وَقَوْله : { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَتَأْكُلُونَ أَيّهَا النَّاس الْمِيرَاث أَكْلًا لَمًّا , يَعْنِي : أَكْلًا شَدِيدًا , لَا تَتْرُكُونَ مِنْهُ شَيْئًا , وَهُوَ مِنْ قَوْلهمْ : لَمَمْت مَا عَلَى الْخِوَان أَجْمَع , فَأَنَا أَلُمّهُ لَمًّا : إِذَا أَكَلْت مَا عَلَيْهِ , فَأَتَيْت عَلَى جَمِيعه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28798 - حَدَّثَنِي عَمْرو بْن سَعِيد بْن يَسَار الْقُرَشِيّ , قَالَ : ثَنَا الْأَنْصَارِيّ , عَنْ أَشْعَث , عَنْ الْحَسَن ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : الْمِيرَاث . )28799 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث } أَيْ الْمِيرَاث . )وَكَذَلِكَ فِي قَوْله : { أَكْلًا لَمًّا } . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28800 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } يَقُول : تَأْكُلُونَ أَكْلًا شَدِيدًا . )28801 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ يُونُس , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : نَصِيبه وَنَصِيب صَاحِبه . )28802 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : ( { أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : اللَّمّ : السَّفّ , لَفّ كُلّ شَيْء . )28803- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { أَكْلًا لَمًّا } : أَيْ شَدِيدًا . )28804 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { أَكْلًا لَمًّا } يَقُول : أَكْلًا شَدِيدًا . )28805 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : الْأَكْل اللَّمّ : الَّذِي يَأْكُل كُلّ شَيْء يَجِدهُ وَلَا يَسْأَل , فَأَكَلَ الَّذِي لَهُ , وَاَلَّذِي لِصَاحِبِهِ. كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاء , وَلَا يُوَرِّثُونَ الصِّغَار , وَقَرَأَ : { يَسْتَفْتُونَك فِي النِّسَاء قُلْ اللَّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَاب فِي يَتَامَى النِّسَاء اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْوِلْدَان } : أَيْ لَا تُوَرِّثُونَهُنَّ أَيْضًا { أَكْلًا لَمًّا } يَأْكُل مِيرَاثه , وَكُلّ شَيْء لَا يَسْأَل عَنْهُ , وَلَا يَدْرِي أَحَلَال أَوْ حَرَام . )28806- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { تَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } . يَقُول : سَفًّا . )28807 - حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الرَّحِيم الْبَرْقِيّ , قَالَ : ثَنَا عَمْرو اِبْن أَبِي سَلَمَة الْبُسْتِيّ , عَنْ زُهَيْر , عَنْ سَالِم , قَالَ : قَدْ سَمِعْت بَكْر بْن عَبْد اللَّه يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة : ( { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : اللَّمّ : الِاعْتِدَاء فِي الْمِيرَاث , يَأْكُل مِيرَاثه وَمِيرَاث غَيْره .)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } </subtitle>يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } وَتُحِبُّونَ جَمْع الْمَال أَيّهَا النَّاس وَاقْتِنَاءَهُ حُبًّا كَثِيرًا شَدِيدًا ; مِنْ قَوْلهمْ : قَدْ جَمَّ الْمَاء فِي الْحَوْض : إِذَا اِجْتَمَعَ , وَمِنْهُ قَوْل زُهَيْر اِبْن أَبِي سُلْمَى : <br>فَلَمَّا وَرَدْنَ الْمَاء زُرْقًا جِمَامه .......... وَضَعْنَ عِصِيّ الْحَاضِر الْمُتَخَيِّم <br>وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28808- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } يَقُول : شَدِيدًا . )* - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } فَيُحِبُّونَ كَثْرَة الْمَال. )28809 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { حُبًّا جَمًّا } قَالَ : الْجَمّ : الْكَثِير . )28810 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } : أَيْ حُبًّا شَدِيدًا . )28811 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { حُبًّا جَمًّا } : يُحِبُّونَ كَثْرَة الْمَال . )28812 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله :( { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } قَالَ : الْجَمّ : الشَّدِيد .)
وَيَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { كَلَّا } : مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُون الْأَمْر .|إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا|ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَدَمهمْ عَلَى أَفْعَالهمْ السَّيِّئَة فِي الدُّنْيَا , وَتَلَهُّفهمْ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ حِين لَا يَنْفَعهُمْ النَّدَم , فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَعْنِي : إِذَا رُجَّتْ وَزُلْزِلَتْ زَلْزَلَة , وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا بَعْد تَحْرِيك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28813 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله ( { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَقُول : تَحْرِيكهَا . )28814 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثَنِي حَرْمَلَة بْن عِمْرَان , أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر مَوْلَى غُفْرَة يَقُول : (إِذَا سَمِعْت اللَّه يَقُول كَلَّا , فَإِنَّمَا يَقُول : كَذَبْت .)
وَقَوْله : { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا جَاءَ رَبّك يَا مُحَمَّد وَأَمْلَاكه صُفُوفًا صَفًّا بَعْد صَفّ , كَمَا : 28815 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَعَبْد الْوَهَّاب , قَالَا : ثَنَا عَوْف , عَنْ أَبِي الْمِنْهَال , عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب , عَنْ اِبْن عَبَّاس (أَنَّهُ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مُدَّتْ الْأَرْض مَدّ الْأَدِيم , وَزِيدَ فِي سَعَتهَا كَذَا وَكَذَا , وَجُمِعَ الْخَلَائِق بِصَعِيدٍ وَاحِد , جِنّهمْ وَإِنْسهمْ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْم قُيِّضَتْ هَذِهِ السَّمَاء الدُّنْيَا عَنْ أَهْلهَا عَلَى وَجْه الْأَرْض , وَلِأَهْلِ السَّمَاء وَحْدهمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل الْأَرْض جِنّهمْ وَإِنْسهمْ بِضِعْفٍ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض فَزِعُوا مِنْهُمْ , فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبّنَا : فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلهمْ , وَيَقُولُونَ : سُبْحَان رَبّنَا ! لَيْسَ فِينَا , وَهُوَ آتٍ ; ثُمَّ تُقَاض السَّمَاء الثَّانِيَة , وَلِأَهْلِ السَّمَاء الثَّانِيَة وَحْدهمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاء الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ جِنّهمْ وَإِنْسهمْ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْل الْأَرْض , فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبّنَا ؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلهمْ وَيَقُولُونَ : سُبْحَان رَبّنَا ! لَيْسَ فِينَا , وَهُوَ آتٍ ; ثُمَّ تُقَاض السَّمَاوَات سَمَاء سَمَاء , كُلَّمَا قُيِّضَتْ سَمَاء عَنْ أَهْلهَا كَانَتْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاوَات الَّتِي تَحْتهَا , وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض , فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْل الْأَرْض , فَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْل ذَلِكَ , وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْل ذَلِكَ , حَتَّى تُقَاض السَّمَاء السَّابِعَة , فَلِأَهْلِ السَّمَاء السَّابِعَة أَكْثَر مِنْ أَهْل سِتّ سَمَاوَات , وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ , فَيَجِيء اللَّه فِيهِمْ وَالْأُمَم جِثِيّ صُفُوف , وَيُنَادِي مُنَادٍ : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم , لِيَقُمْ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلّ حَال ; قَالَ : فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَة : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم , أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جَنُوبهمْ عَنْ الْمَضَاجِع , يَدْعُونَ رَبّهمْ خَوْفًا وَطَمَعًا , وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ؟ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; ثُمَّ يُنَادِي الثَّالِثَة : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم : أَيْنَ الَّذِينَ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه , وَإِقَامِ الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة , يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّب فِيهِ الْقُلُوب وَالْأَبْصَار , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة خَرَجَ عُنُق مِنْ النَّار , فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِق , لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ , وَلِسَان فَصِيح , فَيَقُول : إِنِّي وُكِّلْت مِنْكُمْ بِثَلَاثَةٍ : بِكُلِّ جَبَّار عَنِيد , فَيَلْقُطهُمْ مِنْ الصُّفُوف لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , ثُمَّ يَخْرُج ثَانِيَة فَيَقُول : إِنِّي وُكِّلْت مِنْكُمْ بِمَنْ آذَى اللَّه وَرَسُوله فَيَلْقُطهُمْ لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , ثُمَّ يَخْرُج ثَالِثَة , قَالَ عَوْف , قَالَ أَبُو الْمِنْهَال : حَسِبْت أَنَّهُ يَقُول : وُكِّلْت بِأَصْحَابِ التَّصَاوِير , فَيَلْتَقِطهُمْ مِنْ الصُّفُوف لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة , وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة , نُشِرَتْ الصُّحُف , وَوُضِعَتْ الْمَوَازِين , وَدُعِيَ الْخَلَائِق لِلْحِسَابِ . )28816 -حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ : ثَنَا أَبُو أُسَامَة , عَنْ الْأَجْلَح , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم يَقُول : (إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة , أَمَرَ اللَّه السَّمَاء الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا , وَنَزَلَ مَنْ فِيهَا مِنْ الْمَلَائِكَة , وَأَحَاطُوا بِالْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا , ثُمَّ الثَّانِيَة , ثُمَّ الثَّالِثَة , ثُمَّ الرَّابِعَة , ثُمَّ الْخَامِسَة , ثُمَّ السَّادِسَة , ثُمَّ السَّابِعَة , فَصُفُّوا صَفًّا دُون صَفّ , ثُمَّ يَنْزِل الْمَلَك الْأَعْلَى عَلَى مُجَنَّبَته الْيُسْرَى جَهَنَّم , فَإِذَا رَآهَا أَهْل الْأَرْض نَدُّوا , فَلَا يَأْتُونَ قُطْرًا مِنْ أَقْطَار الْأَرْض إِلَّا وَجَدُوا سَبْعَة صُفُوف مِنْ الْمَلَائِكَة , فَيَرْجِعُونَ إِلَى الْمَكَان الَّذِي كَانُوا فِيهِ , فَذَلِكَ قَوْل اللَّه : { إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ يَوْم التَّنَادِ يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّه مِنْ عَاصِم } , وَذَلِكَ قَوْله : { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } وَقَوْله : { يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَار السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } , وَذَلِكَ قَوْل اللَّه : { وَانْشَقَّتْ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمئِذٍ وَاهِيَة وَالْمَلَك عَلَى أَرْجَائِهَا } . )28817 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ , عَنْ إِسْمَاعِيل بْن رَافِع الْمَدَنِيّ , عَنْ يَزِيد اِبْن أَبِي زِيَاد , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ , عَنْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تُوقَفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا يَوْم الْقِيَامَة مِقْدَار سَبْعِينَ عَامًا لَا يُنْظَر إِلَيْكُمْ وَلَا يُقْضَى بَيْنكُمْ . قَدْ حُصِرَ عَلَيْكُمْ , فَتَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّمْع , ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَمًا , وَتَبْكُونَ حَتَّى يَبْلُغ ذَلِكَ مِنْكُمْ الْأَذْقَان , أَوْ يُلَجِّمكُمْ فَتَضِجُّونَ , ثُمَّ تَقُولُونَ مَنْ يَشْفَع لَنَا إِلَى رَبّنَا , فَيَقْضِي بَيْننَا , فَيَقُولُونَ مَنْ أَحَقّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ ؟ جَعَلَ اللَّه تُرْبَته , وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ , وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه , وَكَلَّمَهُ قَبْلًا , فَيُؤْتَى آدَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُطْلَب ذَلِكَ إِلَيْهِ , فَيَأْبَى , ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الْأَنْبِيَاء نَبِيًّا نَبِيًّا , كُلَّمَا جَاءُوا نَبِيًّا أَبَى | قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : | حَتَّى يَأْتُونِي , فَإِذَا جَاءُونِي خَرَجْت حَتَّى آتِي الْفَحْص | . قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : يَا رَسُول اللَّه , مَا الْفَحْص ؟ قَالَ : | قُدَّام الْعَرْش , فَأَخِرّ سَاجِدًا , فَلَا أَزَالَ سَاجِدًا حَتَّى يَبْعَث اللَّه إِلَيَّ مَلَكًا , فَيَأْخُذ بِعَضُدِي , فَيَرْفَعنِي ثُمَّ يَقُول اللَّه لِي : مُحَمَّد , وَهُوَ أَعْلَم , فَأَقُول : نَعَمْ , فَيَقُول : مَا شَأْنك ؟ فَأَقُول : يَا رَبّ وَعَدْتنِي الشَّفَاعَة , شَفِّعْنِي فِي خَلْقك فَاقْضِ بَيْنهمْ , فَيَقُول : قَدْ شَفَّعْتُك , أَنَا آتِيكُمْ فَأَقْضِي بَيْنكُمْ | . قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : | فَأَنْصَرِف حَتَّى أَقِف مَعَ النَّاس , فَبَيْنَا نَحْنُ وُقُوف , سَمِعْنَا حِسًّا مِنْ السَّمَاء شَدِيدًا , فَهَالَنَا , فَنَزَلَ أَهْل السَّمَاء الدُّنْيَا بِمِثْلَيْ مَنْ فِي الْأَرْض مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس , حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ الْأَرْض , أَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِهِمْ , وَأَخَذُوا مَصَافّهمْ , وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبّنَا ؟ قَالُوا : لَا , وَهُوَ آتٍ ثُمَّ يَنْزِل أَهْل السَّمَاء الثَّانِيَة بِمِثْلَيْ مَنْ نَزَلَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَبِمِثْلَيْ مَنْ فِيهَا مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس , حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ الْأَرْض , أَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِهِمْ , وَأَخَذُوا مَصَافّهمْ , وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبّنَا : قَالُوا : لَا , وَهُوَ آتٍ . ثُمَّ نَزَلَ أَهْل السَّمَاوَات عَلَى قَدْر ذَلِكَ مِنْ الضِّعْف , حَتَّى نَزَلَ الْجَبَّار فِي ظُلَل مِنْ الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة , وَلَهُمْ زَجَل مِنْ تَسْبِيحهمْ , يَقُولُونَ : سُبْحَان ذِي الْمُلْك وَالْمَلَكُوت ! سُبْحَان رَبّ الْعَرْش ذِي الْجَبَرُوت ! سُبْحَان الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت ! سُبْحَان الَّذِي يُمِيت الْخَلَائِق وَلَا يَمُوت ! سُبُّوح قُدُّوس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح ! قُدُّوس قُدُّوس , سُبْحَان رَبّنَا الْأَعْلَى ! سُبْحَان ذِي الْجَبَرُوت وَالْمَلَكُوت وَالْكِبْرِيَاء وَالسُّلْطَان وَالْعَظَمَة ! سُبْحَانه أَبَدًا أَبَدًا ! يَحْمِل عَرْشه يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة , وَهُمْ الْيَوْم أَرْبَعَة , أَقْدَامهمْ عَلَى تُخُوم الْأَرْض السُّفْلَى وَالسَّمَاوَات إِلَى حُجَزهمْ , وَالْعَرْش عَلَى مَنَاكِبهمْ , فَوَضَعَ اللَّه عَرْشه حَيْثُ شَاءَ مِنْ الْأَرْض , ثُمَّ يُنَادِي بِنِدَاءٍ يُسْمِع الْخَلَائِق , فَيَقُول : يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس , إِنِّي قَدْ أَنْصَتّ مُنْذُ يَوْم خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمكُمْ هَذَا , أَسْمَع كَلَامكُمْ , وَأُبْصِر أَعْمَالكُمْ , فَأَنْصِتُوا إِلَيَّ , فَإِنَّمَا هِيَ صُحُفكُمْ وَأَعْمَالكُمْ تُقْرَأ عَلَيْكُمْ , فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّه , وَمَنْ وَجَدَ غَيْر ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسه . ثُمَّ يَأْمُر اللَّه جَهَنَّم فَتُخْرِج مِنْهَا عُنُقًا سَاطِعًا مُظْلِمًا , ثُمَّ يَقُول اللَّه : { أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَم أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان. .. , إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِين } إِلَى قَوْله : { هَذِهِ جَهَنَّم الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وَامْتَازُوا الْيَوْم أَيّهَا الْمُجْرِمُونَ } فَيَتَمَيَّز النَّاس وَيَجْثُونَ , وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه : { وَتَرَى كُلّ أُمَّة جَاثِيَة كُلّ أُمَّة تُدْعَى إِلَى كِتَابهَا , الْيَوْم } . .. الْآيَة , فَيَقْضِي اللَّه بَيْن خَلْقه , الْجِنّ وَالْإِنْس وَالْبَهَائِم , فَإِنَّهُ لَيَقِيد يَوْمئِذٍ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَات الْقُرُون , حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ تَبِعَة عِنْد وَاحِدَة لِأُخْرَى , قَالَ اللَّه : كُونُوا تُرَابًا , فَعِنْد ذَلِكَ يَقُول الْكَافِر : يَا لَيْتَنِي كُنْت تُرَابًا , ثُمَّ يَقْضِي اللَّه سُبْحَانه بَيْن الْجِنّ وَالْإِنْس . )28818 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا } : صُفُوف الْمَلَائِكَة .)
وَقَوْله : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَجَاءَ اللَّه يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم , كَمَا : 28819 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة قَالَ : ثَنَا مَرْوَان الْفَزَارِيّ , عَنْ الْعَلَاء بْن خَالِد الْأَسَدِيّ , عَنْ شَقِيق بْن سَلَمَة , قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , فِي قَوْله : ( { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : جِيءَ بِهَا تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , مَعَ كُلّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك يَقُودُونَهَا . )28820 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ عَاصِم قَالَ : بَهْدَلَة , عَنْ أَبِي وَائِل : ( { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : يُجَاء بِهَا يَوْم الْقِيَامَة تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , مَعَ كُلّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك . )28821 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثَنَا عَمْرو بْن قَيْس , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : جَنَبَتَيْهِ :( الْجَنَّة وَالنَّار ; قَالَ : هَذَا حِين يَنْزِل مِنْ عَرْشه إِلَى كُرْسِيّه , لِحِسَابِ خَلْقه , وَقَرَأَ : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } . )28822 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة ( { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : جِيءَ بِهَا مَزْمُومَة .)|يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ|وَقَوْله : { يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان تَفْرِيطه فِي الدُّنْيَا فِي طَاعَة اللَّه , وَفِيمَا يُقَرِّب إِلَيْهِ مِنْ صَالِح الْأَعْمَال|وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى|يَقُول : مِنْ أَيّ وَجْه لَهُ التَّذْكِير . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28823- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ؟ } يَقُول : وَكَيْف لَهُ)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَقُول يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ تَلَهُّف اِبْن آدَم يَوْم الْقِيَامَة , وَتَنَدُّمه عَلَى تَفْرِيطه فِي الصَّالِحَات مِنْ الْأَعْمَال فِي الدُّنْيَا الَّتِي تُورِثهُ بَقَاء الْأَبَد , فِي نَعِيم لَا اِنْقِطَاع لَهُ : يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي فِي الدُّنْيَا مِنْ صَالِح الْأَعْمَال لِحَيَاتِي هَذِهِ , الَّتِي لَا مَوْت بَعْدهَا , مَا يُنْجِينِي مِنْ غَضَب اللَّه , وَيُوجِب لِي رِضْوَانه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28824 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا هَوْذَة , قَالَ : ثَنَا عَوْف , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُول يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } قَالَ : عَلِمَ اللَّه أَنَّهُ صَادِق , هُنَاكَ حَيَاة طَوِيلَة لَا مَوْت فِيهَا آخَر مَا عَلَيْهِ . )28825 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } : هُنَاكُمْ وَاَللَّه الْحَيَاة الطَّوِيلَة . )28826 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } قَالَ : الْآخِرَة .)
وَقَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } أَجْمَعَتْ الْقُرَّاء قُرَّاء الْأَمْصَار فِي قِرَاءَة ذَلِكَ عَلَى كَسْر الذَّال مِنْ يُعَذِّب , وَالثَّاء مِنْ يُوثِق , خَلَا الْكِسَائِيّ , فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء , اِعْتِلَالًا مِنْهُ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ , وَاهِي الْإِسْنَاد . 28827 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ خَارِجَة , عَنْ خَالِد الْحَذَّاء , عَنْ أَبِي قِلَابَة , قَالَ : ثَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَابه أَحَد . )وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : مَا عَلَيْهِ قُرَّاء الْأَمْصَار , وَذَلِكَ كَسْر الذَّال وَالثَّاء , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَتَأْوِيل الْكَلَام : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب بِعَذَابِ اللَّه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثَق كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ أَحَد فِي الدُّنْيَا. وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : . 28828 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } وَلَا يُوثِق كَوَثَاقِ اللَّه أَحَد . )28829- حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن( { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد } قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي الدُّنْيَا عَذَابًا وَوَثَاقًا , فَقَالَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد فِي الدُّنْيَا . )وَأَمَّا الَّذِي قَرَأَ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ , فَإِنَّهُ وَجَّهَ تَأْوِيله إِلَى : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب أَحَد فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّه يَوْمئِذٍ , وَلَا يُوثَق أَحَد فِي الدُّنْيَا كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ . وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْض مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ بِالْفَتْحِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَاب الْكَافِر أَحَد وَلَا يُوثَق وَثَاق الْكَافِر أَحَد . وَقَالَ : كَيْف يَجُوز الْكَسْر , وَلَا مُعَذِّب يَوْمئِذٍ سِوَى اللَّه وَهَذَا مِنْ التَّأْوِيل غَلَط . لِأَنَّ أَهْل التَّأْوِيل تَأَوَّلُوهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ . مَعَ إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى قِرَاءَته بِالْمَعْنَى الَّذِي جَاءَ بِهِ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل , وَمَا أَحْسَبهُ دَعَاهُ إِلَى قِرَاءَة ذَلِكَ كَذَلِكَ , إِلَّا ذَهَابه عَنْ وَجْه صِحَّته فِي التَّأْوِيل .
وَقَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } أَجْمَعَتْ الْقُرَّاء قُرَّاء الْأَمْصَار فِي قِرَاءَة ذَلِكَ عَلَى كَسْر الذَّال مِنْ يُعَذِّب , وَالثَّاء مِنْ يُوثِق , خَلَا الْكِسَائِيّ , فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء , اِعْتِلَالًا مِنْهُ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ , وَاهِي الْإِسْنَاد . 28827 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ خَارِجَة , عَنْ خَالِد الْحَذَّاء , عَنْ أَبِي قِلَابَة , قَالَ : ثَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَابه أَحَد . )وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : مَا عَلَيْهِ قُرَّاء الْأَمْصَار , وَذَلِكَ كَسْر الذَّال وَالثَّاء , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَتَأْوِيل الْكَلَام : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب بِعَذَابِ اللَّه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثَق كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ أَحَد فِي الدُّنْيَا. وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : . 28828 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } وَلَا يُوثِق كَوَثَاقِ اللَّه أَحَد . )28829 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن ( { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد } قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي الدُّنْيَا عَذَابًا وَوَثَاقًا , فَقَالَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد فِي الدُّنْيَا . )وَأَمَّا الَّذِي قَرَأَ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ , فَإِنَّهُ وَجَّهَ تَأْوِيله إِلَى : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب أَحَد فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّه يَوْمئِذٍ , وَلَا يُوثَق أَحَد فِي الدُّنْيَا كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ . وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْض مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ بِالْفَتْحِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَاب الْكَافِر أَحَد وَلَا يُوثَق وَثَاق الْكَافِر أَحَد . وَقَالَ : كَيْف يَجُوز الْكَسْر , وَلَا مُعَذِّب يَوْمئِذٍ سِوَى اللَّه وَهَذَا مِنْ التَّأْوِيل غَلَط . لِأَنَّ أَهْل التَّأْوِيل تَأَوَّلُوهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ . مَعَ إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى قِرَاءَته بِالْمَعْنَى الَّذِي جَاءَ بِهِ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل , وَمَا أَحْسَبهُ دَعَاهُ إِلَى قِرَاءَة ذَلِكَ كَذَلِكَ , إِلَّا ذَهَابه عَنْ وَجْه صِحَّته فِي التَّأْوِيل .