islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الطبرى
15452

84-الانشقاق

إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ

يَقُول : وَأَمَّا هَذَا الْأَعْمَى الَّذِي جَاءَك سَعْيًا .

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

وَهُوَ يَخْشَى اللَّه وَيَتَّقِيه .

وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ

يَقُول : فَأَنْتَ عَنْهُ تُعْرِض , وَتَشَاغَل عَنْهُ بِغَيْرِهِ وَتَغَافَل .

وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَة } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { كَلَّا } مَا الْأَمْر كَمَا تَفْعَل يَا مُحَمَّد , مِنْ أَنْ تَعْبِس فِي وَجْه مَنْ جَاءَك يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى , وَتَتَصَدَّى لِمَنْ اِسْتَغْنَى { إِنَّهَا تَذْكِرَة } يَقُول : إِنَّ هَذِهِ الْعِظَة وَهَذِهِ السُّورَة { تَذْكِرَة } يَقُول : عِظَة وَعِبْرَة .

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

يَقُول : فَمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَاد اللَّه ذَكَرَهُ , يَقُول : ذَكَرَ تَنْزِيل اللَّه وَوَحْيه , وَالْهَاء فِي قَوْله | إِنَّهَا | لِلسُّورَةِ , وَفِي قَوْله | ذَكَرَهُ | لِلتَّنْزِيلِ وَالْوَحْي .

يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ

يَقُول إِنَّهَا تَذْكِرَة { فِي صُحُف مُكَرَّمَة } .

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

يَعْنِي فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ , وَهُوَ الْمَرْفُوع الْمُطَهَّر عِنْد اللَّه .

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا

وَقَوْله : { بِأَيْدِي سَفَرَة } يَقُول : الصُّحُف الْمُكَرَّمَة بِأَيْدِي سَفَرَة , جَمْع سَافِر . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِيهِمْ مَا هُمْ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هُمْ كَتَبَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28154 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { بِأَيْدِي سَفَرَة } يَقُول : كَتَبَة . )28155 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { بِأَيْدِي سَفَرَة } قَالَ : الْكَتَبَة . )وَقَالَ آخَرُونَ : هُمْ الْقُرَّاء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28156 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُف مُكَرَّمَة مَرْفُوعَة مُطَهَّرَة بِأَيْدِي سَفَرَة } قَالَ : هُمْ الْقُرَّاء . )وَقَالَ آخَرُونَ : هُمْ الْمَلَائِكَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28157 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { بِأَيْدِي سَفَرَة كِرَام بَرَرَة } يَعْنِي الْمَلَائِكَة . )28258 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : ( { بِأَيْدِي سَفَرَة كِرَام بَرَرَة } قَالَ : السَّفَرَة : الَّذِينَ يُحْصُونَ الْأَعْمَال . )وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ : قَوْل مَنْ قَالَ : هُمْ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ يَسْفِرُونَ بَيْن اللَّه وَرُسُله بِالْوَحْيِ . وَسَفِير الْقَوْم : الَّذِي يَسْعَى بَيْنهمْ بِالصُّلْحِ , يُقَال : سَفَرْت بَيْن الْقَوْم : إِذَا أَصْلَحْت بَيْنهمْ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : <br>وَمَا أَدَع السِّفَارَة بَيْن قَوْمِي .......... وَمَا أَمْشِي بِغِشٍّ إِنْ مَشَيْت <br>وَإِذَا وُجِّهَ التَّأْوِيل إِلَى مَا قُلْنَا , اِحْتَمَلَ الْوَجْه الَّذِي قَالَهُ الْقَائِلُونَ هُمْ الْكَتَبَة , وَاَلَّذِي قَالَهُ الْقَائِلُونَ هُمْ الْقُرَّاء , لِأَنَّ الْمَلَائِكَة هِيَ الَّتِي تَقْرَأ الْكُتُب , وَتَسْفِر بَيْن اللَّه وَبَيْن رُسُله .

وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا

وَقَوْله : { كِرَام بَرَرَة } وَالْبَرَرَة : جَمْع بَارّ , كَمَا الْكَفَرَة جَمْع كَافِر , وَالسَّحَرَة جَمْع سَاحِر , غَيْر أَنَّ الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام الْعَرَب إِذَا نَطَقُوا بِوَاحِدَةٍ أَنْ يَقُولُوا : رَجُل بَرّ , وَامْرَأَة بَرَّة , وَإِذَا جَمَعُوا رَدُّوهُ إِلَى جَمْع فَاعِل , كَمَا قَالُوا : رَجُل سَرِيّ , ثُمَّ قَالُوا فِي جَمْعه : قَوْم سَرَاة , وَكَأَنَّ الْقِيَاس فِي وَاحِده أَنْ يَكُون سَارِيًا . وَقَدْ حُكِيَ سَمَاعًا مِنْ بَعْض الْعَرَب : قَوْم خِيرَة بَرَرَة , وَوَاحِد الْخِيَرَة : خَيْر , وَالْبَرَرَة : بَرّ .

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

قَوْله : { قُتِلَ الْإِنْسَان مَا أَكْفَرَهُ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لُعِنَ الْإِنْسَان الْكَافِر مَا أَكْفَرَهُ ! وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ مُجَاهِد . 28159 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقِيّ , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْحَمِيد الْحِمَّانِيّ , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : مَا كَانَ فِي الْقُرْآن ( { قُتِلَ الْإِنْسَان } أَوْ فُعِلَ بِالْإِنْسَانِ , فَإِنَّمَا عُنِيَ بِهِ الْكَافِر . )28160 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان ( { قُتِلَ الْإِنْسَان مَا أَكْفَرَهُ } بَلَغَنِي أَنَّهُ الْكَافِر . )وَفِي قَوْله : { أَكْفَرَهُ } وَجْهَانِ . أَحَدهمَا : التَّعَجُّب مِنْ كُفْره , مَعَ إِحْسَان اللَّه إِلَيْهِ , وَأَيَادِيه عِنْده . وَالْآخَر : مَا الَّذِي أَكْفَرَهُ , أَيْ أَيّ شَيْء أَكْفَرَهُ ؟

فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مِنْ أَيّ شَيْء خَلَقَهُ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : مِنْ أَيّ شَيْء خَلَقَ الْإِنْسَان الْكَافِر رَبّه حَتَّى يَتَكَبَّر . وَيَتَعَظَّم عَنْ طَاعَة رَبّه , وَالْإِقْرَار بِتَوْحِيدِهِ .

وَيَصْلَى سَعِيرًا

ثُمَّ بَيَّنَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِي مِنْهُ خَلَقَهُ , فَقَالَ { مِنْ نُطْفَة خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } أَحْوَالًا : نُطْفَة تَارَة , ثُمَّ عَلَقَة أُخْرَى , ثُمَّ مُضْغَة , إِلَى أَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ أَحْوَاله , وَهُوَ فِي رَحِم أُمّه .

إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا

يَقُول : ثُمَّ يَسَّرَهُ لِلسَّبِيلِ , يَعْنِي لِلطَّرِيقِ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبِيل الَّذِي يَسَّرَهُ لَهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ خُرُوجه مِنْ بَطْن أُمّه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28161 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } يَعْنِي بِذَلِكَ : خُرُوجه مِنْ بَطْن أُمّه يَسَّرَهُ لَهُ . )28162 - حَدَّثَنِي اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبِي صَالِح ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : سَبِيل الرَّحِم . )28163 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : خُرُوجه مِنْ بَطْن أُمّه . )28164 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : خُرُوجه مِنْ بَطْن أُمّه . )* - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : أَخْرَجَهُ مِنْ بَطْن أُمّه . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : طَرِيق الْحَقّ وَالْبَاطِل , بَيَّنَّاهُ لَهُ وَأَعْمَلْنَاهُ , وَسَهَّلْنَا لَهُ الْعَمَل بِهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28165 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : هُوَ كَقَوْلِهِ : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [76 3 ]. )* - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : عَلَى نَحْو { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل } [76 3 ]. )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : سَبِيل الشَّقَاء وَالسَّعَادَة , وَهُوَ كَقَوْلِهِ : ( { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل } . )28166 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : قَالَ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : سَبِيل الْخَيْر . )28167 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ } قَالَ : هَدَاهُ لِلْإِسْلَامِ الَّذِي يَسَّرَهُ لَهُ , وَأَعْلَمَهُ بِهِ , وَالسَّبِيل سَبِيل الْإِسْلَام . )وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ . قَوْل مَنْ قَالَ : ثُمَّ الطَّرِيق , وَهُوَ الْخُرُوج مِنْ بَطْن أُمّه يَسَّرَهُ . وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ , لِأَنَّهُ أَشْبَههمَا بِظَاهِرِ الْآيَة , وَذَلِكَ أَنَّ الْخَبَر مِنْ اللَّه قَبْلهَا وَبَعْدهَا عَنْ صِفَته خَلْقه , وَتَدْبِيره جِسْمه , وَتَصْرِيفه إِيَّاهُ فِي الْأَحْوَال , فَالْأَوْلَى أَنْ يَكُون أَوْسَط ذَلِكَ نَظِير مَا قَبْله وَبَعْده .

إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ

وَقَوْله : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } يَقُول : ثُمَّ قَبَضَ رُوحه , فَأَمَاتَهُ بَعْد ذَلِكَ . يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { أَقْبَرَهُ } : صَيَّرَهُ ذَا قَبْر , وَالْقَابِر : هُوَ الدَّافِن الْمَيِّت بِيَدِهِ , كَمَا قَالَ الْأَعْشَى : <br>لَوْ أَسْنَدْت مَيْتًا إِلَى نَحْرهَا .......... عَاشَ وَلَمْ يُنْقَل إِلَى قَابِر <br>وَالْمُقْبِر : هُوَ اللَّه , الَّذِي أَمَرَ عِبَاده أَنْ يُقْبِرُوهُ بَعْد وَفَاته , فَصَيَّرَهُ ذَا قَبْر . وَالْعَرَب تَقُول فِيمَا ذُكِرَ لِي : بَتَرْت ذَنَب الْبَعِير , وَاَللَّه أَبْتَرَهُ ; وَعَضَبْت قَرْن الثَّوْر وَاَللَّه أَعْضَبَهُ ; وَطَرَدْت عَنِّي فُلَانًا , وَاَللَّه أَطْرَدَهُ , صَيَّرَهُ طَرِيدًا .

بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا

وَقَوْله : { ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ } يَقُول : ثُمَّ إِذَا شَاءَ اللَّه أَنْشَرَهُ بَعْد مَمَاته وَأَحْيَاهُ , يُقَال : أَنْشَرَ اللَّه الْمَيِّت , بِمَعْنَى : أَحْيَاهُ , وَنَشَرَ الْمَيِّت بِمَعْنَى حَيِيَ هُوَ بِنَفْسِهِ ; وَمِنْهُ قَوْل الْأَعْشَى : <br>حَتَّى يَقُول النَّاس مِمَّا رَأَوْا .......... يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِر<br>

فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ

وَقَوْله : { كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : كَلَّا لَيْسَ الْأَمْر كَمَا يَقُول هَذَا الْإِنْسَان الْكَافِر , مِنْ أَنَّهُ قَدْ أَدَّى حَقّ اللَّه عَلَيْهِ , فِي نَفْسه وَمَاله , { لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } : لَمْ يُؤَدِّ مَا فَرَضَ عَلَيْهِ مِنْ الْفَرَائِض رَبّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28168 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } قَالَ : لَا يَقْضِي أَحَد أَبَدًا مَا اُفْتُرِضَ عَلَيْهِ . وَقَالَ الْحَارِث : كُلّ مَا اُفْتُرِضَ عَلَيْهِ .)

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان إِلَى طَعَامه } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَلْيَنْظُرْ هَذَا الْإِنْسَان الْكَافِر الْمُنْكِر تَوْحِيد اللَّه إِلَى طَعَامه كَيْف دَبَّرَهُ ؟ 28969 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان إِلَى طَعَامه } وَشَرَابه , قَالَ : إِلَى مَأْكَله وَمَشْرَبه . )28170 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث . قَالَ : ثَنَا الْحَسَن . قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان إِلَى طَعَامه } : آيَة لَهُمْ . )وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة بِكَسْرِ الْأَلِف مِنْ | أَنَّا | , عَلَى وَجْه الِاسْتِئْنَاف , وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة | أَنَّا | بِفَتْحِ الْأَلِف , بِمَعْنَى : فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان إِلَى أَنَّا , فَيُجْعَل | أَنَّا | فِي مَوْضِع خَفْض , عَلَى نِيَّة تَكْرِير الْخَافِض , وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون رَفْعًا إِذَا فُتِحَتْ , بِنِيَّةِ طَعَامه أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ : فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .

وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ

وَقَوْله : { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا } يَقُول : أَنَّا أَنْزَلْنَا الْغَيْث مِنْ السَّمَاء إِنْزَالًا , وَصَبَبْنَاهُ عَلَيْهَا صَبًّا .

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ

يَقُول : ثُمَّ فَتَقْنَا الْأَرْض , فَصَدَّعْنَاهَا بِالنَّبَاتِ .

فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

يَعْنِي حَبّ الزَّرْع , وَهُوَ كُلّ مَا أَخْرَجَتْهُ الْأَرْض مِنْ الْحُبُوب , كَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِير وَغَيْر ذَلِكَ .

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ

يَقُول : وَكَرْم عِنَب .|وَقَضْبًا|يَعْنِي بِالْقَضْبِ : الرَّطْبَة , وَأَهْل مَكَّة يُسَمُّونَ الْقَتّ الْقَضْب . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28971 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَقَضْبًا } يَقُول : الْفَصْفَصَة . )28972 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَقَضْبًا } قَالَ : وَالْقَضْب : الْفَصَافِص . قَالَ أَبُو جَعْفَر رَحِمَهُ اللَّه : الْفَصْفَصَة : الرَّطْبَة . )28173 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { وَقَضْبًا } يَعْنِي الرَّطْبَة . )28174 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد , قَالَ : ثَنَا يُونُس , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { وَقَضْبًا } قَالَ : الْقَضْب : الْعَلَف .)

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ

وَقَوْله : { وَزَيْتُونًا } وَهُوَ الزَّيْتُون الَّذِي مِنْهُ الزَّيْت .

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ

وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْحَدِيقَة الْبُسْتَان الْمُحَوَّط عَلَيْهِ . وَقَوْله : { غُلْبًا } يَعْنِي : غِلَاظًا . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { غُلْبًا } أَشْجَارًا فِي بَسَاتِين غِلَاظ . وَالْغُلْب : جَمْع أَغْلُب , وَهُوَ الْغَلِيظ الرَّقَبَة مِنْ الرِّجَال ; وَمِنْهُ قَوْل الْفَرَزْدَق : <br>عَوَى فَأَثَارَ أَغْلَب ضَيْغَمِيًّا .......... فَوَيْل اِبْن الْمَرَاغَة مَا اِسْتَثَارَا <br>وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , عَلَى اِخْتِلَاف مِنْهُمْ فِي الْبَيَان عَنْهُ , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ مَا اِلْتَفَّ مِنْ الشَّجَر وَاجْتَمَعَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28175 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ عَاصِم بْن كُلَيْب , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } قَالَ : الْحَدَائِق : مَا اِلْتَفَّ وَاجْتَمَعَ . )28176 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } قَالَ : طَيِّبَة . )وَقَالَ آخَرُونَ : الْحَدَائِق : نَبْت الشَّجَر كُلّه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28177 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام , قَالَ : ثَنَا اِبْن فُضَيْل , قَالَ : . ثَنَا عِصَام , عَنْ أَبِيهِ : الْحَدَائِق : نَبْت الشَّجَر كُلّهَا . 28178 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سِنَانِ الْقَزَّاز , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , عَنْ شُبَيْب , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } قَالَ : الشَّجَر يُسْتَظَلّ بِهِ فِي الْجَنَّة . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ الْغُلْب : الطِّوَال . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28179 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } يَقُول : طِوَالًا )0 وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ النَّخْل الْكِرَام . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28180 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } وَالْغُلْب : النَّخْل الْكِرَام . )* - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } قَالَ : النَّخْل الْكِرَام . )28181 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَحَدَائِق غُلْبًا } : عِظَام النَّخْل الْعَظِيمَة الْجِذْع , قَالَ : وَالْغُلْب مِنْ الرِّجَال : الْعِظَام الرِّقَاب , يُقَال : هُوَ أَغْلَب الرَّقَبَة : عَظِيمهَا . )28182 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَة ( { حَدَائِق غُلْبًا } قَالَ : عِظَام الْأَوْسَاط .)

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَفَاكِهَة : مَا يَأْكُلهُ النَّاس مِنْ ثِمَار الْأَشْجَار , وَالْأَبّ : مَا تَأْكُلهُ الْبَهَائِم مِنْ الْعُشْب وَالنَّبَات . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28183 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ مُبَارَك , عَنْ الْحَسَن ( { وَفَاكِهَة } قَالَ : مَا يَأْكُل اِبْن آدَم . )28184 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد ( { وَفَاكِهَة } قَالَ : مَا أَكَلَ النَّاس . )28185 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَفَاكِهَة } قَالَ : أَمَّا الْفَاكِهَة فَلَكُمْ . )28186 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَفَاكِهَة } قَالَ : الْفَاكِهَة لَنَا . )28187 - حَدَّثَنَا حُمَيْد بْن مَسْعَدَة , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثَنَا حُمَيْد , قَالَ : قَالَ أَنَس بْن مَالِك : قَرَأَ عُمَر : ( { عَبَسَ وَتَوَلَّى } حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة : { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } قَالَ : قَدْ عَلِمْنَا مَا الْفَاكِهَة , فَمَا الْأَبّ ؟ ثُمَّ أَحْسَبهُ وَشَكَّ الطَّبَرِيّ قَالَ : إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّف . )* - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ حُمَيْد , عَنْ أَنَس , قَالَ : قَرَأَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( { عَبَسَ وَتَوَلَّى } فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } قَالَ : قَدْ عَرَفْنَا الْفَاكِهَة , فَمَا الْأَبّ ؟ قَالَ : لَعَمْرك يَا بْن الْخَطَّاب إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّف . )* - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ مُوسَى بْن أَنَس , عَنْ أَنَس , قَالَ : قَرَأَ عُمَر : ( { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } قَالَ : قَدْ عَرَفْنَا الْفَاكِهَة , فَمَا الْأَبّ ؟ ثُمَّ قَالَ : بِحَسْبِنَا مَا قَدْ عَلِمْنَا , وَأَلْقَى الْعَصَا مِنْ يَده . )* - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ خُلَيْد بْن جَعْفَر , بِحَسْبِنَا أَبِي إِيَاس مُعَاوِيَة بْن قُرَّة , عَنْ أَنَس , عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : (إِنَّ هَذَا هُوَ التَّكَلُّف . )* - قَالَ : وَحَدَّثَنِي قَتَادَة , عَنْ أَنَس , عَنْ عُمَر بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيث كُلّه . 28188 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَأَبُو السَّائِب وَيَعْقُوب , قَالُوا : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ : سَمِعْت عَاصِم بْن كُلَيْب , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : (عَدَّ سَبْعًا , جَعَلَ رِزْقه فِي سَبْعَة , وَجَعَلَهُ مِنْ سَبْعَة , وَقَالَ فِي آخِر ذَلِكَ : آلِيَّة مَا أَنْبَتَتْ الْأَرْض , مِمَّا لَا يَأْكُل النَّاس . )* - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام , قَالَ : ثَنَا اِبْن فُضَيْل , قَالَ : ثَنَا عَاصِم , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : الْأَبّ : (نَبْت الْأَرْض مِمَّا تَأْكُلهُ الدَّوَابّ , وَلَا يَأْكُلهُ النَّاس . )28189 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَأَبُو السَّائِب , قَالَا : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْمَلِك , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : عَدَّ اِبْن عَبَّاس , وَقَالَ : (الْأَبّ : مَا أَنْبَتَتْ الْأَرْض لِلْأَنْعَامِ , وَهَذَا لَفْظ حَدِيث أَبِي كُرَيْب . وَقَالَ أَبُو السَّائِب فِي حَدِيثه , قَالَ : مَا أَنْبَتَتْ الْأَرْض مِمَّا يَأْكُل النَّاس وَتَأْكُل الْأَنْعَام . )28190 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : (الْأَب : الْكَلَأ وَالْمَرْعَى كُلّه . )28191 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ أَبِي رَزِين , قَالَ : (الْأَبّ النَّبَات . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ أَبِي رَزِين , مِثْله . 28192 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش أَوْ غَيْره , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : (الْأَبّ : الْمَرْعَى . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : قَالَ مُجَاهِد ( { وَأَبًّا } : الْمَرْعَى . )28193 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ مُبَارَك , عَنْ الْحَسَن { وَأَبًّا } قَالَ : الْأَب : مَا تَأْكُل الْأَنْعَام . 28193 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَبًّا } قَالَ : الْأَبّ : مَا أَكَلَتْ الْأَنْعَام . 28195 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : أَمَّا الْأَبّ : فَلِأَنْعَامِكُمْ نِعَم مِنْ اللَّه مُتَظَاهِرَة . 28196 - حَدَّثَنَا اِبْن بِشْر , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْوَاحِد , قَالَ : ثَنَا يُونُس , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَأَبًّا } قَالَ : الْأَبّ : الْعُشْب . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن , وقَتَادَة , فِي قَوْله : { وَأَبًّا } قَالَ : هُوَ مَا تَأْكُلهُ الدَّوَابّ . 28197 - حَدَّثَنَا عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { وَأَبًّا } يَعْنِي : الْمَرْعَى . )28198 - حَدَّثَنَا يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَأَبًّا } قَالَ : الْأَبّ لِأَنْعَامِنَا , قَالَ : وَالْأَبّ : مَا تَرْعَى . وَقَرَأَ : { مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } . )* - قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُس وَعَمْرو بْن الْحَارِث , عَنْ اِبْن شِهَاب أَنَّ أَنَس بْن مَالِك حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : قَالَ اللَّه : ( { وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غُلْبًا وَفَاكِهَة وَأَبًّا } كُلّ هَذَا قَدْ عَلِمْنَاهُ , فَمَا الْأَبّ ؟ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ , ثُمَّ قَالَ : لَعَمْرك إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّف , وَاتَّبِعُوا مَا يَتَبَيَّن لَكُمْ فِي هَذَا الْكِتَاب . قَالَ عُمَر : وَمَا يَتَبَيَّن فَعَلَيْكُمْ بِهِ , وَمَا لَا فَدَعُوهُ . )وَقَالَ آخَرُونَ : الْأَبّ : الثِّمَار الرَّطْبَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 28199 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَأَبًّا } يَقُول : الثِّمَار الرَّطْبَة .)

إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

وَقَوْله : { مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } يَقُول : أَنْبَتْنَا هَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي يَأْكُلهَا بَنُو آدَم مَتَاعًا لَكُمْ أَيّهَا النَّاس , وَمَنْفَعَة تَتَمَتَّعُونَ بِهَا , وَتَنْتَفِعُونَ , وَاَلَّتِي يَأْكُلهَا الْأَنْعَام لِأَنْعَامِكُمْ , وَأَصْل الْأَنْعَام الْإِبِل , ثُمَّ تُسْتَعْمَل فِي كُلّ رَاعِيَة . وَبِاَلَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28200 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } قَالَ : مَتَاعًا لَكُمْ الْفَاكِهَة , وَلِأَنْعَامِكُمْ الْعُشْب .)


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس