islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير البيضاوى
17334

90-البلد

لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

1-" لا أقسم بهذا البلد " .

وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ

2-" وأنت حل بهذا البلد " أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول عليه الصلاة والسلام فيه إظهاراً لمزيد فضله ،وإشعاراً بان شرف المكان بشرف أهله ، وقيل " حل " مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار فهو وعد بما أحل له عام الفتح .

وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ

3-" ووالد " عطف على " هذا البلد " والوالد آدم أو إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . " وما ولد " ذريته أو محمد عليه الصلاة والسلام ، والتنكير للتعظيم وإيثار ما على من لمعنى التعجب كما في قوله " والله أعلم بما وضعت " .

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

4-" لقد خلقنا الإنسان في كبد " تعب ومشقة من كبد الرجل كبداً إذا وجعت كبده ومنه المكابدة ، والإنسان لا يزال في شدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقه ومنتهاها الموت وما بعده ، وهو تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام مما كان يكابده من قريش والضمير في " أيحسب " لبعضهم الذي كان يكابد من أكثر ، أو يفتر كأبي الأشد بن كلدة فإنه كان يبسط تحت قدميه أديم عكاظي ويجذبه عشرة فنقطع ولا تزال قدماه ، أو لكل أحد منهم أو للإنسان .

أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ

5-" أن لن يقدر عليه أحد " . فينتقم منه .

يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا

6-" يقول " أي في ذلك الوقت . " أهلكت مالاً لبداً " كثيراً ، من تلبد الشيء إذا اجتمع ، والمراد ما أنفقه سمعة ومفاخرة ، أو معاداة للرسول عليه الصلاة والسلام .

أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ

7-" أيحسب أن لم يره أحد " حين كان ينفق أو بعد ذلك فيسأله عنه ، يعني أن الله سبحانه وتعالى يراه فيجازيه ، أو يجده فيحاسبه عليه ثم بين ذلك بقوله :

أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ

8-" ألم نجعل له عينين " يبصر بهما .

وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ

9-" ولساناً " يترجم به عن ضميره . "وشفتين " يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب وغيرهما .

وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

10-" وهديناه النجدين " طريقي الخير والشر ، أو الثديين وأصله المكان المرتففع .

فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

11-" فلا اقتحم العقبة " أي فلم يشكر تلك الأيادي باقتحام العقبة وهو الدخول في أمر شديد ، و " العقبة " الطريق في الجبل استعارها بما فسرها عز وجل به من الفك والإطعام في قوله :

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

12-" وما أدراك ما العقبة " .

فَكُّ رَقَبَةٍ

13-" فك رقبة " .

أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

14-" أو إطعام في يوم ذي مسغبة " .

يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

15-" يتيماً ذا مقربة " .

أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

16-" أو مسكيناً ذا متربة " لما فيهما من مجاهدة النفس ولتعدد المراد بها حسن وقوع لا موقع لم فإنها لا تكاد تقع إلا مكررة ، إذ المعنى : فلا فك رقبةً ولا أطعم يتيماً أو مسكيناً . والمسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب في النسب وترب إذا افتقر ، وقرأ ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي فك رقبة على الإبدال من " اقتحم " وقوله تعالى : " وما أدراك ما العقبة " اعتراض معناه إنك لم تدر صعوبتها وثوابها .

ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ

17-" ثم كان من الذين آمنوا " عطف على " اقتحم " ، أو " فك " بـ" ثم " لتباعد الإيمان عن العتق والإطعام في الرتبة لاستقلاله واشتراط سائر الطاعات به . " وتواصوا " وأوصى بعضهم بعضاً . " بالصبر " على طاعة الله تعالى . " وتواصوا بالمرحمة " بالرحمة على عباده ، أو بموجبات رحمة الله تعالى .

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

18-" أولئك أصحاب الميمنة " اليمين أو اليمن .

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

19-" والذين كفروا بآياتنا " بما نصبناه دليلاً على الحق من كتاب وحجة أو بالقرآن . " هم أصحاب المشأمة " الشمال أو الشؤم ، ولتكرير ذكر المؤمنين باسم الإشارة والكفار بالضمير شأن لا يخفى .

عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ

20-" عليهم نار مؤصدة " مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته وأغلقته . وقرأ أبو عمرو و حمزة و حفص بالهمزة من آصدته . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله سبحانه وتعالى الأمان من غضبه يوم القيامة " .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس