{الم}.
{تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}.
{أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}.
{الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون}.
{يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} يعني: القضاء من السماء فينزله إلى الأرض مدة أيام الدنيا {ثم يعرج إليه} أي: يرجع الأمر والتدبير إلى السماء، ويعود إليه بعد انقضاء الدنيا وفنائها {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} وهو يوم القيامة، وذلك اليوم يطول على قوم ويشتد حتى يكو كخمسين ألف سنة، ويقصر على قوم، فلا آخر له معلوم. وقوله.
{ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم}.
{الذي أحسن كل شيء خلقه} أي: أتقنه وأحكمه {وبدأ خلق الإنسان من طين} آدم عليه السلام.
{ثم جعل نسله} ذريته {من سلالة} نطفة {من ماء مهين} ضعيف حقير.
{وقالوا} يعني: منكري البعث { أإذا ضللنا في الأرض } صرنا تراباً وبطلنا { أإنا لفي خلق جديد } نخلق بعد ذلك خلقاً جديداً.
{ وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون }.
{قل يتوفاكم} يقبض أرواحكم.
{ولو ترى} يا محمد {إذ المجرمون} المشركون {ناكسوا رؤوسهم } مطأطئوها حياءً من ربهم عز وجل، ويقولون: {ربنا أبصرنا} ما كنا به مكذبين {وسمعنا} منك صدق ما أتت به الرسل {فارجعنا} فارددنا إلى الدنيا {نعمل صالحا}.
{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } رشدها. الآية. ويقال لأهل النار:
{فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا} أي: تركتم الإيمان به {إنا نسيناكم} تركناكم في النار.
{إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها } أي: وعظوا {خروا سجدا} لله سبحانه خوفاً منه {وسبحوا بحمد ربهم} نزهوا الله تعالى بالحمد لله {وهم لا يستكبرون} عن الإيمان به والسجود له.
{تتجافى جنوبهم} ترتفع أضلاعهم {عن المضاجع} الفرش ومواضع النوم {يدعون ربهم خوفا} من النار {وطمعا} في الجنة {ومما رزقناهم ينفقون} يصدقون.
{فلا تعلم نفس} من هؤلاء {ما أخفي لهم} ما أعد لهم {من قرة أعين} مما تقر به عينه إذ رآه.
{أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والوليد بن عقبة بن أبي معيط.
{أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون}.
{وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون}.
{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قيل: المصيبات في الدنيا. وقيل: القتل ببدر. وقيل: عذاب القبر. وقيل: الجوع سبع سنين، والأولى المصيبات والجوع لقوله: {لعلهم يرجعون}. وقوله:
{ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون}.
{فلا تكن في مرية من لقائه} أي: من لقاء موسى عليه السلام ليلة المعراج، وعده الله تعالى أن يريه موسى عليه السلام ليلة الإسراء به.
{وجعلنا منهم} من بني إسرائيل {أئمة} قادة {يهدون} يدعون الخلق {بأمرنا لما صبروا} حين صبروا على الحق.
{إن ربك هو يفصل} يحكم {بينهم يوم القيامة} بين المكذبين بك {فيما كانوا فيه يختلفون} من أمرك.
{أولم يهد لهم } يتبين لهم صدقك {كم أهلكنا} إهلاكنا من كذب الرسل منهم وهم {يمشون في مساكنهم} إذا سافروا، فيرون خراب منازلهم { إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون} آيات الله وعظاته.
{أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} الغليظة التي لا نبات فيها {فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون} هذا فيلعموا أنا نقدر على إعادتهم.
{ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} وذلك أن المؤمنين قالوا للكفار: إن لنا يوماً يحكم الله بيننا وبينكم فيه، يريدون يوم القيامة، فقالوا: متى هذا الفتح؟ فقال الله تعالى: {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} يمهلون للتوبة.
{قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون}.
{فأعرض عنهم} منسوخ بآية السيف {وانتظر} عذابهم {إنهم منتظرون} هلاكك في زعمهم الكاذب.