{يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم}.
{هو الذي بعث في الأميين} يعني: العرب {رسولا منهم} محمداً عليه السلام.
{وآخرين منهم} أي: وفي آخرين منهم {لما يلحقوا بهم} وهم التابعون وجميع من يدخل في الإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى كل من شاهده ، وإلى كل من كان بعدهم من العرب والعجم.
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
{مثل الذين حملوا التوراة} كلفوا العمل بها {ثم لم يحملوها} لم يعملوا بما فيها {كمثل الحمار يحمل أسفارا} كتباً. أي: اليهود، شبههم في قلة انتفاعهم بما في أيديهم من التوراة إذ لم يؤمنوا بمحمد عليه السلام بالحمار يحمل كتباً، ثم قال: {بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}.
{قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} فسر في سورة البقرة عند قوله: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة} الآية.
{ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}.
{قل إن الموت الذي تفرون منه} وذلك أنهم علموا أن عاقبتهم النار بتكذيب محمد عليه السلام، فكرهوا الموت، قال الله: {فإنه ملاقيكم} أي: لا بد لكم منه يلقاكم وتلقونه.
{يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} أي: اعملوا على المشي إليه {وذروا البيع} اتركوه بعد النداء.
{فإذا قضيت الصلاة} فرغ منها {فانتشروا في الأرض} أمر إباحة {وابتغوا من فضل الله} الرزق.
{وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} أي: تفرقوا عنك إلى التجارة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم الجمعة، فقدمت عير وضرب لقدومها الطبل، وكان ذلك في زمان غلاء بالمدينة، فتفرق الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى التجارة وصوت الطبل، ولم يبق معه إلا اثنا عشر نفساً. وقوله: {وتركوك قائما} أي: في الخطبة. {قل ما عند الله} للمؤمنين {خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين} فإياه فاسألوا، ولا تنفضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلب الزرق.