1-" ويل لكل همزة لمزة " الهمز الكسر كالهزم ، واللمز الطعن كاللهز فشاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم ، وبناء فعله يدل على الاعتياد فلا يقال ضحكة ولعنة إلا للمكثر المتعود ، وقرئ همزة لمزة بالسكون على بناء المفعول وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك فيضحك منه ويشتم . ونزولها في الأخنس بن شريق فإنه كان مغياباً ، أو في الوليد بن المغيرة واغتيابه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2-" الذي جمع مالاً " بدل من كل أو ذم منصوب أو مرفوع ، وقرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي بالتشديد للتكثير " وعدده " وجعله عدة للنوازل أو عدة مرة بعد أخرى ، ويؤيده أنه قرئ وعدده على فك الإدغام .
3-" يحسب أن ماله أخلده " تركه خالداً في الدنيا فأحبه كما يحب الخلود ، أو حب المال أغفله عن الموت أو طول أمله حتى حسب أنه مخلد فعمل عمل من لا يظن الموت ، وفيه تعريض بأن المخلد هو السعي للآخرة .
4-" كلا " ردع له عن حسبانه " لينبذن " ليطرحن . " في الحطمة " في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها .
5-" وما أدراك ما الحطمة " ما [ هذه ] النار التي لها هذه الخاصية .
6-" نار الله " تفسير لها . "الموقدة " التي أوقدها الله وما أوقده لا يقدر غيره أن يطفئه .
7-" التي تطلع على الأفئدة " تعلو أوساط القلوب وتشتمل عليها ، وتخصيصها بالذكر لأن الفؤاد ألطف ما في البدن وأشده ألماً ، أو لأنه محل العقائد الزائفة ومنشأ الأعمال القبيحة .
8-" إنها عليهم مؤصدة " مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته ، قال : تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء موصده وقرأ حفص و أبو عمرو و حمزة بالهمزة .
9-" في عمد ممددة " أي موثقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص وقرأ الكوفيون غير حفص بضمتين ، وقرئ عمد بسكون الميم مع ضم العين . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه " . رضوان الله عليهم أجمعين .