islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير البيضاوى
19858
0

80-عبس

عَبَسَ وَتَوَلَّى

1-" عبس وتولى " .

أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى

2-" أن جاءه الأعمى " روي : أن ابن أم مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام ،فقال : يا رسول الله علمني مما علمك الله ، وكرر ذلك ولم يعلم تشاغله بالقوم ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت . فكان رسول الله صلى الله عليه وسم يكرمه ويقول إذا رآه : مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ، واستخلفه على المدينة مرتين . وقرئ عبس بالتشديد للمبالغة و " أن جاءه " علة لـ" تولى " ، أو " عبس " على اختلاف المذهبين ، وقرئ آأن بهمزتين وبألف بينهما بمعنى ألئن جاءه الأعمى فعل ذلك ، وذكر الأعمى للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوم والدلالة على أنه حق بالرأفة والرفق ، أو لزيادة الإنكار كأنه قال : تولى لكونه أعمى كالالتفات في قوله :

وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى

3-" وما يدريك لعله يزكى " أي : شيء يجعلك دارياً بحاله لعله يتطهر من الآثام بما يتلقف منك . وفيه إيماء بأن إعراضه كان لتزكية غيره .

أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى

4-" أو يذكر فتنفعه الذكرى " أو يتعظ فتنفعه موعظتك ،وقيل الضمير في " لعله " للكافر أي أنك طمعت في تزكية بالإسلام وتذكره بالموعظة ولذلك أعرضت عن غيره فما يدريك أن ما طمعت فيه كائن ، وقرأ عاصم فتنفعه بالنصب جواباً للعل .

أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى

5-" أما من استغنى " .

فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى

6-" فأنت له تصدى " تتعرض له بالإقبال عليه وأصله تتصدى ،وقرأ ابن كثير و نافع تصدى بالإدغام وقرئ . تصدى أي تعرض وتدعى إلى التصدي .

وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى

7-" وما عليك أن لا يزكى " وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام حتى يبعثك الحرص على إسلامه إلى الإعراض عمن أسلم " إن عليك إلا البلاغ " .

وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى

8-" وأما من جاءك يسعى " يسرع طالباً للخير .

وَهُوَ يَخْشَى

9-" وهو يخشى " الله أو أذية الكفار في إتيانك ، أو كبوة الطريق لأنه أعمى لا قائد له .

فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى

10-" فأنت عنه تلهى " تتشاغل ، يقال لها عنه والتهى و " تلهى " ، ولعل ذكر التصدق والتلهي للإشعار بأن العتاب على اهتمام قلبه بالغني وتلهيه عن الفقير ، ومثله لا ينبغي له ذلك .

كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ

11-" كلا " ردع عن المعاتب عليه أو عن معاودة مثله . " إنها تذكرة " .

فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ

12-" فمن شاء ذكره " حفظه أو اتعظ به والضميران للقرآن ، أو العتاب المذكور وتأنيث الأول لتأنيث خبره .

فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ

13-" في صحف " مثبتة فيها صفة لتذكرة ، أو خبر ثان أو خبر لمحذوف . " مكرمة " عند الله .

مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ

14-" مرفوعة " القدر . " مطهرة " منزهة عن أيدي الشياطين .

بِأَيْدِي سَفَرَةٍ

15-" بأيدي سفرة " كتبة من الملائكة أو الأنبياء ينتسخون الكتب من اللوح أو الوحي ، أو سفراء يسفرون بالوحي بين الله تعالى ورسله ، أو الأمة جمع سافر من السفر ، أو السفارة والتركيب للكشف يقال سفرت المرأة إذا كشفت وجهها .

كِرَامٍ بَرَرَةٍ

16-" كرام " أعزاء على الله أو متعطفين على المؤمنين يكلمونهم ويستغفرون لهم " بررة " أتقياء .

قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ

17-" قتل الإنسان ما أكفره " دعاء عليه بأشنع الدعوات وتعجب من إفراطه في الكفران ، وهو مع قصره يدل على سخط عظيم وذم بليغ .

مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ

18-" من أي شيء خلقه " بيان لما أنعم عليه خصوصاً من مبدأ حدوثه ،والاستفهام للتحقير ولذلك أجاب عنه بقوله :

مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ

19-" من نطفة خلقه فقدره " فهيأه لما يصلح له من الأعضاء والأشكال ، أو " فقدره " أطواراً إلى أن تم خلقته .

ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ

20-" ثم السبيل يسره " ثم سهل مخرجه من بطن أمه بأن فتح فوهة الرحم وألهمه أن ينتكس ، أو ذلل له سبيل الخير والشر ونصب السبيل بفعل يفسره الظاهر للمبالغة في التيسير ، وتعريفه باللام دون الإضافة للإشعار بأنه سبيل عام ، وفيه على المعنى الأخير إيماء بأن الدنيا طريق والمقصد غيرها ولذلك عقبه بقوله :

ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ

21-" ثم أماته فأقبره " .

ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ

22-" ثم إذا شاء أنشره " وعد الإماتة والإقبار في النعم لأن الإماتة وصلة في الجملة إلى الحياة الأبدية واللذات الخالصة والأمر بالقبر تكرمة وصيانة عن السباع ، وفي " إذا شاء " إشعار بأن وقت النشور غير متعين في نفسه ، وإنما هو موكول إلى مشيئته تعالى .

كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ

23-" كلا " ردع للإنسان بما هو عليه . " لما يقض ما أمره " لم يقض بعد لدن آدم إلى هذه الغاية ما أمره الله أمره ، إذ لا يخلو أحد من تقصير ما .

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ

24-" فلينظر الإنسان إلى طعامه " إتباع للنعم الذاتية بالنعم الخارجية .

أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا

25-" أنا صببنا الماء صباً " استئناف مبين لكيفية إحداث الطعام ، وقرأ الكوفيون بالفتح على البدل منه بدل الاشتمال .

ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا

26-" ثم شققنا الأرض شقاً " اي بالنبات أو بالكراب ، وأسند الشق إلى الشق نفسه إسناد الفعل إلى السبب .

فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا

27-" فأنبتنا فيها حباً " كالحنطة والشعير .

وَعِنَبًا وَقَضْبًا

28-" وعنباً وقضباً " يعني الرطبة سميت بمصدر قضبه إذا قطعه لأنها تقضب مرة بعد أخرى .

وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا

29-" وزيتوناً ونخلاً " .

وَحَدَائِقَ غُلْبًا

30-" وحدائق غلباً " عظاماً وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها ، أو لأنها ذات أشجار غلاظ مستعار من وصف الرقاب .

وَفَاكِهَةً وَأَبًّا

31-" وفاكهة وأباً " ومرعى من أب إذا أم لأنه يؤم وينتجع ، أو من أب لكذا إذا تهيأ له لأنه متهيئ للرعي ، أو فاكهة يابسة تؤوب للشتاء .

مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

32-" متاعاً لكم ولأنعامكم " فإن الأنواع المذكورة بعضها طعام وبعضها علف .

فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ

33-" فإذا جاءت الصاخة " أي النفخة وصفت بها مجازاً لأن الناس يصخون لها .

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ

34-" يوم يفر المرء من أخيه " .

وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ

35-" وأمه وأبيه " .

وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ

36-" وصاحبته وبنيه " لاشتغاله بشأنه وعلمه بأنهم لا ينفعونه ، أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم وتأخير الأحب فالأحب للمبالغة كأنه قيل : يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته وبنيه .

لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ

37-" لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " يكفيه في الاهتمام به ، وقرئ يعنيه أي يهمه .

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ

38-" وجوه يومئذ مسفرة " مضيئة من إسفار الصبح .

ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ

39-" ضاحكة مستبشرة " لما ترى من النعيم .

وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ

40-" ووجوه يومئذ عليها غبرةً " غبار وكدورة .

تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ

41-" ترهقها قترة " يغشاها سواد وظلمة .

أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ

42-" أولئك هم الكفرة الفجرة" الذين جمعوا إلى الكفر الفجور ، فلذلك يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر " .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس