1-" هل أتاك حديث الغاشية " الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يعني يوم القيامة ،أو النار من قوله تعالى " وتغشى وجوههم النار " .
2-" وجوه يومئذ خاشعة " ذليلة .
3-" عاملة ناصبة " تعمل ما تتعب فيه كجر السلاسل وخوضها في النار خوض الإبل في الوحل ،والصعود والهبوط في تلالها ووهادها ما عملت ، ونصبت في أعمال لا تنفعها يومئذ .
4-" تصلى ناراً " تدخلها وقرأ أبو عمرو و يعقوب و أبو بكر تصلى من أصلاه الله ، وقرئ تصل بالتشديد للمبالغة . " حامية " متناهية في الحر .
5-" تسقى من عين آنية " بلغت أناها في الحر .
6-" ليس لهم طعام إلا من ضريع " يبيس الشبرق وهو شوك ترعاه الإبل ما دام رطباً ، وقيل شجرة نارية تشبه الضريع ، ولعله طعام هؤلاء والزقوم والغسلين طعام غيرهم ، أو المراد طعامهم ما تتحاماه الإبل وتعافه لضره وعدم نفعه كما قال تعالى :
7-" لا يسمن ولا يغني من جوع " والمقصود من الطعام أحد الأمرين .
8-" وجوه يومئذ ناعمة " ذات بهجة أو متنعمة .
9-" لسعيها راضيةً " رضيت بعملها لما رأت ثوابه .
10-" في جنة عالية " علية المحل أو القدر .
11-" لا تسمع " يا مخاطب أو الوجوه ، وقرأ على بناء المفعول بالياء ابن كثير و أبو عمرو و رويس وبالتاء نافع . " فيها لاغيةً " لغواً أو كلمة ذات لغو أو نفساً تلغو ، فإن كلام أهل الجنة الذكر والحكم .
12-" فيها عين جارية " يجري ماؤها ولا ينقطع والتنكير للتعظيم .
13-" فيها سرر مرفوعة " رفيعة السمك أو القدر .
14-" وأكواب " جمع كوب وهو آنية لا عروة لها " موضوعة " بين أيديهم .
15-" ونمارق " وسائد جمع نمرقة بالفتح والضم " مصفوفةً " بعضها إلى بعض .
16-" وزرابي " بسط فاخرة جمع زريبة " مبثوثة " مبسوطة .
17-" أفلا ينظرون " نظر اعتبار " إلى الإبل كيف خلقت " خلقاً دالاً على كمال قدرته وحسن تدبيره حيث خلقها لجر الأثقال إلى البلاد النائية ن فجعلها عظيمة باركة للمحل ناهضة بالحمل منقادة لمن اقتادها طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع ما لها من منافع أخرى ولذلك خصت بالذكر لبيان الآيات المنبثة في الحيوانات التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً ، ولأنها أعجب ما عند العرب من هذا النوع . وقيل المراد بها السحاب على الاستعارة.
18-" وإلى السماء كيف رفعت " بلا عمد .
19-" وإلى الجبال كيف نصبت " فهي راسخة لا تميل .
20-" وإلى الجبال كيف نصبت " بسطت حتى صارت مهاداً وقرئ الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى " أفلا ينظرون " إلى أنواع المخلوقات من البسائط والمركبات ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ولذلك عقب به بأمر المعاد ورتب عليه الأمر بالتذكير فقال :
21-" فذكر إنما أنت مذكر " فلا عليك إن لم ينظروا ولم يذكروا إذ ما عليك إلا البلاغ .
22-" لست عليهم بمصيطر " بمتسلط وعن الكسائي بالسين على الأصل و حمزة بالإشمام .
23-" إلا من تولى وكفر " لكن من تولى وكفر .
24-" فيعذبه الله العذاب الأكبر " يعني عذاب الآخرة . وقيل متصل فإن جهاد الكفار وقتلهم تسلط ، وكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة وقيل هو استثناء من قوله " فذكر " أي فذكر إلا من تولى وأصر فاستحق العذاب الأكبر ، ما بينهما اعتراض ويؤيد الأول أنه قرئ " إلا من تولى " على التنبيه .
25-" إن إلينا إيابهم " رجوعهم ، وقرئ بالتشديد على أنه فيعلل مصدر فيعل من الإياب ، أو فعال من الأوب قلبت واوه الأولى قلبها في ديوان ثم الثانية للإدغام .
26-" ثم إن علينا حسابهم " في المحشر ، وتقديم الخبر للتخصيص والمبالغة في الوعيد . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً" .