islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14738

72-الجن

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا

{قل أوحي إلي} أي: أخبرت بالوحي من الله إلي {أنه استمع نفر من الجن} وذلك أن الله تعالى بعث نفراً من الجن ليستمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي الصبح ببطن نخلة، وهؤلاء الذين ذكرهم الله في سورة الأحقاف في قوله: {وإذ صرفنا إليك} الآية. فلما رجعوا إلى قومهم قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا} في فصاحته وبيانه وصدق إخباره.

يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا

{يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}.

وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا

{وأنه تعالى جد ربنا} أي: جلاله وعظمته عن أن يتخذ ولداً أوصاحبة.

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا

{وأنه كان يقول سفيهنا} جاهلنا {على الله شططا} غلواً في الكذب حتى يصفه بالوالد والصاحبة.

وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

{وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا} أي: كنا نظنهم صادقين في أن لله صاحبةً وولداً حتى سمعنا القرآن، وكنا نظن أن أحداً لا يكذب على الله. انقطع ها هنا قول الجن. قال الله تعالى:

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا

{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} وذلك أن الرجل في الجاهلية كان إذا سافر فأمسى في الأرض الفقر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، أي: الجن. يقول الله: {فزادوهم رهقا} أي: فزادهم بهذا التعوذ طغياناً، وذلك أنهم قالوا: سدنا الجن والإنس.

وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا

{وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا} يقول: ظن الجن كما ظننتم أيها الإنس أن لا بعث يوم القيامة، وقالت الجن:

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا

{وأنا لمسنا السماء} أي: رمنا استراق السمع فيها {فوجدناها ملئت حرسا شديدا} من الملائكة {وشهبا} من النجوم. يريدون: حرست بالنجوم من استماعنا.

وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا

{وأنا كنا} قبل ذلك {نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} أي: كواكب حفظةً تمنع من الاستماع.

وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا

{وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض} بحدوث رجم الكواكب {أم أراد بهم ربهم رشدا} أي: خيراً.

وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا

{وأنا منا الصالحون} بعد استماع القرآن، أي: بررة أتقياء {ومنا دون ذلك} دون البررة {كنا طرائق قددا} أي: أصنافاً مختلفين.

وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا

{وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض} علمنا أن لا نفوته إن أراد بنا أمراً {ولن نعجزه هربا} إن طلبنا. وقوله:

وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا

{فلا يخاف بخسا} أي: نقصاً {ولا رهقا} أي: ظلماً، والمعنى: لا نخاف أن ينقص من حسناته، ولا أن يزاد في سيئاته.

وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا

{وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} الجائرون عن الحق {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا} قصدوا طريق الحق. قال الله تعالى:

وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا

{وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا}.

وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا

{وألو استقاموا على الطريقة} لو آمنوا جميعاً، أي: الخلق كلهم أجمعون الجن والإنس {لأسقيناهم ماء غدقا} لوسعنا عليهم في الدنيا، وضرب المثل بالماء لأن الخير كله والرزق بالمطر، وهذا كقوله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} الآية.

لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا

{لنفتنهم فيه} لنختبرهم فنرى كيف شكرهم {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه} يدخله {عذابا صعدا} شاقاً.

وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا

{وأن المساجد لله} يعني: المواضع التي يصلي فيها. وقيل: الأعضاء التي يسجد عليها. وقيل: يعني: إن السجدات لله، جمع مسجد بمعنى السجود { فلا تدعوا مع الله أحدا } أمر بالتوحيد لله تعالى في الصلاة.

وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا

{وأنه لما قام عبد الله يدعوه} أي: النبي صلى الله عليه وسلم لما قام ببطن نخلة يدعوا الله {كادوا يكونون عليه} كاد الجن يتراكبون ويزدحمون حرصاً على ما يسمعون، ورغبةً فيه وقوله:

قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا

{قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا}.

قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا

{قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}.

قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا

{ولن أجد من دونه ملتحدا} أي: ملجأ.

إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا

{إلا بلاغا من الله ورسالاته} لكن أبلغ عن الله ما أرسلت به، ولا أملك الكفر والإيمان، وهو قوله: {لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}. وقوله:

حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا

{حتى إذا رأوا} أي: الكفار {ما يوعدون} من العذاب والنار {فسيعلمون} حينئذ {من أضعف ناصرا} أنا أو هم {وأقل عددا}

قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا

{قل إن أدري} ما أدري {أقريب ما توعدون} من العذاب {أم يجعل له ربي أمدا} أجلاً وغايةً.

عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا

{عالم الغيب} أي: هو عالم الغيب {فلا يظهر} فلا يطع على ما غيبه من العباد {أحدا}.

إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا

{إلا من ارتضى} اصطفى {من رسول} فإنه يطلعه على ما يشاء من الغيب معجزةً له {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} أي: يجعل من جميع جوانبه رصداً من الملائكة يحفظون الوحي من أن يسترقه الشياطين، فتلقيه إلى الكهنة، فيساوون الأنبياء.

لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا

{ليعلم} الله {أن قد أبلغوا رسالات ربهم} أي: ليبلغوا رسالات ربهم، فإذا بلغوا علم الله ذلك، فصار كقوله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} أي: ولما يجاهدوا. {وأحاط بما لديهم} علم الله ما عندهم {وأحصى كل شيء عددا} أي: علم عدد كل شيء فلم يخف عليه شيء.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس