1-" إذا السماء انفطرت " انشقت .
2-" وإذا الكواكب انتثرت " تساقطت متفرقة .
3-" وإذا البحار فجرت " فتح بعضها إلى بعض فصار الكل بحراً واحداً .
4-" وإذا القبور بعثرت " قلب ترابها وأخرج موتاها . وقيل إنه مركب من بعث وراء الإثارة كبسمل بحثر لفظاً ومعنى .
5-" علمت نفسً ما قدمت " من عمل أو صدقة . " وأخرت " من سيئة أو تركت ويجوز أن يراد بالتأخير التضييع وهو جواب " إذا " .
6-" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " أي شيء خدعك وجرأك على عصيانه ، وذكر " الكريم " للمبالغة في المنع عن الاغترار فإن محض الكرم لا يقتضي إهمال الظالم وتسوية الموالي والمعادي والمطيع والعاصي ، فكيف إذا انضم إليه صفة القهر والانتقام الإشعار بما به يغره الشيطان فإنه يقول له أفعل ما شئت فربك كريم لا يعذب أحداً ولا يعاجل بالعقوبة ، والدلالة على أن كثرة كرمه تستدعي الجد في طاعته لا الانهماك في عصيانه اغتراراً بكرمه .
7-" الذي خلقك فسواك فعدلك " صفة ثانية مقررة للربوبية مبينة للكرم منبهة على أن من قدر على ذلك أولاً قدر عليه ثانياً ، والتسوية جعل الأعضاء سليمة مسواة معدة لمنافعها التعديل جعل البنية معدلة متناسبة الأعضاء ، أو معدلة بما تسعدها من القوى . وقرأ الكوفيون فعدلك بالتخفيف أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت ، أو فصرفك عن خلقه غيرك وميزك بخلقة فارقت خلقة سائر الحيوان .
8-" في أي صورة ما شاء ركبك " أي ركبك في أي صورة شاءها ، و " ما " مزيدة وقيل شرطية ،و " ركبك " جوابها و الظرف صلة " عدلك " ،وإنما لم يعطف الجملة على ما قبلها لأنها بيان لعدلك .
9-" كلا " ردع عن الاغترار بكرم الله وقوله : " بل تكذبون بالدين " إضراب إلى بيان ما هو المسبب الأصلي في اغترارهم ، والمراد " بالدين " الجزاء أو الإسلام .
10-" وإن عليكم لحافظين " .
11-" كراماً كاتبين " .
12-" يعلمون ما تفعلون " تحقيق لما يكذبون به ورد لما يتوقعون من التسامح والإهمال ، وتعظم الكتبة بكونهم كراماً عند الله لتعظيم الجزاء .
13-" إن الأبرار لفي نعيم " .
14-" وإن الفجار لفي جحيم " بيان لما يكتبون لأجله .
15-" يصلونها " يقاسون حرها. " يوم الدين " .
16-" وما هم عنها بغائبين " لخلودهم فيها . وقيل معناه وما يغيبون عنها قبل ذلك إذ كانوا يجدون سمومها في القبور .
17-" وما أدراك ما يوم الدين " .
18-" ثم ما أدراك ما يوم الدين " تعجيب وتفخيم لشأن الـ" يوم " ، أي كنه أمره بحيث لا تدركه دراية دار .
19-" يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله " تقرير لشدة هوله وفخامة أمره إجمالاً ، ورفع ابن كثير و البصريان " يوم " على البدل من " يوم الدين " ، أو الخبر المحذوف . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة إذا السماء انفطرت كتب الله له بعدد كل قطرة من السماء حسنة ، وبعدد كل قبر حسنة " . والله أعلم .