1-" لا أقسم بهذا البلد " .
2-" وأنت حل بهذا البلد " أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول عليه الصلاة والسلام فيه إظهاراً لمزيد فضله ،وإشعاراً بان شرف المكان بشرف أهله ، وقيل " حل " مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار فهو وعد بما أحل له عام الفتح .
3-" ووالد " عطف على " هذا البلد " والوالد آدم أو إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . " وما ولد " ذريته أو محمد عليه الصلاة والسلام ، والتنكير للتعظيم وإيثار ما على من لمعنى التعجب كما في قوله " والله أعلم بما وضعت " .
4-" لقد خلقنا الإنسان في كبد " تعب ومشقة من كبد الرجل كبداً إذا وجعت كبده ومنه المكابدة ، والإنسان لا يزال في شدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقه ومنتهاها الموت وما بعده ، وهو تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام مما كان يكابده من قريش والضمير في " أيحسب " لبعضهم الذي كان يكابد من أكثر ، أو يفتر كأبي الأشد بن كلدة فإنه كان يبسط تحت قدميه أديم عكاظي ويجذبه عشرة فنقطع ولا تزال قدماه ، أو لكل أحد منهم أو للإنسان .
5-" أن لن يقدر عليه أحد " . فينتقم منه .
6-" يقول " أي في ذلك الوقت . " أهلكت مالاً لبداً " كثيراً ، من تلبد الشيء إذا اجتمع ، والمراد ما أنفقه سمعة ومفاخرة ، أو معاداة للرسول عليه الصلاة والسلام .
7-" أيحسب أن لم يره أحد " حين كان ينفق أو بعد ذلك فيسأله عنه ، يعني أن الله سبحانه وتعالى يراه فيجازيه ، أو يجده فيحاسبه عليه ثم بين ذلك بقوله :
8-" ألم نجعل له عينين " يبصر بهما .
9-" ولساناً " يترجم به عن ضميره . "وشفتين " يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب وغيرهما .
10-" وهديناه النجدين " طريقي الخير والشر ، أو الثديين وأصله المكان المرتففع .
11-" فلا اقتحم العقبة " أي فلم يشكر تلك الأيادي باقتحام العقبة وهو الدخول في أمر شديد ، و " العقبة " الطريق في الجبل استعارها بما فسرها عز وجل به من الفك والإطعام في قوله :
12-" وما أدراك ما العقبة " .
13-" فك رقبة " .
14-" أو إطعام في يوم ذي مسغبة " .
15-" يتيماً ذا مقربة " .
16-" أو مسكيناً ذا متربة " لما فيهما من مجاهدة النفس ولتعدد المراد بها حسن وقوع لا موقع لم فإنها لا تكاد تقع إلا مكررة ، إذ المعنى : فلا فك رقبةً ولا أطعم يتيماً أو مسكيناً . والمسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب في النسب وترب إذا افتقر ، وقرأ ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي فك رقبة على الإبدال من " اقتحم " وقوله تعالى : " وما أدراك ما العقبة " اعتراض معناه إنك لم تدر صعوبتها وثوابها .
17-" ثم كان من الذين آمنوا " عطف على " اقتحم " ، أو " فك " بـ" ثم " لتباعد الإيمان عن العتق والإطعام في الرتبة لاستقلاله واشتراط سائر الطاعات به . " وتواصوا " وأوصى بعضهم بعضاً . " بالصبر " على طاعة الله تعالى . " وتواصوا بالمرحمة " بالرحمة على عباده ، أو بموجبات رحمة الله تعالى .
18-" أولئك أصحاب الميمنة " اليمين أو اليمن .
19-" والذين كفروا بآياتنا " بما نصبناه دليلاً على الحق من كتاب وحجة أو بالقرآن . " هم أصحاب المشأمة " الشمال أو الشؤم ، ولتكرير ذكر المؤمنين باسم الإشارة والكفار بالضمير شأن لا يخفى .
20-" عليهم نار مؤصدة " مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته وأغلقته . وقرأ أبو عمرو و حمزة و حفص بالهمزة من آصدته . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله سبحانه وتعالى الأمان من غضبه يوم القيامة " .