islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
13936

51-الذاريات

وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا

{والذاريات ذروا} أي: الرياح التي تذرو التراب.

فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا

{فالحاملات وقرا} وهي السحاب تحمل الماء.

فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا

{فالجاريات يسرا}السفن تجري في البحر بيسر {فالمقسمات أمرا} الملائكة تأتي بأمر مختلف من الخصب والخصب والجدب، والمطر، والحوادث.

فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا

{فالمقسمات أمرا}.

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ

{ إنما توعدون } من الخير والشر، والثواب والعقاب {لصادق}. أقسم الله بهذه الأشياء على صدق وعده.

وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ

{وإن الدين} الجزاء على الأعمال {لواقع} لكائن.

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ

{والسماء ذات الحبك} الخلق الحسن.

إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ

{إنكم} يا أهل مكة {لفي قول مختلف} في أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ

{يؤفك عنه} يصرف عن الإيمان به {من أفك} صرف عن الخير.

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ

{قتل الخراصون} لعن الكذابون، يعني: المقتسمين.

الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ

{الذين هم في غمرة} غفلة {ساهون} لاهون.

يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ

{يسألون أيان يوم الدين} متى يوم الجزاء؟ استهزاء منهم. قال الله تعالى:

يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ

{يوم هم على النار يفتنون} أي: يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون يحرقون ويعذبون، وتقول لهم الخزنة:

ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ

{ذوقوا فتنتكم} عذابكم {هذا الذي كنتم به تستعجلون} في الدنيا.

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

{إن المتقين في جنات وعيون}.

آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ

{ آخذين ما آتاهم ربهم } من الثواب والكرامة {إنهم كانوا قبل ذلك} قبل دخولهم الجنة {محسنين}.

كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ

{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} كانوا ينامون قليلاً من الليل.

وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

{وبالأسحار هم يستغفرون}.

وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ

{وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} وهو الذي لا يسأل الناس ولا يكسب.

وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ

{وفي الأرض آيات} دلالات على قدرة الله تعالى ووحدانية {للموقنين}.

وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ

{وفي أنفسكم} أيضاً آيات من تركيب الخلق، وعجائب ما في الآدمي من خلقه {أفلا تبصرون} ذلك.

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ

{وفي السماء رزقكم} أي: الثلج والمطر الذي هو سبب الرزق والنبات من الأرض {وما توعدون} ما ابتداء، وخبره محذوف على تقدير: وما توعدون من البعث والثواب والعقاب حق، ودل على هذا المحذوف قوله:

فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ

{فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} أي: كما أنكم تتكلمون، أي: إنه معلوم بالدليل كما إن كلامكم إذا تكلمتم معلوم لكم ضرورةً أنكم تتكلمون، ومثل رفع لأنه صفة لقوله: لحق، ومن نصب أراد: إنه لحق حقاً مثل ما أنكم تنطقون.

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ

{هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} بأن خدمهم بنفسه.

إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ

{إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} سلموا سلاماً {قال سلام} عليكم {قوم منكرون} أي: أنتم قوم لا نعرفكم.

فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ

{فراغ} فعدل ومال {إلى أهله}. وقوله:

فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ

{فقربه إليهم قال ألا تأكلون}.

فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ

{فأوجس منهم خيفة} أي: وقع في نفسه الخوف منهم، وقوله:

فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ

{فأقبلت امرأته في صرة} أي: أخذت تصيح بشدة {فصكت} لطمت {وجهها وقالت}: أنا {عجوز عقيم} فكيف ألد؟

قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ

{قالوا كذلك} كما أخبرناك {قال ربك} أي: نخبرك عن الله لا عن أنفسنا {إنه هو الحكيم العليم} يقدر أن يجعل العقيم ولوداً، فلما قالوا ذلك علم إبراهيم أنهم رسل، وأنهم ملائكة صلوات الله عليهم.

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

الجزء السابع والعشرين:{قال: فما خطبكم} أي: ما شأنكم وفيم أرسلتم؟

قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ

{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين} يعنون قوم لوط.

لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ

{لنرسل عليهم حجارة من طين} يعني: السجيل.

مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ

{مسومة عند ربك للمسرفين} معلمة على كل حجر منها اسم من يهلك به.

فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

{فأخرجنا من كان فيها} يعني: من قرى قوم لوط {من المؤمنين}.

فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

{فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} يعني: بيت لوط عليه السلام.

وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ

{وتركنا فيها} بإهلاكهم {اية} علامةً للخائفين تدل على أن الله أهلكهم.

وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ

{وفي موسى} عطف على قوله: وفي الأرض. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} بحجة واضحة.

فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ

{فتولى} فأعرض عن الإيمان {بركنه} مع جنوده وما كان يتقوى به. وقوله:

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ

{وهو مليم} أي: أتى ما يلام عليه.

وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ

{وفي عاد} أيضاً آية {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} وهي التي لا بركة فيها، ولا تأتي بخير.

مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ

{ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم} كالنبت الذي قد تحطم.

وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ

{وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} إلى فناء آجالكم.

فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ

{ فعتوا عن أمر ربهم} عصوه {فأخذتهم الصاعقة} العذاب المهلك.

فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ

{فما استطاعوا من قيام} أي: أن يقوموا بعذاب الله {وما كانوا منتصرين} أي: لم ينصرهم أحد علينا.

وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ

{وقوم نوح} وأهلكنا قوم نوح قبل هؤلاء.

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

{والسماء بنيناها بأيد} بقوة {وإنا لموسعون} لقادرون. وقيل: جاعلون بين السماء والأرض سعةً.

وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ

{والأرض فرشناها} مهدناها لكم {فنعم الماهدون} نحن.

وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

{ومن كل شيء خلقنا زوجين} صنفين كالذكر والأنثى، والحلو والحامض، والنور والظلمة {لعلكم تذكرون} فتعلموا أن خالق الأزواج فرد.

فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ

{ففروا} من عذاب الله إلى طاعته.

وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ

{ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين}.

كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ

{كذلك} كما أخبرناك {ما أتى الذين من قبلهم} من قبل أهل مكة {من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}.

أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ

{أتواصوا به} أوصى بعضهم بعضاً بالتكذيب، والألف للتوبيخ. {بل هم قوم طاغون} عاصون.

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ

{فتول عنهم فما أنت بملوم} لأنك بلغت الرسالة.

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

{وذكر} ذكرهم بأيام الله {فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي: إلا لآمرهم بعبادتي وأدعوهم إليها وقيل: أراد المؤمنين منهم، وكذا هو في قراءة ابن عباس: وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون. {ما أريد منهم من رزق} أن يرزقوا أنفسهم أو أحداً من عبادي {وما أريد أن يطعمون} لأني أنا الرزاق والمطعم. وقوله:

مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ

{ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}.

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

{المتين} أي: المبالغ في القوة.

فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ

{فإن للذين ظلموا} أي: أهل مكة {ذنوبا} نصيباً من العذاب {مثل ذنوب} نصيب {أصحابهم} الذين هلكوا {فلا يستعجلون} إن أخرتهم إلى يوم القيامة.

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ

{فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون} من يوم القيامة.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس