يس: حرفان بُدئت بهما السورة على طريقة القرآن فى بدء بعض السور بالحروف المقطعة.
أقسم بالقرآن المشتمل على الحكمة والعلم النافع.
إنك يا محمد لمن الذين بعثهم الله إلى الناس بالهدى ودين الحق.
على طريق معتدل، هو دين الإسلام.
تنزيل القوى الغالب على كل شىء الذى لا يستطيع أحد أن يمنعه عما يريد، الرحيم بعباده، إذ أرسل إليهم من يرشدهم إلى طريق النجاة.
لتُنذر قومًا لم ينذر آباؤهم الأقربون من قبل، فهم ساهون عمَّا يجب عليهم نحو الله ونحو أنفسهم ونحو الناس.
لقد سبق فى علمنا أن أكثرهم لا يختارون الإيمان، فطابق واقعهم ما علمناه عنهم، فلن يكون منهم الإيمان.
إنا جعلنا المصرين على الكفر كمن وضعت فى أعناقهم السلاسل، فهى تصل إلى أذقانهم، وتشد أيديهم برؤوسهم وترفعها مع غض أبصارهم، فلا يستطيعون أن يحركوا الرءوس ليروا.
وجعلنا من حُرموا النظر فى الآيات والدلائل كمن حبسوا بين سدَّين فغطّيت أعينهم فهم لا يرون ما أمامهم وما خلفهم.
وسواء عليهم تحذيرك لهم وعدم تحذيرك، فهم لا يؤمنون.
إنما يفيد تحذيرك من يتبع القرآن ويخاف الرحمن - وإن كان لا يراه - فبشر هؤلاء بعفو من الله عن سيئاتهم، وجزاء حسن على أعمالهم.
إنا نحن نحيى الموتى، ونُسجِّل ما قدموا فى الدنيا من أعمال وما أبقوا فيها من آثار بعد موتهم، وكل شىء أثبتناه فى كتاب واضح.
واذكر - أيها النبى - لقومك: قصة أهل القرية (1) فإنها كقصتهم، إذ ذهب إليهم المرسلون لهدايتهم.<BR>_________<BR>(1) ذكر المفسرون أنها أنطاكية.
أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما، فقويناهما بثالث، فقال هؤلاء الثلاثة: إنا إليكم مرسلون.
قال أهل القرية - ردا عليهم -: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما أوْحى الرحمن إلى بشر من شىء، ما أنتم إلا قوم تقولون غير الواقع.
قال المرسلون: ربنا الذى بعثنا إليكم يعلم إنا إليكم لمرسلون.
وليس علينا إلا أن نُبَلِّغ رسالة الله بلاغًا واضحًا.
قال أهل القرية: إننا تشاءمنا بكم.<BR>ونُقسم: إن لم تكفوا عن دعوتكم لنرمينكم بالحجارة، وليصيبنكم منا عذاب شديد الألم.
قال المرسلون: شؤمكم معكم بكفركم، أئن وُعظْتم بما فيه سعادتكم تتشاءموا منا وتهددونا بالعذاب الأليم؟! لكن أنتم قوم متجاوزون الحق والعدل.
وأقبل من أبعد مكان بالمدينة رجل يُسرع نحو أهل المدينة، قال: يا قوم، اتبعوا المرسلين من الله إليكم.
اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أجرًا على نصحكم وإرشادكم - وهم مهتدون - تنتفعون بهديهم فى سلوك طريق الخير والفلاح.
وأى شىء يمنعنى أن أعبد الذى خلقنى وإليه - لا إلى غيره - مرجعكم ومصيركم للحساب والجزاء.<BR>؟
إنى - إذْ أتخذ من دونه آلهة - لفى ضلال مبين.
إنى صدقت بربكم الذى خلقكم وتولى أمركم، فاسمعوا لى وأطيعون.
قيل له - جزاء على إيمانه ودعوته إلى الله -: ادخل الجنة قال - وهو فى ظل النعيم والكرامة -: يا ليت قومى يعلمون بغفران ربى وإكرامه لى، ليؤمنوا كما آمنت.
قيل له - جزاء على إيمانه ودعوته إلى الله -: ادخل الجنة قال - وهو فى ظل النعيم والكرامة -: يا ليت قومى يعلمون بغفران ربى وإكرامه لى، ليؤمنوا كما آمنت.
وما أهلكناهم بجنود أنزلناها من السماء، وما كان من سنتنا فى إهلاك الأمم أن ننزل جنودًا.
ما كان هلاكهم إلا بصيحة واحدة أرسلناها عليهم، فإذا هم ميِّتون كالنار الخامدة.
يا خسارتهم - التى تستحق التحسر عليهم - ما نبعث إليهم برسول إلا كانوا منه يسخرون.
ألم يعتبروا بالأمم الكثيرة الخالية التى أهلكناها، أنهم لا يعودون كرة أخرى إلى حياتهم الدنيا؟.
وما كل من الأمم السابقة واللاحقة إلا مجموعون لدينا يوم الحساب والجزاء.
ودليل لهم على قدرتنا على البعث والنشور: الأرض الجدبة أحييناها بالماء، وأخرجنا منها حبًا، فمنه يأكلون.
وأنشأنا فيها حدائق وبساتين من نخيل وأعناب، وشققنا فيها من عيون الماء ما يروى شجرها ويخرج ثمرها ليأكلوا منه، وما هو من صنع أيديهم، أفلا يؤدون حق الله عليهم فى ذلك بالإيمان والثناء عليه؟.
وأنشأنا فيها حدائق وبساتين من نخيل وأعناب، وشققنا فيها من عيون الماء ما يروى شجرها ويخرج ثمرها ليأكلوا منه، وما هو من صنع أيديهم، أفلا يؤدون حق الله عليهم فى ذلك بالإيمان والثناء عليه؟.
تنزيهًا لله الذى خلق الأشياء كلها على سنة الذكورة والأنوثة من النبات ومن الأنفس ومما لا يعلم الناس (1).<BR>_________<BR>(1) الحرف " من " فى هذه الآية للبيان، أى أن الله تعالى جعل الذكور والإناث فى مخلوقاته كلها، سواء فى ذلك النباتات والحيوانات والبشر وما لا يعلمه الناس من الأحياء غير المنظورة.
وآية لهم على وجود الله وقدرته الليل ننزع عنه النهار الساتر له، فإذا الناس داخلون فى الظلام المشتمل عليهم من كل جانب.
والشمس تسير لمستقر لها، قدَّره الله زمانًا ومكانًا، ذلك تدبير الغالب بقدرته، المحيط علمًا بكل شىء.
والقمر جعلناه بتدبير منا منازل، إذ يبدو أول الشهر ضئيلا، ثم يزداد ليلة بعد ليلة إلى أن يكتمل بدرًا، ثم يأخذ فى النقصان كذلك حتى يعود فى مرآه كأصل العنقود من الرطب إذا قدم فدق وانحنى واصفر.
لا الشمس يتأتى لها أن تخرج على نواميسها فتلحق القمر وتدخل فى مداره، ولا الليل يتأتى له أن يغلب النهار ويحول دون مجيئه، بل هما متعاقبان.<BR>وكل من الشمس والقمر وغيرهما يسبح فى فلك لا يخرج عنه (1).<BR>________<BR>(1) إن هذه الآيات الكريمة تبين معانى وحقائق علمية لم يتعرف عليها العلماء إلا فى أوائل القرن الرابع عشر الميلادى.<BR>والشمس هى إحدى نجوم السماء، وهى كسائر النجوم ولها حركتها الذاتية، ولكنها تتميز عن النجوم الأخرى لقربها من الأرض وبأن لها مجموعة من الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات تتبعها دائمًا وتخضع لقوى جاذبيتها حيث تجعلها من حولها فى مدارات متتابعة بيضاوية الشكل.<BR>وجميع أفراد هذه المجموعة تنتقل مع الشمس خلال حركتها الذاتية.<BR>والخلاصة أن الشمس والأرض والقمر وسائر الكواكب والأجرام تجرى فى الفضاء بسرعة محدودة وفى اتجاه محدود ويلاحظ أن الشمس ومجموعتها والنجوم القريبة منها تقع فى داخل سديم عظيم ممتد فى السماء يسمى بسديم المجرة، وقد تبيَّن من الدراسات الحديثة أن سائر أجزاء السديم تدور حول المركز بسرعة تتناسب وعكس بعدها على المركز.<BR>كما اتضح أيضًا أن الشمس والأرض وكواكبها والنجوم القريبة منها تدور بسرعة، وفى اتجاه محدود، تبلغ هذه السرعة حوالى 700 كيلو متر فى الثانية، وتتم دورتها حول المركز فى مدى حوالى 200 مليون سنة ضوئية.<BR>وصفوة القول أن الآية الكريمة التى تنص على أن الشمس تجرى لمستقر لها لم يتعرف على معانيها العلماء إلا فى أوائل هذا القرن ولا يمكن أن تدرك الشمسُ القمرَ، لأن كلا منهما يجرى فى أفلاك متوازية فيستحيل أن يتقابلا كما يستحيل أن يسبق الليل النهار حيث يتطلب ذلك أن تدور الأرض حول محورها من الشرق إلى الغرب بدلا من اتجاهها الحالى مع الغرب نحو الشرق.<BR>والقمر خلال دورته حول الأرض ودورة الأرض حول الشمس يمر بمجموعات من النجوم تسمى بمنازل القمر.<BR>وفى الربع الأول والأخير من الشهر يظهر القمر شكله كالعرجون القديم.<BR>أى يصير كالسباطة إذا قدمت ويبست واعوجت.
وآية أخرى لهم أنا حملنا بنى الإنسان فى السفن المملوءة بهم وبأمتعتهم وأرزاقهم.
وخلقنا لهم من مثل الفلك ما يركبونه كذلك.
وإن نُرد إغراقهم بما كسبوا نُغرقهم، فليس لهم مغيث، ولا هم ينجون من الهلاك.
لكنا لا نغرقهم رحمة منا بهم، ولنمتعهم إلى أجل مقدر.
وإذا قيل لهم: خافوا مثل ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم، وخافوا عذاب الآخرة الذى تتعرضون له بإصراركم على الكفر - رجاء أن يرحمكم ربكم إذا اتقيتموه - أعرضوا.
وما تجيئهم من حجة من حجج ربهم دالةً على وحدانية الله وقدرته إلا كانوا عنها منصرفين.
وإذا قيل لهم أنفقوا على الفقراء مما رزقكم الله قال الكافرون للمؤمنين: أنطعم من لو أراد الله إطعامه، فنعاند بهذا مشيئة الله؟ ما أنتم - أيها الداعون إلى الإنفاق - إلا فى عمى واضح عن الحق.
ويقولون للمؤمنين - استهزاء بهم -: متى يقع هذا الذى وعدتمونا به إن كنتم صادقين فيما وعدتم؟!
ما ينتظرون إلا صوتًا واحدًا يقضى عليهم بغتة، وهم يتنازعون فى شئون الدنيا، غافلين عن الآخرة.
فلا يستطيعون - لسرعة ما نزل بهم - أن يُوصوا بشىء، ولا أن يرجعوا إلى أهلهم.
ونفخ فى الصور نفخة البعث، فإذا الأموات يخرجون من قبورهم مسرعين للقاء الله.<BR>والصور والنفخ فيه مما استأثر الله بعلمه.
قال المبعوثون من القبور: يا هول ما ينتظرنا، من أيقظنا من نومنا؟ ويحضرهم جواب سؤالهم: هذا يوم البعث الذى وعد الرحمن به عباده، وصدق المرسلون فيما أخبروا عنه.
ما كانت دعوتهم إلى الخروج إلا نداءً واحدًا، فإذا هم مجتمعون لدينا، محضرون لحسابنا.
ففى هذا اليوم لا تنقص نفس أجر شىء مما عملته، ولا تلقون إلا جزاء ما كنتم تعملون من خير أو شر.
إن أصحاب الجنة فى هذا اليوم مشغولون بما هم فيه من نعيم، معجبون به فرحون.
هم وأزواجهم فى ظلال سابغة على السرر المزينة متكئون.
لهم فى الجنة فاكهة من كل أنواعها، ولهم فيها كل ما يطلبون.
يقال لهم: سلام قولاً صادرًا من رب رحيم.
ويقال للمجرمين فى هذا اليوم: اعتزلوا عن المؤمنين.
ألم أوصكم - يا بنى آدم - ألا تطيعوا الشيطان طاعة المعبود؟ إنه لكم عدو بَيِّن العداوة.
ولقد أغوى الشيطان منكم خلْقًا كثيرًا.<BR>أغفلتم عن ذلك، فلم تكونوا تعقلون حين أطعتموه؟!
يقال لهم: هذه جهنم التى كنتم توعدون بها فى الدنيا، جزاء كفركم.
ادخلوها، وقاسوا حرها فى هذا اليوم بكفركم.
اليوم نُغطى على أفواههم فلا تنطق، وتكلمنا أيديهم، وتنطق أرجلهم شاهدة عليهم بما كانوا يعملون.
فمضوا يتخبطون لا يعرفون فيها - فى الدنيا أو على الصراط فى الآخرة - طريق الهدى بعدما أعميناهم.
ولو نشاء تغيير صورهم لغيرناها إلى صور قبيحة يتسمرون عندها فى أماكنهم، لا يمضون إلى الأمام، ولا يرجعون إلى الخلف لما جرى عليهم من أمرنا فى إفقادهم قواهم.
ومن نُطل عمره نرده من القوة إلى الضعف، أفلا يعقلون قدرتنا على ذلك ليعلموا أن الدنيا دار فناء، وأن الآخرة هى دار البقاء! (1).<BR>_________<BR>(1) ومن نطل عمره نرده إلى عكس ما كان عليه من القوة فيصبح ضعيفًا، وذلك لأن حياة الإنسان تأخذ ثلاث مراحل، نمو ونضج وضمور.<BR>وتبدأ الشيخوخة بابتداء ضمور النسيج الحشوى فى الكلى والكبد والغدة الدرقية والبنكرياس، وهذا له أثر فى إضعاف الجسم كله، وتبدأ كذلك الشرايين فى التصلب والضمور وبذلك يقل الدم الذاهب إلى جميع أعضاء الجسد فيزيده ضعفًا على ضعف.<BR>ومن أسباب الشيخوخة زيادة قوى الهدم على قوى البناء فى الجسم Metabolism وذلك أن خلايا الجسم كلها فى تغير مستمر وكذلك خلايا الدم ما عدا خلايا المخ والنخاع فإنها لا تتغير مدى الحياة، فإذا كانت نسبة تجدد الخلايا كنسبة هلاكها لا تظهر الأعراض، أما إذا زادت نسبة هلاك الخلايا على تجددها فى أى عضو ظهر ضمور هذا العضو.<BR>وعلى ذلك فكلما تقدم السن تضاءلت نسبة التجدد وزادت نسبة الانحلال الخلوى وظهر الضمور العام.<BR>وتختلف نسبة التجدد والضمور باختلاف نوع الأنسجة.<BR>فالظاهر منها كالبشرة الكاسية للجسم والأغشية المبطنة للقنوات الهضمية وقنوات الغدد تضمر بنسبة أكبر كلما تقدمت السن بالإنسان، وهذا هو السبب المباشر لأعراض الشيخوخة.
وما علمنا رسولنا الشعر، وما يصح - لمكانته ومنزلته - أن يكون شاعرًا.<BR>وما القرآن المنزل عليه إلا عظة وكتاب سماوى واضح، فلا مناسبة بينه وبين الشعر.
ليخوف من كان حى القلب مُستنير العقل، وتَجِبُ كلمة العذاب على الجاحدين به، المنكرين لهديه.
أعمى الكافرون ولم يروا أنا خلقنا لهم مما صنعت قدرتنا أنعامًا (1) فهم مالكون لها، يتصرفون فيها كما يشاءون؟.<BR>________<BR>(1) الإبل والغنم والبقر.
وأخضعناها لهم، فمنها ما يركبون، ومنها ما يأكلون.
ولهم فيها ما ينتفعون به من أصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها وعظامها، ومشارب من ألبانها، أينسون هذه النعم فلا يشكرون المنعم بها؟.
واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها، رجاء أن تنصرهم.
لا تستطيع الآلهة نصرهم إن أراد الله بهم سوءًا، لأنها لا تنفع ولا تضر، وهم لآلهتهم العاجزة جند معدون لخدمتهم ودفع السوء عنهم.
فلا يحزنك قولهم فى الله بالإلحاد وفيك بالتكذيب، إنا نعلم ما يُخفون وما يُعلنون، فنجازيهم عليه.
أجحد الإنسان وجود الله وقدرته.<BR>ولم ير أنا خلقناه - بعد العدم - من نطفة مهينة؟ فإذا هو شديد الخصومة، مبين لها، معلن عنها.
وساق لنا هذا الخصيم المبين مثلاً ينكر به قدرتنا على إحياء العظام بعد أن تبلى، ونسى خلقنا إياه بعد أن لم يكن، قال - منكرًا مستبعدًا قدرتنا على ذلك -: من يُحيى العظام وهى رميم؟
قل - يا محمد -: يُحييها الذى أنشأها أول مرة، ففى استطاعة من بدأ أن يُعيد، وهو عظيم العلم بكل ما خلق، فلا يعجزه جمع الأجزاء بعد تفرقها.
الذى خلق لكم من الشجر الأخضر - بعد جفافه ويبسه - نارًا (1).<BR>________<BR>(1) إن طاقة الشمس تنتقل إلى جسم النبات بعملية التمثيل الضوئى، إذ تمتص خلاياه المحتوية على المادة الخضراء فى النبات " الكلوروفيل " ثانى أكسيد الكربون من الجو، وبتفاعل هذا الغاز مع الماء الذى يمتصه النبات تنتج المواد " الكربوهيدراتية " بتأثير الطاقة المستمدة من ضوء الشمس، ومن ثم يتكون الخشب الذى يتركب أساسًا من مركبات كيمائية محتوية على الكربون و " الهيدروجين " والأكسوجين، ومن هذا الخشب يتكون الفحم النباتى المستعمل فى الوقود، إذ بإحراق هذا الفحم تنطلق الطاقة المدخرة فيه وينتفع بها فى الطهى والتدفئة والإنارة وتسخين الماء وفى كثير من الأغراض.<BR>وما الفحم الحجرى الخشبى إلا نباتات وأشجار نشأت ونمت على النحو السابق وكبرت بفعل عملية التمثيل الضوئى أو الكلوروفيل ثم دفئت بطريقة ما وتحولت بالتحلل الجزئى بعد مضى ملايين السنين إلى الفحم المذكور تحت تأثير فعل العوامل الجيولوجية كالحرارة أو الضغط وغيرها.<BR>ويجب أن يلاحظ أن لفظ الاخضرار فى الآية ووصف الشجر بهذا اللون لم يكن عفوًا، إنما هو إشارة إلى مادة الكلوروفيل الأخضر اللازمة لتمثيل غاز ثانى أكسيد الكربون.
أفقدوا عقولهم ولم يعلموا أن الذى خلق السموات والأرض - مع عظم حجمهما - قادر على إعادة خلق الناس مع صغرهم وضعف شأنهم؟ بلى - أى هو القادر - وهو الكثير الخلق، المحيط علمه بكل شىء.
إنما شأنه فى الخلق إذا أراد إيجاد شىء أن يقول له: كن، فيكون فى الحال وكما يقول بعض العلماء: إن أمره سبحانه بين الكاف والنون.
فتنزيهًا للذى بقدرته ملك كل شىء - خلقًا وتدبيرًا وتصرفًا - عما لا يليق بذاته - تعالى - وإليه - وحده - تعودون، فيحاسبكم على أعمالكم.