1-" إذا الشمس كورت " لفت من كورت العمامة إذا لففتها بمعنى رفعت لأن الثوب إذا أريد رفعه لف ، أو لف ضوؤها فذهب انبساطه في الآفاق وزال أثره ، وألقيت عن فلكها من طعنه فكوره إذا ألقاه مجتمعاً والتركيب للإرادة والجمع وارتفاع الشمس بفعل يفسره ما بعدها أولى لأن إذا الشرطية تطلب الفعل .
2-" وإذا النجوم انكدرت " انقضت قال : أبصر خربان فضاء فانكدر أو أظلمت من كدرت الماء فانكدر .
3-" وإذا الجبال سيرت " عن وجه الأرض أو في الجو .
4-" وإذا العشار " النوق اللواتي أتى على حملهن عشرة أشهر جمع عشراء . " عطلت " تركت مهملة ، أو السحائب عطلت عن المطر ، وقرئ بالتخفيف .
5-" وإذا الوحوش حشرت " جمعت من كل جانب أو بعثت للقصاص صم ردت تراباً أو أميتت من قولهم إذا أجحفت السنة بالناس حشرتهم ، وقرئ بالتشديد .
6-" وإذا البحار سجرت " أحميت أو ملئت بتفجير بعضها إلى بعض حتى تعود بحراً واحداً ، من سجر التنور إذا ملأه بالحطب ليحميه ، وقرأ ابن كثير و أبو عمرو و روح بالتخفيف .
7-" وإذا النفوس زوجت " قرنت بالأبدان أو كل منها بشكلها ، أو بكتابها وعملها أو نفوس المؤمنين بالحور ونفوس الكافرين بالشياطين .
8-" وإذا الموؤدة " المدفونة حية وكانت العرب تئد البنات مخافة الإملاق ، أو لحوق العار بهم من أجلهم . " سئلت " .
9-" بأي ذنب قتلت " تبكيتاً لوائدها كتبكيت النصارى بقوله تعالى لعيسى عليه الصلاة والسلام " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " وقرئ سألت أي خاصمت عن نفسها وسألت ، وإنما قيل " قتلت " على الإخبار عنها وقرئ قتلت على الحكاية .
10-" وإذا الصحف نشرت " يعني صحف الأعمال فإنها تطوى عند الموت وتنشر وقت الحساب . وقيل " نشرت " فرقت بين أصحابها .وقرأ ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و الكسائي بالتشديد للمبالغة في النشر ، أو لكثرة الصحف أو شدة التطاير .
11-" وإذا السماء كشطت " قلعت وأزيلت كما يكشط الإهاب عن الذبيحة ، وقرئ " كشطت " واعتقاب القاف والكاف كثير .
12-" وإذا الجحيم سعرت " أوقدت إيقاداً شديداً وقرأ نافع و ابن عامر و حفص و رويس بالتشديد .
13-" وإذا الجنة أزلفت " قربت من المؤمنين .
14- " علمت نفس ما أحضرت " جواب " إذا " وإنما صح والمذكور في سياقها اثنتا عشرة خصلة ست منها في مبادئ قيام الساعة فناء الدنيا وست بعده ،لأن المراد زمان متسع شامل لها ولمجازاة النفوس على أعمالها ، و " نفس " في معنى العموم كقولهم تمرة خير من جرادة .
15-" فلا أقسم بالخنس " بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخر ،وهي ما سوى النيرين من الكواكب السيارات ولذلك وصفها بقوله :
16-" الجوار الكنس " أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذا دخل كناسه ، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر .
17-" والليل إذا عسعس " أقبل ظلامه أو أدبر وهو من الأضداد يقال عسعس الليل وسعسع إذا أدبر .
18-" والصبح إذا تنفس " أي أضاء غبرته عند إقبال روح ونسيم .
19-" إنه " أي القرآن ." لقول رسول كريم " يعني جبريل فإنه قاله عن الله تعالى ز
20-" ذي قوة " كقوله " شديد القوى " . " عند ذي العرش مكين " عند الله ذي مكانة .
21-" مطاع " في ملائكته . " ثم أمين " على الوحي ،وثم يحتمل اتصاله بما قبله وما بعده ،وقرئ " ثم " تعظيماً للأمانة وتفضيلاً لها على سائر الصفات .
22-" وما صاحبكم بمجنون " كما تبهته الكفرة واستدل بذلك على فضل جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام حيث عد فضائل جبريل واقتصر على نفي الجنون عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ضعيف إذ المقصود منه نفي قولهم " إنما يعلمه بشر " افترى على الله كذباً " أم به جنة " لا تعداد فضلهما والموازنة بينهما .
23-" ولقد رآه " ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه الصلاة والسلام . " بالأفق المبين " بمطلع الشمس .
24-" وما هو " وما محمد عليه الصلاة والسلام . " على الغيب " على ما يخبره من الموحى إليه وغيره من الغيوب " بضنين " بمتهم من الظنة ، وهي التهمة ،وقرأ نافع و عاصم و حمزة و ابن عامر " بضنين " بالضاد من الضن وهو البخل أي لا يبخل بالتبليغ والتعليم ، والضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره ، والظاء من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا .
25-" وما هو بقول شيطان رجيم " يقول بعض المسترقة للسمع ، وهو نفي لقولهم إنه لكهانة وسحر .
26-" فأين تذهبون " استضلال لهم فيما يسلكونه في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن ، كقولك لتارك الجادة : أين تذهب .
27-" إن هو إلا ذكر للعالمين " تذكير لمن يعلم .
28-" لمن شاء منكم أن يستقيم " بتحري الحق وملازمة الصواب وإبداله من العالمين لأنهم المنتفعون بالتذكير .
29-" وما تشاؤون " الاستقامة يا من يشاؤها . " إلا أن يشاء الله " إلا وقت أن يشاء الله مشيئتكم فله الفضل والحق عليكم باستقامتكم . " رب العالمين " مالك الخلق كله . قال عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة التكوير أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته " .