islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
13920

67-الملك

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

{تبارك} أي: تعالى وتعظم {الذي بيده الملك} يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم} في الحياة {أيكم أحسن عملا} أي: أطوع لله وأروع عن محارمه، ثم يجازيكم بعد الموت.

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ

{الذي خلق سبع سماوات طباقا} بعضها فوق بعض {ما ترى في خلق الرحمن} أي: خلقه السماء {من تفاوت} اضطرب واختلاف، بل هي مستويةً مستقيمة {فارجع البصر} أعد فيها النظر {هل ترى من فطور} صدوع وشقوق. {ثم ارجع البصر} كرر النظر {كرتين} مرتين.

ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ

{ينقلب إليك البصر} ينصرف ويرجع {خاسئا} صاغراً ذليلاً {وهو حسير} أي: وقد أعيا من قبل أن يرى في السماء خللاً.

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ

{ولقد زينا السماء الدنيا} التي تدنو منكم {بمصابيح} بكواكب {وجعلناها رجوما} مرامي {للشياطين} إذا استرقوا السمع {وأعتدنا لهم} في الآخرة {عذاب السعير}.

وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

{وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير}.

إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ

{إذا ألقوا فيها سمعوا لها} لجهنم {شهيقا} صوتاً كصوت الحمار {وهي تفور} تغلي.

تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ

{تكاد تميز من الغيظ} تنقطع غضباً على الكفار {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها} سؤال توبيخ: {ألم يأتكم نذير} رسول في الدنيا ينذركم عذاب الله؟ فقالوا:

قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ

{قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير}.

وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ

{لو كنا نسمع} من الرسل من يفهم ويتفكر {أو نعقل} عقل من ينظر {ما كنا في أصحاب السعير}. وقوله:

فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ

{فاعترفوا بذنبهم}بتكذيب الرسل، ثم اعترفوا بجهلهم {فسحقا لأصحاب السعير} أي: أسحقهم الله سحقاً، أي: باعدهم من رحمته مباعدةً.

إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ

{إن الذين يخشون ربهم بالغيب} قبل معاينة العذاب وأحكام الآخرة.

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

{وأسروا قولكم أو اجهروا به} نزلت في المشركين الذين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتهم، فيخبره الله تعالى، فقالوا: فيما بينهم: أسروا قولكم كيلا يسمع إله محمد، فقال الله تعالى:

أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

{ألا يعلم من خلق} أي: ألا يعلم ما في صدوركم وما تسرون به من خلقكم؟

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا} سهلاً مسخرةً {فامشوا في مناكبها} جوانبها {وإليه النشور} إليه يبعث الخلق.

أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ

{أأمنتم من في السماء} قدرته وسلطانه وعرشه {أن يخسف بكم الأرض} تغور بكم {فإذا هي تمور} تتحرك بكم وترتفع فوقكم. وقوله:

أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ

{فستعلمون} أي: عند معاينة العذاب {كيف نذير} أي: إنذاري بالعذاب.

وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ

{ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير} إنكاري إذ أهلكتهم.

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ

{أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات} باسطات أجنحتها {ويقبضن} يضربن بها جنوبهن {ما يمسكهن} في حال القبض والبسط {إلا الرحمن} بقدرته.

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ

{أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن} يدفع عنكم عذابه.

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ

{بل لجوا} تمادوا {في عتو} عصيان وضلال {ونفور} تباعد عن الحق.

أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

{أفمن يمشي مكبا على وجهه} أي: الكافر يحشر يوم القيامة وهو يمشي على وجهه. يقال: كببت فلاناً على وجهه فأكب هو. يقول هذا {أهدى أمن يمشي سويا} مستوياً مستقيماً {على صراط مستقيم} وهو المؤمن.

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ

{قل هو الذي أنشأكم} خلقكم {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون} أي: لا تشكرون خالقكم وخالق هذه الأعضاء لكم إذ أشركتم به غيره.

قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

{قل هو الذي ذرأكم} خلقكم {في الأرض وإليه تحشرون}

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

{ويقولون متى هذا الوعد} أي: وعد الحشر.

قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ

{قل إنما العلم} بوقوعه ومجيئه {عند الله وإنما أنا نذير} مخوف {مبين} أبين لكم الشريعة.

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ

{فلما رأوه} أي: العذاب في الآخرة {زلفة} قريباً {سيئت وجوه الذين كفروا} تبين في وجوههم السوء، وعلتها الكآبة {وقيل هذا} العذاب {الذي كنتم به تدعون} تفتعلون من الدعاء، أي: تدعون الله به إذ تقولون: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية.

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

{قل أرأيتم إن أهلكني الله} فعذبني {ومن معي أو رحمنا} غفر لنا {فمن يجير الكافرين من عذاب أليم} يعني: نحن مع إيماننا خائفون نخاف عذاب الله ونرجو رحمته، فمن يمنعكم من عذابه وأنتم كافرون؟

قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

{قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين}.

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

{قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} غائراً ذاهباً في الأرض {فمن يأتيكم بماء معين} ظاهر تناله الأيدي والدلاء.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس