{يا أيها المدثر} أي: المتدثر في ثوبه.
{قم فأنذر} الناس.
{وربك فكبر} فصفه بالتعظيم.
{وثيابك فطهر} لا تلبسها على معصية ولا على غدر، فإن الغادر والفاجر يسمى دنس الثياب.
{والرجز فاهجر} أي: الأوثان فاهجر عبادتها، وكذلك كل ما يؤدي إلى العذاب.
{ولا تمنن تستكثر} لا تعظ شيئاً لتأخذ أكثر منه، وهذا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه مأمور بأجل الأخلاق، وأشرف الآداب.
{ولربك فاصبر} اصبر لله على أوامره ونواهيه وما يمتحنك به حتى يكون هو الذي يثيبك عليها.
{فإذا نقر في الناقور} نفخ في الصور. الآية. وقوله:
{فذلك يومئذ يوم عسير}.
{على الكافرين غير يسير}.
{ذرني ومن خلقت وحيدا} أي: لا تهتم لشأنه فإني أكفيك أمره، أي: الوليد بن المغيرة، يقول: خلقته وحيداً لا ولد له ولا مال.
{وجعلت له مالا ممدودا} دائماً لا ينقطع عنه من الزرع والضرع والتجارة.
{وبنين شهودا} حضوراً معه بمكة، وكانوا عشرةً.
{ومهدت له تمهيدا} بسطت له في العيش والمال بسطاً.
{ثم يطمع أن أزيد} يرجو أن أزيده مالاً وولداً.
{كلا} قطع لرجائه {إنه كان لآياتنا عنيدا} للقرآن معانداً غير مطيع.
{سأرهقه صعودا} سأغشيه مشقةً من العذاب.
{إنه فكر وقدر} وذلك أن قريشا ًسألته ما تقول في محمد؟ فتفكر في نفسه وقدر القول في محمد عليه السلام والقرآن ماذا يمكنه أن يقول فيهما.
{فقتل} لعن وعذب {كيف قدر}؟ استفهام على طريق التعجب.
{ثم قتل كيف قدر}.
{ثم نظر}. {ثم عبس وبسر} كلح وجهه.
{ثم عبس وبسر}.
{ثم أدبر واستكبر} عن الإيمان.
{فقال إن هذا} ما هذا الذي يقرؤه محمد {إلا سحر يؤثر} يروى عن السحرة.
{إن هذا إلا قول البشر} كما قالوا: {إنما يعلمه بشر}. قال الله تعالى.
{سأصليه سقر} سأدخله جهنم، ثم أعلم عظم شأن سقر من العذاب، فقال:
{وما أدراك ما سقر} ما أعلمك أي شيء سقر.!
{لا تبقي ولا تذر}.
{لواحة للبشر} محرقة للجلد حتى تسوده.
{عليها تسعة عشر} من الخزنة، الواحد منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة ومضر، فلما نزلت هذه الآية قال بعض المشركين: إنا أكفيكم منهم سبعة عشر، فاكفوني اثنين، فأنزل الله:
{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} لا رجالاً، فمن ذا يغلب الملائكة؟ {وما جعلنا عدتهم} عددهم في القلة {إلا فتنة للذين كفروا} لأنهم قالوا: ما أعون محمد إلا تسعة عشر {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} ليعلموا أن ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم موافق لما في كتبهم {ويزداد الذين آمنوا} لأنهم يصدقون بما أتى به الرسول عليه السلام، وبعدد خزنة النار {ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون} أي: لا يشكون في أن عددهم على ما أخبر به محمد عليه السلام {وليقول الذين في قلوبهم مرض} شك {والكافرون: ماذا أراد الله بهذا مثلا} أي شيء أراد الله بهذا العدد وتخصيصه؟ {كذلك} كما أضلهم الله بتكذيبهم {يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو} هذا جواب لقولهم: ما أعوانه إلا تسعة عشر {وما هي} أي: النار {إلا ذكرى للبشر} أي: إنها تذكرهم في الدنيا النار في الآخرة.
{كلا} ليس الأمر على ما ذكروا من التكذيب له {والقمر} قسم.
{والليل إذ أدبر} جاء بعد النهار.
{والصبح إذا أسفر} أضاء.
{إنها لإحدى الكبر} إن سقر لإحدى الأمور العظام.
{نذيرا} إنذاراً {للبشر}.
{لمن شاء منكم أن يتقدم} فيما أمر به {أو يتأخر} عنه، فقد أنذرتم.
{كل نفس بما كسبت رهينة} مأخوذة بعملها.
{إلا أصحاب اليمين} يعني: أهل الجنة فهم لا يزتهنون بذنوبهم، ولكن الله يغفر لهم. وقيل: أصحاب اليمين ها هنا أطفال المسلمين. وقوله:
{في جنات يتساءلون}.
{عن المجرمين}.
{ما سلككم في سقر} أي: ما أدخلكم جهنم؟
{قالوا لم نك من المصلين}.
{ولم نك نطعم المسكين}.
{وكنا نخوض مع الخائضين} ندخل الباطل مع من دخله.
{وكنا نكذب بيوم الدين} بيوم الجزاء .
{حتى أتانا اليقين} الموت.
{فما تنفعهم شفاعة الشافعين}.
{فما لهم عن التذكرة معرضين} ما لهم يعرضون عن تذكيرك إياهم.
{كأنهم حمر مستنفرة}.
{فرت من قسورة} أي: الأسد. وقيل: الرماة الصيادون.
{بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} وذلك أنهم قالوا: إن سرك أن نتبعك فأت كل واحد منا بكتاب من رب العالمين نؤمر فيه بابتاعك، كما قالوا: {لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} الآية.
{كلا} رد لما قالوا {بل لا يخافون الآخرة} حيث يقترحون أن يؤتوا صحفاً منشرة.
{كلا إنه تذكرة} إن القرآن تذكير للخلق، وليس بسحر.
{فمن شاء ذكره}.
{وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى} أهل أن يتقى عقابه {وأهل المغفرة} أهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته.