islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14288

47-محمد

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ

{الذين كفروا} أهل مكة {وصدوا عن سبيل الله} ومنعوا الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم {أضل أعمالهم} أحبطها، فلا يرون في الآخرة لها جزاءً. وقوله:

وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ

{كفر عنهم سيئاتهم} أي: سترها وغفرها لهم {وأصلح بالهم} أمرهم وحالهم.

ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ

{ذلك} الإضلال والتكفير لاتباع الكافرين الباطل، وهو الشيطان، واتباع المؤمنين الحق، وهو القرآن. {كذلك يضرب الله للناس أمثالهم} أي: كالبيان الذي ذكر يبين الله للناس أمثال سيئات الكافرين وحسنات المؤمنين.

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ

{فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب} فاضربوا رقابهم، أي: فاقتلوهم {حتى إذا أثخنتموهم} أكثرتم فيهم القتل {فشدوا} وثاق الأسارى حتى لا يفلتوا منكم {فإما منا بعد} أي: بعد أن تأسروهم، إما منتم عليهم فأطلقتموهم، وإما أن تفادوهم بمال {حتى تضع الحرب أوزارها} أي: اقتلوهم وأسروهم حتى لا يبقى كافر يقاتلكم، فتسكن الحر وتنقطع، وهو معنى قوله: {تضع الحرب أوزارها} أي: يضع أهلها آلة الحر من السلاح وغيره، ويدخلوا في الإسلام أو الذمة. {ذلك} أي: افعلوا ذلك الذي ذكرت {ولو يشاء الله لانتصر منهم} أهلكهم بغير قتال {ولكن ليبلو بعضكم ببعض} يمحص المؤمنين بالجهاد، ويمحق الكافرين {والذين قتلوا في سبيل الله} وهم أهل الجهاد.

سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ

{سيهديهم} في الدنيا إلى الطاعات، وفي الآخرة إلى الدرجات {ويصلح بالهم} أمر معاشهم.

وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ

{ويدخلهم الجنة عرفها لهم} بين لهم مساكنهم فيها، وعرفهم منازلهم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله } أي: رسوله ودينه {ينصركم ويثبت أقدامكم} في مواطن القتال.

وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ

{والذين كفروا فتعسا لهم} أي: سقوطاً وهلاكاً {وأضل أعمالهم} أبطلها، لأنها كانت للشيطان، ثم توعدهم فقال:

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ

{ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم}.

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا

{أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها} أي: أمثال تلك العاقبة التي كانت لمن قبلهم.

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ

{ذلك} أي: ذلك النصر للمؤمنين والهلاك للكافرين {بأن الله مولى الذين آمنوا} وليهم وناصرهم {وأن الكافرين لا مولى لهم} لا ولي ينصرهم من الله.

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ

{والذين كفروا يتمتعون} في الدنيا {ويأكلون كما تأكل الأنعام} ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم، ثم يصيرون إلى النار.

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ

{وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك} يعني: مكة، أخرجك أهلها {أهلكناهم} بتكذيبهم الرسل {فلا ناصر لهم}.

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ

{أفمن كان على بينة من ربه} وهم النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون {كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} وهم أبو جهل والكفار.

مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَ

{مثل} صفة {الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن} غير متغير الرائحة {وأنهار من خمر لذة للشاربين} لذيذة.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ

{ومنهم من يستمع إليك} يعني: المنافقين {حتى إذا خرجوا من عندك} كانوا يستمعون خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذاخرجوا سألوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءً وإعلاماً أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال، يقولون: { ماذا قال آنفا } أي: الآن. وقوله:

وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ

{وآتاهم تقواهم} أي: ثواب تقواهم، ويجوز أن يكون المعنى: وألهمهم تقواهم ووفقهم لها.

فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ

{فهل ينظرون} ينتظرون {إلا الساعة} القيامة {أن تأتيهم بغتة} أي: هم في الحقيقة كذلك، لأنه ليس الأمر إلا أن تقوم عليهم الساعة بغتةً {فقد جاء أشراطها} علاماتها من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وغيره {فأنى لهم إذا جاءتهم } الساعة {ذكراهم} أي: فمن أين لهم أن يتذكروا أو يتوبوا بعد مجيء الساعة.

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ

{فاعلم أنه لا إله إلا الله} أي: فاثبت على ذلك من علمك. {والله يعلم متقلبكم} متصرفكم في أعمالكم وأشغالكم. وقيل: متقلبكم من الأصلاب إلى الأرحام. {ومثواكم} مرجعكم في الدنيا والآخرة.

وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ

{ويقول الذين آمنوا } حرصاً منهم على الوحي إذا استبطؤوه:{لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة} غير منسوخة {وذكر فيها} فرض {القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض} أي: المنافقين {ينظرون إليك} شرراً {نظر المغشي عليه من الموت} كنظر من وقع في سكرات الموت، كراهة منهم للقتال. {فأولى لهم}.

طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ

{طاعة وقول معروف} أي: لو أطاعوا وقالوا لك قولاً حسناً كان ذلك أولى. {فإذا عزم الأمر} أي: جد الأمر ولزم فرض القتال {فلو صدقوا الله} في الإيمان والطاعة {لكان خيرا لهم}.

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ

{فهل عسيتم إن توليتم} أي: لعلكم إن أعرضتم عما جاء به محمد عليه السلام أن تعودوا إلى أمر الجاهلية، فيقتل بعضكم بعضاً، وهو قوله: {أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} أي: بالبغي والظلم والقتل.

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ

{أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}.

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

{أفلا يتدبرون القرآن} فيتعظوا بمواعظه {أم على قلوب أقفالها} فليس تفهمها.

إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ

{إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} يعني: كفار أهل الكتاب كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه {الشيطان سول لهم} زين لهم {وأملى لهم} أطال لهم الأمل.

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ

{ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله} يعني: المشركين {سنطيعكم في بعض الأمر} في التظاهر على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ

{فكيف} أي: فكيف يكون حالهم {إذا توفتهم الملائكة}.

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ

{ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ

{أم حسب الذين في قلوبهم مرض} وهم المنافقون {أن لن يخرج الله أضغانهم} لن يظهر الله أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.

وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ

{ولو نشاء لأريناكهم} لعرفناكم {فلعرفتهم بسيماهم} بعلامتهم {ولتعرفنهم في لحن القول} في معنى كلامهم إذا تكلموا معك.

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ

{ولنبلونكم} بالجهاد {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} العلم الذين يقع به الجزاء {ونبلو أخباركم} أي: ونكشف ما تسرون.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ

{إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم}.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ

{ولا تبطلوا أعمالكم} أي: بالمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامكم.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ

{إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم}.

فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ

{وتدعوا إلى السلم} أي: لا توادعوهم ولا تتركوا قتالهم حتى يسلموا، لأنكم الأعلون، ولا ضعف بكم فتدعوا إلى الصلح {والله معكم} بالنصرة {ولن يتركم أعمالكم} لن ينقصكم شيئاً من ثواب أعمالكم. وقوله:

إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ

{ولا يسألكم أموالكم} أي: لا يسألكم محمد عليه السلام أموالكم أجراً على تبليغ الرسالة.

إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ

{إن يسألكموها فيحفكم} يجهدكم بالمسألة {تبخلوا ويخرج أضغانكم} ويظهر عداوتكم، لأن في مسألة المال ظهور العداوة والحق.

هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُ

{ها أنتم هؤلاء} يا هؤلاء {تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل} بالصدفة {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} لأن له ثواب ما أعطي، فإذا لم يعط لم يستحق الثواب {والله الغني} عن صدقاتكم {وأنتم الفقراء} إليها في الآخرة {وإن تتولوا} عن الرسول {يستبدل قوما غيركم} أطوع منكم، وهم فارس {ثم لا يكونوا} في الطاعة {أمثالكم} بل يكونوا أطوع منكم، وهذا الخطاب للعرب.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس