islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
14660

69-الحاقة

الْحَاقَّةُ

{الحاقة} أي: القيامة، لأنها حقت فلا كاذبة لها.

مَا الْحَاقَّةُ

{ما الحاقة} استفهام معناه التعظيم لشأنها، كقولك: زيد ما هو؟

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ

{وما أدراك ما الحاقة} أي شيء أعلمك ما ذلك اليوم؟ ثم ذكر أمر من كذب بالقيامة، فقال:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ

{كذبت ثمود وعاد بالقارعة} بالقيامة التي تقرع القلوب.

فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ

{فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية} أي: بالصيحة الطاغية، وهي التي جاوزت المقدار.

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ

{وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} عتت على خزانها فلم تطعهم.

سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ

{سخرها عليهم} استعملها عليهم كما شاء. وقوله: {حسوما} أي: دائمةً متتابعةً والمعنى: تحسمهم حسوماً، أي: تذهبهم وتفنيهم {فترى القوم} أي: أهل القرى {فيها} أي: في تلك الأيام {صرعى} جمع صريع {كأنهم أعجاز} أصول {نخل خاوية} ساقطة.

فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ

{فهل ترى لهم من باقية} أي: هل ترى منهم باقياً.

وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ

{وجاء فرعون ومن قبله} أي: تباعه. ومن قرأ {ومن قبله} فمعناه: من تقدمه من الأمم {والمؤتفكات} أي: أهل قرى قوم لوط {بالخاطئة} بالخطأ العظيم، وهو الكفر.

فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً

{فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية} زائدةً تزيد على الأخذات.

إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ

{إنا لما طغى الماء} جاوز حده. يعني: أيام الطوفان {حملناكم} أي: حملنا آباءكم {في الجارية} وهي السفينة.

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ

{لنجعلها} لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا من إغراق قوم نوح وإنجاء من معه {لكم تذكرة} تتذكرونها فتتعظون بها {وتعيها أذن واعية} لتحفظها كل أذن تحفظ ما سمعت.

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ

{فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} أي: النفخة الأولى لقيام الساعة.

وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً

{وحملت الأرض والجبال فدكتا} كسرتا {دكة واحدة} فصارت هباءً منبثاً.

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ

{فيومئذ وقعت الواقعة} قامت القيامة.

وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ

{وانشقت السماء فهي يومئذ واهية} أي: متشققة.

وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ

{والملك} يعني: الملائكة {على أرجائها} نواحيها {ويحمل عرش ربك فوقهم} فوق الملائكة {يومئذ ثمانية} أملاك.

يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ

{يومئذ تعرضون} على ربكم {لا تخفى منكم خافية} كقوله: {لا يخفى على الله منهم شيء}.

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ

{ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه } خذوا فاقرؤوا كتابي، وذلك لما يرى فيه الحسنات.

إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ

{إني ظننت أني ملاق حسابيه} أي: أيقنت أني أحاسب.

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ

{فهو في عيشة راضية} ذات رضى، أي: يرضى بها صاحبها.

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

{في جنة عالية}.

قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ

{قطوفها دانية} ثمارها قريبة من مريدها على أي حال كان. يقال لهم:

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ

{كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم} قدمتم لآخرتم من الأعمال الصالحة {في الأيام الخالية} الماضية في الدنيا. وقوله:

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ

{وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه}.

وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ

{ولم أدر ما حسابيه}.

يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ

{يا ليتها كانت القاضية} يقول: ليت الموتة التي متها لم أحي بعدها.

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ

{ما أغنى عني ماليه}.

هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ

{هلك عني سلطانيه} ذهب عني حجتي، وزال عن ملكي وقوتي، فيقول الله لخزنة جهنم:

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

{خذوه فغلوه}. {ثم الجحيم صلوه} أدخلوه.

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ

{ثم الجحيم صلوه}.

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ

{ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} أي: أدخلوه في تلك السلسة، فتدخل في دبره وتخرج من فيه، وهي سلسة لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقةً منها.

إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

{إنه كان لا يؤمن بالله العظيم}.

وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

{ولا يحض على طعام المسكين} لا يأمر بالصدقة على الفقراء.

فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ

{فليس له اليوم هاهنا حميم} قريب ينفعه.

وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ

{ولا طعام إلا من غسلين} وهو صديد أهل النار.

لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ

{لا يأكله إلا الخاطئون} وهم الكافرون.

فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ

{فلا أقسم} {لا} زائدة {بما تبصرون} ما ترون من المخلوقات.

وَمَا لَا تُبْصِرُونَ

{وما لا تبصرون} ما ترون منها.

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ

{إنه} إن القرآن {لقول} لتلاوة {رسول كريم} على الله. يعني: محمداً صلوات الله عليه.

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ

{وما هو بقول شاعر} أي: ليس هو شاعراً {قليلا ما تؤمنون} {ما} لغو مؤكدة.

وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ

{ولا بقول كاهن} وهو الذي يخبر عن المغيبات من جهة النجوم كذباً وباطلاً، ثم بين أن ما يتلوه من الله تعالى، فقال:

تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ

{تنزيل من رب العالمين}.

وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ

{ولو تقول علينا بعض الأقاويل} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم لو قال ما لم يؤمر به، وأتى بشيء من قبل نفسه. {لأخذنا منه باليمين} {من} صلة، والمعنى: لأخذناه بالقوة والقدرة.

لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ

{لأخذنا منه باليمين}.

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ

{ثم لقطعنا منه الوتين} وهو نياط القلب، أي: لأهلكناه.

فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ

{فما منكم من أحد عنه حاجزين} أي: لم يحجزنا عنه أحد منكم.

وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ

{إنه لتذكرة للمتقين}.

وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ

{وإنا لنعلم أن منكم مكذبين}.

وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ

{وإنه} أي: القرآن {لحسرة على الكافرين} يوم القيامة إذا رأوا ثواب متابعيه.

وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ

{وإنه لحق اليقين} أي: وإنه اليقين حق اليقين.

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

{فسبح باسم ربك العظيم} نزهه عن السوء.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس