَال أَرْسَاهَا } أَثْبَتَهَا عَلَى وَجْه الْأَرْض لِتَسْكُن

مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

{ مَتَاعًا } مَفْعُول لَهُ لِمُقَدَّرٍ , أَيْ فَعَلَ ذَلِكَ مُتْعَة أَوْ مَصْدَر أَيْ تَمْتِيعًا { لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } جَمْع نَعَم وَهِيَ الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم

فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى

{ فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّة الْكُبْرَى } النَّفْخَة الثَّانِيَة

يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى

{ يَوْم يَتَذَكَّر الْإِنْسَان } بَدَل مِنْ إِذَا { مَا سَعَى } فِي الدُّنْيَا مِنْ خَيْر وَشَرّ

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى

{ وَبُرِّزَتْ } أُظْهِرَتْ { الْجَحِيم } النَّار الْمُحْرِقَة { لِمَنْ يَرَى } لِكُلِّ رَاءٍ وَجَوَاب إِذَا : { فَأَمَّا مَنْ طَغَى }

فَأَمَّا مَنْ طَغَى

{ فَأَمَّا مَنْ طَغَى } كَفَرَ

وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

{ وَآثَرَ الْحَيَاة الدُّنْيَا } بِاتِّبَاعِ الشَّهَوَات

فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى

{ فَإِنَّ الْجَحِيم هِيَ الْمَأْوَى } مَأْوَاهُ

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَام رَبّه } قِيَامه بَيْن يَدَيْهِ { وَنَهَى النَّفْس } الْأَمَّارَة { عَنْ الْهَوَى } الْمُرْدِي بِاتِّبَاعِ الشَّهَوَات

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى

{ فَإِنَّ الْجَنَّة هِيَ الْمَأْوَى } وَحَاصِل الْجَوَاب : فَالْعَاصِي فِي النَّار وَالْمُطِيع فِي الْجَنَّة

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

{ يَسْأَلُونَك } أَيْ كُفَّار مَكَّة { عَنْ السَّاعَة أَيَّانَ مُرْسَاهَا } مَتَى وُقُوعهَا وَقِيَامهَا

فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا

{ فِيمَ } فِي أَيّ شَيْء { أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا } أَيْ لَيسَ عِنْدك عِلْمهَا حَتَّى تَذْكُرهَا

إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا

{ إِلَى رَبّك مُنْتَهَاهَا } مُنْتَهَى عِلْمهَا لَا يَعْلَمهُ غَيْره

إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا

{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِر } إِنَّمَا يَنْفَع إِنْذَارك { مَنْ يَخْشَاهَا } يَخَافهَا

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا

{ كَأَنَّهُمْ يَوْم يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا } فِي قُبُورهمْ { إِلَّا عَشِيَّة أَوْ ضُحَاهَا } عَشِيَّة يَوْم أَوْ بُكْرَته وَصَحَّ إِضَافَة الضُّحَى إِلَى الْعَشِيَّة لِمَا بَيْنهمَا مِنْ الْمُلَابَسَة إِذْ هُمَا طَرَفَا النَّهَار , وَحَسَّنَ الْإِضَافَة وُقُوع الْكَلِمَة الْفَاصِلَة .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس