{والفجر} يعني: فجر كل يوم.
{وليال عشر} عشر ذي الحجة.
{والشفع} يعني: يوم النحر ، لأنه يوم العاشر {والوتر} يوم عرفة، لأنه يوم التاسع.
{والليل إذا يسر} يعني: ليل المزدلفة إذا مضى وذهب. وقيل: إذا جاء وأقبل.
{هل في ذلك} الذي ذكرت {قسم لذي حجر} أي: مقنع ومكتفى في القسم لذي عقل، ثم ذكر الأمم التي كذبت الرسل كيف أهلكهم فقال:
{ألم تر كيف فعل ربك بعاد}.
{إرم} يعني: عاداً الأولى، وهو عاد بن عوص بن إرم، وإرم: اسم القبيلة. {ذات العماد} أي: ذات الطول. وقيل: ذات البناء الرفيع. وقيل: ذات العمد السيارة، وذلك أنهم كانوا أهل عمد سيارة ينتجعون الغيث.
{التي لم يخلق مثلها في البلاد} في بطشهم وقوتهم وطول قامتهم.
{وثمود الذين جابوا} قطعوا {الصخر} فاتخذوا منها البيوت {بالواد} يعني: وادي القرى، وكانت مساكنهم هناك.
{وفرعون ذي الأوتاد} ذي الجنود والجموع الكثيرة، وكانت لهم مضارب كثيرة يوتدونها في أسفارهم، وقوله:
{الذين طغوا في البلاد}.
{فأكثروا فيها الفساد}.
{فصب عليهم ربك سوط عذاب} أي: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
{إن ربك} جواب القسم الذي في أول السورة {لبالمرصاد} بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم.
{فأما الإنسان} يعني: الكافر {إذا ما ابتلاه ربه} امتحنه بالنعمة والسعة {فأكرمه} بالمال {ونعمه} بما وسع عليه { فيقول ربي أكرمن} لا يرى الكرامة من الله إلا بكثرة الحظ من الدنيا.
{وأما إذا ما ابتلاه فقدر} فضيق {عليه رزقه فيقول: ربي أهانن} يرى الهوان في قلة حظه من الدنيا، وهذا صفة الكافر، فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يكرمه الله بطاعته، والهوان أن يهينه بمعصيته، ثم رد هذا على الكافر، فقال:
{كلا} أي: ليس الأمر كما يظن هذا الكافر. {بل لا تكرمون اليتيم} إخبار عما كانوا يفعلونه من ترك اليتيم، وحرمانه ما يستحق من الميراث.
{ولا تحاضون على طعام المسكين} لا تأمرون به، و لاتعينون عليه.
{وتأكلون التراث} يعني: ميراث اليتامى {أكلا لما} شديداً، تجمعون المال كله في الأكل، فلا تعطون اليتيم نصبه.
{وتحبون المال حبا جما} كثيراً.
{كلا} ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر {إذا دكت الأرض دكا دكا} إذا زلزلت الأرض فكسر بعضها بعضاً.
{وجاء ربك} أي: أمر ربك وقضاؤه {والملك} أي: الملائكة {صفا صفا} صفوفاً.
{وجيء يومئذ بجهنم} تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك {يومئذ يتذكر الإنسان} يظهر الكافر التوبة {وأنى له الذكرى} ومن أين له التوبة؟
{يقول يا ليتني قدمت لحياتي} أي: للدار الآخرة التي لا موت فيها.
{فيومئذ لا يعذب عذابه أحد} لا يتولى عذاب الله تعالى يومئذ أحد، والأمر يومئذ أمره، ولا أمر غيره.
{ولا يوثق وثاقه} يعني: بالوثاق الإسار والسلاسل والأغلال، والمعنى: لا يبلغ أحد من الخلق كبلاغ الله سبحانه في التعذيب والإيثاق.
{يا أيتها النفس المطمئنة} إلى ما وعد الله سبحانه المصدقة بذاك.
{ارجعي إلى ربك} يقال لها ذلك عند الموت. {راضية} بما آتاها الله {مرضية} رضي الله عنها ربها، هذا عند خروجها من الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل:
{فادخلي في عبادي} أي: في جملة عبادي الصالحين.
{وادخلي جنتي}.