حم: افتتحت هذه السورة ببعض الحروف الصوتية على طريقة القرآن الكريم فى افتتاح كثير من السور بمثل هذه الحروف.
أقسم - سبحانه - بالقرآن الموضح لما اشتمل عليه من العقائد والأحكام.
إنا صيَّرنا الكتاب قرآنًا عربيًا، لكى تستطيعوا إدراك إعجازه وتدبر معانيه.
وإن هذا القرآن الثابت فى اللوح المحفوظ عندنا، لرفيع القدر، ومُحكم النَّظْم، فى أعلى طبقات البلاغة.
أَنُهْملكم فنمنع إنزال القرآن إليكم إعراضًا عنكم، لإسرافكم على أنفسكم فى الكفر، لا يكون ذلك، لاقتضاء الحكمة إلزامكم الحجة.
وأرسلنا كثيرًا من الأنبياء فى الأمم السابقة، فليس عجيبًا إرسال رسول إليكم.
وما يجيئهم من رسول يُذكِّرهم بالحق إلا استمروا على استهزائهم به.
فأهلكنا المكذبين السابقين، وقد كانوا أشد من كفار مكة قوة ومنعة، فلا يغتر هؤلاء بسطوتهم، وسلف فى القرآن من قصص الأولين العجيب ما جعلهم عبرة لغيرهم، فاعتبروا - أيها المكذبون.
وأقسم إن سألت الكافرين - أيها الرسول - عمن خلق السموات والأرض؟ ليقولن - جوابًا لذلك -: خلقهن الله، المتصف فى واقع الأمر بالعزة والعلم المحيط.
الذى جعل لكم الأرض مكانًا ممهدًا، لتستطيعوا الإقامة فيها واستغلالها، وجعل لأجلكم فيها طرقات تسلكونها فى أسفاركم كى تصلوا إلى غاياتكم.
والذى خلق أصناف المخلوقات كلها، وسخَّر لكم من السفن والإبل ما تركبونه فى أسفاركم لقضاء حوائجكم.
كى تستقروا فوق ظهورها، ثم تذكروا نعمة خالقكم ومُربِّيكم فى تسخيرها لكم عند الاستقرار عليها، ولتقولوا - استعظامًا لتذليلها العجيب، واعترافًا بالعجز عن ضبطها، والتسلط عليها -: سبحان الذى ذلل لنا هذا، وما كنا لتذليلها مطيقين.
وإنا إلى خالقنا لراجعون بعد هذه الحياة، ليحاسب كُلٌ على ما قدَّمت يداه.
وجعل المشركون لله - سبحانه - بعض خلقه ولدًا ظنوه جزءاً منه، إن الإنسان بعمله هذا لمبالغ فى كفره، واضح فى جحوده.
بل أتزعمون أنه اتخذ لنفسه من خلقه البنات وآثركم بالذكور؟! إن هذا لأمر عجيب حقًا.
نسبوا إليه ذلك، والحال أنه إذا بشر أحدهم بولادة أنثى له صار وجهه مسودًا غيظًا، وهو مملوء كآبة وحزنًا لسوء ما بُشِّر به.
أيجترئون ويجعلون ولدًا لله من شأنه النشأة فى الزينة، وهو فى الجدال وإقامة الحُجة عاجز لقصور بيانه؟! إن هذا لعجيب.
وسموا الملائكة المخلوقين للرحمن إناثًا، أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة حتى يحكموا بذلك؟ لم يروه، سنسجل عليهم هذا الافتراء، ويُحاسبون عليه يوم القيامة.
وقال المشركون: لو شاء الرحمن عدم عبادتنا لهؤلاء الشركاء ما عبدناهم، زاعمين أنه راض عن عبادتهم لهؤلاء الشركاء، ليس لديهم بما قالوا أى علم يستندون إليه، وما هم إلا واهمون، يقولون قولاً غير مستند إلى دليل.
هل أعطيناهم كتابًا من قبل القرآن يؤيد افتراءهم، فهم به متعلقون أشد التعلق؟! لم ننزل عليهم ذلك، فلا حُجة لهم من النقل.
بل قال المشركون - حين فقدوا كل حُجة -: إنا وجدنا آباءنا على دين، وإننا على آثارهم سائرون.
ومثل الحال الذى عليه هؤلاء حال الأمم السابقة، ما أرسلنا من قبلك فى قرية رسولا إلا قال المتنعمون فيها - وهم الذين أبطرتهم النعمة -: إننا وجدنا آباءنا على دين، وإنا على آثارهم سائرون، فالتقليد ضلال قديم.
قال النذير: أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بما هو أدخل فى الهداية مما وجدتم عليه آباءكم؟ قالوا - مجيبين لرسلهم يكذبون بالدين -: إننا بما أرسلتم به جاحدون.
فعاقبنا المكذبين لرسلهم عقابًا شديدًا فى الدنيا، فانظر - أيها المتأمل - كيف صار مآل المكذبين لكم مثلا عجيبًا وعظة بالغة؟!.
واذكر - يا محمد - للمكذبين قصة إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومه: إننى برىء من عبادة آلهتكم الباطلة.
لكنى أعبد الله الذى خلقنى، لأنه سبحانه الذى سيرشدنى إلى طريق الحق.
وصيَّرها - بإعلانها لهم - كلمة باقية فى ذريته - هى كلمة التوحيد - لعلهم يرجعون إليها، فيؤمنون بها.
لم يحقق المشركون رجاء إبراهيم، ولم أعجل لهم العقوبة، بل متعت الحاضرين - لك يا محمد - ومتعت آباءهم من قبل بأنواع النعم، حتى نزل القرآن داعيًا إلى الحق وجاءهم رسول مبين يدعوهم إليه.
وحين نزل القرآن يرشدهم إلى التوحيد ضموا إلى شركهم تسميته سحرًا وتمويهًا - استهزاء به - وأصروا على كفرهم.
وقال المشركون، استخفافًا بمحمد، واستعظامًا أن ينزل عليه القرآن: هلا نزل القرآن - الذى يزعم أنه وحى الله - على رجل عظيم من مكة أو الطائف؟.
ليس بأيدى المشركين مفاتيح الرسالة، حتى يجعلوها فى أصحاب الجاه، نحن تولينا تدبير معيشتهم لعجزهم عن ذلك، وفضلنا بعضهم على بعض فى الرزق والجاه، ليتخذ بعضهم من بعض أعوانًا يسخرونهم فى قضاء حوائجهم، حتى يتساندوا فى طلب العيش وتنظيم الحياة والنبوة وما يتبعها من سعادة الدارين خير من أكبر مقامات الدنيا.
ولولا كراهة أن يكفر الناس جميعًا إذا رأوا الكفار فى سعة من الرزق، لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن سقفًا ومصاعد يرتقون عليها من الفضة، لهوان الدنيا علينا.
ولجعلنا لبيوتهم أبوابًا وسررًا من فضة ينعمون بها ويتكئون عليها، ولجعلنا لهم زينة من كل شىء، وما كل ذلك المتاع الذى وصفناه لك إلا متاعًا فانيًا مقصورًا على الحياة الدنيا، وثواب الآخرة عند خالقك ومربيك مُعَدٌ للذين اتقوا الشرك، واجتنبوا الموبقات.
ولجعلنا لبيوتهم أبوابًا وسررًا من فضة ينعمون بها ويتكئون عليها، ولجعلنا لهم زينة من كل شىء، وما كل ذلك المتاع الذى وصفناه لك إلا متاعًا فانيًا مقصورًا على الحياة الدنيا، وثواب الآخرة عند خالقك ومربيك مُعَدٌ للذين اتقوا الشرك، واجتنبوا الموبقات.
ومن يتعامى عن القرآن الذى أنزله الرحمن ذكرى للعاملين نجعل له شيطانًا يتسلط عليه، فهو معه - دائمًا - يضله ويغويه.
وإن شياطين المتعامين عن القرآن ليمنعونهم عن الطريق الذى يدعو إليه الرحمن، ويحسب المتعامون أنهم - باتباع قرنائهم - على الهدى.
حتى إذا جاء من تعامى عن القرآن إلى الله يوم القيامة، ورأى عاقبة تعاميه، قال لقرينه - نادمًا -: يا ليت بينى وبينك فى الدنيا بُعد المشرق عن المغرب، فبئس الصاحب كنت لى، حتى أوقعتنى فى الهاوية.
أتقدر - يا محمد - على هداية من استولى عليهم الضلال؟ أفأنت تسمع الصم عن الحق، والعمى عن الاعتبار، ومن كان فى علم الله أنه يموت على الضلال؟ لا تستطيع ذلك، لأنهم استقروا فى الكفر، فلم ينتفعوا بما يسمعونه ويرونه.
فإن قبضناك قبل أن نريك عذابهم، ونشفى بذلك صدرك وصدور قوم مؤمنين فإنا سننتقم منهم - لا محالة - فى الدنيا والآخرة.
إذا كان أحد هذين الأمرين واقعًا - لا محالة - فكن مستمسكًا بالقرآن الذى أوحيناه إليك، واثبت على العمل به، لأنك على طريق الحق القويم.
وإن هذا القرآن لشرف عظيم لك - يا محمد - ولأمتك، لنزوله عليك بلغة العرب، وسوف تسألون يوم القيامة عن القيام بحقه وشكر نعمته.
وانظر فى شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير الله؟ لم يجئ ذلك، فالعابدون لغير الله متوغلون فى الضلال بعبادتهم.
ولقد أرسلنا موسى بالمعجزات الدالة على صدقه إلى فرعون وقومه، فقال: إنى رسول خالق العالمين ومُربِّيهم إليكم، فطالبوه بالمعجزات.
فلما جاءهم بالمعجزات المؤيدة لرسالته قابلوه فور مجيئها بالضحك منها - سخرية واستهزاء - دون تأمل فيها.
وكل معجزة من المعجزات التى توالت عليهم إذا نظر إليها قيل: هى أكبر من قرينتها وصاحبتها.<BR>وحينما أصروا على الطغيان أصبناهم بأنواع البلايا، ليرجعوا عن غيهم.
وقالوا - مستغيثين بموسى حينما عمَّهم البلاء -: يا أيها الساحر - وهو العالم - ادع لنا ربك متوسلا بعهده عندك أن يكشف عنا العذاب، إنا - إذا كُشِف - لمهتدون.
فلما كشف الله عنهم المصائب بدعاء موسى فاجأوه بنقض عهدهم بالإيمان.
ونادى فرعون فى قومه - معلنًا قوته وتسلطه -: أليس لى - لا لغيرى - ملك مصر، وهذه الأنهار التى تشاهدونها تجرى من تحت قصرى؟ أعميتم عن مشاهدة ذلك، فلا تعقلون ما تمليه المشاهدة من قوتى وضعف موسى؟ وأراد بندائه تثبيتهم على طاعته.
قال فرعون - مبالغة فى الطغيان -: بل أنا خير من هذا الذى هو ضعيف ذليل، ولا يُكاد يُبين دعواه بلسان فصيح.
وقال أيضًا - محرضًا على تكذيب موسى -: فهلا ألقى عليه ربه أسْورة من ذهب ليلقى إليه بمقاليد الأمور، أو أعانه بملائكة يؤيدونه إن كان صادقًا فى دعواه الرسالة؟.
فاستفز فرعون قومه بالقول، وأثر فيهم هذا التمويه، فأطاعوه فى ضلاله، إنهم كانوا قومًا خارجين عن دين الله القويم.
فلما أغضبونا أشد الغضب - بإفراطهم فى الفساد - انتقمنا منهم بإغراقهم أجمعين.
فجعلنا فرعون وقومه قدوة للكافرين بعدهم فى استحقاق مثل عقابهم.<BR>وحديثًا عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.
ولما ضرب الله عيسى ابن مريم مثلاً، فى كونه كآدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون، فهو عبد مخلوق، مُنعم عليه بالنبوة، لا تصح عبادته من دون الله.<BR>إذا قومك يعرضون ولا يعون.
وقال الكافرون: أآلهتنا خير أم عيسى؟ فإذا كان هو فى النار فلنكن نحن وآلهتنا معه.<BR>ما ضرب الكفار هذا المثل لك إلا للجدل والغلبة فى القول لا لطلب الحق، بل هم قوم شداد فى الخصومة ممعنون فيها.
ما عيسى إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة، وصيَّرناه عبرة عجيبة كالمثل - لخلقه بدون أب - لبنى إسرائيل يستدلون به على كمال قدرتنا.
ولو نشاء لحوَّلنا بعضكم - أيها الرجال - ملائكة يخلفونكم فى الأرض كما يخلفكم أولادكم، لتعرفوا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة الله، فمن أين لهم استحقاق الألوهية؟.
وأن عيسى بحدوثه بدون أب، وإبرائه الأكمه والأبرص لدليل على قيام الساعة، فلا تشكن فيها، واتبعوا هداى ورسولى.<BR>هذا الذى أدعوكم إليه، طريق مستقيم موصل إلى النجاة.
ولا يمنعكم الشيطان عن اتباع طريقى المستقيم، إنه لكم عدو ظاهر العداوة.
وحينما أرسل عيسى إلى بنى إسرائيل بالمعجزات الواضحات والآيات البينات قال لهم: قد جئتكم بشريعة حكيمة تدعوكم إلى التوحيد، وجئتكم لأبين لكم بعض الذى تختلفون فيه من أمر الدين لتجتمعوا على الحق، فاخشوا عذاب الله وأطيعون فيما أدعوكم إليه.
إن الله - وحده - هو خالقى وخالقكم، فاعبدوه دون سواه، وحافظوا على شريعته، هذا الذى أدعوكم إليه طريق مستقيم موصل إلى النجاة.
فاختلف الأحزاب من بين النصارى بعد عيسى فرقًا فى أمره، فهلاك للذين ظلموا بما قالوه فى عيسى مما كفروا به من عذاب شديد الإيلام يوم القيامة.
ما ينتظر الكافرون شيئًا بعد إعراضهم عن الإيمان إلا إتيان الساعة بغتة، وهم غافلون عنها.
الأصدقاء الذين جمعهم الباطل فى الدنيا يكون بعضهم لبعض عدوًا يوم إتيان الساعة بغتة، وتنقطع كل محبة إلا محبة الذين خافوا - وهم فى الدنيا - عذاب الله، واجتمعوا فيها على طاعته.
ينادى الله المتقين - تكريمًا لهم - يا عبادى، لا تخافوا اليوم عذابًا، ولا أنتم تحزنون، فقد أمنتم العذاب، وضمن الله لكم الثواب.
الذين صدَّقوا بآيات الله وأطاعوه، وكانوا له منقادين.
يقال لهم يوم القيامة تشريفًا: ادخلوا الجنة أنتم مع أزواجكم، تُسرُّون فيها سرورًا عظيمًا، يظهر أثره على وجوهكم.
وبعد دخولهم الجنة يُطاف عليهم بأوان من ذهب وأكواب كذلك، وفيها ألوان الأطعمة وأنواع الأشربة، ولهم فى الجنة كل ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين، ويقال لهم - إكمالا للسرور -: أنتم فى هذا النعيم مخلدون.
ويقال - إتمامًا للنعمة -: تلك هى الجنة التى ظفرتم بها بسبب ما قدَّمتم فى الدنيا من عمل الصالحات.
لكم فيها فاكهة كثيرة الأنواع والألوان والطعوم، تتمتعون بالأكل منها.
إن الذين أجرموا بالكفر فى عذاب جهنم خالدون خالدون.
لا يُخفف العذاب عن هؤلاء المجرمين ولا ينقطع، وهم فيه يائسون من النجاة.
وما ظلمنا هؤلاء المجرمين بهذا العذاب، ولكن كانوا هم الذين ظلموا أنفسهم باختيارهم الضلالة على الهدى.
ونادى المجرمون - حين يئسوا من تخفيف العذاب الشديد - مالكًا خازن النار قائلين له: سل ربك أن يُميتنا لنستريح من أهوال جهنم.<BR>فقال لهم مالك: إنكم مقيمون فى العذاب دائمًا.
قال تعالى - ردًا عليهم -: لقد جاءكم رسولنا - يا أهل مكة - بالدين الحق.<BR>فآمن به قليل، وأعرض عنه أكثركم.<BR>وهم لهذا الحق كارهون.
بل أأحكم مشركو مكة أمرهم على تكذيب الرسول والتآمر على قتله؟، فإنا محكمون أمرًا فى مجازاتهم وإظهارك عليهم.
بل أيحسب هؤلاء المشركون أنا لا نسمع حديث أنفسهم بتدبير الكيد، وما يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الحق؟ بلى نسمعها، والحفظة من الملائكة عندهم يكتبون ذلك.
قل للمشركين: إن صح بالبرهان أنَّ للرحمن ولدًا فأنا أول العابدين لهذا الولد، لكنه لم يصح بالحُجة أن ولدًا للرحمن، لما يترتب عليه من مشابهة الخالق للمخلوقين، وهو - سبحانه - منزه عن مشابهة الحوادث من خلقه.
تنزيهًا لخالق السموات والأرض خالق العرش، العظيم عمَّا يصفه به المشركون، مما لا يليق بألوهيته.
فدعهم ينغمسوا فى أباطيلهم ويلعبوا فى دنياهم - بترك الجادة - غير ملتفت إليهم، حتى يجىء يوم القيامة الذى وعدوا به، لتجزى كل نفس بما كسبت.
وهو الذى يُعبد فى السماء بحق، ويُعبد فى الأرض بحق، وهو - وحده - ذو الإحكام البالغ فى أفعاله وتدبيره، المحيط علمه بما كان وما يكون.
وتعالى وتعظم الذى له - وحده - كمال التصرف فى السموات والأرض وفيما بينهما من مخلوقات الجو المشاهدة وغيرها، وله تدبير الأمر فى ذلك، وعنده - وحده - علم وقت القيامة، وإليه - وحده - ترجعون فى الآخرة للحساب.
ولا يملك آلهتهم الذين يعبدونهم من غير الله الشفاعة لمن عبدوهم، لكن من شهدوا بالتوحيد - وهم يعتقدون أن الله ربهم حقًا - هم الذين يشفعون فيمن يشاء الله من المؤمنين.
ولئن سألت - أيها الرسول - هؤلاء المشركين عمن خلقهم، فيقولن: خلقهن الله، فكيف يصرفون عن عبادته تعالى إلى عبادة غيره مع إقرارهم بأنه خالقهم؟! إن هذا لعجيب.
أقسم بقول محمد صلى الله عليه وسلم مستغيثًا داعيًا: " يا رب " إن هؤلاء المعاندين قوم لا ينتظر منهم إيمان.
فأعرض - أيها الرسول - عنهم - لشدة عنادهم - ودعهم، وقل لهم: سلام.