{والذاريات ذروا} أي: الرياح التي تذرو التراب.
{فالحاملات وقرا} وهي السحاب تحمل الماء.
{فالجاريات يسرا}السفن تجري في البحر بيسر {فالمقسمات أمرا} الملائكة تأتي بأمر مختلف من الخصب والخصب والجدب، والمطر، والحوادث.
{فالمقسمات أمرا}.
{ إنما توعدون } من الخير والشر، والثواب والعقاب {لصادق}. أقسم الله بهذه الأشياء على صدق وعده.
{وإن الدين} الجزاء على الأعمال {لواقع} لكائن.
{والسماء ذات الحبك} الخلق الحسن.
{إنكم} يا أهل مكة {لفي قول مختلف} في أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
{يؤفك عنه} يصرف عن الإيمان به {من أفك} صرف عن الخير.
{قتل الخراصون} لعن الكذابون، يعني: المقتسمين.
{الذين هم في غمرة} غفلة {ساهون} لاهون.
{يسألون أيان يوم الدين} متى يوم الجزاء؟ استهزاء منهم. قال الله تعالى:
{يوم هم على النار يفتنون} أي: يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون يحرقون ويعذبون، وتقول لهم الخزنة:
{ذوقوا فتنتكم} عذابكم {هذا الذي كنتم به تستعجلون} في الدنيا.
{إن المتقين في جنات وعيون}.
{ آخذين ما آتاهم ربهم } من الثواب والكرامة {إنهم كانوا قبل ذلك} قبل دخولهم الجنة {محسنين}.
{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} كانوا ينامون قليلاً من الليل.
{وبالأسحار هم يستغفرون}.
{وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} وهو الذي لا يسأل الناس ولا يكسب.
{وفي الأرض آيات} دلالات على قدرة الله تعالى ووحدانية {للموقنين}.
{وفي أنفسكم} أيضاً آيات من تركيب الخلق، وعجائب ما في الآدمي من خلقه {أفلا تبصرون} ذلك.
{وفي السماء رزقكم} أي: الثلج والمطر الذي هو سبب الرزق والنبات من الأرض {وما توعدون} ما ابتداء، وخبره محذوف على تقدير: وما توعدون من البعث والثواب والعقاب حق، ودل على هذا المحذوف قوله:
{فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} أي: كما أنكم تتكلمون، أي: إنه معلوم بالدليل كما إن كلامكم إذا تكلمتم معلوم لكم ضرورةً أنكم تتكلمون، ومثل رفع لأنه صفة لقوله: لحق، ومن نصب أراد: إنه لحق حقاً مثل ما أنكم تنطقون.
{هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} بأن خدمهم بنفسه.
{إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} سلموا سلاماً {قال سلام} عليكم {قوم منكرون} أي: أنتم قوم لا نعرفكم.
{فراغ} فعدل ومال {إلى أهله}. وقوله:
{فقربه إليهم قال ألا تأكلون}.
{فأوجس منهم خيفة} أي: وقع في نفسه الخوف منهم، وقوله:
{فأقبلت امرأته في صرة} أي: أخذت تصيح بشدة {فصكت} لطمت {وجهها وقالت}: أنا {عجوز عقيم} فكيف ألد؟
{قالوا كذلك} كما أخبرناك {قال ربك} أي: نخبرك عن الله لا عن أنفسنا {إنه هو الحكيم العليم} يقدر أن يجعل العقيم ولوداً، فلما قالوا ذلك علم إبراهيم أنهم رسل، وأنهم ملائكة صلوات الله عليهم.
الجزء السابع والعشرين:{قال: فما خطبكم} أي: ما شأنكم وفيم أرسلتم؟
{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين} يعنون قوم لوط.
{لنرسل عليهم حجارة من طين} يعني: السجيل.
{مسومة عند ربك للمسرفين} معلمة على كل حجر منها اسم من يهلك به.
{فأخرجنا من كان فيها} يعني: من قرى قوم لوط {من المؤمنين}.
{فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} يعني: بيت لوط عليه السلام.
{وتركنا فيها} بإهلاكهم {اية} علامةً للخائفين تدل على أن الله أهلكهم.
{وفي موسى} عطف على قوله: وفي الأرض. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} بحجة واضحة.
{فتولى} فأعرض عن الإيمان {بركنه} مع جنوده وما كان يتقوى به. وقوله:
{وهو مليم} أي: أتى ما يلام عليه.
{وفي عاد} أيضاً آية {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} وهي التي لا بركة فيها، ولا تأتي بخير.
{ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم} كالنبت الذي قد تحطم.
{وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} إلى فناء آجالكم.
{ فعتوا عن أمر ربهم} عصوه {فأخذتهم الصاعقة} العذاب المهلك.
{فما استطاعوا من قيام} أي: أن يقوموا بعذاب الله {وما كانوا منتصرين} أي: لم ينصرهم أحد علينا.
{وقوم نوح} وأهلكنا قوم نوح قبل هؤلاء.
{والسماء بنيناها بأيد} بقوة {وإنا لموسعون} لقادرون. وقيل: جاعلون بين السماء والأرض سعةً.
{والأرض فرشناها} مهدناها لكم {فنعم الماهدون} نحن.
{ومن كل شيء خلقنا زوجين} صنفين كالذكر والأنثى، والحلو والحامض، والنور والظلمة {لعلكم تذكرون} فتعلموا أن خالق الأزواج فرد.
{ففروا} من عذاب الله إلى طاعته.
{ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين}.
{كذلك} كما أخبرناك {ما أتى الذين من قبلهم} من قبل أهل مكة {من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}.
{أتواصوا به} أوصى بعضهم بعضاً بالتكذيب، والألف للتوبيخ. {بل هم قوم طاغون} عاصون.
{فتول عنهم فما أنت بملوم} لأنك بلغت الرسالة.
{وذكر} ذكرهم بأيام الله {فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي: إلا لآمرهم بعبادتي وأدعوهم إليها وقيل: أراد المؤمنين منهم، وكذا هو في قراءة ابن عباس: وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون. {ما أريد منهم من رزق} أن يرزقوا أنفسهم أو أحداً من عبادي {وما أريد أن يطعمون} لأني أنا الرزاق والمطعم. وقوله:
{ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}.
{المتين} أي: المبالغ في القوة.
{فإن للذين ظلموا} أي: أهل مكة {ذنوبا} نصيباً من العذاب {مثل ذنوب} نصيب {أصحابهم} الذين هلكوا {فلا يستعجلون} إن أخرتهم إلى يوم القيامة.
{فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون} من يوم القيامة.