islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الطبرى
13912

109-الكافرون

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قَوْمه فِيمَا ذُكِرَ عَرَضُوا عَلَيْهِ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّه سَنَة , عَلَى أَنْ يَعْبُد نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آلِهَتهمْ سَنَة , فَأَنْزَلَ اللَّه مَعْرِفَة جَوَابهمْ فِي ذَلِكَ : { قُلْ } يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ سَأَلُوك عِبَادَة آلِهَتهمْ سَنَة , عَلَى أَنْ يَعْبُدُوا إِلَهك سَنَة { يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ } بِاَللَّهِ

لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ

{ لَا أَعْبُد مَا تَعْبُدُونَ } مِنْ الْآلِهَة وَالْأَوْثَان الْآن

وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ

{ و لَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد } الْآن

وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ

{ و لَا أَنَا عَابِد } فِيمَا أَسْتَقْبِل|مَا عَبَدْتُمْ| { مَا عَبَدْتُمْ } فِيمَا مَضَى

وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ

{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ } فِيمَا تَسْتَقْبِلُونَ أَبَدًا|مَا أَعْبُدُ| { مَا أَعْبُد } أَنَا الْآن , وَفِيمَا أَسْتَقْبِل . وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , لِأَنَّ الْخِطَاب مِنْ اللَّه كَانَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْخَاص بِأَعْيَانِهِمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ أَبَدًا , وَسَبَقَ لَهُمْ ذَلِكَ فِي السَّابِق مِنْ عِلْمه , فَأَمَرَ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَيِّسهُمْ مِنْ الَّذِي طَمِعُوا فِيهِ , وَحَدَّثُوا بِهِ أَنْفُسهمْ , وَأَنَّ ذَلِكَ غَيْر كَائِن مِنْهُ وَلَا مِنْهُمْ , فِي وَقْت مِنْ الْأَوْقَات , وَآيَسَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الطَّمَع فِي إِيمَانهمْ , وَمِنْ أَنْ يُفْلِحُوا أَبَدًا , فَكَانُوا كَذَلِكَ لَمْ يُفْلِحُوا وَلَمْ يَنْجَحُوا , إِلَى أَنْ قَتَلَ بَعْضهمْ يَوْم بَدْر بِالسَّيْفِ , وَهَلَكَ بَعْض قَبْل ذَلِكَ كَافِرًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , وَجَاءَتْ بِهِ الْآثَار. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 29563 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى الْحَرَشِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو خَلَف , قَالَ : ثَنَا دَاوُد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس : (إِنَّ قُرَيْشًا وَعَدُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطُوهُ مَالًا , فَيَكُون أَغْنَى رَجُل بِمَكَّة , وَيُزَوِّجُوهُ مَا أَرَادَ مِنْ النِّسَاء , وَيَطَئُوا عَقِبه , فَقَالُوا لَهُ : هَذَا لَك عِنْدنَا يَا مُحَمَّد , وَكُفَّ عَنْ شَتْم آلِهَتنَا , فَلَا تَذْكُرهَا بِسُوءٍ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَل , فَإِنَّا نَعْرِض عَلَيْك خَصْلَة وَاحِدَة , فَهِيَ لَك وَلَنَا فِيهَا صَلَاح . قَالَ : | مَا هِيَ ؟ | قَالُوا : تَعْبُد آلِهَتنَا سَنَة : اللَّاتِ وَالْعُزَّى , وَنَعْبُد إِلَهك سَنَة , قَالَ : | حَتَّى أَنْظُر مَا يَأْتِي مِنْ عِنْد رَبِّي | , فَجَاءَ الْوَحْي مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ : { قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ } السُّورَة , وَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ أَفَغَيْر اللَّه تَأْمُرُونِّي أَعْبُد أَيّهَا الْجَاهِلُونَ } إِلَى قَوْله : { فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ } [39 64 : 66 ]). 29564- حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثَنِي سَعِيد بْن مِينَا مَوْلَى البَّخْتَرِيّ , قَالَ : لَقِيَ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَالْعَاص بْن وَائِل , وَالْأَسْوَد بْن الْمُطَّلِب , وَأُمَيَّة بْن خَلَف , رَسُول اللَّه , فَقَالُوا : (يَا مُحَمَّد , هَلُمَّ فَلْنَعْبُدْ مَا تَعْبُد , وَتَعْبُد مَا نَعْبُد , وَنُشْرِكك فِي أَمْرنَا كُلّه , فَإِنْ كَانَ الَّذِي جِئْت بِهِ خَيْرًا مِمَّا بِأَيْدِينَا كُنَّا قَدْ شَرِكْنَاك فِيهِ , وَأَخَذْنَا بِحَظِّنَا مِنْهُ ; وَإِنْ كَانَ الَّذِي بِأَيْدِينَا خَيْرًا مِمَّا فِي يَدَيْك , كُنْت قَدْ شَرِكْتنَا فِي أَمْرنَا , وَأَخَذْت مِنْهُ بِحَظِّك , فَأَنْزَلَ اللَّه : { قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ } حَتَّى اِنْقَضَتْ السُّورَة ).

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

وَقَوْله : { لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لَكُمْ دِينكُمْ فَلَا تَتْرُكُونَهُ أَبَدًا , لِأَنَّهُ قَدْ خُتِمَ عَلَيْكُمْ , وَقُضِيَ أَنْ لَا تَنْفَكُّوا عَنْهُ , وَأَنَّكُمْ تَمُوتُونَ عَلَيْهِ , وَلِيَ دِين الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ , لَا أَتْرُكهُ أَبَدًا , لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى فِي سَابِق عِلْم اللَّه أَنِّي لَا أَنْتَقِل عَنْهُ إِلَى غَيْره . 29565 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْل اللَّه : ( { لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين } قَالَ : لِلْمُشْرِكِينَ ; قَالَ : وَالْيَهُود لَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه وَلَا يُشْرِكُونَ , إِلَّا أَنَّهُمْ يَكْفُرُونَ بِبَعْضِ الْأَنْبِيَاء , وَبِمَا جَاءُوا بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه , وَيَكْفُرُونَ بِرَسُولِ اللَّه , وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه , وَقَتَلُوا طَوَائِف الْأَنْبِيَاء ظُلْمًا وَعُدْوَانًا , قَالَ : إِلَّا الْعِصَابَة الَّتِي بَقُوا , حَتَّى خَرَجَ بُخْتُنَصَّرَ , فَقَالُوا : عُزَيْر اِبْن اللَّه , دَعَا اللَّه وَلَمْ يَعْبُدُوهُ وَلَمْ يَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَتْ النَّصَارَى , قَالُوا : الْمَسِيح اِبْن اللَّه وَعَبَدُوهُ ). وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَقُول : كَرَّرَ قَوْله : { لَا أَعْبُد مَا تَعْبُدُونَ } وَمَا بَعْده عَلَى وَجْه التَّوْكِيد , كَمَا قَالَ : { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا } , [94 5 : 6 ]وَكَقَوْلِهِ : { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْن الْيَقِين } . [102 6 : 7 ]آخِر تَفْسِير سُورَة الْكَافِرُونَ


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس