الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِزَاج هَذَا الرَّحِيق مِنْ تَسْنِيم ; وَالتَّسْنِيم : التَّفْعِيل مِنْ قَوْل الْقَائِل : سَنَمَتهمْ الْعَيْن تَسْنِيمًا : إِذَا أَجْرَيْتهَا عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , فَكَانَ مَعْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِع : وَمِزَاجه مِنْ مَاء يَنْزِل عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ فَيَنْحَدِر عَلَيْهِمْ . وَقَدْ كَانَ مُجَاهِد وَالْكَلْبِيّ يَقُولَانِ فِي ذَلِكَ كَذَلِكَ . 28425 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { تَسْنِيم } قَالَ : تَسْنِيم : يَعْلُو . )28426 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْكَلْبِيّ , فِي قَوْله : ( { تَسْنِيم } قَالَ : تَسْنِيم يَنْصَبّ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , وَهُوَ شَرَاب الْمُقَرَّبِينَ . )وَأَمَّا سَائِر أَهْل التَّأْوِيل , فَقَالُوا : هُوَ عَيْن يُمْزَج بِهَا الرَّحِيق لِأَصْحَابِ الْيَمِين , وَأَمَّا الْمُقَرَّبُونَ , فَيَشْرَبُونَهَا صِرْفًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28427 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق , عَنْ عَبْد اللَّه فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )* - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق , عَنْ عَبْد اللَّه ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : يَشْرَبهُ الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَيُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )28428 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , عَنْ مَسْرُوق , ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )* - قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق ( { عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } قَالَ : يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )28429 - حَدَّثَنِي طَلْحَة بْن يَحْيَى الْيَرْبُوعِيّ , قَالَ : ثَنَا فُضَيْل بْن عِيَاض , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : فِي الْجَنَّة عَيْن يَشْرَب مِنْهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )28430 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا أَبُو حَمْزَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } صِرْفًا , وَيُمْزَج فِيهَا لِمَنْ دُونهمْ . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : التَّسْنِيم عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا أَبُو حَمْزَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ , وَيُمْزَج فِيهَا لِمَنْ دُونهمْ . )* - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد . قَالَ . ثَنِي أَبِي . قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس . قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } عَيْنًا مِنْ مَاء الْجَنَّة , تُمْزَج بِهِ الْخَمْر . )28431 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : خَفَايَا أَخْفَاهَا اللَّه لِأَهْلِ الْجَنَّة . )28432 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا عِمْرَان بْن عُيَيْنَة , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبِي صَالِح , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : هُوَ أَشْرَف شَرَاب فِي الْجَنَّة , هُوَ لِلْمُقَرَّبِينَ صِرْف , وَهُوَ لِأَهْلِ الْجَنَّة مِزَاج . )28432 - حَدَّثَنِي بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } شَرَاب شَرِيف , عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )28434 - حَدَّثَنِي يُونُس . قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب . قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهَا عَيْن تَخْرُج مِنْ تَحْت الْعَرْش , وَهِيَ مِزَاج هَذِهِ الْخَمْر : يَعْنِي مِزَاج الرَّحِيق . )28435 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم } شَرَاب اِسْمه تَسْنِيم , وَهُوَ مِنْ أَشْرَف الشَّرَاب . )فَتَأْوِيل الْكَلَام وَمِزَاج الرَّحِيق مِنْ عَيْن تُسْنَم عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , فَتَنْصَبّ عَلَيْهِمْ { يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } مِنْ اللَّه صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَهْلِ الْجَنَّة . وَاخْتَلَفَتْ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي وَجْه نَصْب قَوْله : { عَيْنًا } قَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : إِنْ شِئْت جَعَلْت نَصْبه عَلَى يُسْقَوْنَ عَيْنًا . وَإِنْ شِئْت جَعَلْته مَدْحًا , فَيُقْطَع مِنْ أَوَّل الْكَلَام , فَكَأَنَّك تَقُول : أَعْنِي عَيْنًا . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : نَصْب الْعَيْن عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنْ يَنْوِي مِنْ تَسْنِيم عَيْن , فَإِذَا نَوَّنْت نَصَبْت , كَمَا قَالَ : { أَوْ إِطْعَام فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة يَتِيمًا } [90 14 : 15 ]وَكَمَا قَالَ : { أَلَمْ نَجْعَل الْأَرْض كِفَاتًا أَحْيَاء } [77 25 : 26 ]وَالْوَجْه الْآخَر : أَنْ يَنْوِي مِنْ مَاء سَنَّمَ عَيْنًا , كَقَوْلِك : رَفَعَ عَيْنًا يَشْرَب بِهَا . قَالَ : وَإِنْ لَمْ يَكُنْ التَّسْنِيم اِسْمًا لِلْمَاءِ , فَالْعَيْن نَكِرَة , وَالتَّسْنِيم مَعْرِفَة , وَإِنْ كَانَ اِسْمًا لِلْمَاءِ , فَالْعَيْن نَكِرَة فَخَرَجَتْ نَصْبًا . وَقَالَ آخَر مِنْ الْبَصْرِيِّينَ : { مِنْ تَسْنِيم } مَعْرِفَة , ثُمَّ قَالَ { عَيْنًا } فَجَاءَتْ نَكِرَة , فَنَصَبَتْهَا صِفَة لَهَا . وَقَالَ آخَر نُصِبَتْ بِمَعْنَى : مِنْ مَاء يَتَسَنَّم عَيْنًا . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّ التَّسْنِيم اِسْم مَعْرِفَة , وَالْعَيْن نَكِرَة , فَنُصِبَتْ لِذَلِكَ إِذْ كَانَتْ صِفَة لَهُ . وَإِنَّمَا قُلْنَا : ذَلِكَ هُوَ الصَّوَاب لِمَا قَدْ قَدَّمْنَا مِنْ الرِّوَايَة عَنْ أَهْل التَّأْوِيل , أَنَّ التَّسْنِيم هُوَ الْعَيْن , فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ الْعَيْن إِذْ كَانَتْ مَنْصُوبَة وَهِيَ نَكِرَة , أَنَّ التَّسْنِيم مَعْرِفَة .
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِزَاج هَذَا الرَّحِيق مِنْ تَسْنِيم ; وَالتَّسْنِيم : التَّفْعِيل مِنْ قَوْل الْقَائِل : سَنَمَتهمْ الْعَيْن تَسْنِيمًا : إِذَا أَجْرَيْتهَا عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , فَكَانَ مَعْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِع : وَمِزَاجه مِنْ مَاء يَنْزِل عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ فَيَنْحَدِر عَلَيْهِمْ . وَقَدْ كَانَ مُجَاهِد وَالْكَلْبِيّ يَقُولَانِ فِي ذَلِكَ كَذَلِكَ . 28425 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { تَسْنِيم } قَالَ : تَسْنِيم : يَعْلُو . )28426 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْكَلْبِيّ , فِي قَوْله : ( { تَسْنِيم } قَالَ : تَسْنِيم يَنْصَبّ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , وَهُوَ شَرَاب الْمُقَرَّبِينَ . )وَأَمَّا سَائِر أَهْل التَّأْوِيل , فَقَالُوا : هُوَ عَيْن يُمْزَج بِهَا الرَّحِيق لِأَصْحَابِ الْيَمِين , وَأَمَّا الْمُقَرَّبُونَ , فَيَشْرَبُونَهَا صِرْفًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28427 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق , عَنْ عَبْد اللَّه فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )* - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق , عَنْ عَبْد اللَّه ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : يَشْرَبهُ الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَيُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )28428 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , عَنْ مَسْرُوق , ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )* - قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة , عَنْ مَسْرُوق ( { عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } قَالَ : يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَصْحَابِ الْيَمِين . )28429 - حَدَّثَنِي طَلْحَة بْن يَحْيَى الْيَرْبُوعِيّ , قَالَ : ثَنَا فُضَيْل بْن عِيَاض , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : فِي الْجَنَّة عَيْن يَشْرَب مِنْهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )28430 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا أَبُو حَمْزَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } صِرْفًا , وَيُمْزَج فِيهَا لِمَنْ دُونهمْ . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مَالِك بْن الْحَارِث , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : التَّسْنِيم عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا أَبُو حَمْزَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : عَيْن يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ , وَيُمْزَج فِيهَا لِمَنْ دُونهمْ . )* - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد . قَالَ . ثَنِي أَبِي . قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس . قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } عَيْنًا مِنْ مَاء الْجَنَّة , تُمْزَج بِهِ الْخَمْر . )28431 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : خَفَايَا أَخْفَاهَا اللَّه لِأَهْلِ الْجَنَّة . )28432 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا عِمْرَان بْن عُيَيْنَة , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبِي صَالِح , فِي قَوْله : ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } قَالَ : هُوَ أَشْرَف شَرَاب فِي الْجَنَّة , هُوَ لِلْمُقَرَّبِينَ صِرْف , وَهُوَ لِأَهْلِ الْجَنَّة مِزَاج . )28432 - حَدَّثَنِي بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله ( { وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم } شَرَاب شَرِيف , عَيْن فِي الْجَنَّة يَشْرَبهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا , وَتُمْزَج لِسَائِرِ أَهْل الْجَنَّة . )28434 - حَدَّثَنِي يُونُس . قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب . قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهَا عَيْن تَخْرُج مِنْ تَحْت الْعَرْش , وَهِيَ مِزَاج هَذِهِ الْخَمْر : يَعْنِي مِزَاج الرَّحِيق . )28435 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { مِنْ تَسْنِيم } شَرَاب اِسْمه تَسْنِيم , وَهُوَ مِنْ أَشْرَف الشَّرَاب . )فَتَأْوِيل الْكَلَام وَمِزَاج الرَّحِيق مِنْ عَيْن تُسْنَم عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقهمْ , فَتَنْصَبّ عَلَيْهِمْ { يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } مِنْ اللَّه صِرْفًا , وَتُمْزَج لِأَهْلِ الْجَنَّة . وَاخْتَلَفَتْ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي وَجْه نَصْب قَوْله : { عَيْنًا } قَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : إِنْ شِئْت جَعَلْت نَصْبه عَلَى يُسْقَوْنَ عَيْنًا . وَإِنْ شِئْت جَعَلْته مَدْحًا , فَيُقْطَع مِنْ أَوَّل الْكَلَام , فَكَأَنَّك تَقُول : أَعْنِي عَيْنًا . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : نَصْب الْعَيْن عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنْ يَنْوِي مِنْ تَسْنِيم عَيْن , فَإِذَا نَوَّنْت نَصَبْت , كَمَا قَالَ : { أَوْ إِطْعَام فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة يَتِيمًا } [90 14 : 15 ]وَكَمَا قَالَ : { أَلَمْ نَجْعَل الْأَرْض كِفَاتًا أَحْيَاء } [77 25 : 26 ]وَالْوَجْه الْآخَر : أَنْ يَنْوِي مِنْ مَاء سَنَّمَ عَيْنًا , كَقَوْلِك : رَفَعَ عَيْنًا يَشْرَب بِهَا . قَالَ : وَإِنْ لَمْ يَكُنْ التَّسْنِيم اِسْمًا لِلْمَاءِ , فَالْعَيْن نَكِرَة , وَالتَّسْنِيم مَعْرِفَة , وَإِنْ كَانَ اِسْمًا لِلْمَاءِ , فَالْعَيْن نَكِرَة فَخَرَجَتْ نَصْبًا . وَقَالَ آخَر مِنْ الْبَصْرِيِّينَ : { مِنْ تَسْنِيم } مَعْرِفَة , ثُمَّ قَالَ { عَيْنًا } فَجَاءَتْ نَكِرَة , فَنَصَبَتْهَا صِفَة لَهَا . وَقَالَ آخَر نُصِبَتْ بِمَعْنَى : مِنْ مَاء يَتَسَنَّم عَيْنًا . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّ التَّسْنِيم اِسْم مَعْرِفَة , وَالْعَيْن نَكِرَة , فَنُصِبَتْ لِذَلِكَ إِذْ كَانَتْ صِفَة لَهُ . وَإِنَّمَا قُلْنَا : ذَلِكَ هُوَ الصَّوَاب لِمَا قَدْ قَدَّمْنَا مِنْ الرِّوَايَة عَنْ أَهْل التَّأْوِيل , أَنَّ التَّسْنِيم هُوَ الْعَيْن , فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ الْعَيْن إِذْ كَانَتْ مَنْصُوبَة وَهِيَ نَكِرَة , أَنَّ التَّسْنِيم مَعْرِفَة .
وَقَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ الَّذِينَ اِكْتَسَبُوا الْمَآثِم , فَكَفَرُوا بِاَللَّهِ فِي الدُّنْيَا , كَانُوا فِيهَا مِنْ الَّذِينَ أَقَرُّوا بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّه , وَصَدَّقُوا بِهِ , يَضْحَكُونَ , اِسْتِهْزَاء مِنْهُمْ بِهِمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28436 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ } فِي الدُّنْيَا , يَقُولُونَ : وَاَللَّه إِنَّ هَؤُلَاءِ لَكَذَبَة , وَمَا هُمْ عَلَى شَيْء , اِسْتِهْزَاء بِهِمْ .)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَكَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إِذَا مَرَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ; يَقُول : كَانَ بَعْضهمْ يَغْمِز بَعْضًا بِالْمُؤْمِنِ , اِسْتِهْزَاء بِهِ وَسُخْرِيَة .
وَقَوْله : { وَإِذَا اِنْقَلَبُوا إِلَى أَهْلهمْ اِنْقَلَبُوا فَاكِهِينَ } يَقُول : وَكَانَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ إِذَا اِنْصَرَفُوا إِلَى أَهْلهمْ مِنْ مَجَالِسهمْ اِنْصَرَفُوا نَاعِمِينَ مُعْجَبِينَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28437 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { اِنْقَلَبُوا فَاكِهِينَ } قَالَ : مُعْجَبِينَ . )28438 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَإِذَا اِنْقَلَبُوا إِلَى أَهْلهمْ اِنْقَلَبُوا فَاكِهِينَ } قَالَ : اِنْقَلَبَ نَاعِمًا , قَالَ : هَذَا فِي الدُّنْيَا , ثُمَّ أُعْقِبَ النَّار فِي الْآخِرَة . )وَقَدْ كَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب يُفَرِّق بَيْن مَعْنَى فَاكِهِينَ وَفَكِهِينَ , فَيَقُول : مَعْنَى فَاكِهِينَ نَاعِمِينَ , وَفَكِهِينَ : مَرِحِينَ . وَكَانَ غَيْره يَقُول : ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِد , وَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ طَامِع وَطَمِع , وَبَاخِل وَبَخِل .
وَقَوْله : { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا رَأَى الْمُجْرِمُونَ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا لَهُمْ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ , عَنْ مَحَجَّة الْحَقّ , وَسَبِيل الْقَصْد
يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَمَا بَعَثَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّار الْقَائِلُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ , حَافِظِينَ عَلَيْهِمْ أَعْمَالهمْ يَقُول : إِنَّمَا كُلِّفُوا الْإِيمَان بِاَللَّهِ , وَالْعَمَل بِطَاعَتِهِ , وَلَمْ يُجْعَلُوا رُقَبَاء عَلَى غَيْرهمْ يَحْفَظُونَ عَلَيْهِمْ , أَعْمَالهمْ وَيَتَفَقَّدُونَهَا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { فَالْيَوْم } وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة { الَّذِينَ آمَنُوا } بِاَللَّهِ فِي الدُّنْيَا { مِنْ الْكُفَّار } فِيهَا { يَضْحَكُونَ }
يَقُول : عَلَى سُرُرهمْ الَّتِي فِي الْحِجَال يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ , وَهُمْ فِي الْجَنَّة , وَالْكُفَّار فِي النَّار يُعَذَّبُونَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28439 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِك يَنْظُرُونَ } قَالَ : يَعْنِي السُّرُر الْمَرْفُوعَة عَلَيْهَا الْحِجَال . وَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول : إِنَّ السُّور الَّذِي بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار يُفْتَح لَهُمْ فِيهِ أَبْوَاب , فَيَنْظُر الْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْل النَّار , وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى السُّرُر يَنْظُرُونَ كَيْف يُعَذَّبُونَ , فَيَضْحَكُونَ مِنْهُمْ , فَيَكُون ذَلِكَ مِمَّا أَقَرَّ اللَّه بِهِ أَعْيُنهمْ , كَيْف يَنْتَقِم اللَّه مِنْهُمْ . )28440 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ } ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُول : إِنَّ بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار كُوًى , فَإِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِن أَنْ يَنْظُر إِلَى عَدُوّ كَانَ لَهُ فِي الدُّنْيَا , اِطَّلَعَ مِنْ بَعْض الْكُوَى , قَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيم } [37 55 ]أَيْ فِي وَسَط النَّار . وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رَأَى جَمَاجِم الْقَوْم تَغْلِي . )* - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ كَعْب : (إِنَّ بَيْن أَهْل الْجَنَّة وَبَيْن أَهْل النَّار كُوًى , لَا يَشَاء رَجُل مِنْ أَهْل الْجَنَّة أَنْ يَنْظُر إِلَى غَيْره مِنْ أَهْل النَّار إِلَّا فَعَلَ . )* - حُدِّثْنَا عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِك يَنْظُرُونَ } كَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول : السُّور بَيْن أَهْل الْجَنَّة وَالنَّار , فَيُفْتَح لِأَهْلِ الْجَنَّة أَبْوَاب , فَيَنْظُرُونَ وَهُمْ عَلَى السُّرُر إِلَى أَهْل النَّار كَيْف يُعَذَّبُونَ , فَيَضْحَكُونَ مِنْهُمْ , وَيَكُون ذَلِكَ مِمَّا يُقِرّ اللَّه بِهِ أَعْيُنهمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى عَدُوّهُمْ كَيْف يَنْتَقِم اللَّه مِنْهُمْ . )28441 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان ( { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَنْظُرُونَ } قَالَ : يُجَاء بِالْكَفَّارِ , حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَى أَهْل الْجَنَّة فِي الْجَنَّة , عَلَى سُرُر , فَحِين يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ تُغْلَق دُونهمْ الْأَبْوَاب , وَيَضْحَك أَهْل الْجَنَّة مِنْهُمْ , فَهُوَ قَوْله : { فَالْيَوْم الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّار يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِك يَنْظُرُونَ } .)
وَقَوْله : { هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : هَلْ أُثِيبَ الْكُفَّار وَجُزُوا ثَوَاب مَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ سُخْرِيَتهمْ مِنْهُمْ , وَضَحِكهمْ بِهِمْ , بِضَحِكِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ فِي الْآخِرَة , وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى الْأَرَائِك يَنْظُرُونَ , وَهُمْ فِي النَّار يُعَذَّبُونَ . و { ثُوِّبَ } فِعْل مِنْ الثَّوَاب وَالْجَزَاء , يُقَال مِنْهُ : ثُوِّبَ فُلَان فُلَانًا عَلَى صَنِيعه , وَأَثَابَهُ مِنْهُ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28442 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد ( { هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } قَالَ : جُزِيَ . )28443 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان : ( { هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } حِين كَانُوا يَسْخَرُونَ . )آخِر تَفْسِير سُورَة وَيْل لِلْمُطَفِّفِينَ.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِذَا السَّمَاء تَصَدَّعَتْ وَتَقَطَّعَتْ فَكَانَتْ أَبْوَابًا .
وَقَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وحقت } يَقُول : وَسُمِعَتْ السَّمَوَات فِي تَصَدُّعهَا وَتَشَقُّقهَا لِرَبِّهَا , وَأَطَاعَتْ لَهُ فِي أَمْره إِيَّاهَا . وَالْعَرَب تَقُول : أَذِنَ لَك فِي هَذَا الْأَمْر أَذَنًا بِمَعْنَى : اِسْتَمَعَ لَك , وَمِنْهُ الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : | مَا أَذِنَ اللَّه لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ | يَعْنِي بِذَلِكَ : مَا اِسْتَمَعَ اللَّه لِشَيْءٍ كَاسْتِمَاعِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : <br>صُمّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْت بِهِ .......... وَإِنْ ذُكِرْت بِسُوءٍ عِنْدهمْ أَذِنُوا <br>وَأَصْل قَوْلهمْ فِي الطَّاعَة : سَمِعَ لَهُ مِنْ الِاسْتِمَاع , يُقَال مِنْهُ : سَمِعْت لَك , بِمَعْنَى سَمِعْت قَوْلك وَأَطَعْت . فِيمَا قُلْت وَأَمَرْت . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28444 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي . قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ لِرَبِّهَا ). 28445 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ أَوْ طَاعَتْ ). 28446 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ ). * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 28447 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ ). * - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } : أَيْ سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ ). 28448 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعَتْ الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ ). وَقَوْله : { وَحُقَّتْ } يَقُول : وَحَقَّقَ اللَّه عَلَيْهَا الِاسْتِمَاع بِالِانْشِقَاقِ , وَالِانْتِهَاء إِلَى طَاعَته فِي ذَلِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28449 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { وَحُقَّتْ } قَالَ : حُقِّقَتْ لِطَاعَةِ رَبّهَا . 28450 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ أَشْعَث بْن إِسْحَاق , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ( { وَحُقَّتْ } وَحَقَّ لَهَا ).
وَقَوْله : { وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا الْأَرْض بُسِطَتْ , فَزِيدَ فِي سَعَتهَا ; كَاَلَّذِي : 28451 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , عَنْ عَلِيّ بْن حُسَيْن , أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مَدَّ اللَّه الْأَرْض حَتَّى لَا يَكُون لِبَشَرٍ مِنْ النَّاس إِلَّا مَوْضِع قَدَمَيْهِ , فَأَكُون أَوَّل مَنْ يُدْعَى , وَجِبْرِيل عَنْ يَمِين الرَّحْمَن , وَاَللَّه مَا رَآهُ قَبْلهَا , فَأَقُول : يَا رَبّ إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّك أَرْسَلْته إِلَيَّ , فَيَقُول : صَدَقَ , ثُمَّ أَشْفَع فَأَقُول : يَا رَبّ عِبَادك عَبَدُوك فِي أَطْرَاف الْأَرْض , قَالَ : وَهُوَ الْمَقَام الْمَحْمُود | ). 28452 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { مُدَّتْ } قَالَ : يَوْم الْقِيَامَة ).
وَقَوْله : { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَأَلْقَتْ الْأَرْض مَا فِي بَطْنهَا مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَهْرهَا وَتَخَلَّتْ مِنْهُمْ إِلَى اللَّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28453 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } قَالَ : أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى ). 28454 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } قَالَ : أَخْرَجَتْ أَثْقَالهَا وَمَا فِيهَا ).
وَقَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } يَقُول : وَسَمِعَتْ الْأَرْض فِي لِقَائِهَا مَا فِي بَطْنهَا مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَهْرهَا أَحْيَاء , أَمْر رَبّهَا وَأَطَاعَتْ { وَحُقَّتْ } يَقُول : وَحَقَّقَهَا اللَّه لِلِاسْتِمَاعِ لِأَمْرِهِ فِي ذَلِكَ , وَالِانْتِهَاء إِلَى طَاعَته . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي مَوْقِع جَوَاب قَوْله : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } , وَقَوْله : { وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } , فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } عَلَى مَعْنَى قَوْله : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ , عَلَى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : قَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ : جَوَاب { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } قَوْله : { وَأَذِنَتْ } قَالَ : وَنَرَى أَنَّهُ رَأْي اِرْتَآهُ الْمُفَسِّر , وَشَبَّهَهُ بِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى : { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابهَا } [39 73 ]. لِأَنَّا لَمْ نَسْمَع جَوَابًا بِالْوَاوِ فِي إِذَا مُبْتَدَأَة , وَلَا كَلَام قَبْلهَا , وَلَا فِي إِذَا , إِذَا اُبْتُدِئَتْ ; قَالَ : وَإِنَّمَا تُجِيب الْعَرَب بِالْوَاوِ فِي قَوْله : حَتَّى إِذَا كَانَ , وَفَلَمَّا أَنْ كَانَ , لَمْ يُجَاوِزُوا ذَلِكَ ; قَالَ : وَالْجَوَاب فِي { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } وَفِي { إِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } كَالْمَتْرُوكِ , لِأَنَّ الْمَعْنَى مَعْرُوف قَدْ تَرَدَّدَ فِي الْقُرْآن مَعْنَاهُ , فَعُرِفَ , وَإِنْ شِئْت كَانَ جَوَابه : يَا أَيّهَا الْإِنْسَان , كَقَوْلِ الْقَائِل : إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا , فَيَا أَيّهَا النَّاس تَرَوْنَ مَا عَمِلْتُمْ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , تَجْعَل يَا أَيّهَا الْإِنْسَان هُوَ الْجَوَاب , وَتُضْمَر فِيهِ الْفَاء , وَقَدْ فُسِّرَ جَوَاب { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } فِيمَا يَلْقَى الْإِنْسَان مِنْ ثَوَاب وَعِقَاب , فَكَأَنَّ الْمَعْنَى : تَرَى الثَّوَاب وَالْعِقَاب إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّ جَوَابه مَحْذُوف , تُرِكَ اِسْتِغْنَاء بِمَعْرِفَةِ الْمُخَاطَبِينَ بِهِ بِمَعْنَاهُ . وَمَعْنَى الْكَلَام : إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ رَأَى الْإِنْسَان مَا قَدَّمَ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ قَوْله : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } وَالْآيَات بَعْدهَا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك عَامِل إِلَى رَبّك عَمَلًا فَمُلَاقِيه بِهِ : خَيْرًا كَانَ عَمَلك ذَلِكَ أَوْ شَرًّا ; يَقُول : فَلْيَكُنْ عَمَلك مِمَّا يُنْجِيك مِنْ سَخَطه , وَيُوجِب لَك رِضَاهُ , وَلَا يَكُنْ مِمَّا يُسْخِطهُ عَلَيْك فَتَهْلِك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28455 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنَى أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } يَقُول : تَعْمَل عَمَلًا تَلْقَى اللَّه بِهِ خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا ). 28456 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } إِنَّ كَدْحك يَا اِبْن آدَم لَضَعِيف , فَمَنْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَكُون كَدْحه فِي طَاعَة اللَّه فَلْيَفْعَلْ , وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ ). 28457 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا } قَالَ : عَامِل لَهُ عَمَلًا ). 28458 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَمِعْته يَقُول فِي ذَلِكَ { إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا } قَالَ : عَامِل إِلَى رَبّك عَمَلًا , قَالَ : كَدْحًا : الْعَمَل .
وَقَوْله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَأَمَّا مَنْ أُعْطِيَ كِتَاب أَعْمَاله بِيَمِينِهِ ,
بِأَنْ يُنْظَر فِي أَعْمَاله , فَيُغْفَر لَهُ سَيِّئُهَا , وَيُجَازَى عَلَى حَسَنهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , وَجَاءَ الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28459 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن حَمْزَة , عَنْ عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا | قُلْت : يَا رَسُول اللَّه مَا الْحِسَاب الْيَسِير ؟ قَالَ : | أَنْ يَنْظُر فِي سَيِّئَاته فَيَتَجَاوَز عَنْهُ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْمئِذٍ هَلَكَ | ). * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثَنِي عَبْد الْوَاحِد بْن حَمْزَة بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي بَعْض صَلَاته : ( اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا | , فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قُلْت : يَا رَسُول اللَّه , مَا الْحِسَاب الْيَسِير ؟ قَالَ : | يَنْظُر فِي كِتَابه , وَيَتَجَاوَز لَهُ عَنْهُ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْمئِذٍ يَا عَائِشَة هَلَكَ | ). * - حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِيّ , قَالَ : ثَنَا مُسْلِم , عَنْ الْحَرِيش بْن الْخِرِّيت أَخِي الزُّبَيْر , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : (مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب , أَوْ مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ , قَالَ : ثُمَّ قَالَتْ : إِنَّمَا الْحِسَاب الْيَسِير : عَرْض عَلَى اللَّه وَهُوَ يَرَاهُمْ ). * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْوَهَّاب , قَالَ : ثَنَا أَيُّوب , وَحَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَيُّوب , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ( مَنْ حُوسِبَ يَوْم الْقِيَامَة عُذِّبَ | , فَقُلْت : أَلَيْسَ اللَّه يَقُول : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : | لَيْسَ ذَلِكَ الْحِسَاب , إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْض , وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة عُذِّبَ | ). * - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا رَوْح بْن عُبَادَة , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَامِر الْخَزَّاز , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا مُعَذَّبًا | , فَقُلْت : أَلَيْسَ يَقُول اللَّه : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : | ذَلِكَ الْعَرْض , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب عُذِّبَ | , وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى أُصْبُعه كَأَنَّهُ يَنْكُتهُ ). 28460 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : ( { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : الْحِسَاب الْيَسِير : الَّذِي يُغْفَر ذُنُوبه , وَيُتَقَبَّل حَسَنَاته , وَيَسِير الْحِسَاب : الَّذِي يُعْفَى عَنْهُ , وَقَرَأَ : { وَيَخَافُونَ سُوء الْحِسَاب } [11 21 ]. وَقَرَأَ : { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّل عَنْهُمْ أَحْسَن مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَز عَنْ سَيِّئَاتهمْ فِي أَصْحَاب الْجَنَّة } [46 16 ]). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , قَالَ : ثَنِي اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّه ( { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : | ذَلِكَ الْعَرْض يَا عَائِشَة , وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب هَلَكَ | ). * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عُثْمَان بْن عَمْرو وَأَبُو دَاوُد , قَالَا : ثَنَا أَبُو عَامِر الْخَزَّاز , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَمَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ | , قَالَتْ : فَقُلْت : أَلَيْسَ اللَّه يَقُول : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : | ذَلِكَ الْعَرْض يَا عَائِشَة , وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب عُذِّبَ | ). إِنْ قَالَ قَائِل : وَكَيْف قِيلَ : { فَسَوْفَ يُحَاسَب } وَالْمُحَاسَبَة لَا تَكُون إِلَّا مِنْ اِثْنَيْنِ , وَاَللَّه الْقَائِم بِأَعْمَالِهِمْ , وَلَا أَحَد لَهُ قِبَل رَبّه طَلِبَة فَيُحَاسِبهُ ؟ قِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ تَقْرِير مِنْ اللَّه لِلْعَبْدِ بِذُنُوبِهِ , وَإِقْرَار مِنْ الْعَبْد بِهَا , وَبِمَا أَحْصَاهُ كِتَاب عَمَله , فَذَلِكَ الْمُحَاسَبَة عَلَى مَا وَصَفْنَا , وَلِذَلِكَ قِيلَ : يُحَاسَب . * - حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ أَبِي يُونُس الْقُشَيْرِيّ , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد , عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا هَلَكَ | قَالَتْ : فَقُلْت : يَا رَسُول اللَّه { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } فَقَالَ : | ذَلِكَ الْعَرْض , لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا هَلَكَ | ).
وَقَوْله : { وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله مَسْرُورًا } يَقُول : وَيَنْصَرِف هَذَا الْمُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا إِلَى أَهْله فِي الْجَنَّة مَسْرُورًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28461 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله مَسْرُورًا } قَالَ : إِلَى أَهْل أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ الْجَنَّة .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَمَّا مَنْ أُعْطِيَ كِتَابه مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس يَوْمئِذٍ وَرَاء ظَهْره , وَذَلِكَ أَنْ جَعَلَ يَده الْيُمْنَى إِلَى عُنُقه , وَجَعَلَ الشِّمَال مِنْ يَدَيْهِ وَرَاء ظَهْره , فَيَتَنَاوَل كِتَابه بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاء ظَهْره , وَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَحْيَانًا , أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبهمْ بِشَمَائِلِهِمْ , وَأَحْيَانًا أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَهَا مِنْ وَرَاء ظُهُورهمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28462 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَر , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره } قَالَ : يَجْعَل يَده مِنْ وَرَاء ظَهْره .
وَقَوْله : { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا } يَقُول : فَسَوْفَ يُنَادِي بِالْهَلَاكِ , وَهُوَ أَنْ يَقُول : وَاثُبُورَاه , وَاوَيْلَاه , وَهُوَ مِنْ قَوْلهمْ : دَعَا فُلَان لَهْفه : إِذَا قَالَ : وَالَهْفَاه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . وَقَدْ ذَكَرْنَا مَعْنَى الثُّبُور فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ , وَمَا فِيهِ مِنْ الرِّوَايَة . 28463 - حُدِّثْنَا عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { يَدْعُو ثُبُورًا } قَالَ : يَدْعُو بِالْهَلَاكِ ).
وَقَوْله : { وَيَصْلَى سَعِيرًا } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْمَدِينَة وَالشَّام : | وَيُصَلَّى | بِضَمِّ الْيَاء وَتَشْدِيد اللَّام , بِمَعْنَى : أَنَّ اللَّه يُصْلِيهِمْ تَصْلِيَة بَعْد تَصْلِيَة , وَإِنْضَاجَة بَعْد إِنْضَاجَة , كَمَا قَالَ تَعَالَى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرهَا } [4 56 ], وَاسْتَشْهَدُوا لِتَصْحِيحِ قِرَاءَتهمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ , بِقَوْلِهِ : { ثُمَّ الْجَحِيم صَلُّوهُ } [69 31 ]. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْض الْمَدَنِيِّينَ وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة وَالْبَصْرَة : { وَيَصْلَى } بِفَتْحِ الْيَاء وَتَخْفِيف اللَّام , بِمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَصْلَوْنَهَا وَيَرِدُونَهَا , فَيَحْتَرِقُونَ فِيهَا , وَاسْتَشْهَدُوا لِتَصْحِيحِ قِرَاءَتهمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ , بِقَوْلِ اللَّه : { يَصْلَوْنَهَا } [14 29 ]و { إِلَّا مَنْ هُوَ صَال الْجَحِيم } [37 163 ]. وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله مَسْرُورًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله فِي الدُّنْيَا مَسْرُورًا , لِمَا فِيهِ مِنْ خِلَافه أَمْر اللَّه , وَرُكُوبه مَعَاصِيه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28464 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله مَسْرُورًا } : أَيْ فِي الدُّنْيَا ).
وَقَوْله : { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَذَا الَّذِي أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره يَوْم الْقِيَامَة , ظَنَّ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَنْ يَرْجِع إِلَيْنَا , وَلَنْ يُبْعَث بَعْد مَمَاته , فَلَمْ يَكُنْ يُبَالِي مَا رَكِبَ مِنْ الْمَآثِم , لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو ثَوَابًا , وَلَمْ يَكُنْ يَخْشَى عِقَابًا ; يُقَال مِنْهُ : حَارَ فُلَان عَنْ هَذَا الْأَمْر : إِذَا رَجَعَ عَنْهُ , وَمِنْهُ الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ : | اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْحَوَر بَعْد الْكَوَر | يَعْنِي بِذَلِكَ : مِنْ الرُّجُوع إِلَى الْكُفْر , بَعْد الْإِيمَان . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28465 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { أَنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } يَقُول : يُبْعَث ). 28466 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور بَلَى } قَالَ : أَنْ لَا يَرْجِع إِلَيْنَا ). 28467 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } : أَنْ لَا مَعَاد لَهُ وَلَا رَجْعَة ). * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة ( { أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : أَنْ لَنْ يَنْقَلِب : يَقُول : أَنْ لَنْ يُبْعَث ). 28468 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , ( { ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : يَرْجِع ). 28469 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : أَنْ لَنْ يَنْقَلِب ).
وَقَوْله : { بَلَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : بَلَى لَيَحُورَنَّ وَلَيَرْجِعَنَّ إِلَى رَبّه حَيًّا , كَمَا كَانَ قَبْل مَمَاته .|إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا|وَقَوْله : { إِنَّ رَبّه كَانَ بِهِ بَصِيرًا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ رَبّ هَذَا الَّذِي ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور , كَانَ بِهِ بَصِيرًا , إِذْ هُوَ فِي الدُّنْيَا , بِمَا كَانَ يَعْمَل فِيهَا مِنْ الْمَعَاصِي , وَمَا إِلَيْهِ يَصِير أَمْره فِي الْآخِرَة , عَالِم بِذَلِكَ كُلّه .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَا أُقْسِم بِالشَّفَقِ } </subtitle>وَهَذَا قَسَم أَقْسَمَ رُبَّمَا بِالشَّفَقِ , وَالشَّفَق : الْحُمْرَة فِي الْأُفُق مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب مِنْ الشَّمْس فِي قَوْل بَعْضهمْ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ الْحُمْرَة كَمَا قُلْنَا , وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِرَاق . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ النَّهَار . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28470 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْأَحْمَسِيّ , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا الْعَوَّام بْن حَوْشَب , قَالَ : قُلْت لِمُجَاهِدٍ : (الشَّفَق , قَالَ : لَا تَقُلْ الشَّفَق , إِنَّ الشَّفَق مِنْ الشَّمْس , وَلَكِنْ قُلْ : حُمْرَة الْأُفُق ). 28471 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : (الشَّفَق , قَالَ : النَّهَار كُلّه ). * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { فَلَا أُقْسِم بِالشَّفَقِ } قَالَ : النَّهَار ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . وَقَالَ آخَرُونَ : الشَّفَق : هُوَ اِسْم لِلْحُمْرَةِ وَالْبَيَاض , وَقَالُوا : هُوَ مِنْ الْأَضْدَاد . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنْ يُقَال : إِنَّ اللَّه أَقْسَمَ بِالنَّهَارِ مُدْبِرًا , وَاللَّيْل مُقْبِلًا . وَأَمَّا الشَّفَق الَّذِي تَحِلّ بِهِ صَلَاة الْعِشَاء , فَإِنَّهُ لِلْحُمْرَةِ عِنْدنَا , لِلْعِلَّةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنَّاهَا فِي كِتَابنَا كِتَاب الصَّلَاة .
وَقَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَاللَّيْل وَمَا جَمَعَ , مِمَّا سَكَنَ وَهَدَأَ فِيهِ مِنْ ذِي رُوح كَانَ يَطِير , أَوْ يَدِبّ نَهَارًا , يُقَال مِنْهُ : وَسَقْته أَسِقهُ وَسْقًا , وَمِنْهُ : طَعَام مَوْسُوق , وَهُوَ الْمَجْمُوع فِي غَرَائِر أَوْ وِعَاء , وَمِنْهُ الْوَسْق , وَهُوَ الطَّعَام الْمُجْتَمِع الْكَثِير , مِمَّا يُكَال أَوْ يُوزَن , يُقَال : هُوَ سِتُّونَ صَاعًا , وَبِهِ جَاءَ الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28472 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَمَا جَمَعَ ). 28473 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ ). وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : <br>مُسْتَوْسِقَات لَوْ يَجِدْنَ سَائِقًا <br>28474 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن عَنْ قَوْله : ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ ). 28475 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ , يَقُول : مَا آوَى فِيهِ مِنْ دَابَّة ). * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } : وَمَا لَفَّ ). 28476 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ , وَمَا أُدْخِلَ فِيهِ ). وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مُسْتَوْسِقَات لَوْ يَجِدْنَ حَادِيًا 28477 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَمَا جَمَعَ مِنْ نَجْم أَوْ دَابَّة ). * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة ( { وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ ). 28478 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ . قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ , مُجْتَمِع فِيهِ الْأَشْيَاء الَّتِي يَجْمَعهَا اللَّه , الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهِ , وَأَشْيَاء تَكُون فِي اللَّيْل لَا تَكُون فِي النَّهَار , مَا جَمَعَ مِمَّا فِيهِ مَا يَأْوِي إِلَيْهِ , فَهُوَ مِمَّا جَمَعَ ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : مَا لَفَّ عَلَيْهِ ). * - قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا دَخَلَ فِيهِ ). 28479 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } : وَمَا جَمَعَ ). * - قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ نَافِع بْن عُمَر , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَمَا وَسَقَ } : وَمَا جَمَعَ , )أَلَمْ تَسْمَع قَوْل الشَّاعِر : <br>مُسْتَوْسِقَات لَمْ يَجِدْنَ سَائِقًا <br>28480 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا حَازَ إِذَا جَاءَ اللَّيْل ). وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَمَا سَاقَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28481 - حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْمَرْوَزِيّ , قَالَ : ثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا حُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت عِكْرِمَة وَسُئِلَ ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَة , فَإِذَا كَانَ اللَّيْل , ذَهَبَ كُلّ شَيْء إِلَى مَأْوَاهُ ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , عَنْ عِكْرِمَة ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : مَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَة , إِذَا جَاءَ اللَّيْل سَاقَ كُلّ شَيْء إِلَى مَأْوَاهُ ). 28482 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله : ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا سَاقَ مَعَهُ مِنْ ظُلْمَة إِذَا أَقْبَلَ ). 28483 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله ( { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَعْنِي : وَمَا سَاقَ اللَّيْل مِنْ شَيْء جَمَعَهُ النُّجُوم , وَيُقَال : وَاللَّيْل وَمَا جَمَعَ ).
وَقَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } يَقُول : وَبِالْقَمَرِ إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28484 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } يَقُول : إِذَا اِسْتَوَى ). * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ وَاسْتَوَى ). 28485 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى ). 28486 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن , عَنْ قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ , إِذَا اِمْتَلَأَ ). 28487 - حَدَّثَنِي أَبُو كُدَيْنَة , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر بْن أَبِي الْمُغِيرَة , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : لِثَلَاثِ عَشْرَة ). 28488 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - قَالَ ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 28489 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله ( { إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى ). 28490 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَوَى ). 28491 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة ( { إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَدَارَ ). 28492 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَوَى ). 28493 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ فَاسْتَوَى ). 28494 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى ).
وَقَوْله : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَته , فَقَرَأَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَابْن مَسْعُود وَأَصْحَابه , وَابْن عَبَّاس وَعَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْكُوفَة : | لَتَرْكَبُنَّ | بِفَتْحِ التَّاء وَالْبَاء . وَاخْتَلَفَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ فِي مَعْنَاهُ , فَقَالَ بَعْضهمْ : لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّد أَنْتَ حَالًا بَعْد حَال , وَأَمْرًا بَعْد أَمْر مِنْ الشَّدَائِد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28495 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هَشِيم , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر , عَنْ مُجَاهِد , أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ يَقْرَأ : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | يَعْنِي نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجُل حَدَّثَهُ , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل ). * - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | يَقُول : حَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | يَعْنِي : مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل , وَيُقَال : أَمْرًا بَعْد أَمْر , وَحَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : مُحَمَّد )صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 28496 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : حَالًا بَعْد حَال ). 28497 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا هَوْذَة , قَالَ : ثَنَا عَوْف , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : حَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن عَنْ قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : مَنْزِلًا عَنْ مَنْزِل , وَحَالًا عَنْ حَال ). 28498 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا شَرِيك , عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عَائِشَة , قَالَ : (سَأَلْت مُرَّة عَنْ قَوْله : | لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : حَالًا بَعْد حَال ). 28499 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَعْقُوب , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : حَالًا بَعْد حَال ). 28500 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : حَالًا عَنْ حَال ). * - قَالَ ثَنَا وَكِيع , عَنْ نَصْر , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : لَتَرْكَبُنَّ الْأُمُور حَالًا بَعْد حَال ). 28501 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | يَقُول : حَالًا بَعْد حَال , وَمَنْزِلًا عَنْ مَنْزِل ). 28502 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل , وَحَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : أَمْرًا بَعْد أَمْر ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا بَعْد طَبَق | قَالَ : أَمْرًا بَعْد أَمْر ). وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ هَذِهِ الْمَقَالَة , وَقَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَة عُنِيَ بِذَلِكَ : لَتَرْكَبَن أَنْتَ يَا مُحَمَّد سَمَاء بَعْد سَمَاء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28503 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : قَالَ الْحَسَن وَأَبُو الْعَالِيَة ( لَتَرْكَبُنَّ | يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { طَبَقًا عَنْ طَبَق } السَّمَوَات ). 28504 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جَابِر , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوق ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : أَنْتَ يَا مُحَمَّد سَمَاء عَنْ سَمَاء ). 28505 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ الشَّعْبِيّ , قَالَ : (سَمَاء بَعْد سَمَاء ). 28506 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ جَابِر , عَنْ عَامِر , عَنْ عَلْقَمَة , عَنْ عَبْد اللَّه , قَالَ : (سَمَاء فَوْق سَمَاء ). وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : لَتَرْكَبُنَّ الْآخِرَة بَعْد الْأُولَى . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28507 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : الْآخِرَة بَعْد الْأُولَى ). وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَة : إِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَتَغَيَّر ضُرُوبًا مِنْ التَّغْيِير , وَتُشَقّ بِالْغَمَامِ مَرَّة , وَتَحْمَرّ أُخْرَى , فَتَصِير وَرْدَة كَالدِّهَانِ , وَتَكُون أُخْرَى كَالْمُهْلِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28508 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن وَهْب , عَنْ مُرَّة , عَنْ اِبْن مَسْعُود ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : السَّمَاء مَرَّة كَالدِّهَانِ , وَمَرَّة تُشَقَّق ). * - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : سَمِعْت أَبَا الزَّرْقَاء الْهَمْدَانِيّ , وَلَيْسَ بِأَبِي الزَّرْقَاء الَّذِي يُحَدِّث فِي الْمَسْح عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ , قَالَ : (سَمِعْت مَرَّة الْهَمْدَانِيّ , قَالَ : سَمِعْت عَبْد اللَّه يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة : | لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : السَّمَاء ). * - حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَعِيد الْكِنْدِيّ , قَالَ : ثَنَا عَلِيّ بْن غُرَاب , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : هِيَ السَّمَاء تَغْبَرّ وَتَحْمَرّ وَتُشَقَّق ). * - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنِي أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه , فِي قَوْله : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : هِيَ السَّمَاء تُشَقَّق , ثُمَّ تَحْمَرّ , ثُمَّ تَنْفَطِر ; قَالَ : وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : حَالًا بَعْد حَال ). * - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم الْمَسْعُودِيّ , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدّه , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ : قَرَأَ عَبْد اللَّه هَذَا الْحَرْف : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : السَّمَاء حَالًا بَعْد حَال , وَمَنْزِلَة بَعْد مَنْزِلَة ). * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق | قَالَ : هِيَ السَّمَاء ). * - حَدَّثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي فَرْوَة , عَنْ مُرَّة , عَنْ اِبْن مَسْعُود (أَنَّهُ قَرَأَهَا نَصْبًا , قَالَ : هِيَ السَّمَاء ). * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه , قَالَ : (هِيَ السَّمَاء تُغَيِّر لَوْنًا بَعْد لَوْن ). وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ : { لَتَرْكَبُنَّ } بِالتَّاءِ , وَبِضَمِّ الْبَاء , عَلَى وَجْه الْخِطَاب لِلنَّاسِ كَافَّة , أَنَّهُمْ يَرْكَبُونَ أَحْوَال الشِّدَّة حَالًا بَعْد حَال . وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِالْيَاءِ , وَبِضَمِّ الْبَاء , عَلَى وَجْه الْخَبَر عَنْ النَّاس كَافَّة , أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ . وَأَوْلَى الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ : قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ وَبِفَتْحِ الْبَاء , لِأَنَّ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل مِنْ جَمِيعهمْ بِذَلِكَ وَرَدَ وَإِنْ كَانَ لِلْقِرَاءَاتِ الْأُخَر وُجُوه مَفْهُومَة . وَإِذَا كَانَ الصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا , فَالصَّوَاب مِنْ التَّأْوِيل قَوْل مَنْ قَالَ : | لَتَرْكَبُنَّ | أَنْتَ يَا مُحَمَّد حَالًا بَعْد حَال , وَأَمْرًا بَعْد أَمْر مِنْ الشَّدَائِد . وَالْمُرَاد بِذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ الْخِطَاب إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَجِّهًا , جَمِيع النَّاس , أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنْ شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْوَاله أَحْوَالًا . وَإِنَّمَا قُلْنَا : عُنِيَ بِذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا , أَنَّ الْكَلَام قَبْل قَوْله : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق } جَرَى بِخِطَابِ الْجَمِيع , وَكَذَلِكَ بَعْده , فَكَانَ أَشْبَه أَنْ يَكُون ذَلِكَ نَظِير مَا قَبْله وَمَا بَعْده . وَقَوْله : { طَبَقًا عَنْ طَبَق } مِنْ قَوْل الْعَرَب : وَقَعَ فُلَان فِي بَنَات طَبَق : إِذَا وَقَعَ فِي أَمْر شَدِيد .
وَقَوْله : { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ لَا يُصَدِّقُونَ بِتَوْحِيدِ اللَّه , وَلَا يُقِرُّونَ بِالْبَعْثِ بَعْد الْمَوْت , وَقَدْ أَقْسَمَ لَهُمْ رَبّهمْ بِأَنَّهُمْ رَاكِبُونَ طَبَقًا عَنْ طَبَق , مَعَ مَا قَدْ عَايَنُوا مِنْ حُجَجه بِحَقِيقَةِ تَوْحِيده . وَقَدْ : 28509 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله ( { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } : قَالَ : وَبِهَذَا الْحَدِيث , وَبِهَذَا الْأَمْر ).