1- " ق والقرآن المجيد " الكلام فيه كما مر في " ص والقرآن ذي الذكر " .و "المجيد " ذو المجد والشرف على سائر الكتب ، أو لأنه كلام المجيد ، أو لأن من علم معانيه وامتثل أحكامه مجد .
2-" بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم " إنكارلتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم أحد من جنسهم أو من أبناء جلدتهم . " فقال الكافرون هذا شيء عجيب " حكاية لتعجيبهم ، وهذا إشارة إلى اختيار الله محمداً صلى الله عليه وسلم للرسالة ، وإضمار ذكرهم ثم إظهاره للإشعار بتعنتهم بهذا المقال ،ثم التسجيل على كفرهم بذلك أو عطف لتعجبهم من البعث على تعجبهم من البعثة ، والمبالغة فيه بوضع الظاهر موضع ضميرهم وحكاية تعجبهم مبهماً أن كانت الإشارة إلى منهم يفسره ما بعده ، أو مجملاً إن أهون مما يشاهدون من صنعه .
3-" أإذا متنا وكنا ترابا " أي أنرجع إذا متنا وصرنا تراباً ، ويدل على المحذوف قوله : " ذلك رجع بعيد " أي بعيد عن الوهم أو العادة أو الإمكان .وقيل الرجع بمعنى المرجوع .
4-" قد علمنا ما تنقص الأرض منهم " ما تأكل من أجساد موتاهم ، وهو رد لاستبعادهم بإزاحة ما هو الأصل فيه ، وقيل إنه جواب القسم واللام محذوف لطول الكلام ." وعندنا كتاب حفيظ " حافظ لتفاصيل الأشياء كلها ، أو محفوظ عن التغيير ، والمراد إما تمثيل علمه بتفاصيل الأشياء بعلم من عنده كتاب محفوظ يطالعه ، أو تأكيد لعلمه بها بثبوتها في اللوح المحفوظ عنده .
5-" بل كذبوا بالحق " يعني النبوة الثابتة بالمعجزات ، أو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن " لما جاءهم فهم " وقرئ لما بالكسر . " في أمر مريج" مضطرب من مرج الخاتم في أصبعه إذا خرج ، وذلك قولهم تارة أنه " شاعر " وتارة أنه " ساحر " وتارة أنه كاهن .
6-" أفلم ينظروا " حين كفروا بالبعث . " إلى السماء فوقهم " إلى آثار قدرة الله تعالى في خلق العالم ." كيف بنيناها " رفعناها بلا عمد . " وزيناها " بالكواكب " وما لها من فروج " فتوق بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق .
7-" والأرض مددناها " بسطناها ." وألقينا فيها رواسي " جبالاً ثوابت . " وأنبتنا فيها من كل زوج " أي من كل صنف . " بهيج " حسن .
8-" تبصرةً وذكرى لكل عبد منيب " راجع إلى ربه متفكر في بدائع صنعه ، وهما علتان للأفعال المذكورة معنى وإن انتصبتا عن الفعل الأخير .
9-" ونزلنا من السماء ماءً مباركاً " كثير المنافع " فأنبتنا به جنات " أشجاراً وأثماراً." وحب الحصيد " وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالبر الشعير .
10-" والنخل باسقات " طوالاً أو حوامل من أبسقت الشاة إذا حملت فيكون من أفعل فهو فاعل ،وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها . وقرئ لأجل القاف . " لها طلع نضيد " منضود بعضه فوق بعض ، والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من الثمر .
11-" رزقا للعباد " علة لـ" أنبتنا" أو مصدر ، فإن الإثبات رزق ." وأحيينا به " بذلك الماء . " بلدةً ميتاً " أرضاً جدبة لا نماء فيها." كذلك الخروج " كما حييت هذه البلدة يكون خروجكم أحياء بعد موتكم .
12-" كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود " .
13-" وعاد وفرعون " أراد بفرعون إياه وقومه ليلائم ما قبله وما بعده ." وإخوان لوط " أخوانه لأنهم كانوا أصهاره .
14-" وأصحاب الأيكة وقوم تبع " سبق في الحجر و الدخان . " كل كذب الرسل " أي كل واحد أو قوم منهم أو جميعهم ، وإفراد الضمير لإفراد لفظه . " فحق وعيد " فوجب وحل عليه وعيدي ، وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم .
15-" أفعيينا بالخلق الأول " أي أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة ، من عيي بالأمر إذا لم يهتد لوجه عمله والهمزة فيه للإنكار . " بل هم في لبس من خلق جديد " أي هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأول بل هم في خلط ، وشبهة في خلق مستأنف لما فيه من مخالفة العادة ، وتنكير الخلق الجديد لتعضيم شأنه والإشعار بأنه على وجه غير متعارف ولا معتاد .
16-" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه " ما تحدثه به نفسه وهو ما يخطر بالبال ، والوسوسة الصوت الخفي ومنها وسواس الحلي ، والضمير لما إن جعلت موصولة والباء مثلها في صوت بكذا ،أو لـ" الإنسان " إن جعلت مصدرية والباء للتعدية . " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " أي ونحن أعلم بحاله ممن كان أقرب إليه " من حبل الوريد " ، تجوز بقرب الذات لقرب العلم لأنه موجبة و " حبل الوريد " مثل في القرب قال : والموت أدنى لي من الوريد والـ" حبل " العرق وإضافته للبيان ، والوريدان عرقان مكتنفان بصفتحي العنق في مقدمها بالوتين يردان من الرأس إليه ، وقيل سمي وريداً لأن الزوج ترده .
17-" إذ يتلقى المتلقيان " مقدر باذكر أو متعلق بـ" أقرب " ،أي هو أعلم بحاله من كل قريب حين يتلقى أي يتلقن الحفيظان ما يتلفظ به ، وفيه إيذان بأنه غني عن استحفاظ الملكين فإنه أعلم منهما ومطلع على ما يخفى عليهما ، لكنه لحكمة اقتضته وهي ما فيه من تشديد يثبط العبد عن المعصية ، وتأكيد في اعتبار الأعمال وظبطها للجزاء وإلزام للحجة يوم يقوم الاشهاد . " عن اليمين وعن الشمال قعيد " أي " عن اليمين" قعيد " وعن الشمال قعيد " ،أي مقاعد كالجليس فحذف الأول لدلالة الثاني عليه كقوله : فإني وقيار بها لغريب وقد يطلق الفعل للواحد والمتعدد كقوله تعالى : " والملائكة بعد ذلك ظهير ".
18-" ما يلفظ من قول " ما يرمي به من فيه ." إلا لديه رقيب " ملك يرقب عمله ." عتيد " معد حاضر ، ولعله يكتب عليه ما فيه ثواب أو عقاب وفي الحديث " كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشراً ، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر " .
19-" وجاءت سكرة الموت بالحق " لما ذكر استبعادهم البعث للجزاء وأزاح ذلك بتحقيق قدرته وعلمه أعلمهم بأنهم يلاقون ذلك عن قريب عند الموت وقيام الساعة ، ونبه على اقترابه بأن عبر عنه بلفظ الماضي ، وسكرة الموت شدته الذاهبة بالعقل والباء للتعدية كما في قولك : جاء زيد بعمرو . والمعنى وأحضرت سكرة الموت حقيقة الأمر أو الموعود الحق ، أو الحق الذي ينبغي أن يكون من الموت أو الجزاء ، فإن الإنسان خلق له أو مثل الباء في " تنبت بالدهن " . وقرئ سكرة الحق بالموت على أنها لشدتها اقتضت الزهوق أو لاستعقابها له كأنها جاءت به ، أو على أن الباء بمعنى مع . وقيل " سكرة الموت بالحق " سكرة الله وإضافتها إليه للتهويل .وقرئ سكرات الموت ." ذلك " أي الموت . " ما كنت منه تحيد " تميل وتنفر عنه والخطاب للإنسان .
20-" ونفخ في الصور " يعني نفخة البعث . " ذلك يوم الوعيد " أي وقت ذلك يوم تحقق الوعيد وإنجازه والإشارة إلى مصدر " نفخ " .
21-" وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " ملكان أحدهما يسوقه والآخر يشهد بعمله ، أو ملك جامع للوصفين . وقيل السائق كاتب السيئات ، والشهيد كاتب الحسنات . وقيل السائق نفسه او قرينه والشهيد جوارحه أو أعماله ، ومحل " معها " النصب على الحال من كل لإضافته إلى ما هو في حكم المعرفة.
22-" لقد كنت في غفلة من هذا " على إضمارالقول والخطاب " لكل نفس " إذ ما من أحد إلا وله أشتغال ما عن الآخرة أو للكافر . " فكشفنا عنك غطاءك " الغطاء الحاجب لأمور المعاد وهو الغفلة ، والانهماك في المحسوسات والإلف بها وقصور النظر عليها . " فبصرك اليوم حديد " نافذ لزوال المانع للأبصار .وقيل الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام والمعنى :كنت في غفلة من أمر الديانة فكشفنا عنك غطاء الغفلة بالوحي وتعليم القرآن ،" فبصرك اليوم حديد " ترى ما يرون وتعلم ما لا يعلمون .ويؤيد الأول قراءة من كسر بالتاء والكافات على خطاب النفس .
23-" وقال قرينه " قال الملك الموكل عليه ." هذا ما لدي عتيد " هذا ما هو مكتوب عندي حاضر لدي ، أو الشيطان الذي قيض له هذا ما عندي وفي ملكتي عتيد لجهنم هيأته لها باغوائي وإضلالي ، و " ما " إن جعلت موصوفة فـ" عتيد " صفتها وإن جعلت موصولة فبدلها أو خبر بعد خبر أو خبر محذوف .
24-" ألقيا في جهنم كل كفار " خطاب من الله تعالى للسائق والشهيد ، أو الملكين من خزنة النار ، أو لواحد وتثنية الفاعل منزل منزلة تثنية الفعل وتكريره كقوله : فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعا أو الألف بدل من نون التأكيد على إجراء الوصل مجرى الوقف ، ويؤيده أنه قرئ ألقين بالنون الخفيفة . " عنيد " معاند للحق .
25-" مناع للخير " كثير المنع للمال عن حقوقه المفروضة . وقيل المراد بالخير الإسلام فإن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة لما منع بني أخيه عنه . " معتد " متعد. " مريب " شاك في الله وفي دينه .
26-" الذي جعل مع الله إلهاً آخر " مبتدأ متضمن معنى الشرط وخبره " فألقياه في العذاب الشديد " أو بدل من " كل كفار " فيكون " فألقياه " تكريراً للتوكيد ، او مفعول لمضمر يفسره " فألقياه " .
27-" قال قرينه " أي الشيطان المقيض له ، وإنما استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول فإنه جواب لمحذوف دل عليه . " ربنا ما أطغيته " كأن الكافر قال هو أطغاني فـ" قال قرينه ربنا ما أطغيته " بخلاف الأولى فإنها واجبة العطف على ما قبلها للدلالة على الجمع بين مفهوميهما في الحصول ، أعني مجيء كل نفس مع الملكين وقول قرينه : " ولكن كان في ضلال بعيد " فأعنته عليه فإن إغواء الشياطين إنما يؤثر فيمن كان مختل الرأي مائلاً إلى الفجور كما قال تعال : " وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي " .
28-" قال " أي الله تعالى ." لا تختصموا لدي " أي في موقف الحساب فإنه لا فائدة فيه ، وهو استئناف مثل الأول . " وقد قدمت إليكم بالوعيد " على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي فلم يبق لكم حجة ، وهو حال تعليل للنهي أي " لا تختصموا " عالمين بأني أعدتكم ، والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى تقدم ، ويجوز أن يكون " بالوعيد " حالاً والفعل واقعاً على قوله :
29-" ما يبدل القول لدي " أي بوقوع الخلف فيه فلا تطمعوا أن أبدل وعيدي . وعفو بعض المذنبين لبعض الأسباب من التبديل فإن دلائل العفو تدل على تخصيص الوعيد . " وما أنا بظلام للعبيد " فأعذب من ليس لي تعذيبه .
30-" يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " سؤال وجواب جيء بهما للتخييل والتصوير ، والمعنى أنها مع اتساعها تطرح فيها الجنة والناس فوجاً فوجاً حتى تمتلئ لقوله تعالى : " لأملأن جهنم " ، أو أنها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها بعد فراغ ، أو أنها من شدة زفيرها وحدتها وتشبثها بالعصاة كالمستكثرة لهم والطالبة لزيادتهم . وقرأ نافع و أبو بكر يقول بالباء والـ"مزيد " إما مصدر كالمحيد أو مفعول كالمبيع ،و " يوم " مقدر باذكر أو ظرف لـ" نفخ " فيكون ذلك إشارة إليه فلا يفتقر إلى تقدير مضاف .
31-" وأزلفت الجنة للمتقين " قربت لهم ." غير بعيد " مكاناً غير بعيد ، ويجوز أن يكون حالاً وتذكيره لأنه صفة محذوف ، أوشيئاً غير بعيد أو على زنة المصدر أو لأن الجنة بمعنى البستان .
32-" هذا ما توعدون " على إضمار القوم والإشارة إلى الثواب أو مصدر " أزلفت " و قرأ ابن كثير بالياء . " لكل أواب " رجاع إلى الله تعالى ، بدل من المتقين بإعادة الجار . " حفيظ " حافظ لحدوده .
33-" من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " بعد بدل أو بدل من موصوف " أواب " ، ولا يجوز أن يكون في حكمه لأن " من " لا يوصف به أو مبتدأ خبره .
34-" ادخلوها " على تأويل يقال لهم " ادخلوها " ، فإن من بمعنى الجمع وبالغيب حال من الفاعل أو المفعول ، أو صفة لمصدر أي خشية ملتبسة بالغيب حيث خشي عقابه وهو غائب ، أو العقاب بعد غيب أو هو غائب عن الإعين لا يراه أحد . وتخصيص " الرحمن " للإشعار بأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ، أو بأنهم يخشون مع علمهم بسعة رحمته ، ووصف القلب بالإنابة إذ الاعتبار برجوعه إلى الله . " بسلام " سالمين من العذاب وزوال النقم ، أو مسلماً عليكم من الله وملائكته ." ذلك يوم الخلود " يوم تقدير الخلود كقوله تعالى : " فادخلوها خالدين " .
35-" لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد " وهو ما لا يخطر ببالهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
36-" وكم أهلكنا قبلهم " قبل قومك " من قرن هم أشد منهم بطشاً " قوة كعاد وثمود وفرعون ." فنقبوا في البلاد " فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها ، أو جالوا في الأرض كل مجال حذر الموت ،فالفاء على الأول للتسبب وعلى الثاني لمجرد التعقيب ،وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه . " هل من محيص " أي لهم من الله أو من الموت .وقيل الضمير في "نقبوا " لأهل مكة أي ساروا في أسفارهم في بلاد القرون فهل رأوالهم محيصاً حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم ، ويؤيده أنه قرئ فنقبوا على الأمر ، وقرئ فنقبوا بالكسر من النقب وهو أن ينتقب خف البعير أي أكثروا السير حتى نقبت أقدامهم أو أخفاف مراكبهم .
37-" إن في ذلك " فيما ذكر في هذه السورة " لذكرى" لتذكرة " لمن كان له قلب " أي قلب واع يتفكر في حقائقه ." أو ألقى السمع " أي أصغى لاستماعه . " وهو شهيد " حاضر بذهنه ليفهم معانيه ، أو شاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره ، وفي تنكير الـ" قلب " وإبهامه تفخيم وإشعار بأن كل قلب لا يتفكر ولا يتدبر كلا قلب .
38-" ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام " مر تفسيره مراراً . " وما مسنا من لغوب " من تعب وإعياء ، وهو رد لما زعمت اليهود من أنه تعالى بدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش .
39-" فاصبر على ما يقولون " ما يقول المشركين من إنكارهم البعث ، فإن من قدر على خلق العالم بلا عياء قدر على بعثهم والانتقام منهم ، أو ما يقول اليهود من الكفر والتشبيه . " وسبح بحمد ربك " ونزهه عن العجز عما يمن والوصف بما يوجب التشبيه حامداً له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها ." قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " يعني الفجر والعصر وقد عرفت فضيلة الوقتين .
40-" ومن الليل فسبحه " أي وسبحه بعض الليل . " وأدبار السجود " وأعقاب الصلوات جمع دبر من أدبر ، وقرأ الحجازيان و حمزة و خلف بالكسر من أدبرت الصلاة إذا انقضت . وقيل المراد بالتسبيح الصلاة ، فالصلاة قبل طلوع الصبح وقبل الغروب : الظهر ، والعصر ، ومن الليل :العشاءان ، والتهجد وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات .وقيل الوتر بعد العشاء .
41-" واستمع " لما أخبرك به من أحوال القيامة ، وفيه تهويل وتعظيم للمخبر به ، " يوم يناد المناد " إسرافيل أو جبريل عليهما الصلاة والسلام فيقول : أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . " من مكان قريب " بحيث يصل نداؤه إلى الكل على سواء ،ولعله في الإعادة نظيركن في الإبداء ، ويوم نصب بما دل عليه يوم الخروج .
42-" يوم يسمعون الصيحة " بدل منه و " الصيحة " النفخة الثانية . " بالحق " متعلق بـ" الصيحة " والمراد به البعث للجزاء " ذلك يوم الخروج " من القبور ، وهو من أسماء يوم القيامة وقد يقال للعبد .
43-" إنا نحن نحيي ونميت " في الدنيا " وإلينا المصير " للجزاء في الآخرة .
44-" يوم تشقق " تشقق ، وقرئ تنشق . وقرأ عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و أبو عمرو بتخفيف الشين . " الأرض عنهم سراعاً " مسرعين " ذلك حشر " بهث وجمع " علينا يسير " هين ، وتقديم الظرف للاختصاص فإن ذلك لا يتيسر إلا على العالم القادر لذاته لا يشغله شأن عن شأن ، كما قال الله تعالى : " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " .
45-" نحن أعلم بما يقولون " تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم . " وما أنت عليهم بجبار " بمسلط تفسرهم على الإيمان ، أو تفعل بهم ما تريد وإنما أنت داع . " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " فإنه لا ينتفع به غيره . عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة ق هون الله عليه تارات الموت وسكراته " . والله أعلم .