islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
13956

53-النجم

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى

{والنجم إذا هوى} أي: والثريا إذا سقطت. وقيل: القرآن إذا نزل متفرقاً نجوماً .

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى

{ما ضل صاحبكم} محمد عليه السلام {وما غوى}.

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى

{وما ينطق عن الهوى} ما الذي يتكلم به مما قاله بهواه.

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى

{إن هو} ما هو { إلا وحي يوحى} إليه.

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

{علمه شديد القوى} أي: جبريل عليه السلام.

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى

{ذو مرة} قوة شديدة {فاستوى} جبريل عليه السلام في صورته التي خلقه الله عز وجل عليها.

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى

{وهو بالأفق الأعلى} وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أن يريه نفسه على صورته، فواعده ذلك بحراء، فطلع له جبريل عليه السلام من الشرق، فسد الأفق إلى المغرب.

ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى

{ ثم دنا فتدلى } هذا من المقلوب، أي: ثم تدلى أي: نزل من السماء، فدنا من محمد عليه السلام.

فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى

{فكان} منه في القرب على قدر {قوسين أو أدنى} والمعنى: أنه بعد ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظمه، وهاله ذلك رده الله تعالى إلى صورة آدمي حتى قرب من النبي صلى الله عليه وسلم للوحي، وذلك قوله:

فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى

{فأوحى إلى عبده} محمد صلى الله عليه وسلم {ما أوحى} الله عز وجل إلى جبريل عليه السلام.

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى

{ما كذب الفؤاد ما رأى} أي: لم يكذب قلب محمد عليه السلام فيما رأى ليلة المعراج، وذلك أن الله جعل بصره في فؤاده حتى رآه، وحقق الله تعالى تلك الرؤية وقال: إنها كانت رؤية حقيقة ولم تكن كذباً.

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى

{أفتمارونه على ما يرى} أفتجادلونه في أنه رأى الله عز وجل.

وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى

{ولقد رآه} ربه. وقيل: رأى جبريل على صورته التي خلق عليها {نزلة أخرى} مرة أخرى.

عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى

{عند سدرة المنتهى} وهي شجرة إليها ينتهي علم الخلق، وما وراءها غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل.

عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى

{عندها جنة المأوى} وهي جنة تصير إليها أرواح الشهداء.

إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى

{إذ يغشى السدرة ما يغشى} قيل: يغشاها فراش من ذهب. وقيل: الملائكة أمثال الغربان.

مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى

{ما زاغ البصر وما طغى} هذا وصف أدب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، أي: لم يمل بصره عما قصده له، ولا جاوز إلى ما أمر به.

لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى

{لقد رأى من آيات ربه الكبرى} أي: ما رأى من الآيات العظام تلك الليلة.

أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى

{أفرأيتم اللات والعزى}.

وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى

{ومناة الثالثة الأخرى} هذه أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة. والمعنى أخبرنا عن هذه الإناث التي تعبدونها، وتزعمون أنها بنات الله، ألله هي، وأنتم تختارون الذكران، وذلك قوله:

أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى

{ألكم الذكر وله الأنثى}.

تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى

{تلك إذا قسمة ضيزى} جائرة ناقصة.

إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى

{إن هي} ما هذه الأوثان {إلا أسماء} لا حقيقة لها {سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها} بعبادتها {من سلطان} حجة وبرهان. {إن يتبعون} ما يتبعون في عبادتها وأنها شفعاء لهم {إلا الظن وما تهوى الأنفس} يعني: إن ذلك شيء ظنوه، وأمر سولت لهم أنفسهم {ولقد جاءهم من ربهم الهدى} البيان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.

أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى

{أم للإنسان ما تمنى} أيظنون أن لهم ما تمنوا من شفاعة الأصنام؟ ليس كما تمنوا. بل.

فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى

{فلله الآخرة والأولى} فلا يجري في الدارين إلا ما يريد.

وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى

{وكم من ملك في السماوات} هو أكرم على الله من هذه الأصنام {لا تغني شفاعتهم} عن أحد {شيئا إلا من بعد أن يأذن الله} لهم في ذلك {لمن يشاء ويرضى} كقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}.

إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى

{إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى} يقولون: إنهم بنات الله.

وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

{وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} إن ظنهم لا يدفع عنهم من العذاب شيئاً.

فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

{فأعرض} يا محمد {عن من تولى عن ذكرنا} أعرض عن القرآن {ولم يرد إلا الحياة الدنيا}.

ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى

{ذلك مبلغهم من العلم} يقول: ذلك نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة. وقوله:

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى

{ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَ

{إلا اللمم} يعني: صغار الذنوب، كالنظرة والقبلة، وقوله: {إذ أنشأكم من الأرض} يعني: خلق أباكم من التراب {وإذ أنتم أجنة} جمع جنين. {فلا تزكوا أنفسكم} لا تمدحوها {هو أعلم بمن اتقى} عمل حسنةً.

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى

{أفرأيت الذي تولى} أعرض عن الإيمان، يعني: الوليد بن المغيرة، وكان قد ابتع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بعض المشركين على ذلك فقال: إني أخشى عذاب الله، فضمن له إن هو أعطاه شيئاً من ماله إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله، فرجع في الشرك وأعطى صاحبه الضامن من بعض ما كان ضمن له، ومنعه الباقي، وذلك قوله:

وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى

{وأعطى قليلا وأكدى} أي: قطع ذلك ومنعه.

أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى

{أعنده علم الغيب فهو يرى} ما غاب من أمر الآخرة، حتى علم أن غيره يحمل عنه العذاب.

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى

{أم لم ينبأ بما في صحف موسى} أسفار التوراة.

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى

{و} صحف. {إبراهيم الذي وفى} أكمل ما أمر به أتمه، ثم بين ذلك فقال:

أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

{ألا تزر وازرة وزر أخرى} أي: لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها.

وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى

{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} عمل لآخرته.

وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى

{وأن سعيه} عمله {سوف يرى} في ميزانه من خير وشر.

ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى

{ثم يجزاه} يجزي عليه {الجزاء الأوفى} الأتم.

وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى

{وأن إلى ربك المنتهى} المصير والمرجع.

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى

{وأنه هو أضحك} من شاء من خلقه {وأبكى} نم شاء منهم.

وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا

{وأنه هو أمات} في الدنيا {وأحيا} للبعث. وقوله:

وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى

{وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى}.

مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى

{إذا تمنى} أي: نصب في الرحم.

وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى

{وأن عليه النشأة الأخرى} الخلق الآخر بعد الموت.

وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى

{وأنه هو أغنى} بالمال {وأقنى} أرضى بما أعطى. وقيل: أقنى: أعطى أصول الأموال وما يتخذ فيه قنيةً.

وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى

{وأنه هو رب الشعرى} وهي كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية.

وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى

{وأنه أهلك عادا الأولى} قوم هود.

وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى

{وثمود فما أبقى}.

وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى

{وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى}.

وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى

{والمؤتفكة} قرى قوم لوط {أهوى} أسقطها إلى الأرض بعد رفعها.

فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى

{فغشاها ما غشى} ألبسها العذاب والحجارة.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى

{فبأي آلاء ربك تتمارى} بأي نعم ربك التي تدل على توحيده وقدرته تتشكك أيها الإنسان؟

هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى

{هذا} محمد {نذير من النذر الأولى} أي: هو رسول أرسل إليكم كما أرسل من قبله من الرسل.

أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ

{أزفت الآزفة} قربت القيامة.

لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ

{ليس لها من دون الله كاشفة} لا يكشف عنها إلا الله تعالى، كقوله: {لا يجليها لوقتها إلا هو}.

أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ

{أفمن هذا الحديث} أي: القرآن {تعجبون}.

وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ

{وتضحكون ولا تبكون}.

وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ

{وأنتم سامدون} لاهون غافلون.

فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا

{فاسجدوا لله واعبدوا} معناه: فاسجدوا لله واعبدوا الذي خلق السماوات والأرض، ولا تسجدوا للأصنام التي ذكرت في هذه السورة.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس