islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
13906

25-الفرقان

تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا

{تبارك} ثبت ودام {الذي نزل الفرقان} القرآن الذي فرق بين الحق والباطل {على عبده} محمد صلى الله عليه وسلم {ليكون للعالمين} الجن والإنس {نذيرا} مخوفاً من العذاب.

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا

{وخلق كل شيء} مما يطلق في صفة المخلوق {فقدره تقديرا} جعله على مقدار. وقوله:

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا

{نشورا} أي: حياةً بعد الموت.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا

{وقال الذين كفروا إن هذا} ما هذا القرآن {إلا إفك} كذب {افتراه} اختلقه {وأعانه عليه قوم آخرون} يعنون: اليهود {فقد جاؤوا} بهذا القول {ظلما وزورا} كذباً

وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا

{وقالوا أساطير الأولين} أي: هو ما سطره الأولون {اكتتبها} كتبها {فهي تملى عليه بكرة وأصيلا} يعنون أنه يختلف إلى من يعلمه بالغداة والعشي.

قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا

{قل} يا محمد لهم: {أنزله} أنزل القرآن {الذي يعلم السر في السماوات والأرض} يعلم بواطن الأمور، فقد أنزله على ما يقتضيه علمه.

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا

{وقالوا مال هذا الرسول } يعنون محمداً عليه السلام {يأكل الطعام} أنكروا أن يكون الرسول بصفة البشر {ويمشي في الأسواق} طلباً للمعاش، يعنون أنه ليس بملك ولام ملك {لولا} هلا {أنزل إليه ملك} يصدقه {فيكون معه نذيرا} داعياً إلى الله يشاركه في النبوة.

أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا

{أو يلقى إليه كنز} يستغنى به عن طلب المعاش {وقال الظالمون} المشركون: {إن تتبعون} ما تتبعون {إلا رجلاً مسحورا} مخدوعاً.

انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا

{انظر} يا محمد {كيف ضربوا لك الأمثال} إذ مثلوك بالمسحور والفقير الذي لا يصلح أن يكون رسولاً، والناقص عن القيام بالأمور إذ طلبوا أن يكون معك ملك {فضلوا} بهذا القول عن الدين والإيمان {فلا يستطيعون سبيلا} إلى الهدى ومخرجاً من ضلالتهم.

تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا

{تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} الذي قالوه من إلقاء الكنز، وجعل الجنة، ثم بين ذلك فقال: {جنات تجري من تحتها الأنهار} يعني: في الدنيا، لأنه قد شاء أن يعطيه ذلك في الآخرة. وقوله:

بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا

{سمعوا لها تغيظا } أي: صوتاً بغيظ، وهو التغضب {وزفيرا} صوتاً شديداً.

إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا

{إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا}.

وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا

{وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا} وذلك أنهم يدفعون في النار كما يدفع الوتد في الحائط {مقرنين} مقرونين مع الشيطان {دعوا هنالك ثبورا} ويلاً وهلاكاً، فيقال لهم:

لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا

{لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}.

قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا

{قل أذلك} الذي ذكرت من موضع أهل النار ومصيرهم {خير أم جنة الخلد} الآية. وقوله:

لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا

{وعدا مسؤولا} لأن الملائكة سألت ذلك لهم في قوله تعالى: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم}.

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ

{ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله} الأصنام، والملائكة، والمسيح، وعزيراً {فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء} هذا توبيخ للكفار، كقوله لعيسى عليه السلام: {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}؟!

قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا

{قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} أن نوالي أعداءك، وفي هذا براءة معبوديهم منهم {ولكن متعتهم وآباءهم} في الدنيا بالصحة والنعمة {حتى نسوا الذكر} تركوا ما وعظوا به {وكانوا قوما بورا} هلكى بكفرهم.

فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا

{فقد كذبوكم بما تقولون} بقولكم: إنهم كانوا آلهة {فما تستطيعون} يعني الآلهة {صرفا} للعذاب عنكم {ولا نصرا} لكم {ومن يظلم} أي: يشرك {منكم نذقه عذابا كبيرا}.

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا

{وما أرسلنا قبلك} الآية. هذا جواب لقولهم: {مال هذا الرسول} الآية. أخبر الله سبحان أن كل من خلا من الرسل كان بهذه الصفة {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} الصحيح للمريض، والغني للفقير فيقول الفقير: لو شاء الله لأغناني كما أغنى فلاناً، ويقول المريض، لو شاء الله لعافاني كما عافى فلاناً وكذلك كل الناس مبتلى بعضهم ببعض، فقال الله تعالى: {أتصبرون} على البلاء؟ فقد عرفتم ما وعد الصابرون {وكان ربك بصيرا} بمن يصبر، وبمن يجزع.

وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا

{وقال الذين لا يرجون لقاءنا} لا يخافون البعث: {لولا} هلا {أنزل علينا الملائكة} فتخبرنا أن محمداً صادق {أو نرى ربنا} فيخبرنا بذلك {لقد استكبروا في أنفسهم} حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أمة {وعتوا عتوا كبيرا} وغلوا في كفرهم أشد الغلو.

يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا

{يوم يرون الملائكة} يعني: إن ذلك اليوم الذي يرون فيه الملائكة هو يوم القيامة، وإن الله سبحانه حرمهم البشرى في ذلك اليوم، وتقول لهم الملائكة: {حجرا محجورا} أي: حراماً محرماً عليهم البشرى.

وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا

{وقدمنا} وقصدنا {إلى ما عملوا من عمل} مما كانوا يقصدون به التقرب إلى الله سبحانه {فجعلناه هباء منثورا} باطلاً لا ثواب له، لأنهم عملوه للشيطان، والهباء: دقاق التراب، والمنثور: المتفرق.

أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا

{أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا} موضع قرار {وأحسن مقيلا} موضع قيلولة.

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا

{ويوم تشقق السماء بالغمام} عن الغمام، وهو السحاب الأبيض الرقيق {ونزل الملائكة تنزيلا} لإكرام المؤمنين.

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا

{الملك يومئذ الحق} أي: الملك الذي هو الملك حقاً ملك الرحمن يومئذ.

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا

{ويوم يعض الظالم} الكافر، يعني: عقبة بن أبي معيط كان قد آمن ثم ارتد لرضى أبي بن خلف {على يديه} ندماً وتحسراً {يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} طريقاً إلى الجنة بالإسلام.

يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا

{يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا} يعني: أبياً {خليلا}.

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا

{لقد أضلني عن الذكر} القرآن {بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا} عند البلاء. يعني: إن قبوله قول أبي بن خلف في الكفر كان من عمل الشيطان.

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا

{وقال الرسول} في ذلك اليوم: يا {رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} متروكاً أعرضوا عنه.

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا

{وكذلك} وكما جعلنا لك أعداءً من المشركين {جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا} يهديك وينصرك، فلا تبال بمن يعاديك.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا

{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} أي: لم نزل عليه متفرقاً؟ وهلا كان دفعةً واحدةً كالتوراة والإنجيل؟ قال الله تعالى: {كذلك} فرقنا تنزيله {لنثبت به فؤادك} لنقوي به قلبك، وذلك أنه كلما نزل عليه وحي جديد ازداد هو قوة قلب {ورتلناه ترتيلا} بيناه تبيناً في تثبت ومهلة.

وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا

{ولا يأتونك} يعني: المشركين {بمثل} يضربونهن في إبطال أمرك {إلا جئناك بالحق} بما يرد ما جاؤوا به من المثل {وأحسن تفسيرا} بياناً وتفصيلاً مما ذكروا.

الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا

{الذين} أي: هم الذين {يحشرون على وجوههم} يمشيهم الله عليها، فهم يساقون على وجوههم {إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا} من كل أحد.

وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا

{ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا} أي: معيناً وملجأ.

فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا

{فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا} وهم القبط، فكذبوهما {فدمرناهم تدميرا} أهلكناهم إهلاكاً.

وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا

{وقوم نوح لما كذبوا الرسل} من كذب نبياً فقد كذب الرسل كلهم، لأنهم لا يفرقون بينهم في الإيمان بهم. {أغرقناهم وجعلناهم للناس آية} عبرةً {وأعتدنا للظالمين } في الآخرة {عذابا أليما} سوى ما ينزل بهم من عاجل العذاب. وقوله:

وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا

{وأصحاب الرس} كانوا أهل بئر قعود عليها، وأصحاب مواش يعبدون الأصنام، فأهلكوا بتكذيب نبيهم {وقرونا} وجماعات {بين ذلك} الذين ذكرناهم {كثيرا}.

وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا

{وكلا ضربنا له الأمثال } بينا لهم الأشباه في إقامة الحجة عليهم {وكلا تبرنا تتبيرا} أهلكنا إهلاكاً.

وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا

{ولقد أتوا} يعني: مشركي مكة {على القرية التي أمطرت مطر السوء} يعني: الحجارة، وهي قرية قوم لوط {أفلم يكونوا يرونها} إذا مروا بها مسافرين فيعتبروا {بل كانوا لا يرجون نشورا} لا يخافون بعثاً.

وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا

{وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا} ما يتخذونك إلا مهزوءاً به، ويقولون: {أهذا الذي بعث الله رسولا} إلينا؟

إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا

{إن كاد} إنه كاد {ليضلنا عن آلهتنا} فيصدنا عن عبادتها {لولا أن صبرنا عليها} لصرفنا عنها.

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا

{أرأيت من اتخذ إلهه هواه} وهو أنهم كانوا يعبدون شيئاً حجراً، أو ما كان، فإذا رأوا حجراً أحسن طرحوا الأول وعبدوا الأحسن، فهم يعبدون ما تهواه أنفسهم {أفأنت تكون عليه وكيلا} حفيفاً حتى ترده إلى الإيمان، أي: ليس عليك إلا التبليغ. وقيل: إن هذا مما نسخته آية السيف.

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

{أم تحسب أن أكثرهم يسمعون} سماع تفهيم {أو يعقلون} بقلوبهم ما تقول لهم: {إن هم} ما هم {إلا كالأنعام} في جهل الآيات وما جعل لهم من الدليل {بل هم أضل سبيلا} لأن النعم تنقاد لمن يتعهده، وهم لا يطيعون مولاهم الذي أنعم عليهم.

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا

{ألم تر} ألم تعلم {إلى ربك كيف مد الظل} وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس {ولو شاء لجعله} لجعل الظل {ساكنا} ثابتاً دائماً {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} لأن بالشمس يعرف الظل.

ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا

{ثم قبضناه} قبضنا الظل إلينا بارتفاع الشمس {قبضا يسيرا} قيل: خفياً. وقيل: سهلاً.

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا

{وهو الذي جعل لكم الليل لباسا} يستركم {والنوم سباتا} راحةً لأبدانكم {وجعل النهار نشورا} حياة تنتشرون فيه من النوم. وقوله:

وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا

{طهورا} هو الطاهر المطهر.

لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا

{لنحيي به} بالماء الذي أنزلناه من السماء {بلدة ميتا} بالجدوية {ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا} جمع إنسي، وهم الذين سقيناهم المطر.

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا

{ولقد صرفناه} أي: المطر {بينهم} بأنواعه وإبلاً، وطشاً، ورهاماً، ورذاذاً {ليذكروا} ليتذكروا به نعمة الله تعالى {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} جحوداً حين قالوا: سقينا بنوء كذا.

وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا

{ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا} لنخفف عليك أعباء النبوة، ولكن لم نفعل ذلك ليعظم أجرك.

فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا

{فلا تطع الكافرين} في هواهم ولا تداهنهم {وجاهدهم به} وجاهد بالقرآن {جهادا كبيرا} لا يخالطه فتور.

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا

{وهو الذي مرج البحرين} خلطهما {هذا عذب فرات} شديد العذوبة {وهذا ملح أجاج} شديد الملوحة {وجعل بينهما} بين العذب والمالح {برزخا} حاجزاً من قدرته حتى لا يختلط أحدهما بالآخر {وحجرا محجورا} حراماً محرماً أن يغلب أحدهما صاحبه.

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا

{وهو الذي خلق من الماء} النطفة {بشرا} آدمياً {فجعله نسبا} لا يحل تزوجه {وصهرا} يحل تزوجه، كإبنة العم والخال، وابنهما {وكان ربك قديرا} قادراً على ما يشاء. وقوله:

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا

{وكان الكافر على ربه ظهيرا} معيناً للشيطان على معصية الله سبحانه.

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

{وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا}.

قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا

{قل ما أسألكم عليه} على تبليغ الرسالة والوحي {من أجر} فيقولون: إنه يطلب أموالنا {إلا من شاء} لكن من شاء {أن يتخذ إلى ربه سبيلا} بإنفاق ماله، وقوله:

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا

{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}.

الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

{فاسأل به خبيرا} فأسأل أيها الإنسان الذي لا تعلم صفته خبيراً يخبرك بصفاته.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا

{وإذا قيل لهم} لهؤلاء المشركين: {اسجدوا للرحمن} وهو اسم الله سبحانه، كانوا لا يعرفونه لذلك قالوا: {وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا} أنت يا محمد {وزادهم} قول القاتل لهم: اسجدوا للرحمن {نفورا} عن الإيمان.

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا

{تبارك الذي جعل في السماء بروجا} أي: منازل الكواكب السبعة {وجعل فيها سراجا} وهو الشمس.

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا

{وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة } إذا وهب هذا أتى هذا، فأحدهما يخلف الآخر، فمن فاته عمل بالليل فله مستدرك بالنهار، وهو قوله: {لمن أراد أن يذكر} يذكر الله بصلاة وتسبيح وقراءة {أو أراد شكورا} شكراً لنعمته وطاعته.

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا

{وعباد الرحمن} يعني: خواص عباده {الذين يمشون على الأرض هونا} بالسكينة والوقار {وإذا خاطبهم الجاهلون} بما يكرهونه {قالوا سلاما} سداداً من القول يسلمون فيه من الإثم، وقوله:

وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا

{والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما}.

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا

{غراما} أي: شراً لازماً.

إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا

{إنها ساءت مستقرا ومقاما}.

وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا

{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا} لم يكن إنفاقهم في معصية الله تعالى {ولم يقتروا} لم يمنعوا حق الله سبحانه {وكان} إنفاقهم بين الإسراف والإقتار {قواما} قائماً، قوله:

وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا

{يلق أثاما} أي: عقوبةً. وقيل: جزاء الآثام. وقوله:

يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا

{يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}.

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

{يبدل الله سيئاتهم حسنات} يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام، بالشرك إيماناً، وبالزنا عفة وإحصاناً، وبقتل المؤمنين قتل المشركين.

وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا

{ومن تاب} أي: عزم على التوبة {فإنه يتوب إلى الله متابا} فينبغي أن يبادر إليها ويتوجه بها إلى الله.

وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا

{والذين لا يشهدون الزور} لا يشهدون بالكذب {وإذا مروا باللغو مروا كراما} سمعوا من الكفار الشتم والأذى صفحوا وأعرضوا، وهو منسوخ بالقتال على هذا التفسير.

وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا

{والذين إذا ذكروا} وعظوا {بآيات ربهم} بالقرآن {لم يخروا عليها صماً وعميانا} لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها، وعمي لم يروها.

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} بأن نراهم مطيعين لك صالحين {واجعلنا للمتقين إماما} أي: اجعلنا ممن يهتدي به المتقون، ويهتدي بالمتقين.

أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا

{أولئك يجزون} يثابون {الغرفة} الدرجة في الجنة {بما صبروا} على طاعة الله سبحانه {ويلقون} ويستقبلون {فيها} في الغرفة بالتحية والسلام.

خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا

{خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما}.

قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا

{قل ما يعبأ بكم} أي: ما يفعل ويصنع، وأي وزن لكم عنده {لولا دعاؤكم} توحيدكم وعبادتكم إياه { فقد كذبتم} يا أهل مكة، فخرجتم عن أن يكون لكم عنده مقدار {فسوف يكون} العذاب لازماً لكم.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس