islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14298

65-الطلاق

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ الل

{يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون داخلون معه في الخطاب، ومعنى قوله: {إذا طلقتم}: إذا أردتم طلاق النساء {فطلقوهن لعدتهن} أي: لطهرهن الذي يحصينه من عدتهن، وهذا سنة الطلاق، ولا تطلقوهن لحيضتهن التي لا يعتدون بها من زمان العدة. {وأحصوا العدة} أي: عدد أقرائها، واحفظوها لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن، وذلك أن الرجعة إنما تجوز في زمان العدة {واتقوا الله ربكم} وأطيعوه فيما يأمركم وينهاكم {لا تخرجوهن من بيوتهن} حتى تنقضي عدتهن {ولا يخرجن} من البيوت في زمان العدة {إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} وهي الزنا، فيخرجن حينئذ لإقامة الحد عليهن {وتلك حدود الله} يعني: ما ذكر من طلاق السنة {ومن يتعد حدود الله} ما حد الله له من الطلاق وغيره {فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} بعد الطلاق مراجعةً، وهذا يدل على كراهية التطليق ثلاثاً بمرة واحدة، لأن إحداث الرجعة لا يكون بعد الثلاث.

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ

{فإذا بلغن أجلهن} قاربن انقضاء العدة {فأمسكوهن} برجعة تراجعونهن بها {بمعروف} وهو أن لا يريد بالرجعة ضرارها {أو فارقوهن بمعروف} أي: اتركوهن حتى تنقضي عدتهن فتبين، ولا تضروهن بمراجعتهن. {وأشهدوا ذوي عدل منكم} على الرجعة أو الفراق. {ومن يتق الله} يعطه فيما يأمره وينهاه {يجعل له مخرجا} من الشدة إلى الرخاء، ومن الحرام إلى الحلال، ومن النار إلى الجنة. يعني: من صبر على الضيق، واتقى الحرام جعل الله له مخرجاً من الضيق.

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا

{ويرزقه من حيث لا يحتسب} ويروى أن هذا نزل في عوف بن مالك الأشجعي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن العدو أسر ابني، وشكا إليه الفاقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتق الله واصبر، وأكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعل الرجل ذلك، فبينا هو في بيته إذ أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو، وأصاب إبلاً لهم وغنماً، فساقها إلى أبيه. {ومن يتوكل على الله} ما أهمه يتوثق به ويسكن قلبه إليه {فهو حسبه} كافيه {إن الله بالغ أمره} يبلغ أمره فيما يريد، وينفذه {قد جعل الله لكل شيء قدرا} ميقاتاً وأجلاً.

وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا

{واللائي يئسن من المحيض من نسائكم} أي: القواعد من النساء اللاتي قعدن عن الحيض {إن ارتبتم} إن شككتم في حكمهن ولم تعلموا عدتهن، وذلك أنهم سألوا فقالوا: قد عرفنا عدة التي تحيض، فما عدة التي لا تحيض والتي لم تحض بعده؟ فبين الله تعالى ذلك فقال: {فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن} يعني: الصغار. {وأولات الأحمال} ذوات الحمل من النساء {أجلهن} عدتهن {أن يضعن حملهن} فإذا وضعت الحامل انقضت عدتها مطلقةً كانت، أو متوفى عنها زوجها {ومن يتق الله} بطاعته في أوامره ونواهيه {يجعل له من أمره يسرا} أتاه باليسر في أموره.

ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا

{ذلك} يعني: ما ذكر من أحكام العدة {أمر الله أنزله إليكم} الآية.

أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُ

{أسكنوهن} أي: المطلقات {من حيث سكنتم} أي: من منازلكم وبيوتكم {من وجدكم}: من سعتكم وطاقتكم {ولا تضاروهن} لا تؤذوهن {لتضيقوا عليهن} مساكنهن فيحتجن إلى الخروج {وإن كن} أي المطلقات {أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم} أولادكم منهن {فآتوهن أجورهن} على إرضاعهن {وأتمروا بينكم بمعروف} أي: ليقبل بعضكم من بعض إذا أمره بمعروف {وإن تعاسرتم} تضايقتم ولم تتوافقوا على إرضاع الأم {فسترضع} الصبي {له} لوالده مرضعة أخرى سوى الأم، ولا تكره الأم على الإرضاع.

لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا

{لينفق ذو سعة من سعته} أمر أهل التوسعة أن يوسعوا على نسائهم المرضعات أولادهن {ومن قدر عليه رزقه} من كان رزقه بمقدار القوت {فلينفق} على قدر ذلك. {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} أعطاها. {سيجعل الله بعد عسر يسرا} أعلم الله تعالى المؤمنين أنهم - وإن كانوا في حال ضيقة -سيوسرهم ويفتح عليهم ، وكان الغالب عليهم في ذلك الوقت الفقر والفاقة ، ثم فتح الله عليهم وجاءهم باليسر.

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا

{وكأين} وكم {من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} عتا أهلها عما أمر الله تعالى به ورسله{فحاسبناها} في الآخرة {حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا} فظيعاً، يعني: عذاب النار.

فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا

{فذاقت وبال أمرها} ثقل عاقبة أمرها {وكان عاقبة أمرها خسرا} خساراً وهلاكاً. وقوله:

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا

{قد أنزل الله إليكم ذكرا} أي: القرآن.

رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِي

{رسولا} أي: وأرسل رسولاً. {يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور} من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. وقوله: {قد أحسن الله له رزقا} أي: رزقه الجنة التي لا ينقطع نعيمها، وقوله:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا

{يتنزل الأمر بينهن} يعني: إن من كل سماء وكل أرض خلقاً من خلقه، وأمراً نافذاً من أمره {لتعلموا} أي: أعلمكم ذلك وبينه لتعلموا قدرته على كل شيء وأنه علم كل شيء .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس