islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14609

57-الحديد

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

{سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} ذكر تفسيرها في قوله: {إن من شيء إلا يسبح بحمده}.

لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

{له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير}.

هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

{هو الأول} قبل كل شيء، فكل شيء دونه {والباطن} العالم بكل شيء.

هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ ب

{يعلم ما يلج في الأرض} ما يدخل فيها من مطر وغيره {وما يخرج منها} من نبات وشجر {وما ينزل من السماء} من رزق ومطر، وملك وأمر {وما يعرج فيها} يصعد إليها من عمل {وهو معكم} بالعلم والقدرة {أين ما كنتم}.

لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ

{له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور}.

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

{يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور}.

آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ

{آمنوا بالله ورسوله} صدقوا بأن الله تعالى واحد، وأن محمداً رسول الله {وأنفقوا} من المال الذي {جعلكم مستخلفين فيه} أي: كان لغيركم فملكتموه. وقوله:

وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

{وقد أخذ ميثاقكم} أي: حين أخرجكم من ظهر آدم عليه السلام بأن الله ربكم لا إله لكم سواه {إن كنتم مؤمنين} أي: إن كنتم على أن تؤمنوا يوماً من الأيام.

هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ

{هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم}.

وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَع

{ وما لكم أن لا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض } أي: أي شيء لكم في ترك الإنفاق في طاعة الله وأنتم ميتون تاركون أموالكم، ثم بين فضل السابقين في الإنفاق والجهاد، فقال {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح} يعني: فتح مكة {وقاتل} جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعداء الله. {أولئك أعظم درجة} يعني: عند الله {من الذين أنفقوا من بعد} الفتح {وقاتلوا وكلا} من الفريقين {وعد الله الحسنى} الجنة.

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ

{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} ذكر تفسيره في سورة البقرة.

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات} وهو يوم القيامة {يسعى نورهم} على الصراط {بين أيديهم وبأيمانهم} وتقول لهم الملائكة: {بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم}.

يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذ

{يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} انتظرونا وقفوا لنا تستضيء بنوركم {قيل} لهم {ارجعوا وراءكم} من حيث جئتم {فالتمسوا نورا} فلا نور لكم عندنا {فضرب بينهم} بين المؤمنين والمنافقين {بسور} وهو حاجز بين الجنة والنار. وقيل: هو سور الأعراف {له باب} في ذلك السور باب {باطنه فيه الرحمة} لأن ذلك الباب يفضي إلى الجنة {وظاهره من قبله} أي: من قبل ذلك الظاهر {العذاب} وهو النار.

يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ

{ينادونهم} ينادي المنافقون المؤمنين: {ألم نكن معكم} في الدنيا نناكحكم ونوارثكم {قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم} آثمتموها بالنفاق {وتربصتم} بمحمد عليه السلام الموت {وارتبتم} شككتم في الإيمان {وغرتكم الأماني} ما كنتم تمنون من نزول الدوابر بالمؤمنين {حتى جاء أمر الله} الموت {وغركم بالله} أي: بحلمه وإمهاله {الغرور} الشيطان.

فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

{فاليوم لا يؤخذ منكم فدية} بدل {ولا من الذين كفروا} وهم المشركون {مأواكم النار} منزلكم النار {هي مولاكم} أولى بكم {وبئس المصير} هي.

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

{ألم يأن للذين آمنوا} ألم يحن {أن تخشع قلوبهم} ترق وتلين {لذكر الله وما نزل من الحق} وهو القرآن، وهذا حث من الله تعالى لقوم من المؤمنين على الرقة والخشوع {ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل} أي: اليهود والنصارى {فطال عليهم الأمد} الزمان بينهم وبين أنبيائهم {فقست قلوبهم} لم تلن لذكر الله، ونسوا ما عهد الله سبحانه إليهم في كتابهم {وكثير منهم فاسقون} وهم الذين تركوا الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.

اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

{اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات} أي: إن إحياء الأرض بعد موتها دليل على توحيد الله تعالى وقدرته.

إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ

{إن المصدقين والمصدقات} الذي يتصدقون وينفقون في سبيل الله {وأقرضوا الله قرضا حسنا} بالنفقة في سبيله {يضاعف لهم} ما عملوا {ولهم أجر كريم} وهو الجنة.

وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ

{والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون} المبالغون في الصدق {والشهداء عند ربهم} أي: الأنبياء عليهم السلام {لهم أجرهم ونورهم} في ظلمة القبر. وقيل: هم جميع المؤمنين.

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَة

{اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو} في انقضائها وقلة حاصلها {وزينة} يتزينون بها {وتفاخر بينكم} يفخر بها بعضكم على بعض {وتكاثر في الأموال والأولاد} مباهاة بكثرتها، ثم ضرب لها مثلاً فقال: {كمثل غيث} مطر {أعجب الكفار} أي: الزراع {نباته} ما أنبته ذلك الغيث، {ثم يهيج} ييبس {فتراه مصفرا} بعد يبسه {ثم يكون حطاما} هشيماً متفتتاً، كذلك الإنسان يهرم ثم يموت ويبلى. {وفي الآخرة عذاب شديد} للكفار {ومغفرة من الله ورضوان} لأوليائه.

سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

{سابقوا إلى مغفرة من ربكم} ذكر في سورة آل عمران عند قوله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} الآية.

مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

{ما أصاب من مصيبة في الأرض} بالجدب {ولا في أنفسكم} بالمرض والموت والخسران {إلا في كتاب} أي: اللوح المحفوظ {من قبل أن نبرأها} نخلق تلك المصيبة {إن ذلك على الله يسير} أي: خلقها في وقتها بعد أن كتبها في اللوح المحفوظ.

لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ

{لكي لا تأسوا على ما فاتكم} من الدنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} أعطاكم منها، أي: لكيلا تحزنوا حزناً يطغيكم، ولا تبطروا بالفرح بعد أن علمتم أن ما يصيبكم من خير وشر فمكتوب لا يخطئكم. {والله لا يحب كل مختال} متكبر بما أوتي من الدنيا {فخور} به على الناس.

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ

{الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل} ذكر في سورة النساء.

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِن

{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} بالدلالات الواضحات {وأنزلنا معهم الكتاب والميزان} العدل {ليقوم الناس بالقسط} ليتعامل الناس بينهم بالعدل {وأنزلنا الحديد} وذلك أن آدم عليه السلام نزل إلى الأرض بالعلاة والمطرقة وآلة الحدادين {فيه بأس شديد} قوة وشدة يمتنع بها ويحارب {ومنافع للناس} يستعملونه في أدواتهم {وليعلم الله} أي: أرسلنا الرسل ومعهم هذه الأشياء ليتعامل الناس بالحق، وليرى الله من ينصر دينه {ورسله بالغيب} في الدنيا. وقوله:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

{ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون}.

ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ ر

{ورهبانية ابتدعوها} أي: ابتدعوا من قبل أنفسهم رهبانيةً، أي: الترهب في الصوامع {ما كتبناها عليهم} ما أمرناهم بها {إلا ابتغاء رضوان الله} لكنهم ابتغوا بتلك الرهبانية رضوان الله {فما رعوها حق رعايتها} أي: قصوراً في تلك الرهبانية حين لم يؤمنوا بمحمد عليه السلام، {فآتينا الذين آمنوا منهم} بمحمد عليه السلام {أجرهم وكثير منهم فاسقون} وهم الذين لم يؤمنوا به.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

{يا أيها الذين آمنوا} بالتوراة والإنجيل {اتقوا الله وآمنوا برسوله} محمد عليه السلام {يؤتكم كفلين} نصيبين {من رحمته} نصيباً بإيمانكم الأول، ونصيباً بإيمانكم بمحمد عليه السلام وكتابه {ويجعل لكم نورا تمشون به} في الآخرة على الصراط {ويغفر لكم} وعدهم الله هذه الأشياء كلها على الإيمان بمحمد عليه السلام، ثم قال:

لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

{لئلا يعلم} أي: ليعلم، ولا زائدة {أهل الكتاب} اليهود والنصارى {ألا يقدرون على شيء} أنهم لا يقدرون على شيء {من فضل الله} يعني: إن لم يؤمنوا لم يؤتهم الله شيئاً مما ذكر {وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس