وَقَوْله : { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله : { ذَا مَتْرَبَة } فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِذَلِكَ : ذُو اللُّصُوق بِالتُّرَابِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28920 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ شُعْبَة , قَالَ : أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَأْوًى إِلَّا التُّرَاب . )* -حَدَّثَنَا مُطَرِّف بْن مُحَمَّد الضَّبِّيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ الْمُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ شُعْبَة , عَنْ حُصَيْن , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْل اللَّه : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَا يُوَارِيه إِلَّا التُّرَاب . )*- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى اِبْن أَبِي زَائِدَة , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , عَنْ شُعْبَة , عَنْ الْمُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَا يُوَارِيه إِلَّا التُّرَاب . )* - حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى اِبْن أَبِي زَائِدَة , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , عَنْ شُعْبَة , عَنْ الْمُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَأْوًى إِلَّا التُّرَاب .) * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنِي جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَأْوًى إِلَّا التُّرَاب . )* - قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الْمِسْكِين ; الْمَطْرُوح فِي التُّرَاب . )28921 - حَدَّثَنِي أَبُو حُصَيْن قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُونُس , قَالَ : ثَنَا عَبْثَر , عَنْ حُصَيْن , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الَّذِي لَا يَقِيه مِنْ التُّرَاب شَيْء . )28922 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , قَالَ : ثَنَا حُصَيْن وَالْمُغِيرَة كِلَاهُمَا , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : هُوَ اللَّازِق بِالتُّرَابِ مِنْ شِدَّة الْفَقْر . )28923 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , عَنْ عَمْرو اِبْن أَبِي قَيْس , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : التُّرَاب الْمُلْقَى عَلَى الطَّرِيق عَلَى الْكُنَاسَة .) * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا طَلْق بْن غَنَّام , عَنْ زَائِدَة , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : هُوَ الْمِسْكِين الْمُلْقَى بِالطَّرِيقِ بِالتُّرَابِ . )28924 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْحُصَيْن , عَنْ مُجَاهِد ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الْمَطْرُوح فِي الْأَرْض , الَّذِي لَا يَقِيه شَيْء دُون التُّرَاب . )* - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ حُصَيْن , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : هُوَ الْمُلْزَق بِالْأَرْضِ , لَا يَقِيه شَيْء مِنْ التُّرَاب . )* - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ حُصَيْن وَعُثْمَان بْن الْمُغِيرَة , عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ شَيْء يَقِيه مِنْ التُّرَاب . )28925 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : سَاقِط فِي التُّرَاب . )28926 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ جَعْفَر بْن بَرْقَان , قَالَ : سَمِعَ عِكْرِمَة( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : الْمُلْتَزِق بِالْأَرْضِ مِنْ الْحَاجَة .) 28927 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : التُّرَاب اللَّاصِق بِالْأَرْضِ . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عُثْمَان بْن الْمُغِيرَة , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ :( الْمُلْقَى فِي الطَّرِيق الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْت إِلَّا التُّرَاب . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ الْمُحْتَاج , كَانَ لَاصِقًا بِالتُّرَابِ , أَوْ غَيْر لَاصِق ; وَقَالُوا : إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلهمْ : تَرِبَ الرَّجُل : إِذَا اِفْتَقَرَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28928 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } يَقُول : شَدِيد الْحَاجَة . )28929 - حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السُّرِّيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ حُصَيْن , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : هُوَ الْمُحَارَف الَّذِي لَا مَال لَهُ . )28930 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : ذَا حَاجَة , التَّرِب : الْمُحْتَاج. )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ ذُو الْعِيَال الْكَثِير الَّذِينَ قَدْ لَصِقُوا بِالتُّرَابِ مِنْ الضُّرّ وَشِدَّة الْحَاجَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28931 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } يَقُول : مِسْكِين ذُو بَنِينَ وَعِيَال , لَيْسَ بَيْنك وَبَيْنه قَرَابَة . )28932 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر اِبْن أَبِي الْمُغِيرَة , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } قَالَ : ذَا عِيَال. )28933 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } كُنَّا نُحَدَّث أَنَّ التَّرِب هُوَ ذُو الْعِيَال الَّذِي لَا شَيْء لَهُ . )28934 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة } ذَا عِيَال لَاصِقِينَ بِالْأَرْضِ , مِنْ الْمَسْكَنَة وَالْجَهْد . )وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِهِ : أَوْ مِسْكِينًا قَدْ لَصِقَ بِالتُّرَابِ مِنْ الْفَقْر وَالْحَاجَة , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الظَّاهِر مِنْ مَعَانِيه . وَأَنَّ قَوْله : { مَتْرَبَة } إِنَّمَا هِيَ | مَفْعَلَة | مِنْ تَرِبَ الرَّجُل : إِذَا أَصَابَهُ التُّرَاب .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : ثُمَّ كَانَ هَذَا الَّذِي قَالَ : { أَهْلَكْت مَالًا لُبَدًا } مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله , فَيُؤْمِن مَعَهُمْ كَمَا آمَنُوا .|وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ|يَقُول : وَمِمَّنْ أَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا نَابَهُمْ فِي ذَات اللَّه .|وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ|يَقُول : وَأَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا بِالْمَرْحَمَةِ , كَمَا : 28935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِنَان وَالْقَزَّاز , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم عَنْ شَبِيب , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } قَالَ : مَرْحَمَة النَّاس .)
وَقَوْله : { أُولَئِكَ أَصْحَاب الْمَيْمَنَة } يَقُول : الَّذِينَ فَعَلُوا هَذَا الْأَفْعَال الَّتِي ذَكَرْتهَا , مِنْ فَكّ الرِّقَاب , وَإِطْعَام الْيَتِيم , وَغَيْر ذَلِكَ , أَصْحَاب الْيَمِين , الَّذِينَ يُؤْخَذ بِهِمْ يَوْم الْقِيَامَة ذَات الْيَمِين إِلَى الْجَنَّة .
وَقَوْله : { وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا } يَقُول : وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بِأَدِلَّتِنَا وَأَعْلَامنَا وَحُجَجنَا مِنْ الْكُتُب وَالرُّسُل وَغَيْر ذَلِكَ|هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ| { هُمْ أَصْحَاب الْمَشْأَمَة } يَقُول : هُمْ أَصْحَاب الشِّمَال يَوْم الْقِيَامَة الَّذِينَ يُؤْخَذ بِهِمْ ذَات الشِّمَال . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْمَشْأَمَة , وَلِمَ قِيلَ لِلْيَسَارِ الْمَشْأَمَة فِيمَا مَضَى , بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع.
وَقَوْله : { عَلَيْهِمْ نَار مُؤْصَدَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : عَلَيْهِمْ نَار جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة مُطْبَقَة ; يُقَال مِنْهُ : أَوْصَدْت وَآصَدْت . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28936 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { عَلَيْهِمْ نَار مُؤْصَدَة } قَالَ : مُطْبَقَة. )* - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , ( { عَلَيْهِمْ نَار مُؤْصَدَة } قَالَ : مُطْبَقَة . )28937 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { عَلَيْهِمْ نَار مُؤْصَدَة } : أَيْ مُطْبَقَة ; أَطْبَقَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ , فَلَا ضَوْء فِيهَا وَلَا فَرْج , وَلَا خُرُوج مِنْهَا آخِر الْأَبَد . )28938 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { مُؤْصَدَة } : مُغْلَقَة عَلَيْهِمْ . )آخِر تَفْسِير سُورَة لَا أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالشَّمْس وَضُحَاهَا } </subtitle>قَوْله : { وَالشَّمْس وَضُحَاهَا } قَسَم أَقْسَمَ رَبّنَا تَعَالَى ذِكْره بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ; وَمَعْنَى الْكَلَام : أُقْسِم بِالشَّمْسِ , وَبِضُحَى الشَّمْس . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { وَضُحَاهَا } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَالشَّمْس وَالنَّهَار , وَكَانَ يَقُول : الضُّحَى : هُوَ النَّهَار كُلّه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28939 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَالشَّمْس وَضُحَاهَا } قَالَ : هَذَا النَّهَار . )وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَضَوْئِهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28940 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : ( { وَالشَّمْس وَضُحَاهَا } قَالَ : ضَوْئِهَا . )وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال : أَقْسَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالشَّمْسِ وَنَهَارهَا , لِأَنَّ ضَوْء الشَّمْس الظَّاهِرَة هُوَ النَّهَار .
وَقَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَالْقَمَر إِذَا تَبِعَ الشَّمْس , وَذَلِكَ فِي النِّصْف الْأَوَّل مِنْ الشَّهْر , إِذَا غَرَبَتْ الشَّمْس , تَلَاهَا الْقَمَر طَالِعًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28941 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } قَالَ : يَتْلُو النَّهَار . )28942 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الْمَلِك , عَنْ قَيْس بْن سَعْد , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } يَعْنِي : الشَّمْس إِذَا تَبِعَهَا الْقَمَر . )28943 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد ( { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } قَالَ : تَبِعَهَا . )28944 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } يَتْلُوهَا صَبِيحَة الْهِلَال فَإِذَا سَقَطَتْ الشَّمْس رُئِيَ الْهِلَال . )* - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } قَالَ : إِذَا تَلَاهَا لَيْلَة الْهِلَال . )28945 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : ( { وَالشَّمْس وَضُحَاهَا وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا } قَالَ : هَذَا قَسَم , وَالْقَمَر يَتْلُو الشَّمْس نِصْف الشَّهْر الْأَوَّل , و تَتْلُوهُ النِّصْف الْآخَر , فَأَمَّا النِّصْف الْأَوَّل فَهُوَ يَتْلُوهَا , وَتَكُون أَمَامه وَهُوَ وَرَاءَهَا , فَإِذَا كَانَ النِّصْف الْآخَر كَانَ هُوَ أَمَامهَا يَقْدُمهَا , وَتَلِيه هِيَ .)
وَقَوْله : { وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا } يَقُول : وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا , قَالَ : إِذَا أَضَاءَ . 28946- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا } قَالَ : إِذَا غَشِيَهَا النَّهَار . )وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَتَأَوَّل ذَلِكَ بِمَعْنَى : وَالنَّهَار إِذَا جَلَّا الظُّلْمَة , وَيَجْعَل الْهَاء وَالْأَلِف مِنْ جَلَّاهَا كِنَايَة عَنْ الظُّلْمَة , وَيَقُول : إِنَّمَا جَازَ الْكِنَايَة عَنْهَا , وَلَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْر قَبْل , لِأَنَّ مَعْنَاهَا مَعْرُوف , كَمَا يُعْرَف مَعْنَى قَوْل الْقَائِل : أَصْبَحَتْ بَارِدَة , وَأَمْسَتْ بَارِدَة , وَهَبَّتْ شَمَالًا , فَكَنَّى عَنْ مُؤَنَّثَات لَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْر , إِذْ كَانَ مَعْرُوفًا مَعْنَاهُنَّ. وَالصَّوَاب عِنْدنَا فِي ذَلِكَ : مَا قَالَهُ أَهْل الْعِلْم الَّذِينَ حَكَيْنَا قَوْلهمْ , لِأَنَّهُمْ أَعْلَم بِذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ لِلَّذِي قَالَهُ مِنْ ذِكْرنَا قَوْله مِنْ أَهْل الْعَرَبِيَّة وَجْه .
وَقَوْله : { وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَاهَا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى الشَّمْس , حَتَّى تَغِيب فَتُظْلِم الْآفَاق . وَكَانَ قَتَادَة يَقُول فِي ذَلِكَ مَا : 28947 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَاهَا } : إِذَا غَشَّاهَا اللَّيْل .)
وَقَوْله : { وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَالسَّمَاء وَمَنْ بَنَاهَا , يَعْنِي : وَمَنْ خَلَقَهَا , وَبِنَاؤُهُ إِيَّاهَا : تَصْيِيره إِيَّاهَا لِلْأَرْضِ سَقْفًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28948- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا } وَبِنَاؤُهَا : خَلْقهَا . )28949 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا } قَالَ : اللَّه بَنَى السَّمَاء . )وَقِيلَ : { وَمَا بَنَاهَا } وَهُوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَانِيهَا , فَوَضَعَ | مَا | مَوْضِع | مَنْ | كَمَا قَالَ { وَوَالِد وَمَا وَلَدَ } , فَوَضَعَ | مَا | فِي مَوْضِع | مَنْ | وَمَعْنَاهُ , وَمَنْ وَلَدَ , لِأَنَّهُ قَسَم أَقْسَمَ بِآدَم وَوَلَده , وَكَذَلِكَ : { وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاء } , وَقَوْله : { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ } وَإِنَّمَا هُوَ : فَانْكِحُوا مَنْ طَابَ لَكُمْ . وَجَائِز تَوْجِيه ذَلِكَ إِلَى مَعْنَى الْمَصْدَر , كَأَنَّهُ قَالَ : وَالسَّمَاء وَبِنَائِهَا , وَوَالِد وَوِلَادَته.
وَقَوْله : { وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا } وَهَذِهِ أَيْضًا نَظِير الَّتِي قَبْلهَا , وَمَعْنَى الْكَلَام : وَالْأَرْض وَمَنْ طَحَاهَا . وَمَعْنَى قَوْله : { طَحَاهَا } : بَسَطَهَا يَمِينًا وَشِمَالًا , وَمِنْ كُلّ جَانِب . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { طَحَاهَا } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَالْأَرْض وَمَا خَلَقَ فِيهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28950 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس :( { وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا } يَقُول : مَا خَلَقَ فِيهَا . )وَقَالَ آخَرُونَ : يَعْنِي بِذَلِكَ : وَمَا بَسَطَهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28951 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا } قَالَ : دَحَاهَا . )28952 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَمَا طَحَاهَا } قَالَ : بَسَطَهَا . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَمَا قَسَّمَهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28953 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا } يَقُول : قَسَّمَهَا .)