islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير القرطبى
13422

98-البينة

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ

و قَدْ جَاءَ فِي فَضْلهَا حَدِيث لَا يَصِحّ , رُوِّينَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن نُمَيْر : اِذْهَبْ إِلَى أَبِي الْهَيْثَم الْخَشَّاب , فَاكْتُبْ عَنْهُ فَإِنَّهُ قَدْ كَتَبَ , فَذَهَبَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : حَدَّثَنَا مَالِك بْن أَنَس , عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد , عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ يَعْلَم النَّاس مَا فِي [ لَمْ يَكُنْ ] الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب , لَعَطَّلُوا الْأَهْل وَالْمَال , فَتَعَلَّمُوهَا ) فَقَالَ رَجُل مِنْ خُزَاعَة : وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَجْر يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : ( لَا يَقْرَؤُهَا مُنَافِق أَبَدًا , وَلَا عَبْد فِي قَلْبه شَكّ فِي اللَّه . وَاَللَّه إِنَّ الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ يَقْرَءُونَهَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَا يَفْتُرُونَ مِنْ قِرَاءَتهَا . وَمَا مِنْ عَبْد يَقْرَؤُهَا إِلَّا بَعَثَ اللَّه إِلَيْهِ مَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ فِي دِينه وَدُنْيَاهُ , وَيَدْعُونَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَة ) . قَالَ الْحَضْرَمِيّ : فَجِئْت إِلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن نُمَيْر , فَأَلْقَيْت هَذَا الْحَدِيث عَلَيْهِ , فَقَالَ : هَذَا قَدْ كَفَانَا مَئُونَته , فَلَا تَعُدْ إِلَيْهِ . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : | رَوَى إِسْحَاق بْن بِشْر الْكَاهِلِيّ عَنْ مَالِك بْن أَنَس , عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد , عَنْ اِبْن الْمُسَيِّب : عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ يَعْلَم النَّاس مَا فِي [ لَمْ يَكُنْ ] الَّذِينَ كَفَرُوا لَعَطَّلُوا الْأَهْل وَالْمَال وَلَتَعَلَّمُوهَا ) . حَدِيث بَاطِل ; وَإِنَّمَا الْحَدِيث الصَّحِيح مَا رُوِيَ عَنْ أَنَس : أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيّ بْن كَعْب : ( إِنَّ اللَّه أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأ عَلَيْك | لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا | قَالَ : وَسَمَّانِي لَك ! قَالَ | نَعَمْ | فَبَكَى ) . قُلْت : خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم . وَفِيهِ مِنْ الْفِقْه قِرَاءَة الْعَالِم عَلَى الْمُتَعَلِّم . قَالَ بَعْضهمْ : إِنَّمَا قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيّ , لِيُعَلِّم النَّاس التَّوَاضُع ; لِئَلَّا يَأْنَف أَحَد مِنْ التَّعَلُّم وَالْقِرَاءَة عَلَى مَنْ دُونه فِي الْمَنْزِلَة . وَقِيلَ : لِأَنَّ أُبَيًّا كَانَ أَسْرَع أَخْذًا لِأَلْفَاظِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَأَرَادَ بِقِرَاءَتِهِ عَلَيْهِ , أَنْ يَأْخُذ أَلْفَاظه وَيَقْرَأ كَمَا سَمِعَ مِنْهُ , وَيُعَلِّم غَيْره . وَفِيهِ فَضِيلَة عَظِيمَة لِأُبَيّ ; إِذْ أَمَرَ اللَّه رَسُوله أَنْ يَقْرَأ عَلَيْهِ . قَالَ أَبُو بَكْر الْأَنْبَارِيّ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْهَيْثَم بْن خَالِد , قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْجَعْد , قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَة عَنْ عَاصِم عَنْ زِرّ بْن حُبَيْش قَالَ : فِي قِرَاءَة أُبَيّ بْن كَعْب : اِبْن آدَم لَوْ أُعْطِيَ وَادِيًا مِنْ مَال لَالْتَمَسَ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَال لَالْتَمَسَ ثَالِثًا , وَلَا يَمْلَأ جَوْف اِبْن آدَم إِلَّا التُّرَاب , وَيَتُوب اللَّه عَلَى مَنْ تَابَ . قَالَ عِكْرِمَة . قَرَأَ عَلَيَّ عَاصِم | لَمْ يَكُنْ | ثَلَاثِينَ آيَة , هَذَا فِيهَا . قَالَ أَبُو بَكْر : هَذَا بَاطِل عِنْد أَهْل الْعِلْم ; لِأَنَّ قِرَاءَتَيْ اِبْن كَثِير وَأَبِي عَمْرو مُتَّصِلَتَانِ بِأُبَيّ بْن كَعْب , لَا يُقْرَأ فِيهِمَا هَذَا الْمَذْكُور فِي | لَمْ يَكُنْ | مِمَّا هُوَ مَعْرُوف فِي حَدِيث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَلَى أَنَّهُ مِنْ كَلَام الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام , لَا يَحْكِيه عَنْ رَبّ الْعَالَمِينَ فِي الْقُرْآن . وَمَا رَوَاهُ اِثْنَانِ مَعَهُمَا الْإِجْمَاع أَثْبَت مِمَّا يَحْكِيه وَاحِد مُخَالِف مَذْهَب الْجَمَاعَة .</p><p>| لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا | كَذَا قِرَاءَة الْعَامَّة , وَخَطّ الْمُصْحَف . وَقَرَأَ اِبْن مَسْعُود | لَمْ يَكُنْ الْمُشْرِكُونَ وَأَهْل الْكِتَاب مُنْفَكِّينَ | وَهَذِهِ قِرَاءَة عَلَى التَّفْسِير . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : | وَهِيَ جَائِزَة فِي مَعْرِض الْبَيَان لَا فِي مَعْرِض التِّلَاوَة ; فَقَدْ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَة الصَّحِيح | فَطَلِّقُوهُنَّ لِقَبْلِ عِدَّتهنَّ | وَهُوَ تَفْسِير ; فَإِنَّ التِّلَاوَة : هُوَ مَا كَانَ فِي خَطّ الْمُصْحَف | .|مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ|يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى|وَالْمُشْرِكِينَ|فِي مَوْضِع جَرّ عَطْفًا عَلَى | أَهْل الْكِتَاب | . قَالَ اِبْن عَبَّاس | أَهْل الْكِتَاب | : الْيَهُود الَّذِينَ كَانُوا بِيَثْرِب , وَهُمْ قُرَيْظَة وَالنَّضِير وَبَنُو قَيْنُقَاع . وَالْمُشْرِكُونَ : الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّة وَحَوْلهَا , وَالْمَدِينَة وَاَلَّذِينَ حَوْلهَا ; وَهُمْ مُشْرِكُو قُرَيْش .|مُنْفَكِّينَ|أَيْ مُنْتَهِينَ عَنْ كُفْرهمْ , مَائِلِينَ عَنْهُ .|حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ|أَيْ أَتَتْهُمْ الْبَيِّنَة ; أَيْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ : الِانْتِهَاء بُلُوغ الْغَايَة أَيْ لَمْ يَكُونُوا لِيَبْلُغُوا نِهَايَة أَعْمَارهمْ فَيَمُوتُوا , حَتَّى تَأْتِيهُمْ الْبَيِّنَة . فَالِانْفِكَاك عَلَى هَذَا بِمَعْنَى الِانْتِهَاء . وَقِيلَ : | مُنْفَكِّينَ | زَائِلِينَ ; أَيْ لَمْ تَكُنْ مُدَّتهمْ لِتَزُولَ حَتَّى يَأْتِيهُمْ رَسُول . وَالْعَرَب تَقُول : مَا اِنْفَكَكْت أَفْعَل كَذَا : أَيْ مَا زِلْت . وَمَا اِنْفَكَّ فُلَان قَائِمًا , أَيْ مَا زَالَ قَائِمًا . وَأَصْل الْفَكّ : الْفَتْح ; وَمِنْهُ فَكّ الْكِتَاب , وَفَكّ الْخَلْخَال , وَفَكّ السَّالِم . قَالَ طَرَفَة : <br>فَآلَيْت لَا يَنْفَكّ كَشْحِي بِطَانَة .......... لِعَضْبٍ رَقِيق الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّد <br>وَقَالَ ذُو الرُّمَّة : <br>حَرَاجِيج مَا تَنْفَكّ إِلَّا مُنَاخَة .......... عَلَى الْخُفّ أَوْ نَرْمِي بِهَا بَلَدًا قَفْرًا <br>يُرِيد : مَا تَنْفَكّ مُنَاخَة ; فَزَادَ | إِلَّا | . وَقِيلَ : | مُنْفَكِّينَ | : بَارِحِينَ ; أَيْ لَمْ يَكُونُوا لِيَبْرَحُوا وَيُفَارِقُوا الدُّنْيَا , حَتَّى تَأْتِيهُمْ الْبَيِّنَة . وَقَالَ اِبْن كَيْسَان : أَيْ لَمْ يَكُنْ أَهْل الْكِتَاب تَارِكِينَ صِفَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابهمْ , حَتَّى بُعِثَ ; فَلَمَّا بُعِثَ حَسَدُوهُ وَجَحَدُوهُ . وَهُوَ كَقَوْلِهِ : | فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ | [ الْبَقَرَة : 89 ] . وَلِهَذَا قَالَ : | وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب | [ الْبَيِّنَة : 4 ] . .. الْآيَة . وَعَلَى هَذَا فَقَوْله | وَالْمُشْرِكِينَ | أَيْ مَا كَانُوا يُسِيئُونَ الْقَوْل فِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى بُعِثَ ; فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَهُ الْأَمِين , حَتَّى أَتَتْهُمْ الْبَيِّنَة عَلَى لِسَانه , وَبُعِثَ إِلَيْهِمْ , فَحِينَئِذٍ عَادُوهُ . وَقَالَ بَعْض اللُّغَوِيِّينَ : | مُنْفَكِّينَ | هَالِكِينَ ; مِنْ قَوْلهمْ : اِنْفَكَّ صَلَا الْمَرْأَة عِنْد الْوِلَادَة ; وَهُوَ أَنْ يَنْفَصِل , فَلَا يَلْتَئِم فَتَهْلِك الْمَعْنَى : لَمْ يَكُونُوا مُعَذَّبِينَ وَلَا هَالِكِينَ إِلَّا بَعْد قِيَام الْحُجَّة عَلَيْهِمْ , بِإِرْسَالِ الرُّسُل وَإِنْزَال الْكُتُب . وَقَالَ قَوْم فِي الْمُشْرِكِينَ : إِنَّهُمْ مِنْ أَهْل الْكِتَاب ; فَمِنْ الْيَهُود مَنْ قَالَ : عُزَيْر اِبْن اللَّه . وَمِنْ النَّصَارَى مَنْ قَالَ : عِيسَى هُوَ اللَّه . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : هُوَ اِبْنه . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : ثَالِث ثَلَاثَة . وَقِيلَ : أَهْل الْكِتَاب كَانُوا مُؤْمِنِينَ , ثُمَّ كَفَرُوا بَعْد أَنْبِيَائِهِمْ . وَالْمُشْرِكُونَ وُلِدُوا عَلَى الْفِطْرَة , فَكَفَرُوا حِين بَلَغُوا . فَلِهَذَا قَالَ : | وَالْمُشْرِكِينَ | . وَقِيلَ : الْمُشْرِكُونَ وَصْف أَهْل الْكِتَاب أَيْضًا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِكِتَابِهِمْ , وَتَرَكُوا التَّوْحِيد . فَالنَّصَارَى مُثَلِّثَة , وَعَامَّة الْيَهُود مُشَبِّهَة ; وَالْكُلّ شِرْك . وَهُوَ كَقَوْلِك : جَاءَنِي الْعُقَلَاء وَالظُّرَفَاء ; وَأَنْتَ تُرِيد أَقْوَامًا بِأَعْيَانِهِمْ , تَصِفهُمْ بِالْأَمْرَيْنِ . فَالْمَعْنَى : مِنْ أَهْل الْكِتَاب الْمُشْرِكِينَ . وَقِيلَ : إِنَّ الْكُفْر هُنَا هُوَ الْكُفْر بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; أَيْ لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى , الَّذِينَ هُمْ أَهْل الْكِتَاب , وَلَمْ يَكُنْ الْمُشْرِكُونَ , الَّذِينَ هُمْ عَبَدَة الْأَوْثَان مِنْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ - وَهُمْ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ كِتَاب - مُنْفَكِّينَ . قَالَ الْقُشَيْرِيّ : وَفِيهِ بُعْد ; لِأَنَّ الظَّاهِر مِنْ قَوْله | حَتَّى تَأْتِيهُمْ الْبَيِّنَة . رَسُول مِنْ اللَّه | أَنَّ هَذَا الرَّسُول هُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَيَبْعُد أَنْ يُقَال : لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى يَأْتِيهُمْ مُحَمَّد ; إِلَّا أَنْ يُقَال : أَرَادَ : لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا الْآن بِمُحَمَّدٍ - وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْل مُعَظِّمِينَ لَهُ - بِمُنْتَهِينَ عَنْ هَذَا الْكُفْر , إِلَى أَنْ يَبْعَث اللَّه مُحَمَّدًا إِلَيْهِمْ وَيُبَيِّن لَهُمْ الْآيَات ; فَحِينَئِذٍ يُؤْمِن قَوْم . وَقَرَأَ الْأَعْمَش وَإِبْرَاهِيم | وَالْمُشْرِكُونَ | رَفْعًا , عَطْفًا عَلَى | الَّذِينَ | . وَالْقِرَاءَة الْأُولَى أَبْيَن ; لِأَنَّ الرَّفْع يَصِير فِيهِ الصِّنْفَانِ كَأَنَّهُمْ مِنْ غَيْر أَهْل الْكِتَاب . وَفِي حَرْف أُبَيّ : | فَمَا كَانَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَالْمُشْرِكُونَ مُنْفَكِّينَ | . وَفِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود : | لَمْ يَكُنْ الْمُشْرِكُونَ وَأَهْل الْكِتَاب مُنْفَكِّينَ | . وَقَدْ تَقَدَّمَ . | حَتَّى تَأْتِيهُمْ الْبَيِّنَة |</p><p>قِيلَ حَتَّى أَتَتْهُمْ . وَالْبَيِّنَة : مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً

أَيْ بُعِثَ مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ . قَالَ الزَّجَّاج : | رَسُول | رُفِعَ عَلَى الْبَدَل مِنْ | الْبَيِّنَة | . وَقَالَ الْفَرَّاء : أَيْ هِيَ رَسُول مِنْ اللَّه , أَوْ هُوَ رَسُول مِنْ اللَّه ; لِأَنَّ الْبَيِّنَة قَدْ تُذَكَّر فَيُقَال : بَيِّنَتِي فُلَان . وَفِي حَرْف أُبَيّ وَابْن مَسْعُود | رَسُولًا | بِالنَّصْبِ عَلَى الْقَطْع .|يَتْلُو|أَيْ يَقْرَأ . يُقَال : تَلَا يَتْلُو تِلَاوَة .|صُحُفًا|جَمْع صَحِيفَة , وَهِيَ ظَرْف الْمَكْتُوب .|مُطَهَّرَةً|قَالَ اِبْن عَبَّاس : مِنْ الزُّور , وَالشَّكّ , وَالنِّفَاق , وَالضَّلَالَة . وَقَالَ قَتَادَة : مِنْ الْبَاطِل . وَقِيلَ : مِنْ الْكَذِب , وَالشُّبُهَات . وَالْكُفْر ; وَالْمَعْنَى وَاحِد . أَيْ يَقْرَأ مَا تَتَضَمَّن الصُّحُف مِنْ الْمَكْتُوب ; وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَتْلُو عَنْ ظَهْر قَلْبه , لَا عَنْ كِتَاب ; لِأَنَّهُ كَانَ أُمِّيًّا , لَا يَكْتُب وَلَا يَقْرَأ . وَ | مُطَهَّرَة | : مِنْ نَعْت الصُّحُف ; وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : | فِي صُحُف مُكَرَّمَة . مَرْفُوعَة مُطَهَّرَة | [ عَبَسَ : 13 - 14 ] , فَالْمُطَهَّرَة نَعْت لِلصُّحُفِ فِي الظَّاهِر , وَهِيَ نَعْت لِمَا فِي الصُّحُف مِنْ الْقُرْآن . وَقِيلَ : | مُطَهَّرَة | أَيْ يَنْبَغِي أَلَّا يَمَسّهَا إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ; كَمَا قَالَ فِي سُورَة | الْوَاقِعَة | حَسَب مَا تَقَدَّمَ بَيَانه . وَقِيلَ : الصُّحُف الْمُطَهَّرَة : هِيَ الَّتِي عِنْد اللَّه فِي أُمّ الْكِتَاب , الَّذِي مِنْهُ نُسِخَ مَا أُنْزِلَ عَلَى الْأَنْبِيَاء مِنْ الْكُتُب ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : | بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد . فِي لَوْح مَحْفُوظ | [ الْبُرُوج : 21 - 22 ] . قَالَ الْحَسَن : يَعْنِي الصُّحُف الْمُطَهَّرَة فِي السَّمَاء .

فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ

أَيْ مُسْتَقِيمَة مُسْتَوِيَة مُحْكَمَة ; مِنْ قَوْل الْعَرَب : قَامَ يَقُوم إِذَا اِسْتَوَى وَصَحَّ . وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعِلْم : الصُّحُف هِيَ الْكُتُب ; فَكَيْف قَالَ فِي صُحُف فِيهَا كُتُب ؟ فَالْجَوَاب : أَنَّ الْكُتُب هُنَا بِمَعْنَى الْأَحْكَام ; قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : | كَتَبَ اللَّه لَأَغْلِبَنَّ | [ الْمُجَادَلَة : 21 ] بِمَعْنَى حَكَمَ . وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاَللَّه لَأَقْضِيَنَّ بَيْنكُمَا بِكِتَابِ اللَّه ) ثُمَّ قَضَى بِالرَّجْمِ , وَلَيْسَ ذِكْر الرَّجْم مَسْطُورًا فِي الْكِتَاب ; فَالْمَعْنَى : لَأَقْضِيَنَّ بَيْنكُمَا بِحُكْمِ اللَّه تَعَالَى . وَقَالَ الشَّاعِر : <br>وَمَا الْوَلَاء بِالْبَلَاءِ فَمِلْتُمُ .......... وَمَا ذَاكَ قَالَ اللَّه إِذْ هُوَ يَكْتُب <br>وَقِيلَ : الْكُتُب الْقَيِّمَة : هِيَ الْقُرْآن ; فَجَعَلَهُ كُتُبًا لِأَنَّهُ يَشْتَمِل عَلَى أَنْوَاع مِنْ الْبَيَان .

وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ

أَيْ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى . خَصَّ أَهْل الْكِتَاب بِالتَّفْرِيقِ دُون غَيْرهمْ وَإِنْ كَانُوا مَجْمُوعِينَ مَعَ الْكَافِرِينَ ; لِأَنَّهُمْ مَظْنُون بِهِمْ عِلْم فَإِذَا تَفَرَّقُوا كَانَ غَيْرهمْ مِمَّنْ لَا كِتَاب لَهُ أُدْخِلَ فِي هَذَا الْوَصْف .|إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ|أَيْ أَتَتْهُمْ الْبَيِّنَة الْوَاضِحَة . وَالْمَعْنِيّ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; أَيْ الْقُرْآن مُوَافِقًا لِمَا فِي أَيْدِيهمْ مِنْ الْكِتَاب بِنَعْتِهِ وَصِفَته . وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى نُبُوَّته , فَلَمَّا بُعِثَ جَحَدُوا نُبُوَّته وَتَفَرَّقُوا , فَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ بَغْيًا وَحَسَدًا , وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : | وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْعِلْم بَغْيًا بَيْنهمْ | [ الشُّورَى : 14 ] . وَقِيلَ : | الْبَيِّنَة | : الْبَيَان الَّذِي فِي كُتُبهمْ أَنَّهُ نَبِيّ مُرْسَل . قَالَ الْعُلَمَاء : مِنْ أَوَّل السُّورَة إِلَى قَوْله | قَيِّمَة | [ الْبَيِّنَة : 5 ] : حُكْمهَا فِيمَنْ آمَنَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَالْمُشْرِكِينَ . وَقَوْله : | وَمَا تَفَرَّقَ | : حُكْمه فِيمَنْ لَمْ يُؤْمِن مِنْ أَهْل الْكِتَاب بَعْد قِيَام الْحُجَج .

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

أَيْ وَمَا أُمِرَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّار فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل|إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ|أَيْ لِيُوَحِّدُوهُ . وَاللَّام فِي | لِيَعْبُدُوا | بِمَعْنَى | أَنْ | ; كَقَوْلِهِ : | يُرِيد اللَّه لِيُبَيِّن لَكُمْ | [ النِّسَاء : 26 ] أَيْ أَنْ يُبَيِّن . وَ | يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُور اللَّه | [ الصَّفّ : 8 ] . وَ | أُمِرْنَا لِنُسْلِم لِرَبِّ الْعَالَمِينَ | [ الْأَنْعَام : 71 ] . وَفِي حَرْف عَبْد اللَّه : | وَمَا أُمِرُوا إِلَّا أَنْ يَعْبُدُوا اللَّه | .|مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ|أَيْ الْعِبَادَة ; وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : | قُلْ إِنِّي أُمِرْت أَنْ أَعْبُد اللَّه مُخْلِصًا لَهُ الدِّين | [ الزُّمَر : 11 ] . وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى وُجُوب النِّيَّة فِي الْعِبَادَات فَإِنَّ الْإِخْلَاص مِنْ عَمَل الْقَلْب وَهُوَ الَّذِي يُرَاد بِهِ وَجْه اللَّه تَعَالَى لَا غَيْره .|حُنَفَاءَ|أَيْ مَائِلِينَ عَنْ الْأَدْيَان كُلّهَا , إِلَى دِين الْإِسْلَام , وَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول : حُنَفَاء : عَلَى دِين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام . وَقِيلَ : الْحَنِيف : مَنْ اِخْتَتَنَ وَحَجَّ ; قَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر . قَالَ أَهْل اللُّغَة : وَأَصْله أَنَّهُ تَحَنَّفَ إِلَى الْإِسْلَام ; أَيْ مَالَ إِلَيْهِ .|وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ|أَيْ بِحُدُودِهَا فِي أَوْقَاتهَا .|وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ|أَيْ يُعْطُوهَا عِنْد مَحَلّهَا .|وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ|أَيْ ذَلِكَ الدِّين الَّذِي أُمِرُوا بِهِ دِين الْقِيَامَة ; أَيْ الدِّين الْمُسْتَقِيم . وَقَالَ الزَّجَّاج : أَيْ ذَلِكَ دِين الْمِلَّة الْمُسْتَقِيمَة . وَ | الْقَيِّمَة | : نَعْت لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوف . أَوْ يُقَال : دِين الْأُمَّة الْقَيِّمَة بِالْحَقِّ ; أَيْ الْقَائِمَة بِالْحَقِّ . وَفِي حَرْف عَبْد اللَّه | وَذَلِكَ الدِّين الْقَيِّم | . قَالَ الْخَلِيل : | الْقَيِّمَة | جَمْع الْقَيِّم , وَالْقَيِّم وَالْقَائِم : وَاحِد . وَقَالَ الْفَرَّاء : أَضَافَ الدِّين إِلَى الْقَيِّمَة وَهُوَ نَعْته , لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ . وَعَنْهُ أَيْضًا : هُوَ مِنْ بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفْسه , وَدَخَلَتْ الْهَاء لِلْمَدْحِ وَالْمُبَالَغَة . وَقِيلَ : الْهَاء رَاجِعَة إِلَى الْمِلَّة أَوْ الشَّرِيعَة . وَقَالَ مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث , الطَّالْقَانِيّ | الْقَيِّمَة | هَاهُنَا : الْكُتُب الَّتِي جَرَى ذِكْرهَا , وَالدِّين مُضَاف إِلَيْهَا .

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ

| الْمُشْرِكِينَ | : مَعْطُوف عَلَى | الَّذِينَ | , أَوْ يَكُون مَجْرُورًا مَعْطُوفًا عَلَى | أَهْل | .|فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ|قَرَأَ نَافِع وَابْن ذَكْوَان بِالْهَمْزِ عَلَى الْأَصْل فِي الْمَوْضِعَيْنِ ; مِنْ قَوْلهمْ : بَرَأَ اللَّه الْخَلْق , وَهُوَ الْبَارِئ الْخَالِق , وَقَالَ : | مِنْ قَبْل أَنْ نَبْرَأهَا | [ الْحَدِيد : 22 ] . الْبَاقُونَ بِغَيْرِ هَمْز , وَشَدّ الْيَاء عِوَضًا مِنْهُ . قَالَ الْفَرَّاء : إِنْ أُخِذَتْ الْبَرِيَّة مِنْ الْبَرَى , وَهُوَ التُّرَاب , فَأَصْله غَيْر الْهَمْز ; تَقُول مِنْهُ : بَرَاهُ اللَّه يَبْرُوهُ بَرْوًا ; أَيْ خَلَقَهُ . قَالَ الْقُشَيْرِيّ : وَمَنْ قَالَ الْبَرِيَّة مِنْ الْبَرَى , وَهُوَ التُّرَاب , قَالَ : لَا تَدْخُل الْمَلَائِكَة تَحْت هَذِهِ اللَّفْظَة . وَقِيلَ : الْبَرِيَّة : مِنْ بَرَيْت الْقَلَم , أَيْ قَدَّرْته ; فَتَدْخُل فِيهِ الْمَلَائِكَة . وَلَكِنَّهُ قَوْل ضَعِيف ; لِأَنَّهُ يَجِب مِنْهُ تَخْطِئَة مَنْ هَمَزَ . وَقَوْله | شَرّ الْبَرِيَّة | أَيْ شَرّ الْخَلِيقَة . فَقِيلَ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى التَّعْمِيم . وَقَالَ قَوْم : أَيْ هُمْ شَرّ الْبَرِيَّة الَّذِينَ كَانُوا فِي عَصْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : | وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ | [ الْبَقَرَة : 47 ] أَيْ عَلَى عَالِمِي زَمَانكُمْ . وَلَا يَبْعُد أَنْ يَكُون فِي كُفَّار الْأُمَم قَبْل هَذَا مَنْ هُوَ شَرّ مِنْهُمْ ; مِثْل فِرْعَوْن وَعَاقِر نَاقَة صَالِح .

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ

وَكَذَا | خَيْر الْبَرِيَّة | : إِمَّا عَلَى التَّعْمِيم , أَوْ خَيْر بَرِيَّة عَصْرهمْ . وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِقِرَاءَةِ الْهَمْز مَنْ فَضَّلَ بَنِي آدَم عَلَى الْمَلَائِكَة , وَقَدْ مَضَى فِي سُورَة | الْبَقَرَة | الْقَوْل فِيهِ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : الْمُؤْمِن أَكْرَم عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بَعْض الْمَلَائِكَة الَّذِينَ عِنْده .

جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ

أَيْ ثَوَابهمْ .|عِنْدَ رَبِّهِمْ|أَيْ خَالِقهمْ وَمَالِكهمْ .|جَنَّاتُ|أَيْ بَسَاتِين .|عَدْنٍ|أَيْ إِقَامَة . وَالْمُفَسِّرُونَ يَقُولُونَ : | جَنَّات عَدْن | بُطْنَان الْجَنَّة , أَيْ وَسَطهَا ; تَقُول : عَدَنَ بِالْمَكَانِ يَعْدِن [ عَدْنًا وَعُدُونًا ] : أَقَامَ . وَمَعْدِن الشَّيْء : مَرْكَزه وَمُسْتَقَرّه . قَالَ الْأَعْشَى : <br>وَإِنْ يُسْتَضَافُوا إِلَى حُكْمه .......... يُضَافُوا إِلَى رَاجِح قَدْ عَدَن<br>|تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا|لَا يَظْعَنُونَ وَلَا يَمُوتُونَ .|رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ|أَيْ رَضِيَ أَعْمَالهمْ ; كَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس .|وَرَضُوا عَنْهُ|أَيْ رَضُوا هُمْ بِثَوَابِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ .|ذَلِكَ|أَيْ الْجَنَّة .|لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ|أَيْ خَافَ رَبّه , فَتَنَاهَى عَنْ الْمَعَاصِي


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس