1-" ألم نشرح لك صدرك " ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق فكان غائباً حاضراً ، أو ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم وأزلنا عنه ضيق الجهل ، أو بما يسرنا لك تلقي الوحي بعدما كان يشق عليك ، وقيل إنه إشارة إلى ما روي " أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباه أو يوم الميثاق ، فاستخرج قلبه فغسله ثم ملأه إيماناً وعلماً " . ولعله إشارة إلى نحو ما سبق ومعنى الاستفهام إنكار نفي الانشراح مبالغة في إثباته ولذلك عطف عليه .
2-" ووضعنا عنك وزرك " عبأك الثقيل .
3-" الذي أنقض ظهرك " الذي حمله على النقيض وهو صوت الرحل عند الانتقاض من ثقل الحمل وهو ما ثقل عليه من فرطاته قبل البعثة ، أو جهله بالحكم والأحكام أو حيرته ، أو تلقي الوحي أو ما كان يرى من ضلال قومه من العجز عن إرشادهم ، أو من أصرارهم وتديهم في إيذائه حين دعاهم إلى الإيمان .
4-" ورفعنا لك ذكرك " بالنبوة وغيرها ، وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته ، وصلى عليه في ملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه ، وخاطبه بالألقاب ، وإنما زاد " لك " ليكون إبهاماً قبل إيضاح فيفيد المبالغة .
5" فإن مع العسر " كضق الصدر والوزر المنقض وضلال القوم وإيذائهم ." يسراً " كالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمك ، وتنكيره للتعظيم والمعنى بما في إن مع من المصاحبة المبالغة في معاقبة اليسر للعسر ، واتصاله به اتصال المتقاربين .
6-" إن مع العسر يسراً " تكرير للتأكيد أو استئناف وعده بأن " العسر " متبوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك : إن للصائم فرحة ، إن للصائم فرحة أي فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء الرب . وعليه قوله عليه الصلاة والسلام " لن يغلب عسر يسرين " فإن العسر معرف فلا يتعدد سواء كان للعهد أو للجنس ، واليسر منكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد يغاير ما أريد بالأول .
7-" فإذا فرغت " من التبليغ " فانصب " فاتعب في العبادة شكراً لما عددنا عليك من النعم السالفة ووعدناك من النعم الآتية . وقيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة ، أو " فإذا فرغت " من الصلاة فانصب بالدعاء .
8-" وإلى ربك فارغب " بالسؤال ولا تسأل غيره فإنه القادر وحده على إسعافك ، وقرئ فرغب أي فرغب الناس إلى طلب ثوابه . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة ألم نشرح فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني " .