1-" ألهاكم " شغلكم وأصله الصرف إلى اللهو منقول من لها إذا غفل ." التكاثر " التباهي بالكثرة .
2-" حتى زرتم المقابر " إذا استوعبتم عدد الأحياء صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات ، عبر عن انتقالهم إلى ذكر الموتى بزيارة المقابر . روي أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا بالكثرة فكثرهم بنو بد مناف ، فقال بنو سهم إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادونا بالأحياء والأموات فكثرهم بنو سهم ، وإنما حذف المنهي عنه وهو ما يعنيهم من أمر الدين للتعظيم والمبالغة . وقيل معناه " ألهاكم التكاثر " بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم مضيعين أعماركم في طلب الدنيا عما هو أهم لكم ، وهو السعي لأخراكم فتكون زيارة القبور عبارة عن الموت .
3-" كلا " ردع وتنبيه على أن العاقل له أن لا يكون جميع همه ومعظم سعيه للدنيا فإن عاقبة ذلك وبال وحسرة " سوف تعلمون " خطأ رأيكم إذا عاينتم ما وراءكم وهو إنذار ليخافوا وينتبهوا من غفلتهم .
4-" ثم كلا سوف تعلمون " تكرير للتأكيد وفي " ثم " دلالة على أن الثاني أبلغ من الأول ، أو الأول عند الموت أو في القبر والثاني عند النشور .
5-" كلا لو تعلمون علم اليقين " أي لو تعلمون ما بين أيديكم علم اليقين أي كعلمكم ما تستيقنونه لشغلكم ذلك عن غيره ، أو لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه فحذف الجواب للتفخيم ولا يجوز أن يكون قوله :
6-" لترون الجحيم " جواباً له لأنه محقق الوقوع بل هو جواب قسم محذوف أكد به الوعيد وأوضح به ما انذرهم منه بعد إبهامه تفخيماً ،وقرأ ابن عامر و الكسائي بضم التاء .
7-" ثم لترونها " تكرير للتأكيد ، أو الأولى إذا رأيتهم من مكان بعيد والثانية إذا وردوها ، أو المراد بالأولى المعرفة وبالثانية الإبصار . " عين اليقين " أي الرؤية التي هي نفس اليقين ، فإن علم المشاهدة أعلى مراتب اليقين .
8-" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " الذي ألهاكم ،والخطاب مخصوص بكل من ألهاه دنياه عن دينه و " النعيم " بما يسغله للقرينة والنصوص الكثيرة كقوله : " من حرم زينة الله " " كلوا من الطيبات " وقيل يعمان إذ كل يسأل عن شكره .وقيل الآية مخصوصة بالكفار . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ ألهاكم لم يحاسبه الله سبحانه وتعالى بالنعيم الذي أنعم به عليه في دار الدنيا ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية " .