39-الزمر
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
{تنزيل الكتاب} ابتداء، وخبره قوله: {من الله العزيز الحكيم}. وقوله:
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ
{مخلصا له الدين} أي: الطاعة، والمعنى: اعبده موحداً لا إله إلا هو.
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ
{ألا لله الدين الخالص} أي: الطاعة لا يستحقها إلا الله تعالى، ثم ذكر الذين يعبدون غيره فقال: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم} أي: ويقولون: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} أي: قربى { إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون } من أمر الدين، ثم أنه لا يهدي هؤلاء، فقال {إن الله لا يهدي من هو كاذب} في إضافة الولد إلى الله تعالى {كفار} يكفر نعمته بعبادة غيره، ثم ذكر براءته عن الولد فقال:
لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
{لو أراد الله أن يتخذ ولدا} كما يزعم هؤلاء {لاصطفى} لاختار {مما يخلق ما يشاء، سبحانه} تنزيهاً له عن الولد. وقوله:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
{يكور الليل على النهار} أي: يدخل أحدهما على الآخر.
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَ
{خلقكم من نفس واحدة} يعني: آدم عليه السلام {ثم جعل منها زوجها} حواء {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} مشروح في سورة الأنعام، وقوله: {خلقا من بعد خلق} أي: نطفةً، ثم علقةً، ثم مضغةً {في ظلمات ثلاث} ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة. { فأنى تصرفون} عن عبادته إلى عبادة غيره بعد هذا البيان! وقوله:
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَ
{ولا يرضى لعباده الكفر} أي: المؤمنين المخلصين منهم، كقوله: {عينا يشرب بها عباد الله}. {وإن تشكروا} أي: إن تطيعوا ربكم {يرضه لكم} يرض الشكر لكم ويثبكم عليه.
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْح
{وإذا مس الإنسان} يعني: الكافر {ضر دعا ربه منيبا إليه} راجعاً {ثم إذا خوله} أعطاه {نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل} نسي الله الذي كان يتضرع إليه من قبل النعمة، وترك عبادته {قل} يا محمد عليه السلام لمن يفعل ذلك: {تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار}. وهذا تهديد.
أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
{أمن هو قانت} قائم مطيع لله {آناء الليل } أوقاته {يحذر} عذاب {الآخرة } كمن هو عاص؟ ثم ضرب لهما مثلاً فقال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} أي: هل يستوي العالم والجاهل؟ كذلك لا يستوي المطيع والعاصي. {إنما يتذكر أولو الألباب} إنما يتعظ بوعظ الله ذوو العقول. وقوله:
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
{للذين أحسنوا في هذه الدنيا} وحدوا الله تعالى وعملوا بطاعته {حسنة} وهي الجنة {وأرض الله واسعة} فهاجروا فيها، واخرجوا من بين الكفار {إنما يوفى الصابرون} على طاعة الله تعالى وما يبتليهم به {أجرهم بغير حساب} بغير مكيال ولا ميزان.
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ
{قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين} أي: موحداً.
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ
{وأمرت لأن أكون أول المسلمين} من هذه الأمة.
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
{قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}.
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي
{قل الله أعبد مخلصا له ديني}.
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} بالتخليد في النار {وأهليهم} لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة.
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ
{لهم من فوقهم ظلل} هذا كقوله {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم} الآية، وكقوله: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} {ذلك} الذي وصفت من العذاب {يخوف الله به عباده}.
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
{والذين اجتنبوا الطاغوت} أي: الأوثان {أن يعبدوها وأنابوا إلى الله} رجعوا إليه بالطاعة {لهم البشرى} بالجنة {فبشر عباد}.
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ
{الذين يستمعون القول} القرآن وغيره {فيتبعون أحسنه} وهو القرآن.
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ
{أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت} يا محمد {تنقذ}ه، أي تخرجه من النار، أي: إنه لا يقدر على هدايته. وقوله:
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ
{لهم غرف من فوقها غرف مبنية} أي: لهم منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ
{ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه} أدخل ذلك الماء {ينابيع في الأرض} وهي المواضع التي ينبع منها الماء، وكل ماء في الأرض فن السماء نزل. {ثم يخرج به} بذلك الماء {زرعا مختلفا ألوانه} خضرة، وصفرةً {ثم يهيج} ييبس {فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما} دقاقاً فتاتاً {إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب} يذكرون ما لهم من الدلالة في هذا على توحيد الله تعالى وقدرته.
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
{أفمن شرح الله صدره} وسعه {للإسلام فهو على نور من ربه} أي: فاهتدي إلى دين الإسلام، كمن طبع على قلبه، ويدل على هذا المحذوف قوله: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّ
{الله نزل أحسن الحديث} أي: القرآن {كتابا متشابها} يشبه بعضه بعضاً من غير اختلاف ولا تناقص {مثاني} يثني فيه الأخبار والقصص، وذكر الثواب والعقاب {تقشعر} تضطرب وتتحرك بالخوف {منه جلود الذين يخشون ربهم} يعني: عند ذكر آية العذاب {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} أي: من آية الرحمة {ذلك هدى الله} أي: ذلك الخشية من العذاب ورجاء الرحمة هدى الله.
أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ
{أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب} وهو الكافر يلقى في النار مغلولاً، فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه، ومعنى الآية: أفمن هذا حاله كمن يدخل الجنة؟ وقوله:
كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
{كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
{فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}.
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون}.
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
{غير ذي عوج} أي: ليس فيه اختلاف وتضاد، ثم ضرب مثلاً للموحد والمشرك فقال:
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
{ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون} متنازعون سيئة أخلاقهم، وكل واحد يستخدمه بقدر نصيبه، وهذا مثل المشرك الذي يعبد آلهةً شتى { ورجلا سلما } خالصاً لرجل وهو الذي يعيد اله وحده {هل يستويان مثلا} أي: هل يستوي مثل الموحد ومثل المشرك؟ {الحمد لله} وحده دون غيره من المعبودين {بل أكثرهم لا يعلمون} مفسر في سورة النحل. ثم ذكر أنهم يموتون ويرجعون إلى الله فيختصمون عنده، فقال:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ
{إنك ميت وإنهم ميتون} {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} يعني: المؤمن والكافر، والمظلوم والظالم.
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
{ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}.
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ
{فمن أظلم ممن كذب على الله} وزعم أن له ولداً وشريكاً {وكذب بالصدق} بالقرآن {إذ جاءه} على لسان الرسول. {أليس في جهنم مثوى} مقام ومنزل لهؤلاء.
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
{والذي جاء بالصدق} يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم بالقرآن {وصدق} أبو بكر رضي الله عنه ثم المؤمنين بعده. وقوله:
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ
{لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين}.
لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
{ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}.
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
{أليس الله بكاف عبده} يعني: محمداً صلوات الله عليه، ينصره ويكفيه أمر من يعاديه {ويخوفونك بالذين من دون} أي: يخوفونك بأوثانهم، يقولون: إنك لتعيبها، وإنها لتصيبنك بسوء، ثم بين أنهم مع عبادتهم الأوثان يقرون بأن الخالق هو الله، فقال:
وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ
{ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام}.
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِ
{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله } الأوثان. {إن أرادني الله بضر} بلاء وشدة. هل يكشفن ذلك عني {أو أرادني برحمة} نعمة. هل يمسكن ذلك عني؟ وهذا بيان أنها لا تنفع ولا تدفع.
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون}.
مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ
{من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}.
إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
{إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل}.
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
{الله يتوفى الأنفس} يقبض الأرواح {حين} عند {موتها والتي لم تمت} أي: ويقبض روح التي لم تمت {في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت } أي: يمسك أنفس الأموات عنده، {ويرسل الأخرى} أنفس الأحياء إذا انتهبوا من منامهم يرد عليهم أرواحهم {إلى أجل مسمى} وهو أجل الموت.
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ
{أم اتخذوا من دون الله شفعاء} أي: الأوثان التي عبدوها لتشفع لهم. { قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا } من الشفاعة {ولا يعقلون} أنهم يعبدونهم لا يتركون عبادتهم.
قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
{قل لله الشفاعة جميعا} فليس يشفع أحد إلا بإذنه.
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
{وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } كان المشركون إذا سمعوا قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له نفروا من ذلك، وإذا ذكر الأوثان فرحوا، و{اشمأزت}: نفرت. وقوله:
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
{قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون}.
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
{وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة. وقوله:
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
{وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
{إنما أوتيته على علم} أعطيته على شرف وفضل، وكنت علمت أني سأعطى هذا باستحقاقي {بل هي فتنة} أي: تلكم العطية فتنة من الله تعالى يبتلي به العبد ليشكر أو يكفر.
قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
{قد قالها الذين من قبلهم} يعني: قارون حين قال: {إنما أوتيته على علم عندي}.
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
{فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين}.
أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
{أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون}.
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} بارتكاب الكبائر والفواحش. نزلت في قوم من أهل مكة هموا بالإسلام، ثم قالوا: إن محمداً يقول: إن من عبد الأوثان، واتخذ مع الله آلهةً، وقتل النفس لا يغفر له، وقد فعلنا كل هذا، فأعلم الله تعالى أن من تاب وآمن غفر اله له كل ذنب، فقال: {لا تقنطوا من رحمة الله}اللآيه.
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
{وأنيبوا إلى ربكم} أي: ارجعوا إليه بالطاعة {وأسلموا} وأطيعوا {له}.
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم} أي: القرآن، كقوله: {الله نزل أحسن الحديث}. وقوله:
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
{أن تقول نفس يا حسرتى } أي: افعلوا ما أمرتكم به من الإنابة وابتاع القرآن خوف أن تصيروا إلى حالة تقولون فيها هذا القول. وقوله: {على ما فرطت في جنب الله} أي: قصرت في طاعة الله، وسلوك طريقة {إن كنت لمن الساخرين} أي: ما كنت إلا من المستهزئين بدين الله تعالى وكتابه.
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
{أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين}.
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
{أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين}.
بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
{بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}.
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ
{ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}.
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
{وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم} بمناجتهم من العذاب، والمفازة ها هنا بمعنى الفوز. وقوله:
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
{الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل}.
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
{له مقاليد السماوات والأرض} أي: مفاتيح خزائنها، فكل شيء في السماوات والأرض، الله فاتح بابه.
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ
{قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} هذا جواب الذين دعوه إلى دين آبائه. وقوله:
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ
{بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}.
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
{والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} أي: ملكه من غير منازع، كما يقال: هو في قبضه فلان: إذا ملك التصرف فيه وإن لم يقبض عليه بيده، {والسماوات مطويات} كقوله: {يوم نطوي السماء} {بيمينه} أي:بقوته. وقيل: بقسمه، لأنه حلف أنه يطويها.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ
{ونفخ في الصور فصعق} أي: مات {من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قيل: هم الشهداء، وهم أحياء عند ربهم. وقيل: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش عليهم السلام. {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} ينتظرون أمر الله فيهم.
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
{وأشرقت الأرض} ألبست الإشراق عرصات القيامة {بنور ربها} وهو نور يخلقه الله في القيامة يلبسه وجه الأرض. {ووضع الكتاب} أي: الكتب التي فيها أعمال بني آدم {وجيء بالنبيين والشهداء} الذين يشهدون للرسل بالتبليغ.
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ
{ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون}.
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَ
{وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا} جماعات وأفواجاً. وقوله:
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
{قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}.
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
{طبتم} أي: كنتم طيبين في الدنيا.وقوله:
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
{وأورثنا الأرض} أي: أرض الجنة {نتبوأ من الجنة} نتخذ منها منازل { حيث نشاء فنعم أجر العاملين} ثواب المطيعين.
وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
{وترى الملائكة حافين من حول العرش} محيطين به {وقضي بينهم} أي: حكم بين أهل الجنة والنار. {وقيل الحمد لله رب العالمين}.