islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الطبرى
13310

112-الإخلاص

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } </subtitle>ذُكِرَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَسَب رَبّ الْعِزَّة , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذَا السُّورَة جَوَابًا لَهُمْ . وَقَالَ بَعْضهمْ : بَلْ نَزَلَتْ مِنْ أَجْل أَنَّ الْيَهُود سَأَلُوهُ , فَقَالُوا لَهُ : هَذَا اللَّه خَلْق الْخَلْق , فَمَنْ خَلَقَ اللَّه ؟ فَأُنْزِلَتْ جَوَابًا لَهُمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ : أُنْزِلَتْ جَوَابًا لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ سَأَلُوهُ أَنْ يُنْسِب لَهُمْ الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . 29613 -حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنِيع الْمَرْوَزِيّ وَمَحْمُود بْن خِدَاش الطَّالَقَانِيّ , قَالَا : ثَنَا أَبُو سَعِيد الصَّنْعَانِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب , قَالَ : قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد } ). 29614- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ يَزِيد , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا : (يَا رَسُول اللَّه أَخْبِرْنَا عَنْ رَبّك , صِفْ لَنَا رَبّك مَا هُوَ , وَمِنْ أَيّ شَيْء هُوَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } إِلَى آخِر السُّورَة ). 29615 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعُلَيَّة ( { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد } قَالَ : قَالَ ذَلِكَ قَتَادَة الْأَحْزَاب : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَتَاهُ جِبْرِيل بِهَذِهِ ). 29616 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَوْف , قَالَ : ثَنَا شُرَيْح , قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مَجَالِد , عَنْ مُجَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ , عَنْ جَابِر قَالَ : قَالَ الْمُشْرِكُونَ : (اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَأَنْزَلَ اللَّه { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } . )ذِكْر مَنْ قَالَ : نَزَلَ ذَلِكَ مِنْ أَجْل مَسْأَلَة الْيَهُود : 29617 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا سَلَمَة , قَالَ : ثَنِي اِبْن إِسْحَاق , عَنْ مُحَمَّد , عَنْ سَعِيد , قَالَ : أَتَى رَهْط مِنْ الْيَهُود النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : (يَا مُحَمَّد هَذَا اللَّه خَلَقَ الْخَلْق , فَمَنْ خَلَقَهُ ؟ فَغَضِبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اِنْتَقَعَ لَوْنه ; ثُمَّ سَاوَرَهُمْ غَضَبًا لِرَبِّهِ , فَجَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَسَكَّنَهُ , وَقَالَ : اِخْفِضْ عَلَيْك جَنَاحك يَا مُحَمَّد , وَجَاءَهُ مِنْ اللَّه جَوَاب مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ . قَالَ : يَقُول اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } فَلَمَّا تَلَا عَلَيْهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالُوا : صِفْ لَنَا رَبّك كَيْفَ خَلْقه , وَكَيْفَ عَضُده , وَكَيْفَ ذِرَاعه , فَغَضِبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدّ مِنْ غَضَبه الْأَوَّل , وَسَاوَرَهُمْ غَضَبًا , فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ مِثْل مَقَالَته , وَأَتَاهُ بِجَوَابِ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ : { وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبْضَته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ). 29618 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سَعِيد اِبْن أَبِي عَرُوبَة , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : (جَاءَ نَاس مِنْ الْيَهُود إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : اُنْسُبْ لَنَا رَبّك , فَنَزَلَتْ : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد } حَتَّى خَتَمَ السُّورَة ). فَتَأْوِيل الْكَلَام إِذَا كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا وَصَفْنَا : قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ السَّائِلِينَ عَنْ نَسَب رَبّك وَصِفَته , وَمِنْ خَلْقه : الرَّبّ الَّذِي سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ , هُوَ اللَّه الَّذِي لَهُ عِبَادَة كُلّ شَيْء , لَا تَنْبَغِي الْعِبَادَة إِلَّا لَهُ , وَلَا تَصْلُح لِشَيْءٍ سِوَاهُ . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي الرَّافِع { أَحَد } فَقَالَ بَعْضهمْ : الرَّافِع لَهُ | اللَّه | , و | هُوَ | عِمَاد , بِمَنْزِلَةِ الْهَاء فِي قَوْله : { إِنَّهُ أَنَا اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم } . وَقَالَ آخَر مِنْهُمْ : بَلْ | هُوَ | مَرْفُوع , وَإِنْ كَانَ نَكِرَة بِالِاسْتِئْنَافِ , كَقَوْلِهِ : هَذَا بَعْلِي شَيْخ , وَقَالَ : هُوَ اللَّه جَوَاب لِكَلَامِ قَوْم قَالُوا لَهُ : مَا الَّذِي تَعْبُد ؟ فَقَالَ : هُوَ اللَّه , ثُمَّ قِيلَ لَهُ : فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : هُوَ أَحَد . وَقَالَ آخَرُونَ { أَحَد } بِمَعْنَى : وَاحِد , وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُون الْعِمَاد مُسْتَأْنَفًا بِهِ , حَتَّى يَكُون قَبْله حَرْف مِنْ حُرُوف الشَّكّ , كَظَنَّ وَأَخَوَاتهَا , وَكَانَ وَذَوَاتهَا , أَوْ إِنَّ وَمَا أَشْبَهَهَا , وَهَذَا الْقَوْل الثَّانِي هُوَ أَشْبَه بِمَذَاهِب الْعَرَبِيَّة . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار { أَحَدٌ اللَّه الصَّمَد } بِتَنْوِينِ | أَحَد | , سِوَى نَصْر بْن عَاصِم , وَعَبْد اللَّه اِبْن أَبِي إِسْحَاق , فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُمَا تَرْك التَّنْوِين : | أَحَدُ اللَّهُ | ; وَكَأَنَّ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , قَالَ : نُون الْإِعْرَاب إِذَا اِسْتَقْبَلَتْهَا الْأَلِف وَاللَّام أَوْ سَاكِن مِنْ الْحُرُوف حُذِفَتْ أَحْيَانًا , كَمَا قَالَ الشَّاعِر : <br>كَيْفَ نَوْمِي عَلَى الْفِرَاش وَلَمَا .......... تَشْمَل الشَّام غَار شَعْوَاء <br><br>تُذْهِل الشَّيْخ عَنْ بَنِيهِ وَتُبْدِي .......... عَنْ خِدَام الْعَقِيلَة الْعَذْرَاء <br>يُرِيد : عَنْ خُدَّام الْعَقِيلَة . وَالصَّوَاب فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : التَّنْوِين , لِمَعْنَيَيْنِ : أَحَدهمَا أَفْصَح اللُّغَتَيْنِ , وَأَشْهَر الْكَلَامَيْنِ , وَأَجْوَدهمَا عِنْد الْعَرَب . وَالثَّانِي : إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ قُرَّاء الْأَمْصَار عَلَى اِخْتِيَار التَّنْوِين فِيهِ , فَفِي ذَلِكَ مُكْتَفًى عَنْ الِاسْتِشْهَاد عَلَى صِحَّته بِغَيْرِهِ . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى قَوْله | أَحَد | فِيمَا مَضَى , بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع .

اللَّهُ الصَّمَدُ

وَقَوْله : { اللَّه الصَّمَد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : الْمَعْبُود الَّذِي لَا تَصْلُح الْعِبَادَة إِلَّا لَهُ الصَّمَد . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الصَّمَد , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِأَجْوَف , وَلَا يَأْكُل وَلَا يَشْرَب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29616 - حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَسْوَد , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن رَبِيعَة , عَنْ سَلَمَة بْن سَابُور , عَنْ عَطِيَّة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : (الصَّمَد : الَّذِي لَيْسَ بِأَجْوَف ). 29620 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : (الصَّمَد : الْمُصْمَت الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله سَوَاء . * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : (الصَّمَد : الْمُصْمَت الَّذِي لَيْسَ لَهُ جَوْف ). * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن وَوَكِيع , قَالَا : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع ; وَحَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان جَمِيعًا , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 29621 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا الرَّبِيع بْن مُسْلِم , عَنْ الْحَسَن , قَالَ : (الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). 29622 - قَالَ : ثَنَا الرَّبِيع بْن مُسْلِم , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مَيْسَرَة , قَالَ : أَرْسَلَنِي مُجَاهِد إِلَى سَعِيد بْن جُبَيْر أَسَالَهُ عَنْ الصَّمَد , فَقَالَ : (الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). 29623 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ , قَالَ : (الصَّمَد الَّذِي لَا يَطْعَم الطَّعَام ). * - حَدَّثَنَا يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , عَنْ إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَا يَأْكُل الطَّعَام , وَلَا يَشْرَب الشَّرَاب ). 29624 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن بَشَّار , قَالَا : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سَلَمَة بْن نُبَيْط , عَنْ الضَّحَّاك , قَالَ : (الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). 29625 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي زَائِدَة , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ عَامِر , قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَا يَأْكُل الطَّعَام ). 29626- حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار وَزَيْد بْن أَخْزَم , قَالَا : ثَنَا اِبْن دَاوُد , عَنْ الْمُسْتَقِيم بْن عَبْد الْمَلِك , عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ : (الصَّمَد : الَّذِي لَا حَشْوَة لَهُ ). * - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : الصَّمَد : (الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). 29627 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاس اِبْن أَبِي طَالِب , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن رُومِيّ , عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد قَائِد الْأَعْمَش , قَالَ : ثَنِي صَالِح بْن حَيَّان , عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : (لَا أَعْلَمهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ , قَالَ : الصَّمَد الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل , عَنْ الرَّبِيع بْن مُسْلِم , قَالَ : سَمِعْت الْحَسَن يَقُول : (الصَّمَد : الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). 29628 -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَا جَوْف لَهُ ). وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الَّذِي لَا يَخْرُج مِنْهُ شَيْء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29629 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء قَالَ : سَمِعْت عِكْرِمَة , قَالَ فِي قَوْله : الصَّمَد : (الَّذِي لَمْ يَخْرُج مِنْهُ شَيْء , وَلَمْ يَلِد , وَلَمْ يُولَد ). * -حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء مُحَمَّد بْن يُوسُف , عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَا يَخْرُج مِنْهُ شَيْء ). وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29630 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ : الصَّمَد : (الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد , لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَلِد إِلَّا سَيُورَثُ , وَلَا شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ , فَأَخْبَرَهُمْ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ لَا يُورَث وَلَا يَمُوت ). 29631 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنِيع وَمَحْمُود بْن خِدَاش قَالَا : ثَنَا أَبُو سَعِيد الصَّنْعَانِيّ , قَالَ : (قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اُنْسُبْ لَنَا رَبّك فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ , وَلَيْسَ شَيْء يَمُوت إِلَّا سَيُورَثُ , وَإِنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَمُوت وَلَا يُورَث { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا عَدْل , وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ). 29632 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ أَبِي مَعْشَر , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب : الصَّمَد : (الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ). وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29633 - حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنِي أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ شَقِيق , قَالَ : الصَّمَد : هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده . 29634 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن بَشَّار وَابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالُوا : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , قَالَ : الصَّمَد : السَّيِّد الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدَده ; وَلَمْ يَقُلْ أَبُو كُرَيْب وَابْن عَبْد الْأَعْلَى سُؤْدَده . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل مِثْله . 29635 - حَدَّثَنَا عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { الصَّمَد } يَقُول : السَّيِّد الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدَده , وَالشَّرِيف الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفه , وَالْعَظِيم الَّذِي قَدْ عَظُمَ فِي عَظَمَته , وَالْحَلِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمه , وَالْغَنِيّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ , وَالْجَبَّار الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوته , وَالْعَالِم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمه , وَالْحَكِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَته , وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاع الشَّرَف وَالسُّؤْدَد , وَهُوَ اللَّه سُبْحَانه هَذِهِ صِفَته , لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ ). وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَفْنَى . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29636 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد } قَالَ : كَانَ الْحَسَن وقَتَادَة يَقُولَانِ : الْبَاقِي بَعْد خَلْقه , قَالَ : هَذِهِ سُورَة خَالِصَة , لَيْسَ فِيهَا ذِكْر شَيْء مِنْ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ). *- حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : (الصَّمَد : الدَّائِم ). قَالَ أَبُو جَعْفَر : الصَّمَد عِنْد الْعَرَب : هُوَ السَّيِّد الَّذِي يُصْمَد إِلَيْهِ , الَّذِي لَا أَحَد فَوْقه , وَكَذَلِكَ تُسَمِّي أَشْرَافهَا ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : أَلَا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَد /و بِعَمْرِو بْن مَسْعُود وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَد وَقَالَ الزِّبْرِقَان : <br>وَلَا رَهِينَة إِلَّا سَيِّد صَمَد <br>فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَاَلَّذِي هُوَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ الْكَلِمَة , الْمَعْنَى الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام مَنْ نَزَلَ الْقُرْآن بِلِسَانِهِ ; وَلَوْ كَانَ حَدِيث اِبْن بُرَيْدَة , عَنْ أَبِيهِ صَحِيحًا , كَانَ أَوْلَى الْأَقْوَال بِالصِّحَّةِ , لِأَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَم بِمَا عَنَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَبِمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ .

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ

وَقَوْله : { لَمْ يَلِد } يَقُول : لَيْسَ بِفَانٍ , لِأَنَّهُ لَا شَيْء يَلِد إِلَّا هُوَ فَانٍ بَائِد|وَلَمْ يُولَدْ| { وَلَمْ يُولَد } يَقُول : وَلَيْسَ بِمُحْدَث لَمْ يَكُنْ فَكَانَ , لِأَنَّ كُلّ مَوْلُود فَإِنَّمَا وُجِدَ بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ , وَحَدَثَ بَعْد أَنْ كَانَ غَيْر مَوْجُود , وَلَكِنَّهُ تَعَالَى ذِكْره قَدِيم لَمْ يَزَلْ , وَدَائِم لَمْ يَبِدْ , وَلَا يَزُول وَلَا يَفْنَى .

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

وَقَوْله : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا مِثْل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29637 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة قَوْله : ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } : لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه , وَلَا عَدْل , وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ). 29638 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عَمْرو بْن غَيْلَان الثَّقَفِيّ , وَكَانَ أَمِير الْبَصْرَة , عَنْ كَعْب , قَالَ : (إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره أَسَّسَ السَّمَوَات السَّبْع , وَالْأَرَضِينَ السَّبْع , عَلَى هَذِهِ السُّورَة { لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } وَإِنَّ اللَّه لَمْ يُكَافِئهُ أَحَد مِنْ خَلْقه ). 29639 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء , فَسُبْحَان اللَّه الْوَاحِد الْقَهَّار ). 29640 -حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , عَنْ اِبْن جُرَيْج ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا } ): مِثْل . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ , أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29641 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة ). * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبْجَر , عَنْ رَجُل عَنْ مُجَاهِد ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة ). * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن أَبْجَر , عَنْ طَلْحَة بْن مُصَرِّف , عَنْ مُجَاهِد ( { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد } قَالَ : صَاحِبَة ). * - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ طَلْحَة , عَنْ مُجَاهِد مِثْله . وَالْكُفُؤ وَالْكَفِيء وَالْكِفَاء فِي كَلَام الْعَرَب وَاحِد , وَهُوَ الْمِثْل وَالشِّبْه ; وَمِنْهُ قَوْل نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان : <br>لَا تَقْذِفَنِّي بِرُكْن لَا كِفَاء لَهُ . .......... وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الْأَعْدَاء بِالرِّفَدِ <br>يَعْنِي : لَا كِفَاء لَهُ : لَا مِثْل لَهُ. وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { كُفُوًا } . فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْبَصْرَة : { كُفُوًا } بِضَمِّ الْكَاف وَالْفَاء . وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء الْكُوفَة بِتَسْكِينِ الْفَاء وَهَمْزهَا | كُفْئًا | . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَال : إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ , وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب . آخِر تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس