1-" والسماء ذات البروج " يعني البروج الاثني عشر شبهت بالقصور لأنها تنزلها السيارات وتكون فيها الثوابت ، أو منازل القمر أو عظام الكواكب سميت بروجاً لظهورها ، أو أبواب السماء فإن النوازل تخرج منها وأصل التركيب للظهور .
2-" واليوم الموعود " يوم القيامة .
3-" وشاهد ومشهود " ومن يشهد في ذلك اليوم من الخلائق وما أحضر فيه من العجائب ، وتنكيرهما للإبهام في الوصف أي " وشاهد ومشهود " لا يكتنه وصفهما ، أو المبالغة في الكثرة كأنه قيل : ما افرطت كثرته من شاهد ومشهود ، أو النبي عليه الصلاة والسلام وأمته ، أو أمته وسائر الأمم ، أو كل نبي وأمته ، أو الخالق والخلق ، أو عكسه فإن الخالق مطلع على خلقه وهو شاهد على وجوده ، أو الملك الحفيظ والمكلف أو يوم النحر ، أو عرفة والحجيج ، أو يوم الجمعة والجمع فإنه يشهد له او كل يوم وأهله .
4-" قتل أصحاب الأخدود " قيل إنه جواب القسم على تقدير لقد " قتل " ، والأظهر أنه دليل جواب محذوف كأنه قيل إنهم ملعونون يعني كفار مكة لعن أصحاب الأخدود ، فإن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على أذاهم وتذكيرهم بما جرى على من قبلهم ، والأخدود الخد وهو الشق في الأرض ونحوهما بناء ومعنى الحق والأحقوق . روي مرفوعاً : " أن ملكاً كان له ساحراً فلما كبر ضم إليه غلاماً ليعلمه ، وكان في طريقه راهب فمال قلبه إليه ،فرأى في طريقه ذات يوم حية قد حبست الناس فأخذ حجراً وقال : اللهم إن كان الراهب أحب إليه من الساحر فاقتلها فقتلها ، وكان الغلام بعد يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي من الأدواء ، وعمي جليس الملك فأبرأه ،فسأله الملك عمن أبرأه فقال ربي فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه ، فدل على الراهب فقده بالمنشار ، وأرسل الغلام إلى جبل ليطرح من ذروته ، فدعا فرجف بالقوم فهلكوا ونجا ،وأجلسه في سفينة ليغرق فدعا فانكفأت السفينة بمن معه فغرقوا ونجا ، فقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس وتصلبني وتأخذ سهماً من كنانتي وتقول : بسم الله رب هذا الغلام ، ثم ترميني به فرماه فوقع في صدغه فمات ، فآمن الناس برب الغلام ، فأمر بأخاديد وأوقدت فيها النيران ، فمن لم يرجع منهم طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاعست فقال الصبي : يا أماه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت ". وعن علي رضي الله تعالى عنه . كان بعض ملوك المجوس خطب الناس وقال : إن الله أحل نكاح الأخوات فلم يقبلوه ، فأمر بأخاديد النار فطرح فيها من أبى ، وقيل لما تنصر نجران غزاهم ذو نواس اليهودي من حمير فأحرق في الأخاديد من لم يرتد .
5-" النار " بدل من " الأخدود " بدل الاشتمال " ذات الوقود " صفة لها بالعظمة وكثرة ما يرتفع بها لهبها ،واللام في " الوقود " للجنس .
6-" إذ هم عليها " على حافة النار " قعود " قاعدون .
7-" وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود " يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنهم لم يقصروا فيما أمروا به ، أو يشهدون على ما يفعلون يوم القيامة حين تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم .
8-" وما نقموا منهم " وما أنكروا " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " استثناء على طريقة قوله : ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب ووصفه بكونه عزيزاً غالباً يخشى عقابه حميداً منعماً يرجى ثوابه وقرر ذلك بقوله :
9-" الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد " للإشعار بما يستحق أن يؤمن به ويعبد .
10-" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " بلوهم بالأذى " ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم " بكفرهم " ولهم عذاب الحريق " العذاب الزائد في الاحراق بفتنتهم . بل المراد بـ" الذين فتنوا " " أصحاب الأخدود " وبـ" عذاب الحريق " ما روي أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم .
11-" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير " إذ الدنيا وما فيها تصغر دونه .
12-" إن بطش ربك لشديد " مضاعف عنفه فإن البطش أخذ بعنف .
13-" إنه هو يبدئ ويعيد " " يبدئ " الخلق ويعيده ، أو " يبدئ " البطش بالكفرة في الدنيا ويعيده في الآخرة .
14-" وهو الغفور " لمن تاب " الودود " المحب لمن أطاع .
15-" ذو العرش " خالفه ، وقيل المراد بـ" العرش " الملك ، وقرئ ذي العرش صفة لـ" ربك " . " المجيد " العظيم في ذاته وصفاته ، فإنه واجب الوجود تام القدرة والحكمة ،وجره حمزة و الكسائي صفه لـ" ربك " ، أو لـ" العرش " ومجده علوه وعظمته .
16-" فعال لما يريد " لا يمتنع عليه مراد من أفعاله وأفعال غيره .
17-" هل أتاك حديث الجنود " .
18-" فرعون وثمود " ابدلهما من الجنود لأن المراد بـ" فرعون " هو وقومه ،والمعنى قد عرفت تكذيبهم للرسل وما حاق بهم فتسل واصبر على تكذيب قومك وحذرهم مثل ما أصابهم ز
19-" بل الذين كفروا في تكذيب " لا يرعوون عنه ، ومعتة الإضراب أن حالهم أعجب من حال هؤلاء فإنهم سمعوا قصتهم ورأوا آثار هلاكهم وكذبوا أشد من تكذيبهم .
20-" والله من ورائهم محيط " لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط المحيط .
21-" بل هو قرآن مجيد " بل هذا الذي كذبوا به كتاب شريف وحيد في النظم والمعنى ، وقرئ " قرآن مجيد " بالإضافة أي قرآن رب مجيد .
22-" في لوح محفوظ " من التحريف ،وقرأ نافع محفوظ بالرفع صفة لـ" القرآن " ، وقرئ " في لوح " وهو الهواء يعني ما فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل جمعة وعرفة تكون في الدنيا عشر حسنات " .