{طسم} أقسم الله بطوله وسنانه وملكه.
{تلك} هذه {آيات الكتاب المبين} يعني: القرآن.
{لعلك باخع نفسك} قاتل نفسك { أن لا يكونوا مؤمنين } لتركهم الإيمان، وذلك أنه لما كذبه أهل مكة شق عليه، ذلك فأعلمه الله سبحانه أنه لو شاء لاضطرهم إلى الإيمان، فقال:
{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله تعالى.
{وما يأتيهم من ذكر} من وعظ {من الرحمن محدث} في الوحي والتنزيل.
{فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون} فسيعلمون نبأ ذلك، وهو وعيد لهم وقوله:
{كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} من كل نوع محمود مما يحتاج إليه الناس.
{إن في ذلك لآية} لدلالة على توحيد الله سبحانه وقدرته {وما كان أكثرهم مؤمنين} لما سبق في علمي وقضائي.
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{و} اذكر يا محمد {إذ نادى ربك موسى} ليلة رأى الشجرة والنار {أن ائت القوم الظالمين} لأنفسهم بالكفر.
{قوم فرعون ألا يتقون} ألا يخافون الله سبحانه فيؤمنوا به.
{قال رب إني أخاف أن يكذبون}.
{ويضيق صدري} من تكذيبهم إياي {ولا ينطلق لساني} بأداء الرسالة للعقدة التي في فيه {فأرسل إلى هارون} ليظاهرني على التبليغ.
{ولهم علي ذنب} بقتل القبطي.
{قال كلا} لا يقتلونك {إنا معكم} بالنصرة {مستمعون} نسمع ما تقول ويقال لك.
{فأتيا فرعون فقولا إنا رسول} ذوا رسالة {رب العالمين}.
{أن أرسل معنا بني إسرائيل} مفسر في سورة طه، فلما أتاه بالرسالة عرفه فرعون، فقال:
{ألم نربك فينا وليدا} صبياً {ولبثت فينا من عمرك سنين} ثلاثين سنةً.
{وفعلت فعلتك التي فعلت} يعني: قتل القبطي {وأنت من الكافرين} الجاحدين لنعمتي عليك.
{قال} موسى: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} الجاهلين، لم يأتني من الله شيء.
{ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين}.
{وتلك نعمة تمنها علي} أقر بإنعامه عليه، فقال: هي نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. {عبدت} معناه: اتخذت عبيداً.
{قال فرعون وما رب العالمين} أي شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله؟
{قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} أنه خالقهما.
{قال} فرعون {لمن حوله} من أشراف قومه معجباً لهم: {ألا تستمعون} إلى ما يقوله: موسى؟! فقال موسى.
{ربكم ورب آبائكم الأولين}.
{قال} فرعون: {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} يتكلم بكلام لا تعرف صحته.
{قال} موسى: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} فقال فرعون حين لزمته الحجة.
{لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين} من المحبوسين في السجن.
{قال} موسى: { أو لو جئتك بشيء مبين } يعني: أو نفعل ذلك وإن أتيتك على ما أقول بحجة بينة؟
{قال فأت به} مفسر أكثره إلى قوله تعالى:
{فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}.
{ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}.
{قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم}.
{يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون}.
{قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين}.
{يأتوك بكل سحار عليم}.
{فجمع السحرة لميقات يوم معلوم}.
{وقيل للناس هل أنتم مجتمعون}.
{لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين}.
{ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين }.
{قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين}.
{قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون}.
{فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون}.
{فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون}.
{فألقي السحرة ساجدين}.
{قالوا آمنا برب العالمين}.
{رب موسى وهارون}.
{قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين}.
{قالوا لا ضير} لا ضرر {إنا إلى ربنا منقلبون} راجعون إلى ثواب.
{إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا} لأن كنا {أول المؤمنين} من هذه الأمة.
{وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون} يتبعكم فرعون وقومه.
{فأرسل فرعون في المدائن حاشرين} يعني: الشرط ليجمعوا له الجيش، وقال لهم:
{إن هؤلاء} يعني: بني إسرائيل {لشرذمة} عصبة {قليلون}.
{وإنهم لنا لغائظون} مغضبون بمخالفتهم إيانا.
{وإنا لجميع حاذرون} مستعدون للحرب بأخذ أداتها و{حذرون} متيقظون.
{فأخرجناهم من جنات} يعني: حين خرجوا من مصر ليلحقوا موسى وقومه.
{ومقام كريم} مجلس حسن.
{كذلك} كما وصفنا {وأورثناها} بهلاكهم {بني إسرائيل}.
{فأتبعوهم} لحقوهم {مشرقين} في وقت شروق الشمس.
{فلما تراء الجمعان} رأى كل واحد الآخر {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} أي: سيدركنا جمع فرعون.
{قال: كلا} لن يدركونا {إن معي ربي} بالنصرة {سيهدين} طريق النجاة.
{فكان كل فرق} قطعة من الماء {كالطود العظيم} كالجبل.
{وأزلفنا ثم الآخرين} قربنا قوم فرعون إلى الهلاك، وقدمناهم إلى البحر.
{وأنجينا موسى ومن معه أجمعين}.
{ثم أغرقنا الآخرين}.
{وما كان أكثرهم مؤمنين} لم يؤمن من أهل مصر إلا رجل وامرأتان. وقوله:
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{واتل عليهم نبأ إبراهيم}.
{إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون}.
{قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين}.
{قال هل يسمعونكم إذ تدعون}.
{أو ينفعونكم أو يضرون}.
{قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}.
{قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون}.
{أنتم وآباؤكم الأقدمون}.
{فإنهم عدو لي} أي: هذه الآلهة التي تعبدونها عدو لي، أعاديهم أنا ولا أعبدهم {إلا رب العالمين} لكن رب العالمين أعبده.
{الذي خلقني} ظاهر إلى قوله:
{والذي هو يطعمني ويسقين}.
{وإذا مرضت فهو يشفين}.
{والذي يميتني ثم يحيين}.
{والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين}.
{رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين}.
{لسان صدق في الآخرين} أي: ذكراً جميلاً، وثناءً حسناً في الأمم التي تجيء بعدي.
{واجعلني} ممن يرث الجنة بفضلك ورحمتك. وقوله:
{واغفر لأبي إنه كان من الضالين}.
{ولا تخزني يوم يبعثون}.
{يوم لا ينفع مال ولا بنون}.
{إلا من أتى الله بقلب سليم} سلم من الشرك.
{وأزلفت الجنة} قربت {للمتقين}.
{وبرزت} وأظهرت {الجحيم للغاوين} للكافرين.
{وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون}.
{من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون}.
{فكبكبوا فيها} طرح بعضهم على بعض في الجحيم {هم والغاوون} يعني: الشياطين.
{وجنود إبليس} أتباعه من الجن والإنس.
{قالوا} للشياطين والمعبودين:
{تالله إن كنا لفي ضلال مبين}.
{إذ نسويكم} نعدلكم {برب العالمين} في العبادة.
{وما أضلنا} وما دعانا إلى الضلال {إلا المجرمون} أولونا الذين اقتدينا بهم
{فما لنا من شافعين}.
{ولا صديق حميم} قريب يشفع.
{فلو أن لنا كرة} رجعةً إلى الدنيا، تمنوا أن يرجعوا إلى الدنيا فيؤمنوا. وقوله:
{إني لكم رسول أمين} على الوحي والرسالة، لأنكم عرفتموني قبل هذا الأمانة وقوله:
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{كذبت قوم نوح المرسلين}.
{إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون}.
{إني لكم رسول أمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{واتبعك الأرذلون} يعني: السلفة والحاكة. وقوله:
{قال وما علمي بما كانوا يعملون}.
{إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون}.
{وما أنا بطارد المؤمنين}.
{إن أنا إلا نذير مبين}.
{من المرجومين} أي: من المشتومين. وقيل: من المقتولين.
{قال رب إن قومي كذبون}.
{فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين}.
و{الفلك المشحون} المملوء. وقوله:
{ثم أغرقنا بعد الباقين}.
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}.
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{كذبت عاد المرسلين}.
{إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون}.
{إني لكم رسول أمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
{أتبنون بكل ريع} أي: شرف ومكان مرتفع {آية} علماً {تعبثون} تلعبون: يعني: أبنية الحمام وبروجها.
{وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} أي: تتخذون مباني وقصوراً للخلود، لا تفكرون في الموت.
{وإذا بطشتم بطشتم جبارين} إذا ضربتم بالسوط، وإذا عاقبتم قتلتم فعل الجبارين الذين يقتلون على الغضب بغير حق. وقوله:
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون}.
{أمدكم بأنعام وبنين}.
{وجنات وعيون}.
{إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}.
{قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين}.
{إن هذا} ما هذا الذي تدعونا إليه {إلا خلق الأولين} كذبهم وافتراؤهم. ومن قرأ {خلق الأولين} فمعناه: عادة الأولين، أي: الذي نحن فيه عادة الأولين يعيشون ما عاشوا، ثم يموتون ولا بعث ولا حساب. وقوله:
{وما نحن بمعذبين}.
{فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}.
{إن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{كذبت ثمود المرسلين}.
{إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون}.
{إني لكم رسول أمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
{أتتركون في ما هاهنا }أي: في الدنيا {آمنين} من الموت والعذاب. وقوله:
{في جنات وعيون}.
{ونخل طلعها} أي: ثمرها. {هضيم} أي: لين نضيج.
{وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين} حاذقين بنحتها، و {فارهين} أشرين بطرين، وكانوا معمرين لا يبقى البناء مع عمرهم، فنحتوا في الجبال بيوتاً. وقوله:
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{ولا تطيعوا أمر المسرفين}.
{الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون}.
{إنما أنت من المسحرين} أي: من الذين سحروا مرةً بعد أخرى: وقيل ممن له سحر، وهو الرئة، أي: إنما أنت بشر مثلنا. وقوله:
{ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين}.
{لها شرب} أي: حظ ونصيب من الماء.
{ولا تمسوها بسوء} بعقر. وقوله:
{فعقروها فأصبحوا نادمين}.
{فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}.
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{كذبت قوم لوط المرسلين}.
{إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون}.
{إني لكم رسول أمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
{أتأتون الذكران من العالمين} يريد: ما كان من فعل قوم لوط من إتيان الرجال في أدبارهم.
{وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} وتدعون أن تأتوا نسائكم {بل أنتم قوم عادون} ظالمون غاية الظلم.
{قالوا: لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين} عن بلدنا.
{قال: إني لعملكم} يعني: اللواط {من القالين} من المبغضين. وقوله:
{رب نجني وأهلي مما يعملون}.
{فنجيناه وأهله أجمعين}.
{إلا عجوزا} يعني: امرأته {في الغابرين} في الباقين في العذاب.
{ثم دمرنا} أهلكنا.
{وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين}.
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}.
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{كذب أصحاب الأيكة} وهي الغيضة، وهم قوم شعيب.
{إذ قال لهم شعيب ألا تتقون}.
{إني لكم رسول أمين}.
{فاتقوا الله وأطيعون}.
{وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
{أوفوا الكيل} أتموه {ولا تكونوا من المخسرين}. الناقصين للكيل والوزن. وقوله:
{وزنوا بالقسطاس المستقيم}.
{ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.
{والجبلة الأولين} أي: الخليقة السابقين.
{قالوا إنما أنت من المسحرين}.
{وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين}.
{فأسقط علينا كسفا من السماء} أي: قطعة.
{قال ربي أعلم بما تعملون} فيجازيكم به، وما علي إلا الدعوة.
{فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة} وذلك أن الحر أخذهم، فلم ينفعهم ماء ولا كن، فخرجوا إلى البرية، وأظلتهم سحابة وجدوا لها برداً، واجتمعوا تحتها، فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا به. وقوله:
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}.
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}.
{وإنه} يعني: القرآن {لتنزيل رب العالمين}.
{نزل به الروح الأمين} جبريل عليه السلام.
{على قلبك} حتى وعيته.
{بلسان عربي مبين}.
{وإنه} وإن ذكر محمد صلى الله عليه وسلم {لفي زبر الأولين} لفي كتب الأولين.
{أو لم يكن لهم} للمشركين {آية} دلالةً على صدقه {أن يعلمه علماء بني إسرائيل} يعلمون محمداً صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة.
{ولو نزلناه} يعني: القرآن {على بعض الأعجمين} جمع الأعجم، وهو الذي لا يحسن العربية.
{فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين} أنفةً من أتباعه.
{كذلك سلكناه} أدخلنا التكذيب {في قلوب المجرمين} فذلك الذي منعهم عن الإيمان.
{لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم}.
{فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون}.
{فيقولوا هل نحن منظرون} فلما نزلت هذه الآيات قالوا: إلى متى توعدنا بالعذاب؟ فأنزل الله سبحانه.
{أفبعذابنا يستعجلون}.
{أفرأيت إن متعناهم} بالدنيا وأبقيناهم فيها {سنين}.
{ثم جاءهم} العذاب لم ينفعهم إمتاعهم بالدنيا فيما قبل.
{ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}.
{وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} رسل ينذرهم.
{ذكرى} إنذاراً للموعظة {وما كنا ظالمين} في إهلاكهم بعد قيام الحجة عليهم.
{وما تنزلت به} بالقرآن {الشياطين}.
{وما ينبغي لهم} ذلك {وما يستطيعون} ذلك.
{إنهم} عن استراق من السماء. {لمعزولون} بالشهب.
{فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين}.
{وأنذر} خوف {عشيرتك الأقربين} أدنى أهلك وأقاربك.
{واخفض جناحك} لين جانبك. وقوله تعالى:
{فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون}.
{وتوكل على العزيز الرحيم}.
{الذي يراك حين تقوم} أي: إلى صلاتك.
{وتقلبك} تصرفك في أركان الصلاة قائماً وقاعداً، وراكعاً، وساجداً {في الساجدين} في المصلين.
{إنه هو السميع العليم}.
{هل أنبئكم} أخبركم {على من تنزل الشياطين}.
{تنزل على كل أفاك} كذاب {أثيم} فاجر، مثل مسيلمة وغيره من الكهنة.
{يلقون} إليهم ما سمعوا ويخلطون بذلك كذباً كثيراً، وهذا كان قبل أن حجبوا عن السماء.
{والشعراء يتبعهم الغاوون} يعني: شعراء الكفار، كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتبعهم الكفار.
{ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} في كل لغو يخوضون، يمدحون بباطل، ويشتمون بباطل، ثم استثنى شعراء المؤمنين فقال:
{وأنهم يقولون ما لا يفعلون}.
{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} ردوا على من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} أي مرجع يرجعون إليه بعد مماتهم.