islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14297

44-الدخان

حم

{حم}.

وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ

{والكتاب المبين}.

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ

{إنا أنزلناه} أي: القرآن {في ليلة مباركة} قيل: هي ليلة القدر في رمضان، أنزل الله القرآن فيها من أم الكتاب إلى سماء الدنيا، ثم أنزله على نبيه عليه السلام نجوماً. وقيل: ليلة النصف من شعبان {إنا كنا منذرين} محذرين عبادنا العقوبة بإنزال الكتاب.

فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ

{فيها يفرق} يفصل {كل أمر حكيم} محكم من أرزاق العباد وآجالهم، وذلك أنه يدبر في تلك الليلة أمر السنة.

أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ

{أمرا من عندنا} معناه: يفرق كل أمر حكيم فرقاً من عندنا، فوضع الأمر موضع الفرق، لأنه أمر. {إنا كنا مرسلين} محمداً إلى قومه.

رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

{رحمة} أي: للرحمة، وقوله:

رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ

{إن كنتم موقنين} أي: إن أيقنتم بأنه رب السماوات والأرض، فأيقنوا أن محمداً رسوله، لأنه أرسله.

لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ

{لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين}.

بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ

{بل هم في شك} من البعث والنشر {يلعبون} مشتغلين بالدنيا.

فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ

{فارتقب} فانتظر {يوم تأتي السماء بدخان مبين} وذلك حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه بالقحط، فمنع القطر، وأجدبت الأرض، وانجرت الآفاق، وصار بين السماء والأرض كالدخان.

يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ

{يغشى الناس} ذلك الدخان وهم يقولون: {هذا عذاب أليم}.

رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ

{ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} مصدقون بنبيك، قال الله تعالى:

أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ

{أنى لهم الذكرى} من أين لهم التذكر والاتعاظ، {و} حالهم أنهم {قد جاءهم رسول مبين} يبين لهم أحكام الدين. يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم.

ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ

{ثم تولوا} أعرضوا {عنه وقالوا معلم} أي: إنه معلم يعلمه ما يأتي به بشر.

إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ

{إنا كاشفوا العذاب قليلا } أي: يكشف عنكم عذاب الجوع في الدنيا، ثم تعودون في العذاب، وهو قوله: {إنكم عائدون}.

يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ

{يوم نبطش البطشة الكبرى} أي: يوم القيامة. وقيل: يوم بدر.

وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ

{ولقد فتنا} بلونا {قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} على الله تعالى يعني: موسى عليه السلام.

أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

{أن أدوا إلي عباد الله } أي: سلموهم إلي ولا تعذبوهم، يعني: بني إسرائيل، كما قال: {فأرسل معي بني إسرائيل} {إني لكم رسول أمين} على وحي الله عز وجل.

وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ

{وأن لا تعلوا على الله} لا تعصوه ولا تخالفوا أمره {إني آتيكم بسلطان مبين} بحجة واضحة تدل على أنني نبي.

وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ

{وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أن تقتلون، وذلك انهم توعدوه بالقتل.

وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ

{وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} أي: لا تكونوا على ولا لي، وخلوا عني.

فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ

{فدعا ربه أن} أي: بأن {هؤلاء} أي: يا رب هؤلاء {قوم مجرمون} مشركون، فقال الله تعالى:

فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ

{فأسر بعبادي} بني إسرائيل {ليلا إنكم متبعون} يتبعكم فرعون وقومه.

وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ

{واترك البحر رهوا} خلفه وراءك ساكناً غير مضطرب، وذلك أن الماء وقف له كالطود العظيم حين جاوز البحر {إنهم جند مغرقون} نغرقهم في ذلك البحر الذي تجاوزوه رهواً.

كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

{كم تركوا} بعد هلاكهم {من جنات وعيون} الآية، مفسرة في سورة الشعراء.

وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ

{وزروع ومقام كريم}.

وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ

{ونعمة كانوا فيها فاكهين}.

كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ

{كذلك} أي: الأمر كما وصفنا {وأورثناها} أعطيناها {قوما آخرين} يعني: بني إسرائيل.

فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ

{فما بكت عليهم السماء والأرض} لأنهم ماتوا كفاراً، والمؤمن يبكي عليه مصعد عمله، ومصلاه من الأرض. {وما كانوا منظرين} مؤخرين حين أخذناهم بالعذاب.

وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ

{ولقد نجينا بني إسرائيل} بإهلاك فرعون وقومه {من العذاب المهين} يعني: قتل الأبناء واستخدام النساء.

مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ

{من فرعون إنه كان عاليا} مستكبراً متعظماً {من المسرفين} الكافرين المتجاوزين حدهم.

وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

{ولقد اخترناهم} بني إسرائيل { على علم} منا بهم {على العالمين} عالمي زمانهم.

وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ

{وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} نعمة ظاهرة من فلق البحر، وإنزال المن والسلوى.

إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ

{إن هؤلاء} أي: مشركي مكة {ليقولون:}.

إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ

{إن هي إلا موتتنا الأولى} أي: ليس إلا الموت ولا نشر بعده، وهو قوله: {وما نحن بمنشرين}.

فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

{فاتوا بآبائنا} الذين ماتوا {إن كنتم صادقين} أنا نبعث بعد الموت.

أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ

{أهم خير} أي: أقوى وأشد {أم قوم تبع} الحميري {والذين من قبلهم} من الكفار {أهلكناهم}.

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ

{وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} ونحن نلعب في خلقهما، أي: إنما خلقناهما لأمر عظيم، وهو قوله: {ما خلقناهما إلا بالحق} أي: لإقامة الحق وإظهاره من توحيد الله وإلزام طاعته.

مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

{ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون}.

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ

{إن يوم الفصل} وهو يوم القيامة، يفصل الله تعالى فيه بين العباد {ميقاتهم} الذي وقتنا لعذابهم {أجمعين}.

يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ

{يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قريب عن قريب. {ولا هم ينصرون} يمنعون من عذاب الله.

إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

{إلا من رحم} لكن من رحم الله فإنه ينصر.

إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ

{إن شجرة الزقوم}.

طَعَامُ الْأَثِيمِ

{طعام الأثيم} أي: صاحب الإثم، وهو أبو جهل.

كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ

{كالمهل} أي: كالذائب من الفضة والنحاس في الحرارة. {يغلي في البطون} في بطون آكليه.

كَغَلْيِ الْحَمِيمِ

{كغلي الحميم} وهو الماء الحار.

خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ

{خذوه} يعني: الأثيم {فاعتلوه} سوقوه سوقاً بالعنف {إلى سواء الجحيم} وسط الجحيم.

ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ

{ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم} كما قال: {يصب من فوق رؤوسهم الحميم} ويقال له:

ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ

{ذق إنك أنت العزيز الكريم} بزعمك وعلى قولك، وذلك أنه قال: ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني.

إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ

{إن هذا} الذي ترون من العذاب {ما كنتم به تمترون} فيه تشكون.

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ

{إن المتقين في مقام أمين} أمنوا فيه من الغير.

فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

{في جنات وعيون}.

يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ

{يلبسون من سندس} وهو ما رق من الثياب {وإستبرق} وهو ما غلظ منه {متقابلين} متواجهين.

كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ

{كذلك} كما وصفنا {وزوجناهم بحور} وهن النساء النقيات البياض {عين} واسعة الأعين.

يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ

{يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} من الموت.

لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

{لا يذوقون فيها الموت إلا} سوى {الموتة الأولى} الموتة التي ذاقوها في الدنيا.

فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

{فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم}.

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

{فإنما يسرناه} سهلنا القرآن {بلسانك لعلهم يتذكرون} يتعظون.

فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ

{فارتقب} فانتظر الفتح والنصر {إنهم مرتقبون} منتظرون قهرك وهلاكك.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس